الخميس، 16 يونيو 2011

الزمن استدار وعاد كهيئته (بين حصار غزة وحصار شعب أبا طالب)


اخرج البخاري حديث رقم 1513:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم، من الغد يوم النحر، وهو بمنى: (نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر). يعني ذلك المحصب، وذلك أن قريشا وكنانة، تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب، أو بني المطلب: أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم، حتى يسلموا إليهم النبي صلى الله عليه وسلم.
ومعني التقاسم علي الكفر أي عندما تم حصار بني هاشم في شعب أبا طالب بمكة ، حيث أن أبو طالب علم أن قريش سوف تقوم بقتل النبي صلي الله عليه وسلم ،فلما رأى أبو طالب عمل القوم جمع بني عبد المطلب وأمرهم أن يدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبهم وأمرهم أن يمنعوه ممن أرادوا قتله فاجتمع على ذلك مسلمهم وكافرهم فمنهم من فعله حمية ومنهم من فعله إيمانا ويقينا فلما عرفت قريش أن القوم قد منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجمعوا على ذلك اجتمع المشركون من قريش فاجمعوا أمرهم أن لا يجالسوهم ولا يبايعوهم ولا يدخلوا بيوتهم حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل وكتبوا في مكرهم صحيفة وعهودا ومواثيق لا يقبلوا من بني هاشم صلحا أبدا ولا يأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه للقتل فلبث بنو هاشم في شعبهم ثلاث سنين واشتد عليهم البلاء والجهد وقطعوا عنهم الأسواق فلا يتركوا لهم طعاما يقدم مكة ولا بيعا إلا بادروهم إليه فاشتروه يريدون بذلك أن يدركوا سفك دم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 وكأن الزمن يستدير ويعيد نفسه في غزة فقام الحصار علي الحبيبة غزة كما فعلت قريش برسول الله صلي الله عليه وسلم ، ولكن هذه المرة ليس من أهل الشرك فقط بل ومن المسلمين فأيام شعب أبا طالب لم يتورط أحد من المسلمين في ذلك الحصار (أعاذهم الله من ذلك) ولكن اليوم تحالف المشركين (اليهود والصليبين) مع شرذمة منحلة من المسلمين لحصار غزة ، حيث تقاسموا علي الضلال والغي بتجويع أهلنا وأمهاتنا وآبائنا وإخواننا ونسائنا وأطفالنا بغزة .

سبب الحصار

بعد أن فشلت جميع وسائل الإرهاب والحرب النفسية والدعائية ضدّ النبي(صلى الله عليه وآله) ومن آمن معه(أهل غزة)، امتنع زعماء قريش(اليهود وبعض زعماء المسلمين)، وقرّروا أن يقاطعوا أبا طالب وبني هاشم، ومحمّداً وأصحابه، مقاطعة اقتصادية واجتماعية، وكتبوا عهداً(وثيقة غزة أريحا) بذلك وعلّقوه في جوف الكعبة.

 مضمون الصحيفة

ممّا جاء في تلك الصحيفة الظالمة: ألاّ يبايعوا أحداً من بني هاشم، ولا يناكحوهم، ولا يعاملوهم، حتّى يدفعوا إليهم محمّداً فيقتلوه.
وتعاهدوا على ذلك، وختموا الصحيفة بثمّانين ختماً، ثمّ حصرت قريش رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته من بني هاشم وبني عبد المطلّب في شعب أبي طالب.

 شدّة الحصار

استمرّ الحصار وطال حتّى أنفق أبو طالب والنبي(صلى الله عليه وسلم) مالهما، كما أنفقت خديجة أموالها الطائلة في هذه المحاصرة الظالمة.
وأشتدّ خلالها الخَطْبُ على المسلمين، وراحوا يعانون من الجوع والأذى، ويأكلون نباتات الأرض، ولم يكن يصلهم من الطعام شيء، إلاّ ما كان يتسرّب سرّاً من بعض المتعاطفين معهم.

رفع الحصار والمروءة

وهنا قصة لا أعلم مدي صحتها(والراجح ضعفها) من أكل الأرضة الصحيفة ولم يتبقي سوي اسم الله تعالي ،ولكن الذي أعلمه هنا مروءة بعض المشركين منهم المطعم بن عدي وعدة أنفار من قريش تبرؤ من هذه الصحيفة الظالمة ،بل وفعل بعضهم أفعال توكد أن هناك فارق بين كفار الأمس واليوم فكفار الأمس كان لديهم مروءة ولا يوجد اي وجه للمقارنة بينهم وبين الوحوش الضارية من اليهود  حيث قام  هشام بن عمر بن الحارث رضي الله عنه لأنه أسلم كان في هذا الوقت على الشرك وكان ابن أخي نضلة ابن هاشم ابن عبد مناف ابن أمه فكان هشام لبني هاشم واصلا متوددا وكان ذا شرف في قومه فكان يأتي ليلا بالبعير قد أوقره طعاما بالليل ملأ الرحلة على ظهر البعير بالطعام وبنو هاشم وبنو المطلب بالشعب حتى إذا أقبل فم الشعب يخلع فطام البعير حتى لا يبقى له قيد ثم ضرب على جنب البعير حتى يدخل البعير الشعب وهو محمل بالطعام والشراب فيأتي البعير وقد أوقره برا وليلة أخرى يملأه بالقمح ويفعل به مثلما فعل به في الليلة الأولى قال ابن سعد: وكان أوصل قريش لبني هاشم رضي الله عنه حين حوصروا في الشعب أدخل عليهم في ليلة واحدة ثلاثة أحمال طعام _فالبعير يذبح ويأكلون اللحم وعليه الطعام من كل الخيرات صحيح تعرضوا في أيام كثيرة للجوع والشدة_ فعلمت بذلك قريش فمشوا إليه حين أصبح فكلموه بذلك فقال إني عير عائد لشيء خالفه فانصرفوا عنه وفي الليلة التي بعدها أدخل ليلا على النبي وأصحابه في الشعب جملا أو جملين فعلموا بذلك فغالطته قريش وهمت به أي أن تبطش به قال أبو سفيان بن حرب دعوه رجل وصل أهله رحمه أما إني أحلف بالله لو فعلنا مثلما فعل هشام لكان أحسن بنا ثم إن هشام مشى إلى زهير بن أمية رضي الله عنه وأم زهير عاتكة بنت عبد المطلب- يعني أخت أبي طالب_ وقال له يا زهير أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت لا يبايعون ولا يبتاع منهم ولا ينكحون ولا ينكح إليهم أما إني أحلف بالله أن لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم ما أجابك إليه فقال له ويحك يا هشام فماذا أصنع إنما أنا رجل واحد والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقض الصحيفة فقال له قد وجدت رجلا آخر قال من قال أنا فقال له زهير أبغنا رجلا ثالثا فذهب هشام بن عمر إلى المدعم بن عدي وكان شريفا في قومه فقال له يا مطعم أرضيت أن يهلك بنو عبد مناف وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش فيهمأما والله لئن مكنتموهم من هذه لتجدنهم إليها منكم صراعا فقال له المطعم ويحك فماذا أصنع أنا إنما أنا رجل واحد قال: له قد وجدت ثانيا قال: من هو؟ قال: أنا قال: أبغنا ثالثا قال: وجدت قال: من؟ زهير بن أبي أمية فقال: أبغنا رابعا فذهب هشام بن أبي عمر رضي الله عنه إلى أبي البَختري بن هشام فقال له نحوا مما قال للمطعم بن عدي فقال له وهل أحد يعين على هذا الأمر؟ قال: نعم قال: من هو؟ قال: زهير بن أمية والمطعم بن عدي وأنا معك قال: أبغنا خامسا فذهب هشام بن عمر إلى زمعة بن الأسود وذكر له قرابتهم وحقهم عليه فقال: وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد؟ قال: نعم وسمى له القوم فقال زمعة بن الأسود قوموا بنا وذهبوا واجتمعوا واتفقوا على ذلك واجتمعوا في مكان سري في مكة يقال له الحاجون معروف إلى اليوم وتعاهدوا على القيام في نقض الصحيفة قال زهير أنا أبدؤكم فلما أصبحوا غدوا جميعا إلى أنديتهم وغدا زهير وعليه حلة فطاف بالبيت ثم أقبل على الناس وقال يا أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يباعون ولا يبتاع منهم والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة فقال أبو جهل كذبت والله لا تشق الصحيفة فرد زمعة بن الأسود وقال: أنت والله لأكذب يا أبا جهل والله ما رضينا كتابتها حين كتبت فقال أبو البَختري صدق والله زمعة لا نرضى ما كتب فيها ولا نقر به فقال المطعم بن عدي صدقتما وكذب من قال غير ذلك إنا نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها فقال هشام بن عمر صدقتم والله ما رضينا بها ونبرأ إلى الله مما كتب فيها .

وهنا قال أبا طالب اللامية التي تنسب إليه والله أعلم بصحتها ولكن هناك بيتان منها في صحيح البخاري صحوا النسبة إلي أباطالب

ألا بلغا عني على ذات بيننا لؤيا         وخصا من بني لؤي بني كعب

ألا بلغا عني على ذات بيننا: على المودة والرحمة التي بيننا كيف يحاصرنا قومنا وكيف يحاصرنا ذوو أرحامنا ويمنع عنا الميرة والشراب

 ألا بلغا عني على ذات بيننا لؤيا         وخصا من بني لؤي بني كعب

ألم يعلموا أنا وجدنا محمدا            نبيا كموسى خُط في أول الكتب

وأن عليه في العباد محبة                    ولا خير ممن خصه الله بالحب

فلسنا ورب البيت نسلم أحمدا          لعزاء من عض الزمان ولا كرب

يعني رغم التضييق والحصار لن نسلمكم محمد

أفيقوا، أفيقوا قبل أن يحفر الثرى       ويصبح من لم يجني ذنبا كذي الذنب

ولما رأيت القوم لا ود عندهم         وقد قطعوا كل العرى والوسائل

قد صارحونا بالعداوة والأذى            وقد طاوعوا أمر العدو المزايل

وقد حالفوا قوما علينا أضنة                 يعضونا غيظا خلفنا بالأنامل

الأضن جمع ضنين والضنين هو الرجل المتهم 

صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة           وأبيض عذب من تراث المقاول

وأحضرت عند البيت رهطي وإخوتي         وأمسكت من أثوابه بالوصائل

الوصائل هي ثياب الكعبة كانت مخططة بالون ألحمر فتعلقت بها 

أعوذ برب الناس من كل طاعن                    علينا بسوء أو ملح بباطل

ومن كاشح يسعى لنا بمعيبة ومن                 ملحق في الدين ما لم نحاول

كذبتم وبيت الله نبزا محمد                  ولما نطاعن حوله ونناضل

نبذا يعني نغلب عليه ونسلمه لا  

ونسلمه حتى نصرع حوله      ونذهل عن أبنائنا والحلائل

إنا لعمر الله إن جد ما أرى          لتلبسن أسيافنا بالأماثل

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه    ثمال اليتامى عصمة للأرامل

ثمال اليتامى يعني كافل اليتامى 

يلوذ به الهلاك من آل هاشم       فهم عنده في نعمة وفواضل

جزا الله عنا عبد شمس ونوفل       عقوبة شر عاجل غير آجل

لعمري لقد كلفت وجدا بمحمد    وإخوته دأب المحب المواصل

يعني أنا محب لمحمد معلق بأحمد 

فلازالت الدنيا جمالا لأهلها     وزينا على رغم العدو المخاتل

يعني النبي زينة الدنيا رغم أنوفكم

فمن مثله في الناس أي مؤمَل     إذا قاسه الحكام عند التفاضل

حليم رشيد عادل غير طائش            يوالي إله ليس عنه غافل 

فأيده رب العباد بنصره               وأظهر دينا حقه غير ناصل

لقد علموا أنا ابننا غير مكذب      عندنا ولا يعنى بقول الأباطل

فأصبح فينا أحمد في أرومة              يقصر عنها صورة المتطاول

حدبت بنفسي دونه وحميته           ودافعت عنه بالذرى والكلاكل

 والله أعلم بصحة القصيدة لأبي طالب ولكن رأيت بيتان منها استشهد بهم البخاري رحمه الله في صححيه تدل بإذن الله علي صحة القصيدة

فان نسينا صلة الإسلام بيننا وبين أهل غزة فلنكن بمروءة المطعم بن عدي، وهشام بن نضلة بن الحارث

ملاحظة2 : وهذا البيت وأبيض يستسقى الغمام بوجهه    ثمال اليتامى عصمة للأرامل
لا يوجد به منافاة للتوحيد بالنسبة لنا حيث ان المسلمين كانوا يستسقوا بالنبي صلي الله عليه وسلم وهو حي فقط وفعلتها قريش عندما أقحطوا استسقوا بالنبي صلي الله عليه وسلم ، ولكن بعد موته صلي الله عليه وسلم لم يفعلها أحد من المؤمنين(اي لم يستسقوا به وهو ميت صلوات ربي عليه)
وهناك في تاريخنا كثيرا من أنواع الحصار بإذن ربنا نتلوها تترا يوم بعض يوم ، من حصار بعض الخلفاء وحصار بلاد إسلامية علي مر التاريخ .

مسألة مهمة جدا الفرق بين بني عبد المطلب وبني المطلب

ملاحظة:الذين دخلوا الشعب مع بني هاشم هم بني المطلب وليس بني عبد المطلب لان عبد المطلب جزء من بني هاشم وهو جد النبي ،فبني عبد المطلب دخلو في الشعب مع بني هاشم ،أما بني المطلب ..فالمطلب هذا أخو هاشم فهو عم عبد المطلب ،ودخلوا معهم الحصار لانهم كانوا يعتبروا شيء واحد وهذا ثابت فى بعض الاحاديث الصحيحة ولذلك قسم لهم النبي صلي الله عليه وسلم من الخمس.
اخرج البخاري 2971 :- حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث، عن عقيل عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن جبير بن مطعم قال:
 مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، أعطيت بني المطلب وتركتنا، ونحن وهم منك بمنزلة واحدة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد).
قال الليث: حدثني يونس، وزاد: قال جبير: ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل. وقال ابن إسحاق: عبد شمس وهاشم والمطلب إخوة لأم، وأمهم عاتكة بنت مرة، وكان نوفل أخاهم لأبيهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق