الخميس، 31 يناير 2013

الحاكم المسلم والمحافظة على أموال الرعية


روى ابن جرير الطبري في التاريخج [1306] وابن أبي شيبة في المصنف [10747] قال حدثنا ابن عيينة  عن يحيى بن سعيد ، عن سالم ، عن أسلم  أن عمر بعثه بإبل من الصدقة إلى الحمى ، فلما أردت أن أصدر قال : " اعرضها علي " ، فعرضتها عليه وقد جعلت جهازي على ناقة منها فقال : " لا أم لك ، عمدت إلى ناقة تحيي أهل بيت من المسلمين تحمل عليها جهازك ، أفلا ابن لبون بوالا أو ناقة شصوصا " .
وروه الطبري عن يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا سفيان ،عن يحي بن سعيد به
إسناده صحيح

ملاحظة :
ابن لبون :  وَلَدُ الناقة إِذا استكمل السنةَ الثانيةَ ودخل في الثالثة : لأَنَّ أُمَّه ولدتْ غَيْرَهُ فصارَ لها لَبَنٌ .
ناقة شصوصا : شصت الناقة انقطع لبنها أو قل ، شص ذهب  ، وشصت المعيشة : اشتدت ، وشصت السنة : كانت مجدبة 

الثلاثاء، 29 يناير 2013

لو هذا الحدث حقيقي (حفلات تنشيط السياحة) !! فمن فعل ذلك فهولاء قوم يستنُّون بغيرِ سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويهدون بغير هديi


روى مسلم (1847) عن حذيفة بن اليمان قال :
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير. وكنت أسأله عن الشر. مخافة أن يدركني. فقلت: يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر. فجاءنا الله بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير شر؟ قال (نعم) فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال (نعم. وفيه دخن). قلت: وما دخنه؟ قال (قوم يستنون بغير سنتي. ويهدون بغير هديي. عرف منهم وتنكر). فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال (نعم. دعاة على أبواب جهنم. من أجابهم إليها قذفوه فيها). فقلت: يا رسول الله! فقلت: يا رسول الله! صفهم لنا. قال (نعم. قوم من جلدتنا. ويتكلمون بألسنتنا) قلت: يا رسول الله! فما ترى إن أدركني ذلك! قال (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال (فاعتزل تلك الفرق كلها. ولو أن تعض على أصل شجرة. حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك).

وإن كان هذا الفعل من أجل تنشيط الاقتصاد فأقول لهم:

روى البخاري (2988) عن عمرو بن عوف رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم "

وأذكر من فعل ذلك من الفعل المشين من أجل الأموال بفعل الصحابة رضوان الله عليهم الذين تركوا الصفراء والبيضاء من أجل الحفاظ على دينهم .

روى ابن سعد في الطبقات والحاكم في المستدرك (5700) عن عكرمة قال لما خرج صهيب مهاجرا تبعه أهل مكة فنثل كنانته فأخرج منها أربعين سهما فقال لا تصلون إلي حتى أضع في كل رجل منكم سهما ثم أصير بعد إلى السيف فتعلمون أني رجل وقد خلفت بمكة قينتين فهما لكم قال وحدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس نحوه ونزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال أبا يحيى ربح البيع قال وتلا عليه الآية
أثبته وقوه العلامة مقبل بن هادي في الصحيح من أسباب النزول ص 38 _ وأثبت نحوه العلامة أحمد شاكر في عمدة التفاسير


الصحابة رضي الله عنهم كانوا يملكون الدنيا وباعوها لأجل الأخرة :

روى في المسند (12504) عن أنس ان رجلا قال : يا رسول الله ان لفلان نخلة وأنا أقيم حائطي بها فأمره ان يعطيني حتى أقيم حائطي بها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أعطها إياه بنخلة في الجنة فأبى فاتاه أبو الدحداح فقال بعني نخلتك بحائطي ففعل فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني قد ابتعت النخلة بحائطي قال فاجعلها له فقد أعطيتكها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم من عذق راح لأبي الدحداح في الجنة قالها مرارا قال فأتى امرأته فقال يا أم الدحداح أخرجي من الحائط فإني قد بعته بنخلة في الجنة فقالت ربح البيع أو كلمة تشبهها .
صححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة _ وصححه العلامة مقبل في الصحيح المسند 26 _ وصححه العلامة شعيب على شرط مسلم

الاثنين، 21 يناير 2013

البراء بن مالك رضي الله عنه


البراء بن مالك ابن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري النجاري المدني البطل الكرار صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخو خادم النبي صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك ، شهد أحدا وبايع تحت الشجرة .
وقيل هو أخو أنس لابيه فقط دون أمه وامه أم شريك بن سحماء ، وقيل أخوه شقيقه لابيه وأمه أم سليم "1" 

من فضائل البراء بن مالك :
روى الترمذي [[3854 عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك .
قال الترمذي :حسن _ وصححه العلامة الألباني في تعليقه على الترمذي وصحيح الترغيب [2083] وصحيح الجامع [4573] _ وصححه المنذري ..

كان يحدو للأبل في السفر وكان صوته حسن
روى في المسند [13695] والطيالسي في مسنده [2048]  والبيهقي في السنن الكبرى [20822] عن أنس بن مالك : ان البراء بن مالك كان يحدو بالرجال وأنجشة يحدو بالنساء وكان حسن الصوت فحدا فأعنقت الإبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنجشة رويدا سوقك بالقوارير
 صححه العلامة شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند _ وصححه العلامة الألباني في صحيح "الأدب المفرد 199"_ وصححه ابن حجر كما في "الفتوحات 5/149"
وفي رواية في شعب الإيمان [5125] : عن أنس قال : كان البراء بن مالك رجلا حسن الصوت 

البراء بن مالك والثقة في الله بأنه سيكون من الشهداء ولن يموت على فراشه
روى ابن أبي شيبة في (المصنف - 26534 ) بسند حسن _ عن أنس ، قال : تمثل البراء بيتا من شعر , فقلت له : " تمثل أي أخي ببيت من شعر , لا تدري لعله آخر شيء تكلمت به " , قال : " لا أموت على فراشي ، لقد قتلت من المشركين والمنافقين مائة إلا رجلا "

ورواه البغوي وعبد الرزاق في (المصنف - 9469) والطبراني في( الكبير - 1178) والحاكم بإسناد صحيح وألفاظ متقاربة عن طريق محمد بن سيرين عن أنس قال دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنى فقلت له قد ابدلك الله ما هو خير منه فقال اترهب أن أموت على فراشي لا والله ما كان الله ليحرمني ذلك وقد قتلت مائة منفردا سوى من شاركت فيه .
صححه الحافظ في الاصابة _ وصححه الهيثمي في المجمع "15795" _ صححه العلامة الألباني في تحريم الآت الطرب ص 128

 جهاده رضي الله عنه :
قال ابن سعد في الطبقات : شهد أحدا والخندق والمشاهد بعد ذلك مع رسول الله صلى الله عليه
 قال الذهبي في (تاريخ الإسلام - 3/210 ): شهد البراء أحداً وما بعدها
وقال او نعيم في (الحلية ص 185 ):  شهد أحدا فما دونه من المشاهد 

حبه للجهاد على الإمارة :
 روى ابن أبي شيبة في (المصنف - 33587)بإسناد حسن عن أنس بن مالك  قال : " لما بعث أبو موسى على البصرة كان ممن بعث البراء بن مالك وكان من وزرائه , فكان يقول له : اختر عملا , فقال البراء : أو معطي أنت ما سألتك ؟ قال : نعم , قال : أما إني لا أسألك إمارة مصر ولا جباية خراج , ولكن أعطني قوسي وفرسي ورمحي وسيفي وذرني إلى الجهاد في سبيل الله , فبعثه على جيش , فكان أول من قتل .
ورى أيضًا (33588) بإسناد حسن عن أنس بن مالك ، يقول : " إن أبا موسى أراد أن يستعمل البراء بن مالك ، فأتى ، فقال له البراء بن مالك : " أعطني سيفي وقوسي وترسي ورمحي " .

موقفه المشهود في حروب الردة _ اليمامة
روى ابن أبي شيبة في( المصنف -34301 ) بإسناد صحيح عن ثمامة بن أنس , عن أنس قال : كنت بين يدي خالد بن الوليد وبين البراء يوم اليمامة , قال : فبعث خالد الخيل فجاءوا منهزمين , وجعل البراء يرعد فجعلت ألحده إلى الأرض وهو يقول : " أي أجدني أفطر " , قال : ثم بعث خالد الخيل فجاءوا منهزمين , قال : فنظر خالد إلى السماء ثم بلد إلى الأرض , وكان يصنع ذلك إذا أراد الأمر , ثم قال : يا براء ، أوجد في نفسه , قال : فقال : الآن ؟ قال : فقال : نعم ، الآن , قال : فركب البراء فرسه فجعل يضربها بالسوط , وكأني أنظر إليها , تمصع بذنبها ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا أهل المدينة ! إنه لا مدينة لكم وإنما هو الله وحده والجنة , ثم حمل وحمل الناس معه , فانهزم أهل اليمامة حتى أتى حصنهم فلقيه محكم اليمامة , فقال : يا براء ، فضربه بالسيف فاتقاه البراء بالحجفة , فأصاب الحجفة , ثم ضربه البراء فصرعه ، فأخذ سيف محكم اليمامة فضربه به حتى انقطع , فقال : قبح الله ما بقي منك , ورمى به وعاد إلى سيفه " .
صححه محقق المصنف .... ملاحظة : بلد _ أي لصق بالأرض _ أنظر اللسان
وفي رواية "34306" بإسناد صحيح عن أنس , أن خالد بن الوليد وجد الناس يوم اليمامة فأتوا على نهر فجعلوا أسافل أقبيتهم في حجزهم , ثم قطعوا إليهم فتراموا فولى المسلمون مدبرين , فنكس خالد ساعة ثم رفع رأسه وأنا بينه وبين البراء , وكان خالد إذا حزبه أمر نظر إلى السماء ساعة ، ثم رفع رأسه إلى السماء , ثم يفرق له رأيه , فأخذ البراء أفكل ، فجعلت ألحده إلى الأرض ، فقال : يابن أخي ! إني لأفطر , ثم قال : يا براء قم ! فقال البراء : " الآن ؟ " قال : نعم الآن , فركب البراء فرسا له أنثى , فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد يا أيها الناس ! إنه ما إلى المدينة سبيل , إنما هي الجنة " ، فحضهم ساعة ثم مصع فرسه مصعات , فكأني أراها تمصع بذنبها , ثم كبس وكبس الناس , قال حماد بن سلمة : فأخبرني عبيد الله بن أبي بكر , عن أنس , قال : كان في مدينتهم ثلمة , فوضع محكم اليمامة رجليه عليها , وكان عظيما جسيما ، فجعل يرتجز , أنا محكم اليمامة , أنا سداد الخلة , وأنا وأنا , قال : وكان رجلا همرا , فلما أمكنه من الضرب ضربه واتقاه البراء بحجفته , ثم ضرب البراء ساقه فقتله , ومع محكم اليمامة صفيحة عريضة , فألقى سيفه وأخذ صفيحة محكم فحمل فضرب بها حتى انكسرت , فقال : فتح الله ما بيني وبينك " وأخذ سيفه .

روى الطبراني في (المعجم الكبير -1181) وعبد الرزاق في (المصنف - 9474 ) عن أيوب عن ابن سيرين قال : لقي البراء بن مالك يوم مسيلمة رجلا يقال له حمار اليمامة قال : رجل طوال في يده سيف أبيض قال : وكان البراء رجلا قصيرا فضرب البراء رجليه بالسيف فكأنما أخطأه فوقع على قفاه قال : فأخذت سيفه وأغمدت سيفي فما ضربت إلا ضربة واحدة حتى انقطع فألقيته وأخذت سيفي
  قال في المجمع "6/223": ورجاله رجال الصحيح ابن سيرين لم يدرك البراء 

القادسية
البراء كان بالقادسية وعدم نسيان نواهي النبي صلى الله عليه وسلم حتى في الحروب
روى ابن أبي شيبة في (المصنف -34331) [إسناد صحيح عن سعد بن عبيدة  عن البراء قال : أمرني عمر : " أن أنادي بالقادسية : لا ينبذ في دباء ولا حنتم ولا مزفت " .

قتله للمرزبان وهو أول من خمس سلبه :
روى ابن أبي شيبة في (المصنف - 33660)عن ابن عون , وهشام ، عن ابن سيرين ، عن أنس بن مالك ، قال ابن عون : بارز البراء بن مالك ، وقال هشام : " حمل البراء بن مالك على مرزبان الزارة يوم الزارة "2", وطعنه طعنة دق قربوس سرجه فقتله وسلبه سواريه ومنطقته " , فلما قدمنا صلىعمر الصبح ثم أتانا ، فقال : أثم أبو طلحة , فخرج إليه فقال : إنا كنا " لا نخمس السلب , وإن سلب البراء مال فخمسه يبلغ ستة آلاف , بلغ ثلاثين ألفا , قال محمد : فحدثني أنس بن مالك أنه " أول سلب خمس في الإسلام .
صححه محقق المصنف إسامة بن إبراهيم .

ورى ابن أبي شيبة في( المصنف - 33661) بإسناد صحيح والبيهقي في (السنن 12566)عن 
عن هشام بن حسان ، عن ابن سيرين ، عن أنس بن مالك ، قال : " كان السلب لا يخمس , فكان أول سلب خمس في الإسلام سلب البراء بن مالك , وكان حمل على مرزبان الزارة ، فطعنه بالرمح حتى دق قربوس السرج , ثم نزل إليه ، فقطع منطقته وسواريه ، قال : فلما قدمنا المدينة صلى عمر بن الخطاب صلاة الغداة ، ثم أتانا ، فقال : السلام عليكم ، أثم أبو طلحة , فقال : نعم , فخرج إليه فقالعمر : إنا كنا " لا نخمس السلب وإن سلب البراء بن مالك مال وإني خامسه , فدعا المقومين ، فقوموا ثلاثين ألفا ، فأخذ منها ستة آلاف " .

صححه محقق المصنف _ ورواه سعيد بن منصور في (سننه -2708) وصححه العلامة الألباني في إرواء الغليل "1224" _ وصحح العلامة الألباني رواية البيهقي في الإرواء "1224"
وروى سعيد منصور في (سننه -2710)عن هشيم قال : أخبرنا يونس عن ابن سيرين قال : رأيت سوار المرزبان في يد بعض نساء أنس بن مالك .

ملاحظة : تخميس عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - للسلب عندما بلغ مالا كثيرا، تحقيق للمصلحة العامة التي تقدم على المصلحة الخاصة تلقائيا، ولخوف عمر من تحول نية القتال عند المسلمين من الجهاد إلى البحث عن المال.
قال ابن القيم في الزاد : إِنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ  لَمْ يُخَمّسْ السّلَبَ وَقَالَ هُوَ لَهُ أَجْمَعُ وَمَضَتْ عَلَى ذَلِكَ سُنّتُهُ وَسُنّةُ الصّدّيقِ بَعْدَهُ وَمَا رآَه عُمَرُ اجْتِهَادٌ مِنْهُ أَدّاهُ إلَيْهِ رَأْيُهُ .

شجاعته رضي الله عنه :
روى الطبراني في( المعجم الكبير 1182):عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال : بينما أنس بن مالك وأخوه البراء بن مالك عند حصن من حصون العدو والعدو يلقون كلاليب في سلاسل محماة فتعلق بالإنسان فيرفعونه إليهم فعلق بعض تلك الكلاليب بأنس بن مالك فرفعوه حتى أقلوه من الأرض فأتى أخوه البراء فقيل له : أدرك أخاك وهو يقاتل الناس فأقبل يسعى حتى نزا في الجدار ثم قبض بيده على السلسلة وهي تدار فما برح يجرهم ويداه تدخنان حتى قطع الحبل ثم نظر إلى يديه فإذا عظامه تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم أنجى الله عز و جل أنس بن مالك رضي الله عنه بذاك
قال في المجمع "15796" :رواه الطبراني وإسناده حسن _ وأشار اليه الحافظ في الإصابة
 روى البيهقي في (السنن الكبرى - 17700) : عن محمد بن سيرين  أن المسلمين انتهوا إلى حائط قد أغلق بابه فيه رجال من المشركين فجلس البراء بن مالك رضي الله عنه على ترس فقال ارفعوني برماحكم فألقوني إليهم فرفعوه برماحهم فألقوه من وراء الحائط فأدركوه قد قتل منهم عشرة

قال الحافظ في الإصابة :وقال بقي بن مخلد في مسنده حدثنا خليفة حدثنا أبو بكر عن أبي إسحاق قال زحف المسلمون إلى المشركين يوم اليمامة حتى ألجئوهم إلى حديقة فيها عدو الله مسيلمة فقال البراء بن مالك يا معشر المسلمين ألقوني إليهم فاحتمل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم فقاتلهم على حديقة حتى فتحها المسلمين ودخل عليهم المسلمين فقتل الله مسيلمة

وقال أيضًا : حدثنا خليفة حدثنا الأنصاري عن أبيه عن ثمامة عن أنس قال رمى البراء بنفسه عليهم فقاتلهم حتى فتح الباب وبه بضع وثمانون جراحة من بين رمية بهم وضربه فحمل إلى رحله يداوي وأقام عليه خالد شهرا
قال الذهبي في تاريخ الإسلام : وزحف المسلمون حتى ألجئوهم إلى الحديثة وفيها مسيلمة عدو الله، فقال البراء بن مالك: يا معشر المسلمين ألقوني عليه، فاحتمل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم إليهم فقاتلهم حتى فتح الحديقة للمسلمين.
قال محقق التاريخ أخرجه خليفة بن خياط في تاريخه 109 وذكره ابن حجر في الإصابة وابن عبد البر في الاستيعاب
ورى ابن سعد في "الطبقات" قال : أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا محمد بن عمرو عن محمد بن سيرين قال كتب عمر بن الخطاب أن لا تستعملوا البراء بن مالك على جيش من جيوش المسلمين فإنه مهلكة من الهلك يقدم بهم .

استشهاده رضي الله عنه :
قال ابن حجر في "الإصابة" : وشهد البراء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد إلا بدرا وله يوم اليمامة أخبار واستشهد يوم حصن تستر في خلافة عمر سنة عشرين وقيل قبلها وقيل سنة ثلاث وعشرين ذكر سيف أن الهرمزان هو الذي قتله
 قال ابن عبد البر: استشهد البراء بتستر - وقيل استشهد يوم العقبة بفارس .. قلت : هو في العموم استشهد بأرض فارس
 روى ابن أبي شيبة في (المصنف - 33982 ، 34394) وفي الأموال لابن سلام "274" بإسناد صحيح عن أنس قال : حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر , فبعث به أبو موسى معي , فلما قدمنا على عمر سكت الهرمزان ولم يتكلم , فقال له عمر : " تكلم " ، فقال : أكلام حي أم كلام ميت ؟ قال : " تكلم فلا بأس " , قال : إنا وإياكم معشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم , فإنا كنا نقتلكم ونقصيكم , أما إذ كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان ، فقال عمر : " ما تقول يا أنس ؟ " قلت : يا أمير المؤمنين , تركت خلفي شوكة شديدة وعدوا كثيرا , إن قتلته أيس القوم من الحياة وكان أشد لشوكتهم , وإن استحييته طمع القوم ، فقال : " يا أنس ، أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور , فلما خشيت أن يبسط عليه " , قلت : ليس إلى قتله سبيل , فقال عمر : " لم ؟ أعطاك ؟ أصبت منه ؟ " قلت : ما فعلت ولكنك قلت له : تكلم فلا بأس , قال : " لتجيئني معك بمن يشهد أو لأبدأن بعقوبتك " , فخرجت من عنده ، فإذا أنا بالزبير قد حفظ ما حفظت , فشهد عنده ، فتركه وأسلم الهرمزان ، وفرض له .
قال محقق المصنف : إسناده صحيح حميد الطويل كان يدلس عن أنس رضي الله عنه ، لكن قيل ما دلسه أخذه عن ثابت البناني وهو ثقة .
وصححه ابن الملقن في البدر المنير "9/175" ورواه البيهقي في الكبرى "17962" وسعيد بن منصور "2670"
وروى البيهقي في( شعب الإيمان - 10483) وأبو نعيم في "الحلية" عن يوم تستر :عن أنس بن مالك قال .. وفيه... و أن البراء لقي زحفا من المشركين قد أوجع المشركون في المسلمين
فقالوا له : يا براء إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إنك لو أقسمت على الله لأبرك فأقسم على ربك فقال : أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم فمنحوا أكتافهم ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين فقالوا : يا براء أقسم على ربك فقال : أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم و ألحقني بنبيك صلى الله عليه و سلم فمنحوا أكتافهم و قتل البراء شهيدا .
ولا أعلم مدى صحته 

عقبه رضي الله عنه :
يُقال انه ترك ابنة حيث روى ابن سعد في "الطبقات"   قال : أخبرنا بكار بن محمد قال حدثني أبي قال كتب سيرين إلى أنس بن مالك أن سيرين ظالع وكن عنده ثلاث نسوة فكتب إليه أنس بن مالك أن اقدم علي المدينة حتى أزوجك بنت أخي البراء بن مالك فإنها عندي قال فقال لابنته حفصة يا بنية ما ترين فيما كتب به هذا الرجل قالت ياأبت أجبه فإن الله يزيدك شرفا إلى شرفك قال وأمها قاعدة قال فقصعتها أمها وقالت لها لا أشب الله قرنك تقولين لأبيك
 ولا أعلم مدى صحته




.
.
.
المراجع : مسند الإمام أحمد _ مصنف عبد الرزاق_مسند الطيالسي _ مصنف ابن أبي شيبة _ صحيح مسلم _سنن البيهقي الكبرى _ سنن النسائي _ سنن الترمذي _ مستدرك الحاكم _ سنن سعيد بن منصور _ الأموال ابن سلام _ صحيح الأدب المفرد للبخاري _ صحيح الجامع _ مشكاة المصابيح _ البدر المنير _ مجمع الزوائد للهيثمي _ الاصابة ابن حجر _ الفتح ابن حجر _ شعب الإيمان للبيهقي _ الطبقات _ التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة _ البداية والنهاية لابن كثير _ تاريخ الإسلام للذهبي _ سير اعلام النبلاء للذهبي _ إرواء الغليل للألباني _ المطالب العالية ابن حجر _ معاجم الطبراني  _ زاد الميعاد _ التاريخ الكبير للبخاري _ السنة للبغوي _ مسند ابن الجعد _ مصابيح السنة _ اسد الغابة
الهوامش :
1- ما ذكر في كونه أخو أنس لأبيه فقط :
فقد روى مسلم في صحيحه "1496" والنسائي ("3468" عن محمد بن سيرين قال :  سألت أنس بن مالك، وأنا أرى أن عنده منه علما. فقال: إن هلال بن أمية قذف امرأته بشريك بن سحماء. وكان أخا البراء بن مالك لأمه. وكان أول رجل لاعن في الإسلام. قال: فلاعنها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أبصروها. فإن جاءت به أبيض سبطا قضيء العينين فهو لهلال بن أمية. وإن جاءت به أكحل جعدا حمش الساقين فهو لشريك بن سحماء" قال: فأنبئت أنها جاءت به أكحل جعدا حمش الساقين.
وبيان كون شريك أخو البراء لأمه قد يكون من كلام ابن سيرين كما هو واضح في رواية البيهقي للحديث عن أيوب "15071"  وإن ثبت كونه من كلام أنس فقد يكون قضي الأمر

وذهب أبو حاتم أن البراء أخو أنس لأبيه ، وأخو شريك لأمه .. وقيل هو أخو شريك من الرضاعة .
ما يدل على أنه قد يكون أخو أنس لأمه أيضًا :
روى في المسند (12031ط شعيب) عن ابن سيرين عن أنس بن مالك قال : تزوج أبو طلحة أم سليم وهى أم أنس والبراء فولدت له ولدا وكان يحبه فذكر الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبتما عروسين وهو إلى جنبكما فقال نعم يا رسول الله قال بارك الله لكما في ليلتكما
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح لغيره , وهذا إسناد حسن .

 قال الحافظ في الإصابة "1/280" : وهو أخو أنس لأبيه قاله أبو حاتم وقال بن سعد أخوه لأبيه وأمه أمهما أم سليم انتهى وفيه نظر لأنه سيأتي في ترجمة شريك بن سحماء أنه أخو البراء بن مالك لأمه أمهما سحماء وأما أم أنس فهي أم سليم بلا خلاف .
ويقول الحافظ في ترجمة شريك : وقد يتقوى بأن البراء بن مالك كان أخا أنس بن مالك شقيقه فعلي هذا فأمهم جميعا أم سليم ولم ينقل أن أم سليم تزوجت عبدة بن مغيث قط لكن يجاب عن هذا بأنه كان أخا البراء لأمه من الرضاعة .

وعلى هذا الأخير فقد يكون له أخ من أم سليم هو عبد الله بن أبي طلحة أستشهد بفارس كما في المسند بسند حسن "12888" وفيه : قال فقلت يا رسول الله ولدت أم سليم قال الله أكبر ما ولدت قلت غلاما قال الحمد لله ....... ( وفيه )فسمي عبد الله بن أبي طلحة قال فخرج منه رجل كثير قال واستشهد عبد الله بفارس .
2- قال في " معجم البلدان " : والزارة بلدة كبيرة بالبحرين ، ومنها مرزبان الزارة ، وله ذكر في الفتوح ، وفتحت الزارة في سنة ( 12 ) في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه وصالحوا "
قلت وقيل انها بالعراق او فارس والراجح انها  في أرض فارس .

البراء بن مالك والثقة في الله بأنه سيكون من الشهداء ولن يموت على فراشه


روى ابن أبي شيبة في (المصنف - 26534 ) بسند حسن _ عن أنس ، قال : تمثل البراء بيتا من شعر , فقلت له : " تمثل أي أخي ببيت من شعر , لا تدري لعله آخر شيء تكلمت به " , قال : " لا أموت على فراشي ، لقد قتلت من المشركين والمنافقين مائة إلا رجلا " 

ورواه البغوي وعبد الرزاق في المصنف (9469) والطبراني في الكبير (1178) والحاكم ()بإسناد صحيح وألفاظ متقاربة عن طريق محمد بن سيرين عن أنس قال دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنى فقلت له قد ابدلك الله ما هو خير منه فقال اترهب أن أموت على فراشي لا والله ما كان الله ليحرمني ذلك وقد قتلت مائة منفردا سوى من شاركت فيه .
صححه الحافظ في الاصابة _ وصححه الهيثمي في المجمع (15795) _ صححه العلامة الألباني في تحريم الآت الطرب ص 128

وهو رضي الله عنه استشهد رضي الله عنه أثناء فتح إيران وعلى يد الهُرمُزان كما جاء في المصنف (33928) بسند صحيح على لسان عمر رضي الله عنه من حديث أنس بن مالك ، وفيه : (........ قَاتِلَ الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ وَمَجْزَأَة بْنِ ثَوْرٍ..... )

السبت، 12 يناير 2013

دخول الكنائس التى بها صور وتماثيل لا يجوز ... فما بالك بالاحتفال معهم


روى البيهقي (14341) بسند صحيح عن عن أسلم مولى عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قدم الشام فصنع له رجل من النصارى طعاما فقال لعمر إني أحب أن تجيئني وتكرمني أنت وأصحابك وهو رجل من عظماء الشام فقال له عمر رضي الله عنه إنا لا ندخل كنائسكم من أجل الصور التي فيها يعني التماثيل .
صححه العلامة الألباني في آداب الزفاف ص 165 _ وعلقه البخاري في صحيحه بالجزم _ ورواه أيضاً ابن أبي شيبة في المصنف (34426) بسند صحيح

قال العلامة الألباني : واعلم أن في قول عمر دليلا واضحا على خطأ ما يفعله بعض المشايخ من الحضور في الكنائس الممتلئة بالصور والتماثيل استجابة منهم لرغبة بعض المسؤولين أو غيرهم وليت الأمر وقف عند هذا الحد ولكنهم مع الأسف الشديد يسمعون كلمة الكفر والضلال من بعض المتكلمين فيها – وقد يكون مسلما – ثم ينصتون ولا ينطقون! ولا يظهرون حكم الشرع في ذلك وهم يعلمون!

قلت : ولم يثبت أثر صحيح عن دخول عمر رضي الله عنه الى تلك الكنائس

الجمعة، 11 يناير 2013

ذمة عبد من عبيد المسلمين كذمة أمير المؤمنين .. هكذا الإسلام


أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (33973) والبيهقي في السنن الكبرى (16593) عن عاصم الأحول عن فضيل بن زيد الرقاشي وقد كان غزا على عهد عمر بن الخطاب سبع غزوات ، قال : بعث عمر جيشا ، فكنت في ذلك الجيش , فحاصرنا أهل سيراف ، فلما رأينا أنا سنفتحها من يومنا ذلك ، قلنا : نرجع فنقيل ، ثم نخرج فنفتحها , فلما رجعنا تخلف عبد من عبيد المسلمين ، فراطنهم فراطنوه , فكتب لهم كتابا في صحيفة ثم شده في سهم ، فرمى به إليهم فخرجوا , فلما رحنا من العشي وجدناهم قد خرجوا , قلنا لهم : ما لكم ؟ قال : أمنتمونا , قلنا : ما فعلنا , إنما الذي أمنكم عبد لا يقدر على شيء ، فارجعوا حتى نكتب إلى عمر بن الخطاب , فقالوا : ما نعرف عبدكم من حركم , ما نحن براجعين , إن شئتم ، فاقتلونا وإن شئتم ففوا لنا , قال : فكتبنا إلى عمر فكتب عمر : أن " عبد المسلمين من المسلمين , ذمته ذمتهم " , قال : فأجاز عمر أمانه .

صححه الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير 1910 _ صححه ابن الملقن في البدر المنير _ قال محقق المصنف : إسناده لا باس به

الخميس، 10 يناير 2013

عمر رضي الله عنه كان رحيماً يحب الخير حتى لأهل الشرك


أخرج ابن أبي شيبة في المصنف[33308] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَامِرٌ ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ ، أن نفرا من بكر بن وائل ارتدوا عن الإسلام يوم تستر ، فلحقوا بالمشركين ، فلما فتحت قتلوا في القتال ، قال : فأتيت عمر بفتحها ، فقال : " ما فعل النفر من بكر بن وائل ؟ " فعرضت عن حديثه لأشغله عن ذكرهم ، فقال : " لا ، ما فعل النفر من بكر بن وائل ؟ " فقلت : قتلوا ، قال : " لأن أكون كنت أخذتهم سلما أحب إلي مما طلعت عليه الشمس من صفراء وبيضاء " ، قلت : وهل كان سبيلهم إلا القتل ؟ ارتدوا عن الإسلام ولحقوا بالمشركين ، قال : " كنت أعرض عليهم أن يدخلوا في الباب الذي خرجوا منه ، فإن قبلوا قبلت منهم ، وإلا استودعتهم السجن ." 
إسناده صحيح
وصححه العلامة ابن كثير في مسند الفاروق 2/458  

ملاحظة :
قال أبو عمر ابن عبد البر في(الاستذكار): يعني استودعتهم السجن حتى يتوبوا ، فإن لم يتوبوا قتلوا ، هذا لا يجوز غيره ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من بدل دينه فاضربوا عنقه 

الجمعة، 4 يناير 2013

ابن أم مكتوم رضي الله عنه


ابن أم مكتوم  مختلف في اسمه فأهل المدينة يقولون عبد الله بن قيس بن زائدة بن الاصم بن رواحة القرشي العامري  وأما أهل العراق فسموه عمرا وأمه أم مكتوم هي عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم بن يقظة المخزومية من السابقين المهاجرين..... وهو ابن خال خديجة أم المؤمنين فإن أم خديجة أخت قيس بن زائدة واسمها فاطمة
أسلم قديما بمكة وكان من المهاجرين الأولين قدم المدينة قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم

هاجر قبل أن تُضاء المدينة بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم

وروى البخاري [3710] وأحمد [18535] عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، وكانا يقرئان الناس، فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر، ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى جعل الإماء يقلن: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما قدم حتى قرأت:
{سبح اسم ربك الأعلى}. في سور من المفصل.
روى في المسند [3] عن البراء بن عازب قال أول من كان قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار ثم قدم علينا بن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر ثم قدم علينا عمر بن الخطاب في عشرين راكبا فقلنا ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو على أثري ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه قال البراء ولم يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأت سورا من المفصل قال إسرائيل وكان البراء من الأنصار من بني حارثة
 صححه العلامةشعيب الأرنؤوط على شرط مسلم

 مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم 

روى البخاري [592] عن سالم بن عبد الله، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن بلال يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم). ثم قال: وكان رجلا أعمى، لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت.

نزلت فيه آيات 

روى ابن حبان[536] والترمذي عن عن عائشة قالت :
أنزلت { عبس وتولى } [عبس :1] في ابن أم مكتوم الأعمى قالت : أتى النبي صلى الله عليه و سلم فجعل يقول : يا نبي الله أرشدني قالت : وعند النبي صلى الله عليه و سلم رجل من عظماء المشركين فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يُعْرِضُ عنه ويُقْبِلُ على الآخر فقال النبي صلى الله عليه و سلم : يا فلان أترى بما أقول بأساً فيقول : لا ؛ فنزلت { عبس وتولى } [عبس :1] .
قال الشيخ الألباني : صحيح ـ ((صحيح سنن الترمذي)) (3566) .

صلاة الجماعة
روى ابن حبان[ 2060] - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني قال : حدثنا يعقوب بن عبد الله القمي قال : حدثنا عيسى بن جارية : عن جابر بن عبد الله قال :
جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني مكفوف البصر شاسع الدار فَكَلَّمه في الصلاة أن يرخِّص له أن يصلي في منزله قال :
( أتسمع الأذان ) ؟ قال : نعم قال :( فَأْتِهَا ولو حَبْواً )
قال الشيخ الألباني : صحيح لغيره ؛ دون : ((فأتها ولو حبواً))

استخلاف النبي صلى الله عليه وسلم له على المدينة 

روى أبي داود [2931] عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه وسلم استخلف ابن أمِّ مكتوم على المدينة مرتين 
صححه العلامة الألباني في صحيح سنن أبي داود ، ورى مثله في المسند [12366،13023 ]وحسنه العلامة شعيب 

وروى ابن الجارود في المنتقى [310]عن قتادة عن أنس رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه و سلم استخلف بن أم مكتوم على المدينة مرتين ولقد رأيته يوم القادسية ومعه راية سوداء

قال الشيخ الحويني :إساده ضعيف وهو حديث صحيح أخرجه أبو داود [595] وأحمد [3/132-192] ...... وللحديث شاهد عن عائشة أخرجه ابن حبان [370] ...... وسنده صحيح 

ماقيل حول الغزوات التي إستخلف فيها :

1-غزوة بحران _غزا يريد قريشاً. قال عبد الملك بن هشام: فبلغ بحران، معدناً بالحجاز، فأقام هناك ربيع الآخر كله، وجمادى الأولى. وبحران من ناحية الفرع. ثم رجع ولم يلق كيداً.
2-غزوة قرقرة الكدر _وكان صلى الله عليه وسلم بلغه أن بهذا الموضع جمعاً من سليم وغطفان. فلم يجد في المجال أحداً، ووجد رعاء منهم غلام يقال له يسار، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلموقد ظفر بالنعم، فانحدر به إلى المدينة فاقتسموها بصرار على ثلاث أميال من المدينة، وكانت النعم خمسمائة بعير، وأسلم يسار. القرقرة أرض ملساء، والكدر طير في ألوانها كدرة، ومنهم من يقول قرارة الكدر يعني أنها مستقر هذا الطير.

وقيل أيضاً أنه استخلفه حين خرج الى غزوة أحد وحين خرج الى حمراء الأسد والى بني النضير والى الخندق والى بني قريظة وفي غزوة بني لحيان وغزوة الغابة وفي غزوة ذي قرد وفي عمرة الحديبية . والله أعلم

 حبه للجهاد رضي الله عنه 

أخرج البخاري [4704] عن البراء قال: لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله}. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ادع لنا زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف، أو: الكتف والدواة). ثم قال: (اكتب: {لا يستوي القاعدون}). وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى، قال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر}.

ورى البخاري [2677 ] عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال: رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله}. قال: فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي، فقال: يا رسول الله، لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلا أعمى، فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم، وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه، فأنزل الله عز وجل: {غير أولي الضرر}.

روى الإمام في المسند [12366] عن أنس قال : استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بن أم مكتوم مرتين على المدينة ولقد رأيته يوم القادسية معه راية سوداء
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمران القطان

اعتداد فاطمة بنت قيس عنده

أخرج مسلم [1480] عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنَّ أبا عَمرو بنَ حفصِ بنِ المغيرةِ خرج مع عليِّ بنِ أبي طالبٍ إلى اليمنِ . فأرسل إلى امرأتِه فاطمةَ بنتِ قَيسٍ بتطليقة ٍكانت بقِيَتْ من طلاقِها . وأمر لها الحارثُ بنُ هشامٍ وعياشُ بنُ أبي ربيعةَ بنفقةٍ فقالا لها : واللهِ ! مالَكِ نفقةٌ إلا أن تكوني حاملًا . فأتت النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فذكرت له قولَهما . فقال " لا نفقةَ لك " فاستأذنَته في الانتقالِ فأذِن لها . فقالت : أين ؟ يا رسولَ اللهِ ! فقال " إلى ابنِ أمِّ مكتومٍ " وكان أعمى . تضع ثيابَها عنده ولا يراها . فلما مضت عدتَها أنكحها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أسامةَ بنَ زيدٍ . فأرسل إليها مروانُ قبيصةَ بنَ ذُؤيبٍ يسألها عن الحديثِ . فحدَّثَته به . فقال مروانُ : لم نسمع هذا الحديثَ إلا من امرأةٍ . سنأخذ بالعصمةِ التي وجدنا الناسَ عليها . فقالت فاطمةُ ، حين بلغها قولُ مروانَ : فبيني وبينكم القرآنُ . قال اللهُ عزَّ وجلَّ : لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ [ 65 / الطلاق / 1 ] الآية . قالت : هذا لمن كانت له مُراجعةٌ . فأيُّ أمر يَحدثُ بعد الثلاثِ ؟ فكيف تقولون : لا نفقةَ لها إذا لم تكن حاملًا ؟ فعلامَ تحبِسونها ؟
ورواه ابن الجارود في المنتقى [760] : عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها  أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لك علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال ليس لك عليه نفقه وأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي فاعتدي عند بن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد قالت فكرهت ثم قال أنكحي أسامة بن زيد فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به
صححه العلامة الحويني وهو عند مسلم وأبو داود والنسائي واحمد وابن حبان

وروى ابن حبان [4038] عن فاطمة بنت قيس :
أن أبا عمرو بن حفص طلَّقها ـ ألبتة ـ وهو غائب بالشام فأرسل إليها وكيله بشعير فسَخِطَتْهُ فقال : والله ما لك علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال :( ليس لك عليه نفقة ) وأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال :
( تلك امرأة يغشاها أصحابي فاعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى فإذا حللت فآذنيني ) قالت : فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان و أبا جهم خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :( أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد ) قالت : فكرهْتُه ثم قال :( انكحي أسامة ) فنكحتُهُ فجعل الله فيه خيراً واغتبطتُ به
قال الشيخ الألباني :صحيح - ((الإرواء)) (6/208/1804) : م .





الثلاثاء، 1 يناير 2013

رقة سيدنا أنس رضي الله عنه لحفيد سعد بن معاذ رضي الله عنهما


روى في المسند [12245  [حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا محمد بن عمرو قال أخبرني واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال محمد وكان واقد من أحسن الناس وأعظمهم وأطولهم قال دخلت على أنس بن مالك فقال لي من أنت قلت أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال انك بسعد أشبه ثم بكى وأكثر البكاء فقال رحمة الله على سعد كان من أعظم الناس وأطولهم ثم قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى أكيدر دومة فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبة من ديباج منسوج فيه الذهب فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام على المنبر أو جلس فلم يتكلم ثم نزل فجعل الناس يلمسون الجبة وينظرون إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعجبون منها قالوا ما رأينا ثوبا قط أحسن منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون
قال العلامة شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن
حسنه العلامة الالباني في الصحيحة تحت الحديث 3346 

الاتّباع حتى في البكاء


روى البخاري [1304]ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
 اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، مع عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، رضي الله عنهم، فلما دخل عليه، فوجده في غاشية أهله، فقال: (قد قضى). قالوا: لا يا رسول الله، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بكوا، فقال: (ألا تسمعون، إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه).
روى الإمام أحمد في المسند [112] مسلم [1763] : عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما :لما كان يومُ بدرٍ ، نظر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المشركين وهم ألفٌ ، وأصحابُه ثلاثمائةٍ وتسعةَ عشرَ رجلًا . فاستقبل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القبلةَ . ثم مدَّ يدَيه فجعل يهتف بربِّه ( اللهمَّ ! أَنجِزْ لي ما وعدتَني . اللهمَّ ! آتِ ما وعدتَني . اللهمَّ ! إن تهلِك هذه العصابةُ من أهلِ الإسلامِ لا تُعبدُ في الأرض ) فما زال يهتف بربِّه ، مادًّا يدَيه ، مستقبلَ القبلةِ ، حتى سقط رداؤُه عن منكبَيه . فأتاه أبو بكرٍ . فأخذ رداءَه فألقاه على منكبَيه . ثم التزمه من ورائِه . وقال : يا نبيَّ اللهِ ! كفاك مُناشدتُك ربَّك . فإنه سينجز لك ما وعدك . فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفَينَ [ 8 / الأنفال / 9 ] فأمدَّه اللهُ بالملائكة ِ. قال أبو زميلٍ : فحدَّثني ابنُ عباسٍ قال : بينما رجلٌ من المسلمين يومئذٍ يشتدُّ في أثر ِرجلٍ من المشركين أمامَه . إذ سمع ضربَةً بالسوطِ فوقَه . وصوتُ الفارسِ يقول : اقدُمْ حَيزومُ . فنظر إلى المشركِ أمامه فخرَّ مُستلقيًا . فنظر إليه فإذا هو قد خُطم أنفُه ، وشُقَّ وجهُه كضربةِ السوطِ . فاخضرَّ ذلك أجمعُ . فجاء الأنصاريُّ فحدَّثَ بذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال ( صدقت . ذلك مددٌ السماء الثالثةِ ) فقتلوا يومئذٍ سبعين . وأسَروا سبعين . قال أبو زميل : قال ابن عباسٍ : فلما أسروا الأسارى قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأبي بكرٍ وعمرَ ( ما ترون في هؤلاء الأسارَى ؟ ) فقال أبو بكرٍ : يا نبيَّ اللهِ ! هم بنو العمِّ والعشيرة . أرى أن تأخذ منهم فديةً . فتكون لنا قوةً على الكفار . فعسى اللهُ أن يهديَهم للإسلام . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( ما ترى ؟ يا ابنَ الخطابِ ؟ ) قلتُ : لا . واللهِ ! ما أرى الذي رأى أبو بكرٍ . ولكني أرى أن تمكنّا فنضرب أعناقَهم . فتمكِّنُ عليًّا من عقيل فيضرب عنقَه . وتمكني من فلان ( نسيبًا لعمرَ ) فأضرب عنقَه . فإنَّ هؤلاءِ أئمةُ الكفرِ وصناديدُها . فهوى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قال أبو بكرٍ . ولم يهوَ ما قلتُ . فلما كان من الغدِ جئتُ فإذا رسولُ الله ِصلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبو بكرٍ قاعدَين يبكيان . قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! أخبِرْني من أيِّ شيءٍ تبكي أنت وصاحبُك . فإن وجدتُ بكاءً بكيتُ . وإن لم أجدْ بكاءً تباكيت لبكائِكما . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( أبكي للذي عرض على أصحابِك من أخذهم الفداءَ . لقد عُرض عليَّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرةِ ) ( شجرةٍ قريبةٍ من نبيِّ الله ِصلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ) وأنزل اللهُ عزّ وجلَّ : مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ . إلى قولِه : فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا [ 8 / الأنفال / 67 - 69 ] فأحل اللهُ الغنيمةَ لهم .