الأربعاء، 15 يونيو 2011

مُدَراء في اللغة تعني الضباع !


كثيرا من الهيئات والمؤسسات العربية العريقة ! والتي تنطق بلغة الضاد تجمع لفظة مدير في الأوراق على (مدراء) ، خصوصا في حالة التنبيهات الشاملة ، وذلك الجمع فيه من السب ما الله به عليم في عصر نتنفس فيه الجهل ويقودنا غير المؤهلين علميا أو عملياً ، وأنا لم أجد حتى ألان من أحدهم اعتراضاً أو تعليقا علي هذا اللفظ المهين ، وذلك ليس خوفا من التعليق ولكن لجهلهم بمعني اللفظ فهم يفرحون بمنطوق الكلمة لأنهم (مدراء) فقط ولايفهمون معناه !
معني مدراء :
معني كلمة مدراء في كتاب المحيط : والمَدْرَاءُ: من أسْمَاءِ الضَّبُعِ .... ولها معاني أخرى ولكن من هنا نعرف أن مدراء = ضباع ، وهذا قد يكون صحيح علي المستوى العملي ، ولكن غير صحيح علي المستوى العلمي اللغوي الصحيح . ولو جمعت مدير على مداراء قد تعني : المُطَيِّنون للجُدُر (يعني هم اللي طينوها ) وهذا قد يكون صحيح على أرض الواقع أيضا ....عفوا على العامية !
 وهناك معاني أخري في لسان العرب في مادة مدر :وبنو مَدْراءَ: أَهل الحَضَر.
وقول عامر للنبي، صلى الله عليه وسلم: لنا الوَبَرُ ولكُمُ المَدَرُ؛ إِنما عن به المُدُنَ أَو الحَضَرَ لأَن مبانيها إِنما هي بالمَدَرِ، وعنى بالوبر الأَخبية لأَن أَبنية البادية بالوبر.
والمَدَرُ: ضِخَمُ البِطْنَةِ  ،ورجل أَمْدَرُ: عظيمُ البَطْنِ والجنْبَيْنِ مُتَتَرِّبُهما، والأُنثى مَدْراءُ. وضَبُعٌ مَدْراءُ: عظيمةُ البَطْنِ. أ.هـ.
وأيضا فجمع مُدير على مدراء لا يصح لغويا توهمًا منهم أن الميم أصلية، وعليه يكون وزنها في ظنهم ( فُعَلاء) والصواب أن هذا خطأ لغوي بإجماع اللغويين المعاصرين، وبلا نزاع من كلام القدماء
وقواعدهم.....لأن الميم زائدة ووزن ( مُدِير ) : ( مُفْعِل )، وجمعه ( مديرون أو مديرين ) فقط قولا واحدا.
ولو احتلت لذكر وزن ( مدراء ) بناء على أن الميم زائدة لقلت: إن وزنها ( مُفَلاء ) ولكنه وزن مفقود في كلام العرب !
من كلمةُ مُدِيْر اسم فاعل من الفعل الرُّباعي أدار بوزن: أفْعَلَ: يقال: أدارَ يُديرُ فهو: مُدِير؛ فوزنُ كلمة مُدِير مُفْعِل، أصلها دور]،
مُدْوِر، ثم صارت بعد الإعلال: مُدِيْر . وهذا يعني أن الميمَ في أوَّل الكلمة زائدةٌ
وقد قرَّر النُّحاة: أنَّ الوصفَ المبدوءَ بميم زائدة - أي: على وزن مُفْعِل،
أو مُفْعَل، أو مَفْعُول، أو مُفَعِّل، ونحوها - إذا كان للعاقل= فإنه
لا يُجمَع جمعَ تكسير، بل يُجمعُ جمعَ سلامة: بالواو والنُّون، والياء النُّون، إلا ما شذَّ، وهي ألفاظٌ قليلةٌ محفوظةٌ أوردها علماءُ العربيَّة في كتبهم فالقياسُ في جمع مُدير : مُديرون في حالة الرَّفع، ومُديرين في حالتَي النَّصب والخَفْض ولم يُسمَع مُدَراء جمعًا لمُدير في كلامٍ فصيح؛ ليُلحَقَ بما شذَّ من الجُموع
ويَصِحُّ أن يكونَ لفظ مُدَراء جمعَ تكسيرٍ لاسم الفاعل مادِر، من الفعل
الثُّلاثي مَدَرَ يقال: مَدَرَ الرجلُ الجِدارَ يَمدُرُه مَدْرًا: إذ سَدَّ خِلالَ حِجارَتِه بالمَدَر، وهو الطِّينُ اللَّزِجُ المُتَماسِك وعليه فالمُدراءُ: هم المُطَيِّنون للجُدُر وغيرها، وشَتَّانَ ما بينَ  المُطَيِّنينَ المُدَراء والمسؤولينَ المُديرين
مثال :، وهذا رجل مدير أي يصنع المدر ، أما الكلمة المقصودة وهي مثلاً مدير العمل فهي تنطق بضم الميم وجمعها هنا " مديرون " كما نجمع كلمة مسلم ومؤمن ومحسن ( مسلمون ، مؤمنون ، محسنون ) ولا يجوز أن يقال ( مسلاء ، مؤناء ، محساء ) .. إذن جمع مدير = مديرون ، لا مدراء..
طرفة:
يحكي ان احد علماء اللغة المشهورين وهو أبي صفوان كان يجلس إلي رجل فلما رأى الرجل أبا صفوان يجلس بجواره أراد أن (يتحذلق) في الكلام  ليريه انه متمكن مثله في اللغة ، فرأى غلام يغسل بدنه فقال له : يا غلام أبدء بيداك ورجلاك ثم نظر إلى أبي صفوان وقال له بثقة في النفس : هذا كلام قد ذهب أهله يا أبا صفوان فقال أبو صفوان : هذا كلام لم يخلق الله له أهل أصلا . .... وذلك لان الصحيح  ( بيديك ورجليك) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق