الأربعاء، 15 يونيو 2011

جوهر الصقلي الخبيث


في عصر مثل هذا الذي ينطق فيه الرويبضة  فقد  زور كثيرا من التاريخ وذلك لان الذين يقودوننا ليس العلماء بل الصحفيون الذين قد يعتقد الكثير منهم أن التاريخ الهجري بداء بميلاد النبي صلي الله عليه وسلم ! فهؤلاء شكلوا وجدان شباب الإسلام فخلطوا بجهلهم الصالح بالطالح فجعلوا أبا لهب صحابي ... وهؤلاء رأيتهم كثيرا يثنون علي جوهر الصقلي باني القاهرة بل جعلوه في مصاف الصحابة وذلك لأنه قام ببناء القاهرة ولا يعلمون ماذا فعل بمصر والمسلمين !
من هو جوهر الصقلي
ولد جوهر الصقلي 928 م وكان مملوكًا من أصل كرواتي من إقليم باجانيا ، وهو أبو الحسن جوهر بن عبد الله، المعروف بالكاتب، الرومي؛ كان من موالي المعز بن المنصور بن المهدي صاحب إفريقية (تونس ألان) ،أُسر أثناء الحرب بين كرواتيا وفينيسيا وباعه تجار كعبد في صقلية التي ينتسب عليها اسمه وهو ليس منها بل بيع فيها ! ... ثم بيع إلي الضال ملك إفريقية الذي يدعي انه من نسل فاطمة رضي الله عنها ، وهو كاذب ( المنصور بالله الفاطمي ) الذي كان يتخذ من مدينة المهدية في تونس عاصمة له، حيث قضى جوهر معظم سنوات حياته، فأصبح بعد ذلك قائد القوات الفاطمية في عهد المعز لدين الله الذي أعتقه وجعله من المقربين إلى البلاط الفاطمي .
وقام جوهر هذا الخبيث بإثبات كفاءته بالاستيلاء علي مصر (سنة 358 هـ حوالي 969 م )من حكم الإخشيديين (أهل السنة وكانوا تابعين للخلافة العباسية وبحكم شبه مستقل ) وحدثت حرب وانتصر الضال جوهر الصقلي ودخلت مصر عهد مظلم حوالي 200 عام .
ثم أن جوهر قام ببناء القاهرة لتكون عاصمة للدولة العبيدية (الفاطمية) الخبيثة  ، وأيضا قام ببناء الأزهر ليكون مركزا لنشر المذهب الإسماعيلي الضال في العالم الاسلامي (سبحان الله الأزهر ألان منارة أهل السنة) .
ثم بعد أربع سنوات جاء المعز لدين الله الخبيث وبُويع بالخلافة في مصر ، ثم استولي علي الشام من العباسيين .
أهم ماقام به الخبيث جوهر الصقلي :
1- القضاء علي السنة في مصر
وذلك بعد موت كافور الإخشيدي حاكم مصر 355هـ  حيث اضطربت الديار المصرية، فاقتنص المعز الفرصة ولم يجعلها تمر مر السحاب، فعزم ودبر وأقدم على حفر الآبار والقصور فيما بين القيروان إلى حدود مصر، وحشد الجيوش العظيمة، وجمع الأموال الجزيلة، واختار جوهر الصقلي قائدًا لتلك الجيوش التي كانت تزيد على مائة ألف . .. وبدا في نشر المذهب الشيعي الاسماعيلي الخبيث .
2- مساعدته للصليبيين في احتلال القدس
قام جوهر الصقلي بمساعدة الصليبيين على احتلال القدس فقد وقعت القدس تحت طائلة الحكم العبيدي في عهد الحاكم الفاطمي المعز لدين الله, حيث احتل قائده جوهر الصقلي فلسطين 969م فكان حكمهم لبلاد المسلمين آنذاك من الأسباب الرئيسية في النكبة الصليبية, حيث أقام الأوروبيون بالقدس مملكة نصرانية، حيث سارت كتلة الجيش الصليبي نحو إنطاكية فسقطت سنة 1098م. وتقدم الصليبيون نحو الجنوب دون أن يجدوا مقاومة تذكر نحو بيت المقدس واقتحموا أسوارها في سنة 1099م وأنزلوا بأهلها مذبحة قتل فيها سبعون ألفًا من سكانها، وعاثوا فيها فسادًا وخرابًا دونما اكتراث لقدسيتها, وحولوا المسجد الأقصى إلى كنيسة, ومكانًا لسكن خيولهم)
3- خيانة عهده مع أهل مصر:
قبل أن يقوم الجيش الفاطمي باحتلال مصر، كانت هناك محاولات عديدة لاحتلال مصر، فقد (وجه الفاطميون أكثر من حملة للاستيلاء على مصر بدءًا من 301- وحتى 350هـ وفي سنة 358هـ عهد الخليفة الفاطمي إلى جوهر الصقلي كتابًا بالأمان وفيه:
"... أن يظل المصريون على مذهبهم أي لا يلزمون بالتحول إلى المذهب الشيعي، وأن يجري الأذان والصلاة وصيام شهر رمضان وفطره والزكاة والحج والجهاد على ما ورد في كتاب الله ورسوله".
ولم يكن كتاب جوهر لأهل مصر إلى مجرد مهادنة، وعندما وصل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي إلى القاهرة في سنة 362هـ ركز اهتمامه في تحويل المصريين إلى المذهب الشيعي، واتبعت الخلافة الفاطمية في ذاك عدة طرق منها: إسناد المناصب العليا وخاصة القضاء إلى الشيعيين، واتخاذ المساجد الكبيرة مراكز للدعاية الفاطمية، كالجامع الأزهر وجامع عمرو ومسجد أحمد بن طولون، كذلك أمعن الشيعة الفاطميون في إظهارهم شعائرهم المخالفة لشعائر أهل السنة، الآذان بحي على خير العمل، والاحتفال بيوم العاشر من المحرم الذي قتل فيه الحسين بكربلاء.
وكان الفاطميون لا يقتصرون في تهييج أهل السنة على إقامة الشعائر الشيعية؛ بل كانوا يرغمون أهل السنة ويعتدون عليهم ليشاركوهم طقوسهم.قال المقريزي:
"وفي العاشر من المحرم سنة 363هـ سار جماعة من المصريين الشيعيين والمغاربة في موكبهم ينوحون ويبكون على الحسين، وصاروا يعتدون على كل من لم يشاركهم في مظاهر الأسى والحزن مما أدى إلى تعطيل حركة الأسواق وقيام القلاقل")  ظل جوهر الصقلي يدعو لمذهبه الشيعي، لا يكل من معاداة الشريعة، حتى هلك في عام (992م)
4- تعذيب وقتل علماء أهل السنة :
قام بقتل الإمام القدوة أبو بكر محمد بن احمد بن سهل الرملي ويعرف بابن النابلسي ..يقول الإمام الذهبي  (قال أبو ذر الحافظ سجنه بنو عبيد وصلبوه على السنة سمعت الدار قطني يذكره ويبكي ويقول كان يقول وهو يسلخ ^ كان ذلك في الكتاب مسطورا ^ الإسراء 58 )
يقول ابن الجوزي في تاريخه (جاء جوهر القائد لأبي تميم صاحب مصر بــ النابلسي وكان ينزل الأكواخ فقال له بلغنا انك قلت إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهما وفينا تسعة فقال النابلسي : ما قلت هذا بل قلت إذا كان معه عشرة أسهم وجب أن يرميكم بتسعه وان يرمي العاشر فيكم أيضا فإنكم غيرتم الملة وقتلتم الصالحين وادعيتم نور الالهيه فشهرة ثم ضربه ثم أمر يهوديا فسلخه )اهــ
قال ابن الاكفاني (توفي العبد الصالح الزاهد أبو بكر بن النابلسي كان يرى قتال المغاربه هرب من الرملة إلى دمشق فأخذه متوليها أبو محمود الكتامي وجعله في قفص خشب وأرسله إلى مصر فلما وصل قالوا أنت القائل لو أن معي عشرة أسهم وذكر القصة فسلخ وحشي تبنا وصلب )
5- رشوة العلماء الضالين الذين باعوا الآخرة بالدنيا :
في كل عصر ومصر تجد من لديه علم غزير وليس لديه تقوي ولا دين فهناك عالم علامة كان من أهل السنة  يسمي النعمان اشتراه الصقلي والمعز للانتصار لدينهم الباطل  يقول عنه الإمام الذهبي (النعمان بن محمد بن منصور المغربي  كان مالكيا فارتد إلى مذهب الباطنية وصنف له أس الدعوة ونبذ الدين وراء ظهره وألف في المناقب والمثالب ورد على أئمة الدين وانسلخ من الإسلام فسحقا وبعدا ونافق الدولة لا بل وافقهم  وكان ملازما للمعز أبي تميم منشى القاهرة  وله يد طولى في فنون العلوم والفقه والاختلاف ونفس طويل في البحث فكان علمه وبالا عليه  وصنف في الرد على أبي حنيفة في الفقه وعلى مالك والشافعي وانتصر لفقه أهل البيت وله كتاب في اختلاف العلماء وكتبه كبار مطولة  وكان وافر الحشمة عظيم الحرمة وفي أولاده قضاة وكبراء  وانتقل إلى غير رضوان الله بالقاهرة ).

المراجع : صفحات من التاريخ الإسلامي (الدولة الفاطمية) _ وفيات الأعيان ابن خلكان _ البداية والنهاية للعلامة ابن كثير _ السير للإمام الذهبي _ تاريخ ابن الجوزي _ خيانات الشيعة وأثرها في هزائم الأمة الإسلامية _ تاريخ ابن خلدون .

هناك تعليقان (2):

  1. اللهم انا نعوذ بك من من غير وبدل ولاحول ولا قوة الا بالله

    ردحذف