الخميس، 29 نوفمبر 2012

دكتور برادعي اشهد الله العلي العظيم إنى إبغضك في الله


مع اعترافي ان لهذا الرجل عقل في بعض المسائل ولكن بعد كلام هذا الرجل عن بوذا ،ومهاتراته السابقة هنا وهناك ، فيجب ان نفرق بين ان يكون للشخص عقل وبه ذكاء وبين ان يكون عنده دين فقد يجتمع في الرجل العقل وقلة الدين .
.
قال تعالى :{يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} سورة الروم : 7

يقول ابن كثير في التفسير :
أي : أكثر الناس ليس لهم علم إلا بالدنيا وأكسابها وشئونها وما فيها ، فهم حذاق أذكياء في تحصيلها ووجوه مكاسبها ، وهم غافلون عما ينفعهم في الدار الآخرة ، كأن أحدهم مغفل لا ذهن له ولا فكرة . اهـ
.
قال تعالى :{وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين }سورة العنكبوت

يقول القرطبي في التفسير :  
وزين لهم الشيطان أعمالهم : أي أعمالهم الخسيسة فحسبوها رفيعة فصدهم عن السبيل : أي عن طريق الحق
 وكانوا مستبصرين : فيه قولان : أحدهما : وكانوا مستبصرين في الضلالة قاله مجاهد . والثاني : كانوا مستبصرين قد عرفوا الحق من الباطل بظهور البراهين . وهذا القول أشبه ; لأنه إنما يقال : فلان مستبصر : إذا عرف الشيء على الحقيقة .
قال الفراء : كانوا عقلاء ذوي بصائر فلم تنفعهم بصائرهم . وقيل : أتوا ما أتوا وقد تبين لهم أن عاقبتهم العذاب . اهـ
قال قتادة : ( وكانوا مستبصرين ) في ضلالتهم معجبين بها .
.
قال تعالى { فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ( 29 ) ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ( 30 )  } سورة النجم
.
واختم بكلام سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حول رفع الامانة فقال "......  حتى يقال للرجل : ما أجلده ! ما أظرفه ! ما أعقله ! وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان .  " رواه مسلم والبخاري

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

حسن العهد من الإيمان ... وحبه وتقديره ومراعاته صلى الله عليه وسلم لخديجة حتى بعد موتها


أخرج البخاري (5658) عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة، ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين، لما كنت أسمعه يذكرها، ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب، وإن كان ليذبح الشاة ثم يهدي في خلتها منها.
وبوب عليه البخاري : باب حسن العهد من الإيمان
أخرج ابن الأعرابي في " معجمه " ( ق 75 / 2 ) و عنه القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 82 / 1 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 15 - 16 ) من طريق صالح بن رستم عن ابن أبي مليكة عن  عائشة  قالت : 
" جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و هو عندي , فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أنت ? قالت : أنا جثامة المزنية , فقال : بل أنت حسانة المزنية , كيف أنتم ? كيف حالكم , كيف كنتم بعدنا ? قالت : بخير بأبي أنت و أمي يا رسول الله . فلما خرجت , قلت : يا رسول الله , تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ? فقال : " إنها كانت تأتينا زمن خديجة , و إن حسن العهد من الإيمان .
قال الحاكم : حديث صحيح على شرط الشيخين فقد اتفقا على الاحتجاج برواته في أحاديث كثيرة وليس له علة. ووافقه الذهبي "راجع الصحيحة_ 216ففيه كلام مهم"

ضعفه الحافظ في الفتح بقوله : أخرجه الحاكم والبيهقي في الشعب من طريق صالح بن رستم عن بن أبي مليكة..... وأخرجه البيهقي أيضا من طريق مسلم بن جنادة عن حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مثله بمعنى القصة وقال غريب ومن طريق أبي سلمة عن عائشة نحوه وإسناده ضعيف .اهـ

وصححه العلامة الألباني في الصحيحة بعد ان ذكر كل ما فات واورد له طريقا اخر عند القاسم السرقسطي في " غريب الحديث "( 2 / 20 / 1 ) عن الحميدي قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا عبد الواحد ابن أيمن و غيره عن ابن أبي نجيح عن عائشة :" أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم , فقرب إليه لحم , فجعل يناولها , قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله لا تغمر يدك ! فقال صلى الله عليه وسلم :( يا عائشة إن هذه كانت تأتينا أيام خديجة , و إن حسن العهد من الإيمان ) , فلما ذكر خديجة قلت : قد أبدلك الله من كبيرة السن حديثة السن , فشدقني ,و قال : ما علي - أو نحو هذا - إن كان الله رزقها مني الولد , و لم يرزقكيه , فقلت : و الذى بعثك بالحق لا أذكرها إلا بخير أبدا . 

قال في " الفتح " (ج10) : قال أبو عبيد العهد هنا رعاية الحرمة وقال عياض هو الاحتفاظ بالشيء والملازمة له وقال الراغب حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال وعهد الله تارة يكون بما ركزه في العقل وتارة بما جاءت به الرسل وتارة بما يلتزمه المكلف ابتداء كالنذر ومنه قوله تعالى ومنهم من عاهد الله وأما لفظ العهد فيطلق بالاشتراك بإزاء معان أخرى منها الزمان والمكان واليمين والذمة والصحة والميثاق والإيمان والنصيحة والوصية والمطر ويقال له العهاد أيضا . اهـ 
ملاحظة :  
الجَثَّامة : البليد الذي لا ينهض بالمكارم . 
و الجَثَّامة الكسلان الذي لا يميل إِلى الحركة .
و الجَثَّامة الكابوس .
المراجع : صحيح البخاري _ شعب الإيمان للبيهقي _ السلسلة الصحيحة _ فتح الباري _ مستدرك الحاكم _   



عجوز بني إسرائيل واغلى طلب ولو سألك النبي ماذا تريد فبماذا ترد ؟!


أخرج الحاكم "المستدرك "  (3580 _ مقبل) حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس بن أبي إسحاق أنه تلا قول الله عز وجل { وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ  } الآية (الشعراء : 51  فقال أبو بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعرابي فأكرمه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعهدنا ائتنا فأتاه الأعرابي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حاجتك فقال ناقة برحلها وبحر لبنها أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عجز هذا أن يكون كعجوز بني إسرائيل فقال له أصحابه ما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله فقال إن موسى حين أراد أن يسير ببني إسرائيل ضل عنه الطريق فقال لبني إسرائيل ما هذا قال فقال له علماء بني إسرائيل إن يوسف عليه السلام حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا فقال موسى أيكم يدري أين قبر يوسف فقال علماء بني إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل فأرسل إليها موسى فقال دلينا على قبر يوسف قالت لا والله حتى تعطيني حكمي فقال لها ما حكمك قالت حكمي أن أكون معك في الجنة فكأنه كره ذلك قال فقيل له أعطها حكمها فأعطاها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت لهم انضبوا هذا الماء فلما أنضبوا قالت لهم احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
قال العلامة مقبل بن هادي : وقول الحاكم على شرط الشيخين ليس بصحيح ، بل لو سلم متنه من النكارة لكان على شرط مسلم ، لان البخاري لم يخرج ليونس بن أبي اسحاق السبيعي .اهـ
قال ابن كثير " التفسير " (6/142) : هذا حديث غريب جدًا ، والأقرب أنه موقوف ، والله أعلم.اهـ
قلت النكارة سيتكلم عنها العلامة الألباني ويفندها .
وأخرجه ايضاً أبو يعلى في " مسنده " ( 344 / 1 ) وقال الهيثمي في المجمع (10/170) : "رجال أبي يعلى رجال الصحيح".
وفي رواية لابي يعلى :" أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ? فقال أصحابه : يا رسول الله و ما عجوز بني إسرائيل ? قال : إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر , ضلوا الطريق فقال : ما هذا ? فقال علماؤهم : نحن نحدثك , إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا يخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا , قال : فمن يعلم موضع قبره ? قالوا : ما ندري أين قبر يوسف إلا عجوز من بني إسرائيل , فبعث إليها فأتته فقال : دلوني على قبر يوسف , قالت : لا والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي , قال : و ما حكمك ? قالت : أكون معك في الجنة , فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله 
إليه أن أعطها حكمها , فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء , فقالت : انضبوا هذا الماء فأنضبوا , قالت : احفروا و استخرجوا عظام يوسف فلما أقلوها إلى الأرض إذا الطريق مثل ضوء النهار . 
صحح تلك الاحاديث العلامة الألباني في "السلسلة الصحيحة " (313) على شرط مسلم 
ثم قال ): فائدة ) كنت استشكلت قديما قوله في هذا الحديث " عظام يوسف " لأنه يتعارض بظاهره مع الحديث الصحيح :
" إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " حتى وقفت على حديث ابن عمر رضي الله عنهما ." أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن , قال له تميم الداري : ألا أتخذ لك منبرا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك ? قال : بلى فاتخذ له منبرا مرقاتين " . 
 أخرجه أبو داود ( 1081 ) بإسناد جيد على شرط مسلم .
فعلمت منه أنهم كانوا يطلقون " العظام " , و يريدون البدن كله , من باب إطلاق الجزء و إرادة الكل , كقوله تعالى *( و قرآن الفجر )* أي : صلاة الفجر . فزال الإشكال و الحمد لله , فكتبت هذا لبيانه .اهـ "الصحيحة "
فائدة الحديث : ان الأعرابي رضي الله عنه عندما سئله النبي صلى الله عليه وسلم عن حاجته كان الافضل ان يطلب منه ان يدعو الله له بالجنة او يرافقه بالجنة ، لذلك نبه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة لذلك ، وفيها ان متاع الدنيا زائل لا يدوم .

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

لئن كنت محتاجاً إلى الحلم إنني ... إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج
ولي فرس للخير بالخير ملجم ... ولي فرس للشر بالشر مسرج
فمن شاء تقويمي فإني مقوم ... ومن شاء تعويجي فإن معوّج
وما كنت أرضى الجهل جدّاً ولا أباً ... ولكنني أرضى به حين أحرج
فإن قال بعض الناس فيه سماجة ... لقد صدقوا والذل بالحرّ أسمج

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

الاعلام الساقط


الاعلام الساقط نجح نجاح باهر في التقليب على غزة ونسج الحكايات عن استوطانهم في سيناء ... مع ان اهالي غزة الباسلة لم يتركوها منذ 48 !
ثم ان دخول اهالي غزة سيناء ليس بعيب انما هو شرف يُعلق في تاريخنا ... وهل منهم أحد يتذكر فعل الأنصار مع المهاجرين ؟!

ونُذكر أهل مصر بمدح الله تعالى للأنصار بقوله تعالى"والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ( 9 ) " الحشر

وفي الحديث الصحيح : عن أنسٍ قال قال المهاجرون يا رسولَ اللهِ ما رأينا مثلَ قومٍ قدِمنا عليهم أحسنَ مواساةٍ في قليلٍ ولا أحسنَ بذلًا من كثيرٍ لقد كفونا المَؤونةَ وأَشرَكونا في المهنأِ حتى لقد خشينا أن يذهبوا بالأجرِ كلِّه قال لا ما أثنيتُم عليهم ودعوتُم اللهَ لهم .

الخميس، 15 نوفمبر 2012

كرم صحابية وقناعة الصحابة بالقليل


أخرج البخاري [896عن سهل بن سعد الساعدي قال:
 كانت فينا امرأة، تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقا، فكانت إذا كان يوم جمعة، تنزع أصول السلق فتجعله في قدر، ثم تجعل عليه قبضة من شعير تطحنها، فتكون أصول السلق عرقه، وكنا ننصرف من صلاة الجمعة فنسلم عليها، فتقرب ذلك الطعام إلينا فنلعقه، وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك.
وفي رواية [5088]عن سهل بن سعد قال:
 إن كنا لنفرح بيوم الجمعة، كانت لنا عجوز تأخذ أصول السلق، فتجعله في قدر لها، فتجعل فيه حبات من شعير، إذا صلينا زرناها فقربته إلينا، وكنا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك، وما كنا نتغدى، ولا نقيل إلا بعد الجمعة، والله ما فيه شحم ولا وَدَكٌ.

فوائد :
في هذا الحديث جواز السلام على النسوة الأجانب ، واستحباب التقرب بالخير ولو بالشيء الحقير وبيان ما كان الصحابة عليه من القناعة وشدة العيش والمبادرة إلى الطاعة رضي الله عنهم .
وفي الحديث ما كان السلف عليه من الاقتصاد والصبر على قلة الشيء إلى ان فتح الله تعالى لهم الفتوح العظيمة فمنهم من تبسط في المباحات منها ومنهم من اقتصر على الدون مع القدرة زهدا وورعاً . 
الأربعاء : جمع ربيع كأنصباء ونصيب والربيع الجدول وقيل الصغير وقيل الساقية الصغيرة وقيل حافات الأحواض والمزرعة بفتح الراء .

المراجع : صحيح البخاري _ فتح الباري 

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

عبد الله بن حذافة رضي الله عنه


عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي أبو حذافة أو أبو حذيفة وأمه تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة من السابقين الأولين يقال شهد بدرا ولم يذكره موسى بن عقبة ولا بن إسحاق ولا غيرهما من أصحاب المغازي (الإصابة)
وقال ابن يونس شهد فتح مصر
يقال مات في خلافة عثمان حكاه البغوي وقال أبو نعيم توفي بمصر في خلافة عثمان وكذلك قال بن يونس إنه توفي بمصر ودفن بمقبرته
اخرج البخاري [93] عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج، فقام عبد الله بن حذافة فقال: من أبي؟ فقال: (أبوك حذافة). ثم أكثر أن يقول: (سلوني). فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، فسكت.
وروى الإمام في المسند [10538] عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم لا تسألوني عن شيء الا أخبرتكم به فقال عبد الله بن حذافة من أبى يا رسول الله قال أبوك حذافة بن قيس فرجع إلى أمة فقالت ويحك ما حملك على الذي صنعت فقد كنا أهل جاهلية وأهل أعمال قبيحة فقال لها ان كنت لأحب ان أعلم من أبي من كان من الناس

 قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن .

كان في بعث علقمة بن محرز وله قصة :
فقد أخرج الإمام أحمد [11657] وابن ماجه [2330] : عن عمرو بن الحكم بن ثوبان ان أبا سعيد الخدري قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن محرز على بعث أنا فيهم حتى انتهينا إلى رأس غزاتنا أو كنا ببعض الطريق أذن لطائفة من الجيش وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي وكان من أصحاب بدر وكانت فيه دعابة يعني مزاحا وكنت ممن رجع معه فنزلنا ببعض الطريق قال وأوقد القوم نارا ليصنعوا عليها صنيعا لهم أو يصطلون قال فقال لهم أليس لي عليكم السمع والطاعة قالوا بلى قال فما أنا بآمركم بشيء ان صنعتموه قالوا بلى قال أعزم عليكم بحقي وطاعتي لما تواثبتم في هذه النار فقام ناس فتحجزوا حتى إذا ظن انهم واثبون قال احبسوا أنفسكم فإنما كنت أضحك معكم فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ان قدموا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه
حسنه العلامة شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند _ وحسنه العلامة الألباني في الصحيحة 2324 وحسنه ايضاًفي سنن ابن ماجه .

بعثه النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الى كسرى :

اخرج البخاري [4162] عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى، مع عبد الله ابن حذافة السهمي، فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، فحسبت أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن يمزقوا كل ممزق.

نداه في الحج :

وفي المسند [10930] عن أبي هريرة : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى أن لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل

 تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن أبي الأخضر وراجع الحديث 22000 في المسند
وفي الصحيحة 1282 حديث يشبه هذا وقال عنه متواتر

آية نزلت فيه :

أخرج البخاري [4308] عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
 {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}. قال: نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي، إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية.


ثباته رضي الله عنه :

روى الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمته : أنه أسرته الروم ، فجاءوا به إلى ملكهم ، فقال له : تنصر وأنا أشركك في ملكي وأزوجك ابنتي. فقال له : لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما تملكه العرب ، على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ، ما فعلت! فقال : إذا أقتلك. قال : أنت وذاك! فأمر به فصلب ، وأمر الرماة فرموه قريبا من يديه ورجليه ، وهو يعرض عليه دينالنصرانية ، فيأبى  ثم أمر به فأنزل ، ثم أمر بِقِدْر. وفي رواية : ببقرة من نحاس ، فأحميت ، وجاء بأسير من المسلمين فألقاه وهو ينظر ، فإذا هو عظام تلوح. وعرض عليه فأبى ، فأمر به أن يلقى فيها ، فرفع في البَكَرَة ليلقى فيها ، فبكى فطمع فيه ودعاه فقال له : إني إنما بكيت لأن نفسي إنما هي نفس واحدة ، تُلْقى في هذه القدر الساعة في الله ، فأحببت أن يكون لي بعدد كل شعرة في جسدي نفس تعذب هذا العذاب في الله. وفي بعض الروايات : أنه سجنه ومنع عنه الطعام والشراب أياما ، ثم أرسل إليه بخمر ولحم خنزير ، فلم يقربه ، ثم استدعاه فقال : ما منعك أن تأكل ؟ فقال : أما إنه قد حَلَّ لي ، ولكن لم أكن لأشمتك فيّ. فقال له الملك : فَقَبِّلْ رأسي وأنا أطلقك. فقال : وتطلق معي جميع أسارى المسلمين ؟ قال : نعم. فقبل رأسه ، فأطلقه وأطلق معه جميع أسارى المسلمين عنده ، فلما رجع قال عمر بن الخطاب : حَقّ على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة ، وأنا أبدأ. فقام فقبل رأسه .
ورواه البيهقي وهو عند الذهبي بسند في السير ج 2
وقال الحافظ في الاصابة : وأخرج بن عساكر لهذه القصة شاهدا من حديث بن عباس موصولا وآخر من فوائد هشام بن عثمان من مرسل الزهري . اهـ

وروى الذهبي في السير ج2 / ص 247 : الوليد بن مسلم حدثنا أبو عمرو ومالك بن أنس أن أهل قيسارية أسروا ابن حذافة فأمر به ملكهم فجرب بأشياء صبر عليها ثم جعلوا له في بيت معه الخمر ولحم الخنزير ثلاثا لا يأكل فاطلعوا عليه فقالوا للملك قد انثنى عنقه فإن أخرجته وإلا مات فأخرجه وقال ما منعك أن تأكل وتشرب  قال أما إن الضرورة كانت قد أحلتها لي ولكن كرهت أن أشمتك بالإسلام قال فقبل رأسي وأخلي لك مئة أسير قال أما هذا فنعم  فقبل رأسه فخلى له مئة وخلى سبيله .
ثم قال الذهبي : وقد روى ابن عائذ قصة ابن حذافة فقال حدثنا الوليد بن محمد أن ابن حذافة أسر فذكر القصة مطولة وفيها أطلق له ثلاث مئة أسير وأجازه بثلاثين ألف دينار وثلاثين وصيفة وثلاثين وصيفا
 أخرج البيهقي (2/162) ، وأحمد (2/326) ، وابن نصر (53) عن النعمان بن راشد عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن  عن عن أبي هريرة أن عبد الله بن حُذافة صلى ، فجهر بالقراءة ؛ فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" يا ابن حذافة ! لا تُسْمِعني ، وأسمع اللهَ عز وجل " .
قال العلامة الألباني في صفة الصلاة : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، غير أن النعمان بن راشد فيه ضعف ؛كما قال النسائي ، وفي " التقريب " :" صدوق سيئ الحفظ " . فهو إسناد حسن .
 وقد ضعفه العلامة شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند 8309 _ صححه العلامة أحمد شاكر في المسند
  
أخوه
خنيس بالتصغير بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي أخو عبد الله كان من السابقين وهاجر إلى الحبشة ثم رجع فهاجر إلى المدينة وشهد بدرا وأصابته جراحة يوم أحد فمات منها وكان زوج حفصة بنت عمر فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعده
 وروى البخاري [3783 ] عن سالم ابن عبد الله: أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدث: أن عمر بن الخطاب، حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا، توفي بالمدينة، قال عمر: فلقيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، قال: سأنظر في أمري، فلبث ليالي، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك؟ قلت: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت، إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لقبلتها.


المراجع : صحيح البخاري _ المسند _ تاريخ دمشق _ سير اعلام النبلاء _ الإصابة _ الطبقات _ سنن ابن ماجه _ أصل صفة الصلاة _ السلسلة الصحيحة _ الفتح _ تفسير ابن كثير 





الجمعة، 9 نوفمبر 2012

كعب بن مالك وطاعته للنبي صلى الله عليه وسلم


أخرج البخاري [445] ومسلم [1558] والنسائي و أبي داود واللفظ للبخاري : عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن كعب:
 أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان له عليه في المسجد، فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته، فخرج إليهما، حتى كشف سجف حجرته، فنادى: (يا كعب). قال: (لبيك يا رسول الله، قال: (ضع من دينك هذا). وأومأ إليه: أي الشطر، قال: لقد فعلت يا رسول الله، قال: (قم فاقضه).
يقول النووي :وفي هذا الحديث جواز المطالبة بالدين في المسجد ، والشفاعة إلى صاحب الحق ، والإصلاح بين الخصوم ، وحسن التوسط بينهم ،وقبول الشفاعة في غير معصية ، وجواز الإشارة واعتمادها لقوله : ( فأشار إليه بيده أن ضع الشطر ) .
قال في الفتح : ( سجف ) بكسر المهملة وسكون الجيم وحكى فتح أوله وهو الستر ، وقيل أحد طرفي الستر المفرج .
قوله : ( لقد فعلت ) مبالغة في امتثال الأمر . 

الخميس، 8 نوفمبر 2012

النبي صلى الله عليه وسلم يتوجع لموت سعد بن خولة في الدار التي هاجر منها والدعاء للصحابة


أخرج البخاري [1233] ومسلم [1628] واللفظ للبخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع، من وجع اشتد بي، فقلت: إني قد بلغ بي من الوجع، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة، أفاتصدق بثلثي مالي؟ قال: (لا). قلت: بالشطر؟ فقال: (لا). ثم قال: (الثلث والثلث كبير، أو كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تتبغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في في امرأتك). فقلت: يا رسول الله، أخلف بعد أصحابي؟ قال: (إنك لن تخلف فتعمل عملا صالحا إلا ازددت به درجة ورفعة، ثم لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام، ويضر بك آخرون، اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة). يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة.
أخرجه البخاري في باب [رثى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن خولة]

قال الحافظ في الفتح : قال الراوي يرثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا اعترض الإسماعيلي الترجمة فقال ليس هذا من مراثي الموتى وإنما هو من التوجع يقال رثيته إذا مدحته بعد موته ورثيت له إذا تحزنت عليه ويمكن أن يكون مراد البخاري هذا بعينه كأنه يقول ما وقع من النبي صلى الله عليه وسلم فهو من التحزن والتوجع وهو مباح وليس معارضا لنهيه عن المراثي التي هي ذكر أوصاف الميت الباعثة على تهييج الحزن وتجديد اللوعه وهذا هو المراد بما أخرجه أحمد وابن ماجة وصححه الحاكم من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المراثي وهو عند بن أبي شيبة بلفظ نهانا أن نتراثى ولا شك أن الجامع بن الامرين التوجع والتحزن . اهـ
ثم قال الحافظ : قوله أن مات بفتح الهمزة ولا يصح كسرها لأنها تكون شرطيه والشرط لما يستقبل وهو قد كان مات والمعنى أن سعد بن خولة وهو من المهاجرين من مكة إلى المدينة وكانوا يكرهون الإقامة في الأرض التي هاجروا منها وتركوها مع حبهم فيها لله تعالى فمن ثم خشي سعد بن أبي وقاص أن يموت بها وتوجع رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن خولة لكونه مات بها وأفاد أبو داود الطيالسي في روايته لهذا الحديث عن إبراهيم بن سعد عن الزهري أن القائل يرثي له الخ هو الزهري ويؤيده أن هاشم بن هاشم وسعد بن إبراهيم رويا هذا الحديث عن عامر بن سعد فلم يذكرا ذلك فيه وكذا في رواية عائشة بنت سعد عن أبيها. اهـ
سعد بن خولة رضي الله عنه من بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، من أنفسهم، وقيل‏:‏ حليف لهم، وقيل‏:‏ مولى ابن أبي رهم بن عبد العزى العامري‏.‏
قال ابن هشام‏:‏ هو من اليمن، حليف لهم‏.‏ وهو من عجم الفرس، أسلم، من السابقين، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وذكره ابن إسحاق، موسى بن عقبة، وسليمان التيمي في أهل بدر‏.‏
وهو زوج سبيعة الأسلمية، فتوفى عنها في حجة الوداع، فولدت بعد وفاته بليال، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قد حللت فانكحي من شئت‏"‏‏.‏ فقد أخرج البخاري 3770 وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة: أن أباه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري: يأمره أن يدخل على سبيعة بنت الحارث الأسلمية، فيسألها عن حديثها، وعما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استفتته. فكتب عمر بن عبد الله بن الأرقم، إلى عبد الله بن عتبة بخبره: أن سبيعة بنت الحارث أخبرته: أنها كانت تحت سعد بن خولة، وهو من بني عامر بن لؤي، وكان ممن شهد بدرا، فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته، فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب، فدخل عليها أبو السنابل ابن بعكك، رجل من بني عبد الدار، فقال لها: ما لي أراك تجملت للخطاب، ترجين النكاح، فإنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر. قالت سبيعة: فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت، وأتنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك، فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي، وأمرني بالتزوج إن بدا لي.
وقيل انه نزل فيه وفي أَصحابه قوله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الأنعام/ 52] الآية
وشهد سعد بن خولة بدرًا وهو ابن خمسٍ وعشرين سنة وشهد أُحُدًا والخندق والحديبية [الطبقات الكبرى]

المراجع : صحيح البخاري _ صحيح مسلم _ سنن النسائي _ المسند _ الاصابة _ الاستيعاب _ الطبقات _ فتح الباري 

الخميس، 1 نوفمبر 2012

رثاء الشاعر متمم بن نويرة أخيه مالك

لقد لامني عند القبور على البكا .. رفيقي لتذراف الدموع السوافك 
وقال أتبكي كل قبر رأيته .. لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك 
فقلت له إن الأسى يبعث الأسى .. فدعني فهذا كله قبر مالك 


.
الدكادك : جمع الدكدك أو الدكداك : من الرمل ما تكبس واستوى وايضاً ارض فيها غلظ ...
واللوى : صفة لا علما بمعنى أنه كل ما التوى من الرمل
.
المراجع : البداية والنهاية _ الأمالي والنوادر لأبي علي القالي