الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

سيرة ابن مسعود رضي الله عنه (الجزء الثاني)


بداية معرفته بأمر النبي r
26- أخرج الطبراني في المعجم (10397) : حدثنا عبدان بن أحمد ثنا يحيى بن حاتم العسكري ثنا بشر بن مهران ثنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال : أول شيء علمت من أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم قدمت مكة في عمومة لي فأرشدنا على العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم فجلسنا إليه فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعد إلى أنصاف أذنيه أشم أقنى أذلف براق الثنايا أدعج العينين كث اللحية دقيق المسربة شنن الكفين والقدمين عليه ثوابن أبيضان كأنه القمر ليلة البدر يمشي على يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق أو محتلم تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ثم استلم الغلام ثم استلمت المرأة ثم طاف بالبيت سبعا والغلام والمرأة يطوفان معه ثم استلم الركن ورفع يديه وكبر وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه وقامت المرأة خلفهما فرفعت يديها وكبرت وأطال القنوت ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه من الركوع مقنت وهو قائم ثم سجد وسجد الغلام والمرأة معه يصنعان مثل ما يصنع ويتبعانه قال : فرأينا شيئا لم يكن نعرفه بمكة فأنكرنا فأقبلنا على العباس فقلنا : يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أشيء حدث ؟ قال : أجل والله أما تعرفون هذا ؟ قلنا : لا قال : هذا ابن أخي محمد بن عبد الله والغلام علي بن أبي طالب والمرأة خديجة بنت خويلد أم والله ما على ظهر الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة .
قال الهيثمي في المجمع (15267) : وفيه اثنان أحدهما يحيى بن حاتم ولم أعرفه والآخر بشر بن مهران وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم وبقية رجاله ثقات .
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : قال ابن شيبة لا نعلم روى هذا إلا بشر الخصاف وهو رجل صالح .
دخوله الإسلام
27- أخرج الإمام أحمد في المسند (3598) وابن حبان(6470_ 7021) في صححيه وغيرهم واللفظ هنا للمسند لزيادة مهمة : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو بكر بن عياش حدثني عاصم عن زر عن بن مسعود قال : كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فقال يا غلام هل من لبن قال قلت نعم ولكني مؤتمن قال فهل من شاة لم ينز عليها الفحل فأتيته بشاة فمسح ضرعها فنزل لبن فحلبه في إناء فشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع أقلص فقلص قال ثم أتيته بعد هذا فقلت يا رسول الله علمني من هذا القول قال فمسح رأسي وقال يرحمك الله فإنك غليم معلم
صححه العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند _ وحسنه الشيخ شعيب الأرنؤوط _ وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : هذا حديث صحيح الإسناد _  وقال العلامة الألباني في تعليقه على ابن حبان : حسن صحيح ـ ((الروض النضير)) (652) ، وفي (ق) جملة السبعين سورة .
قال الذهبي في السير : ورواه أبو عوانة عن عاصم بن بهدلة وفيه زيادة منها فلقد أخذت من فيه صلى الله عليه وسلم سبعين سورة ما نازعني فيها بشر ورواه إبراهيم بن الحجاج السامي عن سلام أبي المنذر عن عاصم وفيه : قال فأتيته بصخرة منقعرة فحلب فيها قال فأسلمت وأتيته  ..... قلت هو عند         28-الإمام أحمد عن عاصم باختلاف يسير (3599) قال : فاتاه أبو بكر بصخرة منقورة فاحتلب فيها فشرب وشرب أبو بكر وشربت قال ثم أتيته بعد ذلك قلت علمني من هذا القرآن قال انك غلام معلم قال فأخذت من فيه سبعين سورة
صححه الشيخ شاكر _ وحسنه الشيخ شعيب الأرنؤوط
قلت : مع ثبوت تلك الرواية التي صححه الذهبي علمنا أنه أسلم بعد تلك الحادثة .
والراجح أن إسلامه رضي الله عنه قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم .. ففي سير الأعلام عن يزيد ابن رومان قال أسلم عبد الله قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم .

كونه سَدُسَ الإسلام
29- أخرج ابن أبي شيبة في المصنف(12/114 ـ 115/12283) , والبزار (3/248/2676) , والطبراني (9/58/8406) والسند لابن حبان في صححيه (7022) أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد ابن أبي عبيدة بن معن حدثني أبي عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال : قال عبد الله بن مسعود :
لقد رأيتُني سادِس ستةٍ ما على الأرضِ مُسلِمٌ غيرُنا .
صححه العلامة الألباني عند ابن حبان ثم قال : وإسنادُه صحيح , رجاله رجالُ ((الصحيح)) ومن طريق ابن أبي شيبة : رواه الحاكم (3/313) , وقال: ((صحيح الإسناد)) , ووافقه الذهبيُّ .
قلت : رواه الحاكم برقم (مقبل5437  [ 5368 ]) ورواه أبو نعيم في الحلية 1/126.
قال في سير أعلام النبلاء وقال ابن إسحاق أسلم ابن مسعود بعد اثنين وعشرين نفسا .
قلت : إثباته رضي الله عنه كونه سادس ستة مقدم على قول ابن إسحاق ... وقد يكون للمسألة وجه لان المسلمين كانوا مستضعفين ويخافون أن يظهروا الإسلام .... ولكن رواية سيدنا سعد عند مسلم تؤكد كلام تاج رأسي ابن مسعود رضي الله عنه .
30- فقد أخرج مسلم : 45 - (2413) حدثنا زهير بن حرب. حدثنا عبد الرحمن عن سفيان، عن المقدام بن شريح ، عن أبيه، عن سعد:
 في نزلت: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي [6/ الأنعام/ 52].
قال: نزلت في ستة: أنا وابن مسعود منهم. وكان المشركون قالوا له: تدني هؤلاء.
31- وفي رواية عند مسلم أيضاً والنسائي في الكبرى (8180)  : مسلم  (2413) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن إسرائيل، عن المقدام بن شريح عن أبيه، عن سعد. قال:كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر. فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترؤن علينا.
قال: وكنت أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل، وبلال، ورجلان لست أسميهما. فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع. فحدث نفسه. فأنزل الله عز وجل: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه [6/ الأنعام/ 52].

هل هو أول من صدع بالقرآن في مكة بعد النبي r؟
32- أخرج الإمام أحمد في فضائل الصحابة (1535) حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا يعقوب قثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عبد الله بن مسعود قال اجتمع يوما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط فمن رجل يسمعهموه قال عبد الله بن مسعود أنا قالوا إنا نخشاهم عليك إنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه قال دعوني فإن الله عز وجل سيمنعني قال فغدا بن مسعود حتى أتى المقام في الضحى وقريش في انديتها فقام عند المقام ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم رافعا صوته الرحمن علم القرآن قال ثم استقبلها يقرأ فيها قال وتأملوا فجعلوا يقولون ما يقول بن أم عبد قال ثم قالوا إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد فقاموا إليه فجعلوا يضربون في وجهه وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا في وجهه فقالوا هذا الذي خشينا عليك قال ما كان أعداء الله أهون علي منهم الآن ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها قالوا حسبك فقد اسمعتهم ما يكرهون
قال الشيخ وصي الله عباس : مرسل رجاله ثقات ، ورواه ابن هشام في السيرة وابن إسحاق .
هل هو أول من قرأ آية عن ظهر قلب ؟
قال الذهبي في السير : أبو بكر عن عاصم عن زر قال أول من قرأ آية عن ظهر قلبه عبد الله بن مسعود .
 ثم عقب الذهبي بقوله : قلت هذا مؤول فقد صلى قبل عبد الله جماعة بالقرآن  .
قلت : ولكن حفظه لكتاب الله عن ظهر قلب لاشك فيه فهو مروى بأسانيد صحيحة صريحة .... وشهادة عمر رضي الله عنه له بأنه عدل ضابط ومن قبله رسول الله صلى الله عليه وسلم .
33- فقد أخرج الإمام أحمد في المسند (175) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : جاء رجل إلى عمر رضي الله عنه وهو بعرفة قال معاوية وحدثنا الأعمش عن خيثمة عن قيس بن مروان أنه أتى عمر رضي الله عنه فقال جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه فغضب وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرجل فقال ومن هو ويحك قال عبد الله بن مسعود فما زال يطفأ ويسرى عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها ثم قال ويحك والله ما أعلمه بقي من الناس أحد هو أحق بذلك منه وسأحدثك عن ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر عند أبي بكر رضي الله عنه الليلة كذاك في الأمر من أمر المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قراءته فلما كدنا أن نعرفه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة بن أم عبد قال ثم جلس الرجل يدعو فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له سل تعطه سل تعطه قال عمر رضي الله عنه قلت والله لأغدون إليه فلأبشرنه قال فغدوت إليه لأبشره فوجدت أبا بكر رضي الله عنه قد سبقني إليه فبشره ولا والله ما سبقته إلى خير قط إلا وسبقني إليه
صححه العلامة أحمد شاكر _ وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناداه صحيحان والأول على شرط الشيخين
كان يُشَبَّهُ في هَدْيهِ وسَمْتِه برسول الله r
السمت والدل والهدي : متقاربات ، وهي بمعنى السيرة والحالة.
34- روى البزار في مسنده [2884]أخرج ابن حبان في صححيه (7023) أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد و محمد بن كثير عن شعبة عن أبي إسحاق(1) قال : سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال :
قلنا لحذيفة بن اليمان : أنْبِئْنا برجُلٍ قريب الهدي والسَّمْتِ من رسول الله صلى الله عليه و سلم نأخذ عنه ؟ فقال : ما أعرف أقرب - سَمْتاً وهدياً ودلاً - برسول الله صلى الله عليه و سلم من ابن أُمِّ عبدٍ حتى يُوارِيَه جدارُ بيتهِ ولقد عَلِمَ المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أن ابن أم عبد من أقربهم الى الله وسيلةً .
صححه العلامة الألباني في تعليقه على ابن حبان بقوله : صحيح : خ مختصراً , دون قوله : حتى يواريه ...... إلخ .
وقال في الهامش : (1) هو أبو إسحاق السبيعي , وقد صرّح بالتحديثِ ؛ فأمنَّا تدليسه .
وراوه عن شعبة فأمنّا اختلاطه ؛ لأنه روى عنه قبل الإختلاط .
ومن طريقه أخرجه أحمد (5/395) .
فالسندُ صحيح على شرط الشيخين .
وراوه البخاري (3762) مختصراً , دون قوله : (( حتى يواريه ....... )) إلخ
والحديث رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي .. ورواه ابن أبي شيبة (12284) بزيادة : لقد علم المحفوظون ..... إلخ . كما في تحقيق ابن حبان للألباني فراجعه إن شئت ... وصححه الحافظ في الإصابة [4/235]
35- وهو عند البخاري [3551] عن عبد الرحمن بن يزيد قال:سألنا حذيفة عن رجل قريب السمت والهدي من النبي صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه، فقال: ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد.
وقد أخرجه النسائي في الكبرى [8208] بلفظ قريب من هذا.

36- وأخرج الطبراني في الكبير [8480] حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن شقيق قال : كنت قاعدا مع حذيفة فأقبل عبد الله بن مسعود فقال حذيفة : إن أشبه الناس هديا ودلا وقصدا وخطبة برسول الله صلى الله عليه و سلم من حين يخرج من بيته حتى يرجع ولا أدري ما يصنع في أهله لعبد الله بن مسعود والله لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن عبد الله من أقربهم وسيلة يوم القيامة
ونقل الشيخ السلفي في تعليقه على المعجم تصحيح الحاكم 5445 [ 5376 ] وموافقة الذهبي وزاد انه رواه أبو نعيم في الحلية وأبو داود الطيالسي
لقد علم المحفوظون : وقوله : لقد علم المحفوظون : يعني : الذين حفظهم الله من تخريف أو تحريف في قول أو فعل. (استفدت المعنى من أيمن صالح شعبان)

وجاء نفس المعني عن بعض التابعين وتلاميذه رضي الله عن الجميع :
37- فقد أخرج الحاكم في المستدرك 5464  [ 5396 ] حدثنا ميمون بن إسحاق الهاشمي مولاهم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال كان عبد الله يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله وسمته قال إبراهيم وكان علقمة يشبه بعبد الله .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
فتعقبه الشيخ مقبل بن هادي بقوله : قال الشيخ مقبل : أحمد بن عبد الجبار ليس من رجالهم وهو ضعيف .

38- قلت قد جاء في مصنف ابن أبي شيبة [32839] بسند صحيح قال حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَن عَلْقَمَةَ ، قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللهِ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ r فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ.
قال محقق المصنف : مرسل علقمة من التابعين ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم !!
قلت هذا لم أفهمه فــ علقمة ينقل تشبيه الصحابة له بقوله (يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ r) فكيف يكون مرسل !
بل هو كان يأمر ويرشد الناس الى ذلك السمت (إن ثبت الحديث عنه):
39- فقد أخرج الدارمي (213) أخبرنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن واصل عن امرأة يقال لها عائدة قالت رأيت بن مسعود يوصى الرجال والنساء ويقول من أدرك منكن من امرأة أو رجل فالسمت الأول السمت الأول فإنا على الفطرة قال عبد الله السمت الطريق

بكاءه عندما يتذكر النبي صلى الله عليه وسلم
40- روى وابن ماجة [23]وابن أبي شيبة في المصنف [26731] وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند [4321] عن معاذ ثنا بن عون وبن أبي عدي عن بن عون حدثني مسلم البطين عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عمرو بن ميمون قال : ما أخطاني أو قلما أخطاني بن مسعود خميسا قال بن أبي عدي عشية خميس إلا أتيته قال فما سمعته لشيء قط يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان ذات عشية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن أبي عدي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فنكس قال فنظرت إليه وهو قائم محلول أزرار قميصه قد اغرورقت عيناه وانتفخت أوداجه فقال أو دون ذاك أو فوق ذاك أو قريبا من ذاك أو شبيها بذاك .
صححه العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
وصححه العلامة الألباني في تعليقه على السنن [23]
41- وروى الإمام أحمد [4015] يحيى بن أبي بكير ثنا إسرائيل عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق قال ثنا عبد الله يوما فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرعد حتى رعدت ثيابه ثم قال نحو ذا أو شبيها بذا .
صححه الشيخ أحمد شاكر ، وعلى شرط الشيخين صححه الشيخ شعيب

هل شهد ليلة الجن ؟
42- روى في المسند [4149]ورواه الترمذي [ 3258 ] و مسلم [450]: عن عامر، قال: سألت علقمة:
 هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود. فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: لا. ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة. ففقدناه. فالتمسناه في الأودية والشعاب. فقلنا: استطير أو اغتيل. قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم. فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء. قال فقلنا: يا رسول الله! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم. فقال "أتاني داعي الجن. فذهبت معه. فقرأت عليهم القرآن" قال فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم. وسألوه الزاد. فقال "لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم، أوفر ما يكون لحما. وكل بعرة علف لدوابكم". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم".

استطير : استفعل من الطيران ، كأنه أخذه شيء وطار به.
اغتيل : أخِذَ غيلة ، والاغتيال : الاحتيال

43- وروى الترمذي [2861] حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي عن جعفر بن ميمون عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي عثمان عن بن مسعود قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ثم انصرف فأخذ بيد عبد الله بن مسعود حتى خرج به إلى بطحاء مكة فأجلسه ثم خط عليه خطا ثم قال لا تبرحن خطك فإنه سينتهي إليك رجال فلا تكلمهم فإنهم لا يكلمونك قال ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أراد فبينا أنا جالس في خطي إذ أتاني رجال كأنهم الزط أشعارهم وأجسامهم لا أرى عورة ولا أرى قشرا وينتهون إلي لا يجاوزون الخط ثم يصدرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من آخر الليل لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءني وأنا جالس فقال لقد أراني منذ الليلة ثم دخل علي في خطي فتوسد فخذي فرقد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رقد نفخ فبينا أنا قاعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم متوسد فخذي إذا أنا برجال عليهم ثياب بيض الله أعلم ما بهم من الجمال فانتهوا إلي فجلس طائفة منهم عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة منهم عند رجليه ثم قالوا بينهم ما رأينا عبدا قط أوتي مثل ما أوتي هذا النبي إن عينيه تنامان وقلبه يقظان اضربوا له مثلا مثل سيد بنى قصرا ثم جعل مأدبة فدعا الناس إلى طعامه وشرابه فمن أجابه أكل من طعامه وشرب من شرابه ومن لم يجبه عاقبه أو قال عذبه ثم ارتفعوا واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك فقال سمعت ما قال هؤلاء وهل تدري من هؤلاء قلت الله ورسوله أعلم قال هم الملائكة فتدري ما المثل الذي ضربوا قلت الله ورسوله أعلم قال المثل الذي ضربوا الرحمن تبارك وتعالى بنى الجنة ودعا إليها عباده فمن أجابه دخل الجنة ومن لم يجبه عاقبه أو عذبه .
قال الترمذي : حديث حسن صحيح غريب
صححه العلامة الألباني في تعليقه على سنن الترمذي
قشرا : أراد بالقشر : الثوب ،وذلك أنه قال : لا أرى عورة منكشفة منهم ،ولا أري عليهم ثيابا تغطي عوراتهم.

44- وجاء في التاريخ الكبير للبخاري [2/201] عن عبد الله كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ... وقال البخاري لا يصح
وقلت كل روايات الوضوء بالنبيذ ليلة الجن لم تصح

45- روى الحاكم في المستدرك [3915  مقبل] حدثناه أبو الحسين عبيد الله بن محمد البلخي من أصل كتابه حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح حدثني الليث بن سعد حدثني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال أخبرني أبو عثمان بن سنة الخزاعي وكان رجلا من أهل الشام أنه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه وهو بمكة من أحب منكم أن يحضر الليلة أمر الجن فليفعل فلم يحضر منهم أحد غيري فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خط لي برجله خطا ثم أمرني أن أجلس فيه ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته ثم انطلقوا وطفقوا ينقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقيت منهم رهط وفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الفجر وانطلق فبرز ثم أتاني فقال ما فعل الرهط فقلت هم أولئك يا رسول الله فأخذ عظما وروثا فأعطاهم إياه زادا ثم نهى أن يستطيب أحد بعظم أو بروث
قال الذهبي : قال الذهبي : وهو صحيح عند جماعة
قال الحافظ ابن حجر في الفتح [7/209 ]: يحتمل تعدد قدوم الجن بمكة مرتين وبالمدينة أيضا، فأما ما وقع بمكة فكان لاستماع القرآن، والرجوع إلى قومهم منذرين، كما وقع في القرآن، وأما في المدينة فالسؤال عن الأحكام، وذلك بين في الحديث السابق.
قال البيهقي: حديث ابن عباس حكى ما وقع في أول الأمر عندما علم الجن بحاله - صلى الله عليه وسلم - وفي ذلك الوقت لم يقرأ عليهم ولم يرهم، ثم أتاه داعي الجن مرة أخرى فذهب معه، وقرأ عليهم القرآن كما حكاه ابن مسعود. وأشار بذلك إلى ما أخرجه أحمد والحاكم من طريق زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود، قال: هبطوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ القرآن ببطن نخل، فلما سمعوه قالوا: أنصتوا، وكانوا سبعة أحدهم زوبعة ... وعلق البيهقي على ذلك قائلا: يحتمل أن يكون قوله: "فما صحبه منا أحد" أراد به في حال إقرائه القرآن، لكن قوله في الصحيح: إنهم فقدوه، يدل على أنهم لم يعلموا بخروجه، إلا أن يحمل على أن الذي فقده غير الذي خرج معه، فالله أعلم . ا ه بتصرف
قلت : طالما صحت بعض الآثار في ذلك فقد يفهم من تلك الروايات أنه كان على مقربة من الحدث ولكنه لم يشاهد ما حدث بالضبط ... أو يكون الحدث حصل مرتين كما هو الراجح مرة بحثوا عنه ومرة أخذ ابن مسعود لموضع معين ولم يشاهد الحدث نفسه كما في رواية الترمذي وتمنى بعد ذلك انه لو شاهد ما حدث بنفسه والله أعلم .
قال ابن كثير في التفسير  :وأما ابن مسعود رضي الله عنه فإنه لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حال مخاطبته للجن ودعائه إياهم, وإنما كان بعيداً منه ولم يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم أحد سواه ومع هذا لم يشهد حال المخاطبة, هذه طريقة البيهقي, وقد يحتمل أن يكون أول مرة خرج إليهم لم يكن معه صلى الله عليه وسلم ابن مسعود رضي الله عنه ولا غيره, كما هو ظاهر سياق الرواية الأولى من طريق الإِمام أحمد, وهي عند مسلم, ثم بعد ذلك خرج معه ليلة أخرى, والله أعلم. ا ه  
هو من أصحاب الهجرتين هجرة الحبشة والمدينة
46- روى عبد الله بن أحمد في المسند [3575] حدثني أبي ثنا سفيان عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال : كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم إذا كنا بمكة قبل أن نأتي أرض الحبشة فلما قدمنا من أرض الحبشة أتيناه فسلمنا عليه فلم يرد فأخذني ما قرب وما بعد حتى قضوا الصلاة فسألته فقال إن الله عز وجل يحدث في أمره ما يشاء وانه قد أحدث من أمره أن لا نتكلم في الصلاة .
صححه العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن

47- روى في المسند [4400]ورواه الطبراني في المعجم :والسند للمسند حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى قال سمعت حديجا أخا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عتبة عن بن مسعود قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلا فيهم عبد الله بن مسعود وجعفر وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعون وأبو موسى فأتوا النجاشي وبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية فلما دخلا على النجاشي سجدا له ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله ثم قالا له ان نفرا من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا قال فأين هم قال هم في أرضك فابعث إليهم فبعث إليهم فقال جعفر أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه فسلم ولم يسجد فقالوا له مالك لا تسجد للملك قال انا لا نسجد الا لله عز وجل قال وما ذاك قال ان الله عز وجل بعث إلينا رسوله صلى الله عليه وسلم وأمرنا أن لا نسجد لأحد الا لله عز وجل وأمرنا بالصلاة والزكاة قال عمرو بن العاص فإنهم يخالفونك في عيسى بن مريم قال ما تقولون في عيسى بن مريم وأمه قالوا نقول كما قال الله عز وجل هو كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها بشر ولم يفرضها ولد قال فرفع عودا من الأرض ثم قال يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان والله ما يزيدون على الذي نقول فيه ما يسوي هذا مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده أشهد أنه رسول الله فإنه الذي نجد في الإنجيل وأنه الرسول الذي بشر به عيسى بن مريم انزلوا حيث شئتم والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه وأوضئه وأمر بهدية الآخرين فردت إليهما ثم تعجل عبد الله بن مسعود حتى أدرك بدرا وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم استغفر له حين بلغه موته
ضعفه العلامة شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند
حسنه العلامة أحمد شاكر
قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية [3ج/ص45 نسختي]: وهذا إسناد جيد قوي وسياق حسن وفيه ما يقتضي أن أبا موسى كان ممن هاجر من مكة إلى أرض الحبشة إن لم يكن ذكره مدرجا من بعض الرواة والله أعلم .
وقد يكون وافقه العلامة الألباني في صحيح السيرة النبوية ص 165 كما فهمت من المقدمة
قال الهيثمي في المجمع []فيه حديج بن معاوية وثقه أبو حاتم وقال في بعض حديثه ضعف , وضعفه ابن معين وغيره , وبقية رجاله ثقات

معجزات حدثت أمامه
48- روى أحمد [] والبخاري [3579]والترمذي وغيرهم : كنا نعد الآيات بركة ، وأنتم تعدونها تخويفا ، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فقل الماء ، فقال : ( اطلبوا فضلة من ماء ) . فجاءوا بإناء فيه ماء قليل ، فأدخل يده في الإناء ثم قال : ( حي على الطهور المبارك ، والبركة من الله ) . فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل .

كان ممن أعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سيحدث من فتن
49- روى الطبراني []وعن عمير بن سعيد قال : كنا جلوسا مع ابن مسعود وأبو موسى عنده وأخذ الوالي رجلا فضربه وحمله على جمل فجعل الناس يقولون : الجمل الجمل . فقال رجل : يا أبا عبد الرحمن هذا الجمل الذي كنا نسمع قال : فأين البارقة ؟
قال الهيثمي [12037] رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
البارقة: السيوف؛ يريد أن الجمل الذي كانوا يسمعون عنه يكون عنده مقتلة تبرق فيها السيوف؛ أي: تلمع عند الضرب بها، وليس هذا به.

عطف وحنان النبي صلى الله عليه وسلم على ابن مسعود
50- روى الطبراني في الكبير [ ] وعن ابن مسعود قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة أقطع الدور وأقطع ابن مسعود فيمن أقطع فقال له أصحابه : يا رسول الله نكبه عنا . قال : فلم بعثني الله إذا ؟ إن الله لا يقدس أمة لا يعطون الضعيف منهم حقه
قال في المجمع [7013]
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات
51- وفي رواية للطبراني أن تلك الحادثة كانت بمكة وقريش هي التي طلبت منع ابن مسعود من ذلك ... وعن عائشة قالت : أراد ابن مسعود أن يبني دارا فقالت قريش : ألا نمنع ابن أم عبد أن يبني دارا فينا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أوآمر بذلك وأنا ظالم أو " فأنا ظالم لا يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من شديدها "
 قال الهيثمي [9056]رواه الطبراني في الأوسط وفيه المثنى بن الصباح وهو متروك ووثقه ابن معين في رواية وقد تقدم حديث ابن مسعود نفسه في هذه القصة في الأحكام وأحاديث غيره من نحو هذا الباب .
وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع [1858] بلفظ (إن الله تعالى لا يقدس أمة لا يعطون الضعيف منهم حقه)

جهاده
قال ابن الأثير في أسد الغابة : وشهد بدراً، وأحداً، والخندق، وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد اليرموك بعد النبي صلى الله عليه . ا ه
52- وجاء عند البخاري [4784] عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
 كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ليس لنا نساء، فقلنا يارسول الله، ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك.
تفضيله الجهاد على الحج
53- روى الطبراني في المعجم الكبير [8575] حدثنا غلي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن يحيى بن عمرو بن سلمة عن أبيه عن عبد الله قال : لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلى من أن أحج حجة بعد حجة
قال الشيخ السلفي : قال في المجمع رجاله ثقات
بدر
54- أخرج البخاري [3745] ومسلم [1800] عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
 (من ينظر ما صنع أبو جهل). فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد. قال: أأنت أبو جهل؟ قال: فأخذ بلحيته، قال: وهل فوق رجل قتلتموه، أو رجل قتله قومه. قال أحمد بن يونس: أنت أبو جهل.
حدثني محمد بن المثنى: حدثنا ابن أبي عدي، عن سليمان التيمي، عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: من ينظر ما فعل أبو جهل. فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، فأخذ بلحيته فقال: أنت، أبا جهل؟ قال: وهل فوق رجل قتله قومه؟ أو قال: قتلتموه.
55- وعند أحمد [3962]في قصة سلا الجزور وفيه : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم عليك الملأ من قريش اللهم عليك بعتبة بن ربيعة اللهم عليك بشيبة بن ربيعة اللهم عليك بأبي جهل بن هشام اللهم عليك بعقبة بن أبي معيط اللهم عليك بأبي بن خلف أو أمية بن خلف قال قال عبد الله فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر جميعا ثم سحبوا إلى القليب غير أبي أو أمية فإنه كان رجلا ضخما فتقطع
صححه الشيخ شاكر وكذلك الشيخ شعيب على شرط الشيخين
56- وروى الطبراني في المعجم [8474] وأحمد في المسند [4246]ورواية الطبراني تختلف عن رواية احمد والسياق هنا للطبراني : عن ابن مسعود قال : أدركت أبا جهل يوم بدر صريعا فقلت : أي عدو الله قد أخزاك الله قال : وبما أخزاني [ الله ] من رجل قتلتموه ومعي سيف لي فجعلت أضربه ولا يحتك فيه شيء ومعه سيف له جيد فضربت يده فوقع السيف من يده فأخذته ثم كشفت المغفر عن رأسه فضربت عنقه ثم أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال : " آلله الذي لا إله إلا هو ؟ " . قلت : الله الذي لا إله إلا هو قال : " انطلق فاستثبت " . فانطلقت وأنا أسعى مثل الطائر ثم جئت وأنا أسعى مثل الطائر أضحك فأخبرته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " انطلق [ فأرني ] " . فانطلقت معه فأريته فلما وقف عليه صلى الله عليه و سلم قال : " هذا فرعون هذه الأمة "
قال الهيثمي في المجمع [9965]عن رواية الطبراني: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن وهب بن أبي كريمة وهو ثقة .
وأعله العلامة أحمد شاكر و الأرنؤوط بالانقطاع ... ولا أدري سند المعجم مثل سند المسند ام لا
فالراجح انه ضعيف لا يصح لان أبي عبيدة لم يسمع من أبيه
فسند المسند حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال قال عبد الله ... فذكره
57- وجاء عند أبي داود [3388]والنسائي  وهو ضعيف لا يصح  : عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال :«اشتركتُ أنا وعمَّار وسعد فيما نُصيبُ يومَ بدْر ، فجاء سعد بأسيرينِ ، ولم أجيءْ أنا وعمار بشيء
ضعفه العلامة الألباني في تعليقه على سنن أبي داود .
58- وروى الطبراني في الكبير [10269] وابن جرير في التفسير : قال حدثني ابن بزيع البغدادي قال، حدثنا إسحاق بن منصور، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: لقد قُلِّلوا في أعيننا يوم بدر، حتى قلت لرجل إلى جنبي: تراهم سبعين؟ قال: أراهم مئة! قال: فأسرنا رجلا منهم فقلنا: كم هم؟ قال: ألفاً.
قلت : هذا سند مرسل لان أبا عبيدة لم يسمع من ابن مسعود
وقد صححه حكمت بن بشير بن ياسين في( الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور ) ج 2 ص 408
وقال ابن حجر في المطالب العالية : إسناده صحيح إن كان أبو عبيدة سمعه من أبيه .
قال في المجمع [9996] رواه الطبراني .
أحد
59- روى البزار والطبراني في المعجم الكبير [8515] قال حدثنا موسى بن هارون و محمد بن عبد الله الحضرمي قالا ثنا يحيى الحماني ثنا يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال : ما بقى مع النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد إلا أربعة أحدهم عبد الله ابن مسعود
قال الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي : رواه البزار وضعفه في المجمع وفي سند البزار مجهول .
وقال ابن حجر في مختصر زوائد مسند البزار [2/228]: فيه يحي بن سلمة ضعيف .
الحديبية
60- روى أبو داود [447]وأحمد وغيرهم عن ابن مسعود قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يكلؤنا فقال بلال أنا فناموا حتى طلعت الشمس فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال افعلوا كما كنتم تفعلون قال ففعلنا قال فكذلك فافعلوا لمن نام أو نسي .
صححه العلامة الألباني في تعليقه على سنن أبي داود
تبوك
61- روى البيهقي في دلائل النبوة [ج5 ص 222]أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثنا بريده بن سفيان عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن مسعود قال
لما سار رسول الله إلى تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه إن يك فيه خير فسيلحقه الله تعالى بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله تعالى منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره فقال دعوه إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن كان غير ذلك فقد أراحكم منه فيلزم أبو ذر بعيره فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره ثم خرج يتبع رسول الله ماشياً ونزل رسول الله في بعض منازله ونظر ناظر من المسلمين فقال يا رسول الله إن هذا الرجل يمشي على الطريق فقال رسول الله كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا يا رسول الله هو والله أبو ذر فقال رسول الله يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده
 فضرب الدهر من ضربه وسير أبو ذر إلى الربذة فلما حضره الموت أوصى إمرأته وغلامه وغلامه إذا مت فاغسلاني وكفناني ثم إحملاني فضعاني على قارعة الطريق فاول ركب يمرون بكم فقولوا هذا أبو ذر
 فلما مات فعلوا به كذلك فأطلع ركب فما اعلموا به حتى كادت ركائبهم توطأ سريره فإذا ابن مسعود في رهط من أهل الكوفة فقال ما هذا ? فقيل جنازة أبي ذر فاستهل ابن مسعود يبكي فقال صدق رسول الله يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده فنزل فوليه بنفسه حتى اجنه
قال ابن كثير في البداية والنهاية [ج7 ص 159 التركي]إسناده حسن ولم يخرجوه .
فتوح الشام
62- روى الطبراني [8506] وفي الحلية [429] عن أبي وائل قال : سمع عبد الله - يعني ابن مسعود - رجلا يقول : أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة ؟ فقال عبد الله : أولئك ذهبوا أصحاب الجابية اشترط خمسمائة من المسلمين أن لا يرجعوا حتى يقتلوا فحلقوا رؤوسهم فلقوا العدو فقتلوا إلا مخبرا عنهم
قال الهيثمي في المجمع [10373]
رواه الطبراني وفيه علي بن عاصم وهو كثير الخطأ وبقية رجاله ثقات
و الجابية تلك بجانب اليرموك فقد يكون رضي الله عنه في اليرموك وفتوح الشام والله أعلم .
63- وقد أخرج أحمد [1/98] خطب عمر الناس بالجابية فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في مثل مقامي هذا فقال : أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم
صححه العلامة أحمد شاكر
65- وعند مسلم [2069]أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية فقال : نهى نبي الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير . إلا موضع إصبعين ، أو ثلاث ، أو أربع .
66- وصحح ابن حجر في فضل الماعون [165] عن طارق بن شهاب قال : كنا نتحدث إلى أبي موسى الأشعري فقال لنا ذات يوم : لا عليكم أن تحفوا مني ، إن هذا الطاعون قد وقع في أهلي ، فمن شاء منكم أن يتنزه عنه فليتنزه واحذروا اثنتين ، أن يقول قائل : خرج خارج فسلم ، وجلس جالس فأصيب ، لو كنت خرجت لسلمت كما سلم فلان أو يقول قائل : لو كنت جلست أصبت كما أصيب فلان ، وإني سأحدثكم بما ينبغي للناس في الطاعون إني كنت مع أبي عبيدة ، وإن الطاعون وقع بالشام ، وإن عمر كتب إليه : إذا أتاك كتابي هذا فإني أعزم عليك إن أتاك مصبحا لا تمسي حتى تركب ، وإن أتاك ممسيا أن لا تصبح حتى تركب إلي ، فقد عرضت لي إليك حاجة ، لا غنى بي عنك فيها . فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب قال : إن أمير المؤمنين يستبقي من ليس بباق فكتب إليه أبو عبيدة : إني في جند من المسلمين لن أرغب بنفسي عنهم ، وقد عرفت حاجة أمير المؤمنين ، فحللني من عزيمتك . فلما جاء عمر الكتاب بكى ، فقيل له : توفي أبو عبيدة ؟ قال : لا ، وكأن قد – أي قرب ، وكتب إليه عمر : إن الأردن أرض غميقة ، وإن الجابية أرض نزهة ، فانهض بالمسلمين إلى الجابية . فقال لي أبو عبيدة : انطلق فبوئ للمسلمين منزلهم . فقلت : لا أستطيع . فذهب ليركب فقال لي : رحل الناس . قال : فأخذه أخذة فطعنه فمات ، وانكشف الطاعون
وقال : إسناده صحيح الى أبي موسى

الجابيه موقع تاريخي في سوريا ويعرف اليوم بتل الجابية ويقع إلى الغرب من مدينة نوى الواقعه بسهل حوران، وقد اتخذ الغساسنة الجابيه عاصمة لهم في جنوب سوريا، وفي الجابيه أيضا عقد عمر بن الخطاب مؤتمر الجابيه بعد معركة اليرموك.

سيرة ابن مسعود رضي الله عنه (الجزء الأول)


الاسم
قال الذهبي في السير: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس ابن مضر بن نزار .
قال ابن الأثير في جامع الأصول : وهو حليف بني زهرة. كان أبوه مسعود قد حالف في الجاهلية عبد الله بن الحارث بن زهرة .اهـ
وقال الحافظ في الإصابة : أبوه حالف عبد الحارث بن زهرة
كان رضي الله عنه لا يهتم كونه ابن من ولكن اهتمامه حول كونه يدخل الجنة
1- أخرج ابن أبي شيبة في المصنف قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ بَيَانٍ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : لَوَدِدْت أَنِّي أَعْلَمُ ، أَنَّ اللَّهَ غَفَرَ لِي ذَنْبًا مِنْ ذُنُوبِي , وَأَنِّي لاَ أُبَالِي أَيَّ وَلَدِ آدَمَ وَلَدَنِي .
صححه محقق المصنف أبي محمد أسامة بن إبراهيم محمد بقوله : إسناده صحيح .

كنيته
2- أخرج الطبراني في المعجم الكبير (8405) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا عبيد الله بن موسى عن سليمان بن أبي سليمان عن أبي هاشم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كناه أبا عبد الرحمن ولم يولد له .
قال الهيثمي في المجمع (12896) : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
وأقر تصحيحه الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي في تعليقه على المعجم وزاد أن الحاكم رواه .
3- وهو في المستدرك (5364) : أخبرني أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا عبد الله بن موسى عن سليمان بن أبي سليمان عن أبي هاشم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كناه أبا عبد الرحمن ولم يولد له
وسكت عليه الحاكم والذهبي ... وعلق الشيخ مقبل بن هادي : القافلاني متروك كما في الميزان ...  ، وهو سليمان بن أبي سليمان فيكون بذلك الحديث ضعيف .والله أعلم
قلت وفي الضعيفة للعلامة الألباني تحت الحديث (2499) قال الشيخ رحمه الله : سليمان هذا , هو القافلاني ; قال الذهبي :" متروك الحديث , بصري مقل " .
صفاته البدنية رضي الله عنه
4- أخرج الحاكم في المستدرك (5439  [ 5370 ]) حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا محمد بن شاذان الجوهري ثنا زكريا بن عدي ثنا حاتم بن إسماعيل عن بن أبي ذباب عن مجاهد عن عبد الله بن سخبرة قال : كنت مع عبد الله بن مسعود وكان رجلا آدم عليه مسحة لطيف الجسم ضعيف اللحم
سكت عليه الذهبي
ووصفه ابن الأثير في جامع الأصول بقوله : كان خفيف اللحم ، قصيرا ، شديد الأَدَمَة ، نحيفا ، يكاد طوال الرجال يوازيه جلوسا . اهـ
ونقل الذهبي في تاريخ الإسلام  ج3 ص 381 عن ابن المسيب قال : رأيت ابن مسعود عظيم البطن أحمَشَ الساقَين . اهـ
ثم قال الذهبي في السير : قلت رآه سعيد لما قدم المدينة عام توفي سنة اثنتين وثلاثين .
 وفي تاريخ بغداد للخطيب ج1 ص 149 : عن عبيد الله بن عتبة قال مات عبد الله بن مسعود بالمدينة ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين وكان رجلا نحيفا شديد الأدمة .
5- وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف (26843) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَن مِسْعَرٍ ، عَن مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ ، عَن طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قَالَ : كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يُعْرَفُ بِرِيحِ الطِّيبِ.
قال محقق المصنف : إسناده مرسل طلحة بن مصرف لم يدرك ابن مسعود

6- روى الطبراني [8408]: عن قيس بن أبي حازم قال : رأيت ابن مسعود نظيفا
قال الهيثمي في المجمع [15573] رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
قلت والرواية في أصل الطبراني : رأيت عبد الله بن مسعود قصفا
قال الشيخ السلفي : قال في المجمع 9/291 رجاله رجال الصحيح  إلا أن فيه نظيفا بدل قصفا 

7- روى الطبراني في المعجم [8407] حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال Y كان ابن مسعود يغسل رأسه ثم يترك شعره من وراء أذنيه
قال الشيخ السلفي في تعليقه على المعجم : قال في المجمع 5/165 رجاله ثقات

تخيل بعض الناس أنه ليس بعالم وأنه من الأعراب !
8- أخرج الإمام أحمد في المسند [3961] حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا صفوان بن عيسى أخبرنا الحارث بن عبد الرحمن عن مجاهد عن بن سخبرة قال : غدوت مع عبد الله بن مسعود من منى إلى عرفات فكان يلبي قال وكان عبد الله رجلا آدم له ضفران عليه مسحة أهل البادية فاجتمع عليه غوغاء من غوغاء الناس قالوا يا أعرابي إن هذا ليس يوم تلبية إنما هو يوم تكبير قال فعند ذلك التفت إلى فقال اجهل الناس أم نسوا والذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق لقد خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة الا أن يخلطها بتكبير أو تهليل
صححه العلامة أحمد محمد شاكر ، والعلامة شعيب الأرنؤوط بقوله : إسناده صحيح على شرط مسلم ، وصححه ابن حجر كما في الفتوحات الربانية ، وصحح نحوه  العلامة الألباني كما في مناسك الحج والعمرة .


أهله
أمه رضي الله عنها
قال الحافظ في الإصابة 12156: أم عبيد بن سود بن قريم بن صاهلة الهذلية هي والدة عبد الله بن مسعود كذا نسبها بن عبد البر وفيه نظر وقال بن الكلبي هي أم عبد بنت عبد ود بن سود بن قريم وهذا هو المعقد فإن بين صاهلة وبين عبد الله بن مسعود خمسة آباء قال بن سعد أسلمت وبايعت . ا ه
وقال الحافظ في الفتح تحت الحديث4123 : أسم أمه أم عبد بنت عبد ود بن سواء وله صحبة . ا ه
9- وأخرج في المستدرك 5433  [ 5365 ] حدثني علي بن حمشاذ العدل ثنا موسى بن هارون ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري عن أبيه قال أم عبد الله بن مسعود أم عبد بنت عبد بن الحارث بن زهرة
قال الشيخ مقبل : معضل
10- وأخرج أيضاً في المستدرك 5436  [ 5367 ] أخبرني محمد بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد ثنا أحمد بن حنبل ثنا يحيى بن اليمان ثنا الأعمش عن إبراهيم قال كان عبد الله بن مسعود لطيفا وطفا وكانت أمه أم عبد بنت عبد بن الحارث بن زهرة ويقال أنها كانت من القارة
قال الشيخ مقبل بن هادي : إبراهيم بن يزيد النخعي لم يسمع من ابن مسعود
قال الحافظ في الفتح تحت الحديث 3552 : مات أبوه في الجاهلية وأسلمت أمه وصحبت فلذلك نسب إليها أحيانا وكان هو من السابقين .
11- وأخرج البخاري [4123]ومسلم [2460] والترمذي وأحمد :عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حينا، ما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل البيت، ومن كثرة دخولهم ولزومهم له.

12- أخرج مسلم [722]عن أبي الدرداء غدونا على عبد الله بن مسعود يوما بعد ما صلينا الغداة . فسلمنا بالباب . فأذن لنا . قال فمكنا بالباب هنية . قال فخرجت الجارية فقالت : ألا تدخلون ؟ فدخلنا . فإذا هو جالس يسبح . فقال : ما منعكم أن تدخلوا وقد أذن لكم ؟ فقلنا : لا . إلا أنا ظننا أن بعض أهل البيت نائم . قال ظننتم بآل ابن أم عبد غفلة ؟ قال : ثم أقبل يسبح حتى ظن أن الشمس قد طلعت . فقال يا جارية ! انظري . هل طلعت ؟ قال فنظرت فإذا هي لم تطلع . فأقبل يسبح . حتى إذا ظن أن الشمس قد طلعت قاليا جارية ! انظري . هل طلعت ؟ فنظرت فإذا هي قد طلعت . فقال : الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا . ( فقال مهدي وأحسبه قال ) ولم يهلكنا بذنوبنا . قال فقال رجل من القوم : قرأت المفصل البارحة كله . قال فقال عبد الله : هذا كهذ الشعر ؟ إنا لقد سمعنا القرائن . وإني لأحفظ القرائن التي كان يقرؤهن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثمانية عشر من المفصل . وسورتين من آل حم .
13- وجاء نحوه عند الطبراني [] عن أبي وائل قال : سألت ابن مسعود ذات يوم بعد ما انصرفنا من صلاة الغداة فاستأذنا عليه قال : ادخلوا قلنا : ننتظر هنيهة لعل بعض أهل الدار له حاجة فأقبل يسبح وقال : لقد ظننتم يا آل عبد الله غفلة ثم قال : يا جارية انظري هل طلعت الشمس ؟ قالت : لا ثم قال لها اثالثة : انظري هل طلعت الشمس ؟ قالت : نعم قال : الحمد لله الذي وهبنا هذا اليوم وأقالنا فيه عثراتنا - أحسبه قال : - ولم يعذبنا بالنار
وقال الهيثمي [17014]
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
وصححه الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار [2/440]

مراعاته لحدود الله في أهل بيته
15- روى ابن ماجة [1989] وابن حبان [5480] عن علقمة ، قال :
جاءت امرأة من بني أسد إلى ابن مسعود ، فقالت : إنه بلغني أنك تقول : لُعِنَتِ الواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة ؛ وقد قرأت ما بين اللوحين ، فما وجدت ما تقول ؟! قال : بلى وجدتِ ، ولكنك لا تعلمين ! قالت : وأين هو ؟! قال : أما قرأت : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } [الحشر : 7] ؟! قالت : بلى ، قال : هو ذاك ، قالت : أما إني لأرى على أهلك بعض ذلك ! قال : فادخلي فانظري ، فدخلت فنظرت ، فلم تَرَ شيئاً ، فقال لها عبد الله : هل رأيت شيئاً ؟ قالت : لا ، قال عبد الله : أما إنك لو رأيت شيئاً من ذلك ؛ ما صَحِبْنَنِي .
صححه العلامة الألباني في صحيح ابن ماجة وكذلك صححه عند ابن حبان

زوجته زينب بنت عبد الله
هي زينب بنت عبد الله بن معاوية بن عَتَّاب بن الأسعد الثَّقَفِيَّة ، امرأة عبد الله بن مسعود، وهي ابنة أبي معاوية الثقفي.-[423]- روى عنها زوجها ، وأبو سعيد الخُدْري ، وأبو هريرة، وعائشة.
عَتَّاب : بفتح العين المهملة ، وتشديد التاء، فوقها نقطتان، وبالباء الموحدة.

19- روى أبو داود في سننه [3080]
حدثنا عبد الواحد بن غياث ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الأعمش عن جامع بن شداد عن كلثوم عن زينب [زوج ابن مسعود] - رضي الله عنهما -أنها كانت تفلي رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده امرأة عثمان بن عفان ونساء من المهاجرات وهن يشتكين منازلهن أنها تضيق عليهن ويخرجن منها فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تورث دور المهاجرين النساء فمات عبد الله بن مسعود فورثته امرأته دارا بالمدينة
صححه العلامة الألباني كما في سنن أبي داود
في جامع الأصول [7422] قال : تورث دور المهاجرين النساء : قال الخطابي : تخصيص نساء المهاجرين بتوريث الدور ، يشبه أن يكون ذلك على معنى القسمة بين الورثة ، وإنما خصهن بالدور ، لأنهن بالمدينة غرائب لا عشيرة لهن ، فاختار لهن المنازل ، لما رأى من المصلحة ، قال : ويجوز أن تكون الدور في أيديهن على سبيل الرفق بهن للسكنى فيهن لا للتمليك ، كما كانت حجر النبي -صلى الله عليه وسلم- في أيدي نسائه بعده.

20- وروى الطحاوي [ 1 / 308 ] وأبو عبيد [ 1877 ] ابن حبان [4233] والسياق والسند له أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم أبو محمد الخصيب قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث أن هشام بن عروة حدثه عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ريطة ـ امرأة عبد الله بن مسعود ـ أم ولده :
وكانت امرأة صناعاً وليس لعبد الله بن مسعود مال وكانت تنفق عليه وعلى ولده من ثمرة صنعتها وقالت : والله لقد شغلتني أنت وولدك عن الصدقة فما أستطيع أن أتصدق معكم فقال : ما أُحبُّ ـ إن لم يكن لك في ذلك أجر ـ أن تفعلي فسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم هو وهي فقالت : يا رسول الله إني امرأة ولي صنعة فأبيع منها وليس لي ولا لزوجي ولا لولدي شيء وشغلوني فلا أتصدَّق فهل لي في النفقة عليهم من أجر ؟ فقال :
( لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم فأنفقي عليهم )
صححه العلامة الألباني في تخريج ابن حبان وهو في الإرواء ج3 ص 392 وقال : قلت : وهذا سند صحيح على شرط الشيخين . وفي هذه الرواية نص على أن رائطة هذه زوجة ابن مسعود كانت أم أولاده ، ففيه رد على ما في ( الفتح ) ( 3 / 260 ) : ( وقال ابن التيمي : قوله : ) ( وولدك ) ( يعني في الحديث المتقدم 878 ) محمول على أن الإضافة للتربية لا للولادة ، فكأنه ولده من غيرها " ! وسكت عليه الحافظ فكأنه لم يستحضر ما في هذا الحديث من التنصيص على خلاف قول ابن التيمي .


 أولاده
أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود
هو أبو عُبَيْدة ، عامر بن عبد الله بن مَسْعُود الهُذَلي. وقد تقدَّم تمام نسبه عند ذكر أبيه. وهو تابعي مشهور. روى عن : أبيه. روى عنه : أبو إِسحاق السَّبيعي ، وعمرو بن مُرَّة.
عُبَيدة : بضم العين ، وفتح الباء الموحدة ، وسكون الياء. هكذا جاء في سنن النسائي غير منسوب ، وهو في كتاب الأشربة في ذكر الطلاق.
روى عنه : أبو مِجْلَز في حديث سُوَيْد بن غَفَلَة.
مِجْلز : بكسر الميم ، وسكون الجيم ، وفتح اللام ، وبالزاي.
وغَفَلَة : بفتح الغين المعجمة ، وفتح الفاء ، واللام.
من كلامه ووصيته لولده بالتقوى
14- روى الطبراني في المعجم الكبير [8536] حدثنا محمد بن علي الصائغ ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد قال : أوصى ابن مسعود أبا عبيدة ابنه بثلاث كلمات : أي بني أوصيك بتقوى الله وليسعك بيتك وابك على خطيئتك وامسك عليك لسانك
قال الهيثمي في المجمع [18153] : رواه الطبراني بإسنادين أحدهما رجاله رجال الصحيح
عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود




16- روى الطبراني عن عبد الله بن يزيد قال : كنا عند عبد الله - يعني ابن مسعود - فجاء ابن له عليه قميص من حرير قال : من كساك [ هذا ] ؟ قال : أمي . قال : فشقه قال : قل لأمك تكسوك غير هذا
قال في المجمع [8663]
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح
17- روى الطبراني [8568] حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال :  رأى عبد الله صبيانا من ولده يلعبون قدامه فقال : هؤلاء أهون علي من عدتهم من الجعلان
 قال العلامة السلفي : قال في المجمع رجاله رجال الصحيح
قلت (عدتهم ) جاءت في المجمع (عدلهم)
18- قال في المجمع [3997] وعن قيس بن أبي حازم قال : رأى عبد الله بن مسعود صبيانا مع ولده يلعبون فقال : هؤلاء أهون علي من عدلهم من الجعلان
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح

الوظيفة
21- روى وابن حبان [7201] أخبرنا أبو عروبة بحران قال : حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن عبد الله بن مسعود قال :
بينما هو ذات يوم في بيت المال إذ قال : خرج علينا نبي الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم من قبة له من أدم فقال :
( ألا ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ ) قالوا : نعم قال :
( وثلث أهل الجنة ؟ ) قالوا : نعم قال :
( والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة إن مثل المسلمين في الكفار كالبقرة البيضاء فيها الشعرة السوداء أو كالبقرة السوداء فيها الشعرة البيضاء )
=(7245)[78:3]
قال الشيخ الألباني :صحيح ـ ((الصحيحة)) (849) : ق .
قلت وأصله في البخاري ومسلم [221] ونحوه في الترمذي ونثبت رواية ابن حبان للزيادة : بينما هو ذات يوم في بيت المال ....
أخوه
له أخ وهو عتبة بن مسعود الهذلي وهو صحابي هاجر إلى الحبشة .. وعتبه له ولد يسمى عبد الله روى عن عمه ابن مسعود .والله أعلم
قال الذهبي في السير : ولولده عبد الله بن عتبة إدراك وصحبة ورواية حديث وهو والد أحد الفقهاء السبعة عبيد الله بن عبد الله بن عتبة .
22- روى الحاكم في المستدرك [5186 مقبل] أخبرني أبو الحسين الحافظ أنا محمد بن إسحاق الحافظ أنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا داود بن رشيد ثنا محمد بن ربيعة ثنا أبو العميس عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبيه قال لما مات أبي عتبة بن مسعود بكى عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما فقيل له أتبكي فقال أخي وصاحبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والثالث وأحب الناس إلي إلا ما كان من عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
قلت : سكت عليه الذهبي وكذلك الشيخ مقبل
23- وفي المستدرك [5188 مقبل] أخبرنا محمد بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد ثنا أحمد بن حنبل ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري قال ما عبد الله بن مسعود أعلى عندنا من عتبة أخيه بن مسعود ولكنه مات سريعا
وهذا قد يكون مرسل أو رأى الزهري في علم عتبة رضي الله عن الجميع
وهو في المجمع [15575] وقال : رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
24- وروى الطبراني [ ] عن ابن مسعود أنه دخل على أخيه عتبة وهو يصلي على سواك يرفعه إلى وجهه فأخذه فرمى به ثم قال : أوم إيماء ولتكن ركعتك أرفع من سجدتك .
قال الهيثمي في المجمع [2899] رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
وقال الذهبي في ترجمته من السير : وقيل لما توفي انتظر عمر أم عبد فجاءت فصلت عليه 
25- وأخرج الطبراني في المعجم الكبير : عن القاسم بن عبد الرحمن قال : توفي عتبة بن مسعود في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
قال الهيثمي في مجمع الزوائد [15576] : إسناده حسن