الخميس، 16 يونيو 2011

استجابة جريدة اليوم السابع لغيرة العلامة الحويني علي جناب النبي صلي الله عليه وسلم


توقير النبي صلي الله عليه وسلم دين ندين الله به
الأربعاء الفائت تكلم العلامة أبو إسحاق الحويني حول رواية للكاتب أنيس الدغيدي تسمي (محاكمة النبي محمد) والتي أعلنت عن نشرها جريدة اليوم السابع منذ أسابيع ،والرواية هي في الأصل دفاع عن النبي صلي الله عليه وسلم ولكن الكاتب أخطا في تسمية الرواية لجذب الانتباه !  فتكلم الشيخ الحويني حفظه الله عن عدم جواز تلك التسمية التي بها غرر وعدم توقير للنبي محمد صلي الله عليه وسلم ، حتى لو كان القصد منها الدفاع عنه بأبي هو وأمي صلي الله عليه وسلم ،فالحمد لله استجابت الجريدة لفتوى الشيخ وأعلنت اليوم 31/7/2010 بعدم نشر الرواية حتى يتم تغير عنوانها ، وتأخذ موافقة من الأزهر الشريف
حيث جاء في قرارها :(قرر مجلس إدارة وتحرير اليوم السابع عدم نشر رواية الكاتب أنيس الدغيدى حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل موافقة مجمع البحوث الإسلامية على الرواية، ونزول الكاتب على رغبة الملايين من المسلمين بتغيير اسم الرواية إلى عنوان آخر يتناسب مع المشاعر الإسلامية، ومع قداسة النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة أن الرسائل التي وردت إلى اليوم السابع نبهت إلى إمكانية استغلال هذا العنوان بشكل سيئ، وبالتالي لا تظهر النوايا الحسنة في متن الرواية....... .... ومن ثم فإننا نأسف لكل الشبهات التي أحاطت بنا الفترة السابقة، ونؤكد التزامنا بعدم النشر إلا في حال مراجعة مجمع البحوث الإسلامية، وقيام الكاتب بتغيير هذا العنوان الجارح لمشاعر المسلمين)اه
فأسم الرواية بها شبه تنقيص بالنبي محمد صلوات ربي عليه وهذا لا يحل لمسلم قط ، بل هو بأبي وأمي أهل التوقير والإجلال
فأنظر إلي عمر رضي الله عنه في صلح الحديبية عندما راجع النبي صلي الله عليه وسلم عن بنود الصلح ،ندم عمر بعد ذلك لمجرد المراجعةفقد اخرج البخاري:يقول عمر رضي الله عنه: " فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ألست نبي الله حقا ؟ قال: بلى ، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى ، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا ، فقال عليه الصلاة والسلام :إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري" رواه البخاري ،وفي رواية لأحمد يقول عمر رضي الله عنه: "ما زلت أصوم وأتصدق وأصلى وأعتق من الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلمت به يومئذ حتى رجوت أن يكون خيرا"

وبلغ من أدبهم معه أنهم يقرعون بابه إن أرادوه بالأظافر ، وما كانوا يرفعون أصواتهم بحضرته عليه الصلاة والسلام ، ومن كان جهوري الصوت منهم جاهد نفسه على خفض صوته بعد نزول آية الحجرات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ)[الحجرات:2] قال ابن الزبير رضي الله عنهما : "فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه خشية حبوط العمل" رواه البخاري وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس فقال رجل: "يا رسول الله أنا أعلم لك علمه ، فأتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه فقال له: ما شأنك؟ فقال: شر كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وهو من أهل النار ، فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قال كذا وكذا ، فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال: اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة" رواه البخاري

بل مجرد تذكره صلي الله عليه وسلم يدمع العين  ويأخذ القلب روى عمرو بن ميمون فقال: "ما أخطأني عشية خميس إلا آتي عبد الله بن مسعود فيها ، فما سمعته بشيء قط يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان ذات عشية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نكس فرفع رأسه ، فرأيته محلول أزرار قميصه ، قد انتفخت أوداجه ، واغرورقت عيناه ، فقال: أو فوق ذلك أو دون ذلك أو قريبا من ذلك أو شبه ذلك" رواه الطبراني

وهذا الإمام أيوب السختياني لم يأخذ مالك منه العلم الا عندما رآه يوقر النبي صلي الله عليه وسلم سئل الإمام مالك رحمه الله تعالى: (متى سمعت من أيوب السختياني؟ فقال: حج حجتين ، فكنت أرمقه ولا أسمع منه ، غير أنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى أرحمه ، فلما رأيت منه ما رأيت ، وإجلاله للنبي صلى الله عليه وسلم كتبت عنه)
روى مصعب بن عبد الله رحمه الله تعالى فقال: كان مالك إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه, فقيل له يوماً في ذلك ، فقال: (لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم علي ما ترون ، لقد كنت أرى محمدَ بنَ المنكدر وكان سيد القراء لا نكاد نسأله عن حديث أبداً إلا يبكي حتى نرحمه ، ولقد كنت أرى جعفر بن محمد وكان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذُكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر لونه، وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة.... ولقد كان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيُنظر إلى لونه كأنه نزف منه الدم، وقد جف لسانه في فمه ؛ هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير فإذا ذُكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع ، ولقد رأيت الزهري وكان لمن أهنأ الناس وأقربهم فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه ما عرفك ولا عرفته ، ولقد كنت آتي صفوان بن سليم وكان من المتعبدين المجتهدين فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى ، فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس ويتركوه)

بل الصحابة كانوا يخشون الكلام بحضرته صلوات ربي عليه ،قال أسامة بن شريك رضي الله عنه : " كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم كأن على رؤوسنا الرَخَم ، ما يتكلم منا متكلم إذ جاءه ناس من الأعراب فقالوا: يا رسول الله أفتنا في كذا،أفتنا في كذا".

بل بعض الصحابة كانوا لا يشخصون أبصارهم إليه لإجلاله قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: "ما كان أحد أحب إليَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجلَّ في عيني منه ، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه " رواه مسلم.

بل التوقير حتى بعد موته بأبي وأمي صلوات الله عليه لما رفع رجلان أصواتهما في مسجده صلى الله عليه وسلم في عهد عمر رضي الله عنه استنكر عمر ذلك؛ كما روى السائب بن يزيد رحمه الله تعالى فقال: (كنت قائماً في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقال: اذهب فأتني بهذين ، فجئته بهما ، قال: من أنتما أو من أين أنتما ؟ قالا: من أهل الطائف ، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم)
عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى أنه سئل عن حديث وهو مضطجع في مرضه فجلس وحدث به ، فقيل له: وددت أنك لم تتعن، فقال: كرهت أن أحدث عن رسول الله وأنا مضطجع

وهذا عروة ابن مسعود الثقفي قبل الإسلام في صلح الحديبية عندما رجع لقريش قال  "أي قوم! والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إنْ رأيت ملِكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحابُ محمدٍ محمداً، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحِدُّون النظر إليه تعظيما له"  اخرجه البخاري

وكانوا لا يردون له كلمة فقد اخرج البخاري عن كعب بن مالك أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان له عليه في المسجد، فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته، فخرج إليهما، حتى كشف سجف حجرته، فنادى: (يا كعب). قال: (لبيك يا رسول الله، قال: (ضع من دينك هذا). وأومأ إليه: أي الشطر، قال: لقد فعلت يا رسول الله، قال: (قم فاقضه).

وهذا سيدنا حكيم بن حزام لا يسأل احد شيء لقول النبي صلي الله عليه وسلم  له ذلك فقد اخرج البخاري 1403 عن عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب: أن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال:
 سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: (يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى). قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا أرزأ أحدا بعدك شيئا، حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئا، فقال عمر: إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم، أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء، فيأبى أن يأخذه. فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي.

اخرج البخاري 1533  سأل رجل ابن عمر رضي الله عنهما عن استلام الحجر، فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله. قال: قلت: أرأيت إن زحمت، أرأيت إن غلبت؟ قال: اجعل أرأيت باليمن، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق