الخميس، 16 يونيو 2011

فجر أوديسا


قال تعالي : {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }
فجر اوديسا هو اسم العملية التي تقام ضد ليبيا فى تلك الأيام وهي اسم يدل على مدي تعلق هؤلاء الصليبين بتاريخهم وأساطيرهم الوثنية حتى قبل النصرانية ذاتها ، وذلك المسمى جاء من أسطورة الإلياذة والاوديسا وكلمة إلياذة هي كلمة ألليوس القسم القديم لمدينة طروادة. وتدور حول ملحمة المسيني أخيل الذي أبحر لطروادة من بلاد الإغريق
لينتقم من باريس الذي قام بغواية هيلين زوجة الملك منيلاوس ملك أسبرطة ومن ثم هرب معها إلى طروادة،
فقام الإغريق بتجريد حمله ضخمة للثأر بقيادة أجاممنون أخو منيلاوس، وقد هاجم جيش إمبراطور طروادة.
والأوديسا تروي قصة الأمير الإغريقي أوديسيوس (أوليس)عند عودته من طروادة،
والتي تعرض فيها للعديد من الأخطار مع طاقم سفينته. وكانت قصائد هوميروس من الأدب الشعبي
وكانت تروى شفهيا وكانت تضم هاتين الملحمتين الطويلتين اللتين نسج على منوالهما الشعراء
فيرجيل باللاتينية ودانتي بالإيطالية وجون ميلتون بالإنجليزية ملاحمهم.
اما الفجر فهو معروف انه بداية اليوم .
ويعتقد أنّهم اختاروا هذا الاسم لأن القصة تتعلّق بغضب إله كاذب للبحر
والقصف من حاملات الطائرات والبوارج في البحر
ضياع الاندلس بسب استعانة المسلم بالمشرك
فنحن لا ننسى سقوط الأندلس ودور المأمون وتحالفه مع فرناندو الثالث ملك قشتاله حتى قدم المأمون عددا من الحصون والبلاد الأندلسية ثمنا للنصارى ليساندوه ضد أخيه حفاظا على عرشه وكرسيه
ومن صور الغدر والخيانة ممن استعان بالنصارى : وقوف ابن الأحمر بقواته مع النصارى في سقوط اشبيلية تنفيذا لتعهداته معهم ضد المسلمين ليمكن لنفسه من السيطره على غرناطة حتى سقطت اشبيلية ولم يبق من معالم الإسلام فيها شيئا يذكر
ومن الجدير بالذكر أن نذكر هنا موقفا تاريخيا للمعتمد بن عباد عندما أراد محاربة ألفنسو السادس وأراد أن يستعين بيوسف بن تاشفين رحمه الله فنصحه مستشاروه أن لا يفعل ذلك خوفا أن يملك يوسف بن تاشفين الأندلس على أن يستعين ببعض النصارى بدلا منه فأجابهم بمقولته المشهورة :
" رعي الجمال خير من رعي الخنازير "
بمعنى لأن أكون تحت حكم مسلم خير لي من أن أكون تحت حكم نصراني كافر ، فلله دره

حكم الاستعانة بالمشركين على المسلمين :
هنا يجب أن ننتبه لعدم الخلط لمسألة فقهية أخري وهي حكم الاستعانة بالمشركين على المشركين ، وهذا المسألة يستغلها البعض في الخلط بين استعانة المسلم بالمشرك على المسلم  !
فاستعانة المسلم بالمشرك علي المشرك فهناك أدلة مرجوحة غير راجحة في المسالة ولا اعرضها لمخافة الإطالة ولكن نحن هنا بصدد استعانة المسلم بالمشرك علي المسلم
ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى عدم جواز الاستعانة بغير المسلمين في قتال البغاة والخوارج من المسلمين.
 قال القرافي من المالكية في قتال أهل البغي: ((ولا يقتل أسراهم ولا تغنم أموالهم ولا تسبى ذراريهم، ولا يستعان عليهم بمشرك)) 
وقال الصاوي: ((ولا يستعان عليهم بمشرك و لو خرج من نفسه طائعاً بخلاف الكفار))
 وقال النووي من الشافعية: ((لا يجوز أن يستعان عليهم بكفار لأنه لا يجوز تسليط كافر على مسلم ولهذا لا يجوز لمستحق قصاص أن يوكل كافراً باستيفائه ولا للإمام أن يتخذ جلادا كافراً لإقامة الحدود على المسلمين))
وقال ابن قدامة من الحنابلة: ((ولا يستعين على قتالهم – أي البغاة -  بالكفار بحال ولا بمن يرى قتلهم مدبرين))

فتوى العلامة الألباني رحمه الله تعالي في ذلك عند سؤاله عن حرب الخليج :
المقصود هو ما حكم الاستعانة بهؤلاء الكفار الصليبيين أليس كذلك؟
نقول غير مرتابين ولا شاكين بأن هذه الاستعانة لا عهد للتاريخ الإسلامي كله بمثلها إطلاقا وهي شر فتنة تصيب الأمة الإسلامية في كل تاريخها
من حيث أن سبب هذا الدخول دخول الصليبيين إلى البلاد الإسلامية ليست هي الحرب القائمة بين الكفار والمسلمين
وإنما السبب هو استجلاب المسلمين لهؤلاء الكفار استنصاراً بهم على الفئة الباغية أو الطائفة الباغية ولا شك أن هذا علاج من الداء بداء أشد
وهذا لا يصح إلا على مذهب واحد وهو مذهب أبي نواس
وداوني بالتي كانت هي الداء
وأنا في الحقيقة أتعجب كل التعجب مما يبلغنا وأرجو أن يكون هذا الذي يبلغنا ألا يكون صحيحاً من حيث الواقع لأن الفقه الإسلامي بنصوص كتابه وسنة نبيه والاستنباط الصحيح لا يمكن ان يتقبل ما يمكن أن نسمعه من تبرير أو تسويغ بعض المشايخ الأفاضل في تلك البلاد استعانة ........ بهؤلاء الكفار الصليبيين
ذلك لأن معنى كلامهم يعود إلى ما يقوله بعض الفقهاء في أصولهم وإن كانوا هم لم يشيروا إلى ذلك لكن صنيعهم ينبهنا إلى أنهم يدندنون حول ما ذكره علماء الأصول
من أن المسلم إذا وقع بين شرين اختار أقلهما شراً
فهم يظنون أن لجوؤهم إلى الاستعانة بالصليبيين أقل شراً ولا نقول خيراً من اعتداء العراقيين على السعوديين ونحن إذ نرى أن وجهة نظرهم هذه مردودة نصاً وفقهاً لأن الاعتداء العراقي على السعودية لن يقع كما وقع على الكويت
ولذلك فلا يصح تطبيق القاعدة هذه التي تقول أن المسلم إن وقع بين شرين اختار أيسرهما فلم يقع الشر الأكبر في ظن المشايخ وهو اعتداء العراقيين على السعوديين حتى يختاروا الشر الأصغر في ظنهم وهو استنصارهم بالكفار أما من حيث النص فالأمر واضح جداً حيث أنه قد صح في غير ما حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :
إنا لا نستعين بالمشرك
وسبب الحديث معروف في صحيح مسلم وغيره وفي رواية أخرجها الحاكم في المستدرك أن قوما من المشركين جاؤا يريدون أن يقاتلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم المشركين فقال لهم أأسلمتم قالوا لا فقال عليه الصلاة والسلام إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين
فهذه قاعدة فقهية وضعها من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وليست كبعض القواعد الفقهية التي يمكن أن تكون موضع أخذ ورد
فهناك قواعد وضعها الأحناف يخالفها الشافعية والعكس بالعكس
أما هذه القاعدة فقد وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم بنصه الصريح الصحيح إنا لا نستعين بالمشرك معنى ذلك، معنى كون الشئ قاعدة أنه يجب التزامها دائماً وأبداً إلا لأن ما يعارض لا ينافي القاعدة من أصلها وإنما يمكن أن يجرى عليها تخصيص ما
والذين يصرحون بجواز الاستنصار بالأمريكيين والبريطانيين وغيرهم يرون أن هذا الاستنصار له أصل في بعض الحوادث الجزئية التي ثبتت في السنة المحمدية فتكون هذه الجزئيات مستثناة من القاعدة ونحن نقول جواباً عن هذه الدعوة
اولاً
قاعدة اصولية انه إذا اختلف القول مع الفعل أي قول الرسول عليه السلام مع فعله فإذا لم يمكن التوفيق بين القول والفعل كان قوله هو المقدم على فعله وإذا أمكن التوفيق فذلك خير وابقى
تلك الجزئيات التي يستند إليها من جوزوا الإستنصار البشع إنما هي جزئيات لا تذكر بالنسبة لهذه المصيبة التي حلت في البلاد السعودية بخاصة والبلاد الإسلامية بعامة ويكفي أن يقابل وان يقايس كل مسلم حتى ولو كان غير عالم بين ما وقع من الرسول عليه السلام من جزئيات وبين ما ألم من مصيبة كبرى
انظروا مثلاً من حججهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعان بدليل من المشركين حينما عزم على الهجرة من مكة إلى المدينة مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ استعان بذلك المشرك ليدلهما على الطريق، هذه صورة،
الصورة الثانية التي يستدل البعض بها أيضاً ان النبي صلى الله عليه وسلم استعار من صفوان بن أمية أجران كانت له ولما استعارها منه أو أراد أن يستعيرها منه، ظن وهذا من موقف ضعفه هو تجاه موقف النبي، ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم سيأخذها رغم أنفه فقال غصباً يا محمد أم عارية مؤداة فقال لا بل عارية مؤداة
فانظر الفرق بين مثل هاتين الحادثتين وغيرهما مما يستدلون بذلك،
الفرق كبير وكبير جداً،
كل الحوادث وقد استحضرت لكم بعضها تدل دلالة صريحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حينما استعان كان في موقف والقدرة والتغلب على من استعان بهم لو أرادوا بهم عليه السلام مكراً كان هو الأقوى
فهو كان مع صاحبه أبي بكر لو أراد مثلاً ذلك الدليل المرشد على الطريق بين مكة والمدينة لو أراد بهما غدراً لاستطاع ان يتغلبا عليه، صفوان بن أمية أيضاً شعر بضعفه ولذلك قال له تغصبها مني غصب أم عارية مؤداة؟ قال له عليه السلام وهو كما قال له تعالى وإنك لعلى خلق عظيم قال بل عارية مؤداة
كذلك لما حالف مثلاً في بعض الحوادث طائفة من اليهود حالفهم وهو القوي بدليل أنهم لما أرادوا الغدر بيه قاتلهم وانتصر عليهم
كما هو معروف في السيرة النبوية
فأين هذه الجزئيات من المصيبة الكبرى التي ألمت بنا في هذا العصر
حيث أن الدول الإسلامية كلها بما في ذلك العراق نفسها التي يخشاها كل الدول الإسلامية كلها لو اجتمعت قاطبة لن تستطيع إلا أن يعودوا إلى الإسلام، لن تستطيع أن يخرجوا الأمريكان والبريطان من الدول الإسلامية
كيف يقاس هذا الواقع الأليم بتلك الجزئيات مع منافاة هذا الواقع لقاعدة لا ننساها، إنا لا نستعين بمشرك
هذه هي القاعدة فإذا اختلفت حادثة عن القاعدة يجب ضربها بهذه القاعدة ولا يجوز العكس بأن نضرب القاعدة وهو ضرب ايش القاعدة بهذا الواقع لنحاول ان نسلكها وأن نسوغها بجزئيات ليست منافية لأصل الإستعانة المنفية بالقاعدة لأن النبي صلى الله عليه وسلم استعان تحقيقاً لمصلحة
وأرجوا الإنتباه لما أقول ، لمصلحة لا فيها مفسدة مطلقاً
أما واقعنا اليوم فأولاً المصلحة غير متحققة والمفسدة متيتمة متحققة ما بدأت وأكبر دليل ما بدأت النذر تنذر بشر مستطير من جهة انتشار الفساد وانكشاف النساء بالعورات في كثير من البلاد السعودية التي احتلها الأمريكان وليس يهمني ان نحتج ببعض الروايات والجزئيات لأني حقيقة لا اثق بهذه الروايات سواء كانت لنا أو علينا وإنما علينا ان نتثبت من حيث روايات الجزئيات لكننا نعلم بالمشاهدة
فاليهود مثلاً حينما احتلوا فلسطين اشاعوا فيها الفساد والخلاعة والفسق والفجور إلى آخره والذين يذهبون إلى بلاد الأوربيين والأمريكيين يشاهدون هناك الفسق والفجور علناً وما الذي يمنع هؤلاء الكفار من أن ينشروا فسادهم في بلاد الإسلام وهم قد استدعوا إلى بلاد الإسلام ولم يفرضوا نفسهم على بلاد الإسلام كما كان في الحرب الصليبية الأولى وأخيراً نقول للعاقبة هذا الإستنصار هل هناك طريق لإخراج هؤلاء الكفار من بلاد الإسلام إن قيل نعم هناك اتفاق مثلاً بين السعوديين وبين الأمريكيين والبريطانيين انو نحن أتينا بكم بإختيارنا فإذا ما امرناكم بالخروج من ديارنا هل هذا كلام يعقله من يعرف كره هؤلاء الكفار وغدرهم ونكثهم بعهودهم ومعاهديهم من جهة ومن جهة أخرى يعرف ضعف المسلمين وضعف الدول كلها لذلك لا أجد فيما نسمع اليوم من حجج يريدون بها تبرير هذه المصيبة ما يجعلها جائزة إطلاقاً بل هذه المصيبة كما قلت في كلامي لم يصب العالم الإسلامي بمثلها أبداً وأرجو من الله تعالى أن ينجينا منها بمعجزة من عنده وإلا فالمسلمين أعجز من أن يصدوا اليهود من بلاد المسلمين وهم الذين كان يقال عنهم أنهم شرذمة من اليهود الأذلة فكيف نستطيع أن نرد الأمريكان والبريطان والفرنسيين وغيرهم ممن تكالبوا على المسلمين وبطلب من دولة مسلمة كنا نرجو أن تكون في مقدمة الدول الإسلامية التي ترفض الإستعانة بالمشركين وإنا لله وإنا إليه راجعون.  انتهت فتوى العلامة الألباني

ملاحظة : أنا اعلم أن ما يحدث لأهلنا في ليبيا من المجرم المبير القذافي شيء فظيع ولكن الواجب كان تدخل قوات إسلامية من جميع الدول الإسلامية ولكن للأسف وضع العالم الإسلامي ألان محزن ويتسم بالعجز وذلك لتجنبهم المنهج الإسلامي ، حتى الدول التي تدعي أنها تتحاكم بالإسلام بها من الأنظمة والقواعد التي تخالف الإسلام ولكن الحمد لله فالنبي صلي الله عليه وسلم وعد الأمة: (..وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم، يستبيح بيضتهم ) (رواه مسلم، في كتاب الفتن وأشراط الساعة).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق