الخميس، 16 يونيو 2011

والله لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا


(عامر بن الاكوع )
والله لولا أنت ما اهتدينا    ولا تصدّقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علـينـا       وثبت الأقدام إن لاقينا
إنا إذا قومٌ بغوا علينـا      وإن أرادوا فتنةً أبينـا
تلك الأبيات كان يحدو بها ويسوق بها الإبل سيدنا عامر بن الاكوع أثناء الذهاب إلي غزوة خيبر وقد جرت عادة الإبل أنها تسرع السير إذا حدى بها ، فسأل النبي صلي الله عليه وسلم من السائق (اى المرتجز ليسوق الإبل) فقالوا: هو عامر بن الاكوع ،فترحم عليه النبي صلي الله عليه وسلم ، وترحم النبي صلي الله عليه وسلم علي شخص يعني أن ذلك الشخص سيموت قريباً ،ففهم سيدنا عمر ذلك وقال : وجبت يا رسول الله ، فمات سيدنا عامر بن الاكوع من يومه
وعامر بن الاكوع هو عامر بن سنان، وهو الأكوع بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم الأسلمي ،واخو سلمة بن الاكوع  وقيل عمه رضي الله عن الجميع
فقد اخرج الإمام البخاري(3960) والإمام مسلم بن الحجاج حديث(1802) والسياق هنا للبخاري :عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فسرنا ليلا، فقال رجل من القوم لعامر، يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ وكان عامر رجلا شاعرا حداء، فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اتقينا *** وثبت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا *** إنا إذا صيح بنا أبينا
وبالصياح عولوا علينا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من هذا السائق). قالوا: عامر بن الأكوع، قال: (يرحمه الله). قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لولا أمتعتنا به؟ فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة، ثم إن الله تعالى فتحها عليهم، فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم، أوقدوا نيرانا كثيرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما هذه النيران؟ على أي شيء توقدون). قالوا: على لحم، قال: (على أي لحم). قالوا: لحم حمر الإنسية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أهريقوها واكسروها). قال رجل: يا رسول الله، أو نهريقها ونغسلها؟ قال: (أو ذاك). فلما تصاف القوم كان سيف عمر قصيرا، فتناول به ساق يهودي ليضربه، ويرجع ذباب سيفه، فأصاب عين ركبة عامر فمات منه، قال: فلما قفلوا قال سلمة: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي قال: (مالك). قلت له: فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرا حبط عمله؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كذب من قاله، إن له لأجرين - وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهد مجاهد، قل عربي مشى بها مثله). حدثنا قتيبة: حدثنا حاتم، قال:(نشأ بها).
وفي رواية للإمام مسلم :  لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالا شديدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فارتد عليه سيفه فقتله. فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك. وشكوا فيه: رجل مات في سلاحه. وشكوا في بعض أمره. قال سلمة: فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر. فقلت: يا رسول الله! ائذن لي أن أرجز لك. فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر بن الخطاب: أعلم ما تقول. قال فقلت:
والله! لولا الله ما هتدينا * ولا  تصدقنا ولا  صلينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صدقت).
وأنزلن سكينة علينا * وثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا
قال: فلما قضيت رجزي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال هذا؟) قلت: قاله أخي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يرحمه الله) قال فقلت: يا رسول الله! إن ناسا ليهابون الصلاة عليه. يقولون: رجل مات بسلاحه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مات جاهدا مجاهدا)
ملاحظة:وهذا الشعر قيل ما يشبه فى حفر الخندق مع ما صح من قولهم اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة
وروي الإمام مسلم والإمام البيهقي واللفظ للبيهقي : عن سلمة بن الاكوع قال: فقدمنا خيبر فخرج مرحب وهو يخطر بسيفه ويقول
قد علمت خيبر إني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
قال فبرز له عامر رضي الله عنه وهو يقول
قد علمت خيبر إني عامر * شاكي السلاح بطل مغامر
قال فاختلفنا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر فذهب يسعل له فرجع على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه قال سلمة فخرجت فإذا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه قال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال مالك فقلت قالوا ان عامرا بطل عمله فقال من قال ذلك فقلت نفر من أصحابك فقال كذب أولئك بل له الاجر مرتين .....)

ثم خرج سيدنا علي لمبارزة مرحب فارتجز مرحب بنفس اللفظ السابق فرد عليه سيدنا علي رضي الله عنه مرتجزا:
أنا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
فقتله سيدنا علي واتي برأسه لرسول الله  صلي الله عليه وسلم .

المفردات اللغوية للحديث :
هنيهاتك : الهنيهات جمع هنيهة وهي تصغير هنة
يحدو : قال صاحب المصباح المنير : حدوت بالإبل أحدو حدوا حثثتها على السير بالحداء
مخمصة : مجاعة شديدة
ذباب سيفه : طرفه الأعلى وقيل حده.
قال عربي مشى بها مثله : أي في الأرض أو المدينة أو الحرب أو الخصلة

المراجع : صحيح البخاري وصحيح مسلم ، والسنن للبيهقي ، أسد الغابة لابن الاثير ، والاصابة في معرفة الصحابة للحافظ بن حجر  وفتح الباري له ، والبداية والنهاية لابن كثير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق