الخميس، 16 يونيو 2011

الوفاء للحمير


محاولات أدبية  قليلة وعلى استحياء لرد اعتبار الحمار وكان من أولها محاولة قدماء المصريين  ثم الشاعر بشار بن برد ثم توفيق الحكيم ومن الذين أعرفهم معرفة شخصية محمد العطاس (ابوفيصل) فله رؤية في الحمير ممتعة فالحمار بالنسبة إليه حيوان مطيع ومسكين وتلك السيارات المنتشرة فى كل الإرجاء هي السبب لفقدان الحمار أهميته ،فابو فيصل من أكثر من رأيتهم دفاعا عن الحمار ،وتلك المحاولات جاءت فىى ظل محاولات سيالة و مستميتة لاهانة الحمار ووصفه بالغباء وهو من أكثر الحيوانات المهانة على وجه البسيطة ولا أعرف سبب لتلك المهانة لذلك المخلوق الصابر الوديع المطيع الأنيس الصابر على الأذى والبلوى دون أن يبدي امتعاضاً أو شكوى ، فهو يشتكي  من نعته بالغباء فقد درجت ثقافات العالم على نعت الغبي بالحمار،مع أنَّ الحمار حيوان ذكي فهو يحفظ الطريق من أول مرة .
قومٌ إذا شُبِّه الحمار بِهم ** قال : لِمَ بِهم أُظلمُ
فهو يشتكي من سوء التشبيه بالناس ، ومن ذكاء الحمار أنَّه يأكل من الأعشاب والنبات اتفإد قرب من شجرة التبغ <شجرة الدخان> أبى ولم يأكل !
للحمار شهرة بعناده، غير دقيقة، لأن الحمار يستعمل حدسه الطبيعي للبقاء، فمن الصعب إرغام أو تهديد الحمار على فعل شيء ما ضد رغبته.
والحمار موجود على ظهر الأرض منذ ما يقارب 12 ألف سنة ،استخدمت الحمير منذ القدم من قبل المصريين والآشوريين (4000 سنة قبل الميلاد)وقبل استخدام الخيول بحوالي 2000 سنة قبل الميلاد.
الدراسات العلمية القليلة جدا حوله، يظهر الحمار فيها، ذكيا، حذرا، حميما، لعوبا، ومتعلما متحمسا، ما يجعلهم أصدقاء الأحصنة لطبيعتهم الهادئة مقابل عصبية الأخيرة، وبالتجربة، إذا وضع مهر جوار حمار وحصان، فسيتوجه للحمار بعد أن يبتعد عن أمه الفرس.
وتكفي ثقة الحمار بصاحبه، لكي يكون المعين المخلص، كما تسمح بريطانيا ببقاء الحمار، فقط من بين الحيوانات، طليقا في حدائقها.
وفي أمريكا الحمار هو شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي  لأنه كناية عن الصبر .
وللشاعر البذي المشهور بشار بن برد شعر على لسان حمار له مات عشقا .... فعن محمد بن الحجاج قال:جاءنا بشار يومًا فقلنا له مالك مغتما؟ فقال: مات حماري فرأيته في النوم فقلت له لم مت؟ ألم أكن أحسن إليك؟ فقال:
سيدي خذ بي أتانًا ... عند باب الأصبهاني
تيمتني ببنان ... وبدل قد شجاني
تيمتني يوم رحنا ... بثناياها الحسان
وبغنج ودلال ... سلَّ جسمي وبراني
ولها خد أسيل ... مثل خد الشيفران
فلذا مت ولو عشت ... إذا طال هواني
فقلت له ما الشيفران؟! قال ما يدريني! هذا من غريب الحمار فإذا لقيته فاسأله
 هذا الحمار مات على حسب بسبب حبه حمارة (أتان) عند باب صديق لبشار يسمي الاصبهاني
ومن المعاصرين الأدباء توفيق الحكيم الذي كان من اكبر المتعصبين للحمار .. فنقل كتابا في غاية الروعة اسمه ( حماري قال لي ) .. وفيه لمحات سياسية واجتماعية
ومن المداعبات الأدبية انه لما مات لأديب حمار له بعث اليه صديق له:
مات حمار الأديب قلت لهم
                        مضى وقد فات مافاتا
من مات في صغره استراح
                        ومن خلف مثل الاديب ماماتا
فرد عليه الاديب بالقول :
كم من جهول رأني امشي لأطلب رزقا
فقال لي صرت تمشي وكل ماشي مُلقا
فقلت مات حماري تعيش انت وتبقى
وفي  في الحكم الصينية، قصة للحمار وتهور البشر، حيث يستعمل الملك حصانا في قطع الجبال، بدل حمار يقدمه مزارع بائس، يخبره بأن الحمار يتأنى وأقل هوجا، فيلق الملك حتفه بسبب الحصان وعجرفته، نادما، يقول، ليتني أخذت الحمار دليلا.
وبل أشتهر الخليفة الأموي العاشر بلقب ( مروان الحمار )  وهو أخر خلفاء بني أمية وعلى يديه ضاعت الخلافة من بني مروان
ويحكي عن جحا أنه
جاءه رجلٌ ذات يوم وطلب منه أن يعيره الحمار
- فقال له : غير موجودٍ الآن
- فنهق الحمار وقال الرجل : وهذا ؟ !
- فأجابه جحا : أتكذّبني وتصدّق الحمار ؟!

ولدي سؤال ملح ؟عمّا إذا كانت الحمير تغضب حينما تُنادى : يا بشـر ! ، وألسنا نغضب مثلها حينما يقال لنا : يا حمير !
ومن الأدباء الذين عاد الحمار على طوال الخط أمير الشعراء أحمد شوقي ،حيث يفرد في شوقيّاته ، باباً شعريّاً ومملكةً عامرة بالحيوانات الأليفة والمتوحّشة ، غير أنّه – ربما من باب المصادفة – قرّر ملك الغابة أن يستوزر من يخلفه من بعد وزيره الراحل ، بعد اجتماعٍ حيوانيّ يشبه كثيراً الاجتماعات التي يعقدها البشر في قاعاتهم ! فكان القرار :
قال : الحمار وزيري
....... قضى بهذا اختياري !
فاستضحكت ثمّ قالت
.......ماذا رأى في الحمـار ؟!

وبعد أن قال الأسد قولته الشهيرة ( الحمار وزيري ) حدث ما لم يكن في حسبانه ولم يضرب له قطّ موعد :

حتّى إذا الشهر ولّى ...... كليلةٍ أو نهـارِ
لم يشعر الليث إلاّ ....... وملكه في دمار
الكلب عند اليمين ...... والقرد عند اليسار
والقطّ بين يديــــه ....... يلهو بعظمة فـار !
فكان من الطبيعيّ أن يصرخ غاضباً بعد هذه الفوضى ، ويؤّنّب نفسه التي أمرته بوزارة الحمار وزيّنتها له :

قال : من في جدودي ........ مثلي عديم الوقار
أين اقتداري وبطشي ....... وهيبتي واعتباري!

بيد أنّ القرد الحكيم ، ومن عجبٍ أن تؤخذ الحكمة هذه المرّة من أفواه القردة والـ ..... أشار إليه بدهاء إلى موضع الداء ! :
فجاءه القرد سرّاً ....... وقال بعد اعتذاري
يا عالي الجاه فينا ....... كن عالي الأنظـار
رأي الرعية فيكـم ....... من رأيكم في الحمار !
وصفه شوقي بالغباء وثقل الظل والدم أيضا وتصوره متنزها مع رفاقه في زورق رغم صعوبة ركوبه الزورق لأ انه لن يستطيع مسك توازنه فقال شوقي واصفا:
سقط الحمار من السفينة في الدجى     فبكى الرفاق لفقده وترحموا
حتى إذا طـلـــــع النهـــار أتت به      نحو السفينـــة موجــة تتقدمُ
قالت : خذوه كمــا أتاني ســـالمــا      لم أبتلعـــه لأنـــه لايُهــضمُ
ويحكي الشاعر أحمد مطر عن سجنه وحارس السجن :
وقفت في زنزانتي
أقلّب الأفكار
أنا السجين ها هنا
أم ذلك الحارس بالجوار ؟
فقال لي الجدار :
إنّ الذي ترثي له قد جاء باختياره
وجئت بالإجبار
وقبل أن ينهار فيما بيننا
حدّثني عن أسدٍ
سجّانـه حمـار !
بل حتى البخلاء لهم مع الحمار قصة فهاهو بخيل يوصي ابناؤه وهو في النزع الاخير بالقول :الكرماء من الناس تُحمل نعوشهم على الخيل وأخاف أن يظن الناس إنني كريم فإن مت فأحملوني على حمار فإنه لم يحمل عليه كريم ابدا..
وهناك ألان جمعيات للحمار تدافع عن حقوقه مثل المغرب وفرنسا وانجلترا ، وفي مصر هناك جمعية الحمير منذ سنة1930 وكان أهم أعضائها طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم ولا ادري ذا كان عندما انضموا إلى نشاط جمعية الحمير في مصر التي تأسست في العام 1930قد اجمعوا بأن المنطق يعرف بالحقيقة ام ان الحقيقة لا تعرف بالمنطق، ولكن في النهاية اختاروا الانتساب لهذا النادي بأريحية أخلاقية ودافع إنساني،وفي التسعينيات من القرن الماضي وبعد فترة طويلة من وفاة مؤسس جمعية الحمير في مصر "زكي طليمات"تم بالتزكية اختيار الفنانة اما ناديا لطفي لتكون رئيسا فخريا للنادي.
أما في الهند يعتبر الحمير أكثر اخلاصاً من الزوجات وهذا ما أثار حفيظة المثقفين والسياسيين والنساء الهنود وقد افتتح في العديد من الولايات الهندية فروع لنادي الحمير ولاقت هذه الفروع ترحيباً كبيراً في الأوساط الشعبية وصار للحمار مكانة مرموقة وبدا الاهتمام به بشكل لافت بعد أن عممت فوائده، كما تمكن احد الأكراد مؤخرا من الاستحصال على موافقة لتأسيس(حزب الحمير الكردستاني) ويسعى هذا النادي الى جمع اكبر عدد من الاعضاء بهدف التثقيف والترفيه والاطلاع على 
المفارقات العجيبة بالنسبة لنوادي الحمير ومن
تأخذ ابعاداً محيرة وحميرية لكنها على ما يبدو في النهاية تشكل إيماءة جميلة لصورة الحمار، اذ ان للحمير مراتب وان الانتساب لناديهم ليس بالأمر السهل كما يعتقد البعض لأن الشروط صعبة جدا ومن هذه الشروط ان من يريد الانتساب يجب أن يتمتع بمصداقية وشفافية وان يكون غير محكوم بأي جرم وان يرشحه حماران من أعضاء النادي يتمتعان بمكانة متقدمة بعدها يتم التصويت على الترشيح وحسب أغلبية الأصوات يتم القبول وحسب بعض بنود النظام الداخلي للنادي فإن"الحمار"حيوان غير ناطق يبذل كل جهده لخدمة الآخرين بدون تذمر وعليه يجب على جميع الأعضاء احترامه وتقديره والابتعاد عن الحاق الأذى بالآخرين ومساعدتهم قدر الإمكان.وعلى العضو في النادي ان يلتزم مواثيق الشرف الإنسانية ويكون نواة وبذرة صالحة في دعم الإنتاج والبناء لوطنه، وبما ان الحمار وحسب الوثائق والوقائع كان اول مهندس لشق الطرق اضافة الى تمتعه بحاسة متفردة بالاستشعار عن الزلازل وهطول الأمطار فإن على الاعضاء إعادة التمحيص المعرفي وتقديم المعرفة والمعلومة عن المزايا التي يتمتع بها الحمار من خلال الإعلام والندوات والبرامج.
يفصل كل عضو في النادي يقوم بتكرار أي خطأ مهما كانت الظروف والتداعيات، يمنع منعا باتا توبيخ أي حمار بأي مفردات لا تليق به، ومن هنا فإن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق