الخميس، 16 يونيو 2011

ملوك ولكن زهاد !



أخرج البزار في " مسنده " ( 4 / 267 / 3689 )  وكذلك الطبراني في الأوسط والكبير _عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم :إن بني إسرائيل استخلفوا خليفة عليهم بعد موسى صلى الله عليه وسلم , فقام يصلي ليلة فوق بيت المقدس في القمر فذكر أمورا كان صنعها فخرج , فتدلى بسبب , فأصبح السبب معلقا في المسجد و قد ذهب . قال : فانطلق حتى أتى قوما على شط البحر فوجدهم يضربون لبنا أو يصنعون لبنا ,فسألهم : كيف تأخذون على هذا اللبن ? قال : فأخبروه , فلبن معهم , فكان يأكل من عمل يده , فإذا كان حين الصلاة قام يصلي , فرفع ذلك العمال إلى دهقانهم , أن فينا رجلا يفعل كذا و كذا , فأرسل إليه فأبى أن يأتيه , ثلاث مرات , ثم إنه جاء يسير على دابته فلما رآه فر فاتبعه فسبقه , فقال : أنظرني أكلمك , قال : فقام حتى كلمه , فأخبره خبره فلما أخبره أنه كان ملكا و أنه فر من رهبة ربه , قال : إني لأظنني لاحق بك , قال : فاتبعه , فعبدا الله حتى ماتا برميلة مصر , قال عبد الله : لو أني كنت ثم لاهتديت إلى قبرهما بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي وصف لنا " .
وصححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة(2833)،وكذلك صححه الهيثمي

وفي رواية في مسند الإمام أحمد(4312)  وأبو يعلي عن بن مسعود قال بينما رجل فيمن كان قبلكم كان في مملكته فتفكر فعلم ان ذلك منقطع عنه وان ما هو فيه قد شغله عن عبادة ربه فتسرب فانساب ذات ليلة من قصره فأصبح في مملكة غيره وأتى ساحل البحر وكان به يضرب اللبن بالآجر فيأكل ويتصدق بالفضل فلم يزل كذلك حتى رقى أمره إلى ملكهم وعبادته وفضله فأرسل ملكهم إليه ان يأتيه فأبى ان يأتيه فأعاد ثم أعاد إليه فأبى ان يأتيه وقال ماله ومالي قال فركب الملك فلما رآه الرجل ولى هاربا فلما رأى ذلك الملك ركض في أثره فلم يدركه قال فناداه يا عبد الله انه ليس عليك مني بأس فأقام حتى أدركه فقال له من أنت رحمك الله قال أنا فلان بن فلان صاحب ملك كذا وكذا تفكرت في أمري فعلمت ان ما أنا فيه منقطع فإنه قد شغلني عن عبادة ربي فتركته وجئت ههنا أعبد ربي عز وجل فقال ما أنت بأحوج إلى ما صنعت مني قال ثم نزل عن دابته فسيبها ثم تبعه فكانا جميعا يعبدان الله عز وجل فدعوا الله ان يميتهما جميعا قال فماتا قال عبد الله لو كنت برميلة مصر لأريتكم قبورهما بالنعت الذي نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت : حسن إسناده  قرة عين مصر العلامة أحمد شاكر رحمه الله.

الَلبِن : هو مايضرب من الطين للبناء
رُمَلية مصر : هي ميدان تحت قلعة الجبل ،كانت ميدان أحمد بن طولون ، وبها كانت قصوره وبساتينه ،وهي المعروفة الآن باسم ميدان صلاح الدين وباسم المنشية بالقاهرة .

المراجع: مسند الامام أحمد بتحقيق محدث وادي النيل أحمد محمد شاكر- والطبراني في الكبير بتحقيق 

الشيخ حمدي السلفي- وسلسلة الاحاديث الصحيحة لحسنة الايام العلامة محمد ناصر الدين الألباني -

 والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق