الخميس، 16 يونيو 2011

إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره (أنس بن النضر)


هو أنس ابن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ،عم انس بن مالك والبراء بن مالك .
 هو ممن أقسم علي الله تعالي وبر الله قسمه فهو من أولياء الله وأنزل الله تعالي فيه قرآن ، بعدما أستُشهد في أحد ، وهكذا تكون الولاية، حيث بعض السفهاء يعتقدون أن الولي يطير في الهواء ويمشي علي الماء ، وهذا لم نجده في أولياء الله من الصحابة الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.

اخرج البخاري 4335 وغيره :باب: {والجروح قصاص}

4335 - حدثني محمد بن سلام: أخبرنا الفزاري، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه قال:
 كسرت الربيع، وهي عمة أنس بن مالك، ثنية جارية من الأنصار، فطلب القوم القصاص، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص، فقال أنس بن النضر، عم أنس بن مالك: لا والله لا تكسر سنها يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أنس، كتاب الله القصاص). فرضي القوم وقبلوا الأرش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره).


قال تعالي :{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} الأحزاب23
أخرج البخاري2651 ومسلم والترمذي والنسائي وأحمد ،واللفظ هنا للبخاري :عن أنس رضي الله عنه قال:
 غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون، قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني أصحابه، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء، يعني المشركين. ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر، إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين: ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه. قال أنس: كنا نرى، أو نظن: أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}. إلى آخر الآية.
وقال: إن أخته، وهي تسمى الربيع، كسرت ثنية امرأة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص، فقال أنس: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا تكسر ثنيتها، فرضوا بالأرش وتركوا القصاص، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره).


بعض معاني الحديث :

قوله فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر:كأنه يريد والده ويحتمل أن يريد ابنه فإنه كان له ابن يسمى النضر وكان إذ ذاك صغيرا.

قوله: قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع أنس: اعترف سعد بأنه لم يستطع أن يقدم إقدامه ولا يصنع صنيعه .

 قوله والذي بعثك بالحق، لا تكسر ثنيتها، فرضوا بالأرش وتركوا القصاص :قال الحافظ: أن أنس بن النضر أقسم على نفي فعل غيره مع إصرار ذلك الغير على إيقاع ذلك الفعل فكان قضية ذلك في العادة أن يحنث في يمينه، فألهم الله الغير العفو فبر قسم أنس، وأشار بقوله: "إن من عباد الله " إلى أن هذا الاتفاق إنما وقع إكراما من الله لأنس ليبر يمينه، وأنه من جملة عباد الله الذين يجيب دعاءهم ويعطيهم أربهم.

قال الطيبي : لم يقله ردا للحكم بل نفى وقوعه لما كان له عند الله من اللطف به في أموره والثقة بفضله أن لا يخيبه فيما حلف به ولا يخيب ظنه فيما أراده بأن يلهمهم العفو، وقد وقع الأمر على ما أراد. اهـ

الأرش : الدية أو العوض

من فوائد الحديث

يقول الحافظ ابن حجر : وفي قصة أنس بن النضر من الفوائد جواز بذل النفس في الجهاد وفضل الوفاء بالعهد ولو شق على النفس حتى يصل إلى اهلاكها وأن طلب الشهادة في الجهاد لا يتناوله النهي عن الإلقاء إلى التهلكة وفيه فضيلة ظاهرة لأنس بن النضر وما كان عليه من صحة الإيمان وكثرة التوقي والتورع وقوة اليقين قال الزين بن المنير من أبلغ الكلام وأفصحه قول أنس بن النضر في حق المسلمين أعتذر إليك وفي حق المشركين أبرأ إليك فأشار إلى أنه لم يرض الأمرين جميعا مع تغايرهما في المعنى اهـ

المراجع : صحيح البخاري - وصحيح مسلم -وسنن الترمذي والنسائي - وفتح الباري للحافظ ابن 

حجر- وتفسير ابن كثير - والاصابة في معرفة الصحابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق