الجمعة، 25 أكتوبر 2019

آثار محمد علي في مصر ... محمد عبده سنة 1320 هــ 1902 م

ملاحظة المقال في مجلة المنار مكتوب ان الكاتب هو محمد رشيد رضا ولكن الذي اثبته صاحب الاتجاهات الوطنية ص 197 وما تلاه يؤكد ان المقال لمحمد عبده ، وهي في مذكرات محمد عبده

& ملاحظة : في الاتجاهات يرى ان المقالين لرشيد وعبده لا يعتبر صدى لسخط الرأي العام بل لان عبده كان صديقا للورد كرومر وكان يستمد منه القوة والتأييد حبن يهاجم الخديوي وهو ما يقلل من تقدير الجرأة التي ينطوي عليها المقال

لغط الناس هذه الأيام في محمد علي وما له من الآثار في مصر وأهلها
وأكثرت الجرائد من الخوض في ذلك والله أعلم ماذا بعث المادح على الإطراء،
وماذا حمل القادح على الهجاء غير أنه لم يبحث باحث في حالة مصر التي وجدها
عليها محمد علي وما كانت تصير بالبلاد إليه لو بقيت.
وما نشأ عن محوها واستبدال غيرها بها على يد محمد علي. أذكر الآن شيئًا
في ذلك ينتفع به من عساه ينتفع، ويندفع به من الوهم ما ربما يندفع، كانت حكومة
البلاد المصرية قبل دخول الجيش الفرنساوى فيها من أنواع الحكومات التي كانت
تسمى في اصطلاح الغربيين حكومات الأشراف وتسمى في عرف المصريين
حكومات الالتزام وتعرف عند الخاصة بحكومات الإقطاع , وأساس هذا النوع من
الحكومة تقسيم البلاد بين جماعة من الأمراء يملك كل أمير منهم قسمًا يتصرف في
أرضه وقوى ساكنيها وأبدانهم وأموالهم كما يريد فهو حاكمهم السياسي والإداري
والقضائي وسيدهم المالك لرقابهم. ومن طبيعة هذا النوع من الحكومة أن تنمو فيه
الأثرة وتغلط فيه أصول الاستبداد وفروعه وتنزع نفس كل أمير إلى توسيع دائرة
ملكه بالاستيلاء على ما في يد جاره من الأمراء. فكان من مقتضى الطبيعة أن كل
أمير لا ينفك عن التدبير والتفكير فيما تعظم فيه شوكته، وما يدفع به عن حوزته،
وأن يكون الجميع دائمًا في استعداد إما للوثوب وإما للدفاع. ولكن الأمراء في
مجموعتهم كانوا يقاومون سلطة الملوك فيضطر الملك لاستمالتهم ومجابهة بعضهم
للاستعانة به على البعض الآخر فضعف بذلك استبداد الملوك فيهم حاجة الأمراء إلى
المال كانت تسوقهم إلى ظلم رعاياهم وكانت شدة الظلم تميل برعاياهم إلى خذلانهم
عند هجوم العدو عليهم. ظهر ذلك في خصوماتهم المرة بعد المرة فاضطر الأمراء
أن يخففوا من ظلمهم وأن يتخذوا لهم من الأهلين أنصارًا يضبطون عند قيام الحرب
بينهم وبين خصومهم. أحسَّ الأهلون بحاجة الأمراء إليهم فزادوا في الدالة على
الأمراء واضطروهم إلى قبول مطالبهم فعظمت قوة الإرادة عند أولئك الذين كانوا
عبيدًا بمقتضى الحكومة وانتهى بهم الأمر أن قيدوا الأمراء والملوك معًا ولم يكن
ذلك في يوم أو عام، ولكنه في عدة قرون كما هو معروف عند أهل المعرفة.
نعم كانت الحكومة في مصر على نوع تخالف به جميع الحكومات المشرقية
وكانت البلاد متوزعة بين عدة أمراء كل منهم يستغل قسمًا منها ويتصرف فيه كما
يهوى، وكان كل يطلب من القوة ما يسمح له يده إلى ما في يد الآخر أو يدفع به
صولته فالخصام كان دأبهم والحرب كانت أهم عملهم. لذلك كان كل منهم يستكثر
من المماليك ما استطاع ليعد منهم جنده ولكن كانت تعوزه مؤنتهم إذا كثروا
فاضطروا إلى اتخاذ أعوان من أهالي البلاد فوجدوا من العرب أحزابًا كما وجدوا
منهم خصومًا. ثم رجعوا إلى سكان القرى فوجدوا فيهم ما يحتاجون إليه فاتخذوا
بيوتًا منها أنصارًا لهم عند الحاجة وعرف هؤلاء حاجة الأمراء إليهم فارتفعوا في
أعينهم وصار لهم من الأمر مثل ما لهم أو ما يقرب من ذلك. لهذا كنت ترى في
البلاد بيوتًا كبيرة لها رؤساء يعظم نفوذهم ويعلو جاههم.
ذلك كان يقضي على كل أمير من أولئك الأمراء أن يصرف زمنه في التدبير
واستجلاب النصير، وإعداد ما يستطيع من قوة لحفظ ما في يده والتمكن من
إخضاع غيره، أنصاره من الأهالي كانوا يجارونه في ذلك خوفًا من تعدي أعوان
خصمه عليهم فوقعت القسمة بين الأهالي ولا تزال أسماء الأقسام معرفة إلى اليوم -
سعد وحرام، هذا يحدث بطبعه في النفوس شممًا وفي العزائم من قوة ويكتسب
القوى البدنية والمعنوية حياة حقيقية مهما احترقت نوعها. فكانت العناصر جميعها
في استعداد لأن يتكون منها جسم حي واحد يحفظ كونه ويعرف العالم بمكانته.
جاء الجيش الفرنساوى والبلاد في هذه الحالة. دخل البلاد بسهولة لم يكن
ينتظرها، احتل عاصمتها واستقر له السلطان فيها. لم تكن أيام قلائل حتى
ظهر فيه القلق وعظمت حوله القلاقل ولم تنقطع الحروب والمناوشات ولم يهدأ
لرؤساء العساكر بال. يدلك على ذلك شكوى نابليون نفسه في تقاريره التي كان
يرسلها إلى حكومة الجمهورية من اصطياد العربان لعساكره من كل طريق، وسلبهم
أرواحهم بكل سبيل، واضطر نابليون أن يسير في حكومة البلاد بمشورة أهلها
وانتخب من أعيانها من يشركه في الرأي لتدبيرها طوعًا لحكم الطبيعة التي
وجدها.
قتل بعض رؤساء الجيش واضطربت عليه البلاد، وجاء الجيش العثماني
وعاونه الجيش الإنكليزي وخرجت عساكر الفرنساويين من مصر، ولا أطيل الكلام
فقد ظهر محمد علي بالوسائل التي هيأها له القدر.
ما الذي كانت تنتظره البلاد من نوع حكومتها؟ كانت تنتظر أن يشرق نور
مدنية يضيء لرؤساء الأحزاب طرقهم في سيرهم لبلوغ آمالهم، وقد كان ذلك يكون
لو أمهلهم الزمان حتى يعرف كل منهم ما بلغ به غيره الغاية التي كان يقصدها في
بلاد غير بلاده. وما كان بينهم وبين ذلك إلا أن يختلطوا بأهل البلاد الغريبة
ويرتفع الحجاب الذي أسدله الجهل دونهم. أو كانت تنتظر أن يأتي أمير عالم
بصير فيضم تلك العناصر الحية بعضه إلى بعض ويؤلف منها أمة تحكمها حكومة
منها ويأخذها منها ويأخذ في تقوية مصباح العلم حتى ترتقي بحكم التدريج الطبيعي
وتبلغ ما أعدته لها تلك الحياة الأولي.
ما الذي صنع محمد علي؟ لم يستطع أن يحيي ولكن استطاع أن يميت. كان
معظم قوة الجيش معه وكان صاحب حيلة بمقتضى الفطرة فأخذ يستعين بالجيش وبمن
يستميله من الأحزاب على إعدام كل رأس من خصومه ثم يعود بقوة الجيش وبحزب
آخر على من كان معه أولاً وأعانه على الخصم الزائل فيمحقه وهكذا حتى إذا
سُحقت الأحزاب القوية وجه عنايته إلى رؤساء البيوت الرفيعة فلم يدَع منها رأسًا
يستتر فيه ضمير (أنا) واتخذ من المحافظة على الأمن سبيلاً لجمع السلاح من
الأهلين وتكرر ذلك منه مرارًا حتى فسد بأس الأهالي وزالت ملكة الشجاعة منم وأجهز
على ما بقي في البلاد من حياة في أنفُس بعض أفرادها فلم يبقِ في البلاد رأسًا يعرف
نفسه حتى خلعه من بدنه أو نفاه مع بقية بلده إلى السودان فهلك فيه.
أخذ يرفع الأسافل ويعليهم في البلاد والقرى كأنه كان يحن لشبه فيه ورثه على أصله الكريم حتى انحط الكرام وساد اللئام ولم يُبقِ في البلاد إلا آلات له
يستعملهافي جباية الأموال وجمع العساكر بأية طريقة وعلى أي وجه فمحق بذلك
جميع عناصر الحياة الطبيعية من رأي وعزيمة واستقلال نفس ليصيّر البلاد
المصرية جميعها إقطاعًا واحدًا له ولأولاده على أثر إقطاعات كثيرة كانت
لأمراء عدة.
ماذا صنع بعد ذلك؟ اشرأبت نفسه لأنْ يكون ملكًا غير تابع للسلطان العثماني
فجعل من العُدة لذلك أن يستعين بالأجانب من الأوربيين فأوسع لهم في المجاملة
وزاد لهم في الامتياز خارجًا عن حدود المعاهدات المنعقدة بينهم وبين الدولة
العثمانية صار كل صعلوك منهم لا يملك قوت يومه ملكًا من الملوك في بلادنا يفعل
ما يشاء ولا يُسأل عما فعل. وصغرت نفوس الأهالي بين أيدي الأجانب بقوة
الحاكم وتمتع الأجنبي بحقوق الوطني التي حُرم منها وانقلب الوطني غريبًا في داره،
غير مطمئن في قراره، فاجتمع على سكان البلاد المصرية ذلان: ذل ضربته
الحكومة الاستبدادية المطلقة، وذل سامهم الأجنبي إياه ليصل إلى ما يريده منهم
غير واقف عند حد أو مردود إلى شريعة.
قالوا: إنه طلع نجم العلم في سماء البلاد. نعم عني بالطب لأجل الجيش
والكشف على المجني عليهم في بعض الأحيان عندما يراد إيقاع الظلم بمتهم.
وبالهندسة لأجل حتى يدبر مياه النيل بعض التدبير، ليستغل إقطاعه الكبير.
هل تَفكر يومًا في إصلاح اللغة عربية أو تركية أو أرنؤدية؟ هل تفكر في
بناء التربية على قاعدة من الدين أو الأدب؟ هل خطر في باله أن يجعل للأهالي
رأيًا في الحكومة في عاصمة البلاد أو أمهات الأقاليم؟ هل توجهت نفسه لوضع
حكومة قانونية منظمة يقام بها الشرع ويستقر العدل؟ لم يكن شيء من ذلك بل كان
رجال الحكومة إما من الأرنؤد أو الجراكسة أو الأرمن المورلية أو ما أشبه هذه
الأوشاب، وهم الذين يسميهم بعض الأحداث من أنصاره اليوم دُخلاء. وكانوا
يحكمون بما يهوون لا يرجعون إلى شريعة ولا قانون، وإنما يبتغون مرضاة الأمير
صاحب الإقطاع الكبير.
أين البيوت المصرية التي أقيمت في عهده على قواعد التربية الحسنة؟ أين
البيوت المصرية التي كانت لها القَدَم السابقة في إدارة حكومته أو سياستها أو سياسة
جندها مع كثرة ما كان في مصر من البيوت الرفيعة العماد الثابتة الأوتاد.
أرسل جماعة من طلاب العلم إلى أوربا ليتعلموا فيها. فهل أطلق لهم الحرية
أن يبثوا في البلاد ما استفادوا؟ كلا ولكنه استعملهم آلات تصنع له ما يريد وليس
لها إرادة فيما تصنع. وُجد بعض الأطباء الممتازين وهم قليل، ووجد بعض
المهندسين الماهرين وليسوا بكثير، والسبب في ذلك أن محمد علي ومن معه لم يكن
فيهم طبيب ولا مهندس فاحتاجوا إلى بعض المصريين ولم يكن أحد من الأعوان
مسلطًا على المهندس عند رسم ما يلزم من الأعمال ولا على الطبيب عند تركيب
أجزاء العلاج فظهر أثر استقلال الإرادة في الصناعة عند أولئك النفر القليل من
النابغين، وكان ذلك مما لا تخشى عاقبته على المستبدين.
هل كانت له مدرسة لتعليم الفنون الحربية؟ أين هي؟ وأين الذين نبغوا من
طلابها؟ فإن وُجد أحد نابغ، فهل هو من المصريين؟ عدوا إن شئتم أحياءً أو
أمواتًا.
وجد كثير من الكتب المترجمة في فنون شتى من التاريخ والفلسفة والأدب
ولكن هذه الكتب أودعت في المخازن من يوم طبعت وغلقت عليها الأبواب إلى
أواخر عهد إسماعيل باشا فأرادت الحكومة تفريغ المخازن منها، وتخفيف ثقلها
عنها، فنثرتها بين الناس فتناول منها من تناول، وهذا يدلنا على أنها ترجمت
برغبة بعض الرؤساء من الأوربيين الذين أرادوا نشر آدابهم في البلاد لكنهم لم
ينجحوا؛ لأن حكومة محمد علي لم توجد في البلاد قراء ولا منتفعين بتلك الكتب والفنون.
كانوا يختطفون تلامذة المدارس من الطرق وأفناء القرى (الأفناء: الناس ...
المجهولون) كما يختطفون عساكر الجيش، فهل هذا مما يحبب القوم في
العلم ويرغبهم في إرسال أولادهم إلى المدارس؟ لا بل كان يخوفهم من المدرسة
كما كان يخيفهم من الجيش.
حمل الأهالي على الزراعة ولكن ليأخذ الغلات، ولذلك كانوا يهربون من ملك الأطيان كما يهرب غيرهم من الهواء الأصفر، والموت الأحمر. وقوانين
الحكومة لذلك العهد تشهد بذلك.
يقولون: إنه أنشأ المعامل والمصانع! ولكن هل حبب إلى المصريين العمل
والصنعة حتى يستبقوا تلك المعامل من أنفسهم؟ وهل أوجد أساتذة يحفظون علوم
الصنعة وينشرونها في البلاد؟ أين هي؟ ومن كانوا؟ وأين آثارهم؟ لا بل بغّض
إلى المصريين العمل والصنعة بتخسيرهم في العمل والاستبداد بثمرته فكانوا
يتربصون يومًا لا يعاقبون فيه على هجر المعمل والمصنع لينصرفوا عنه ساخطين
عليه، لاعنين الساعة التي جاءت بهم إليه.
يقولون: إنه أنشأ جيشًا كبيرًا فتح به الممالك ودوخ به الملوك وأنشأ أسطولاً
ضخمًا تُثقل به ظهور البحار، وتفتخر به مصر على سائر الأمصار. فهل
علَّم المصريين حب التجنيد، وأنشأ فيهم الرغبة في الفتح والغلب وحبب إليهم
الخدمة في الجندية وعلمهم الافتخار بها؟ لا بل علمهم الهروب منها وعلم آباء
الشبان وأمهاتهم أن ينوحوا عليهم معتقدين أنهم يساقون إلى الموت بعد أن كانوا
ينتظمون في أحزاب الأمراء ويحاربون ولا يبالون بالموت أيام حكم المماليك
وكان من ينتظم في الجندية على عهجد محرر مصر لا يخرج منها إلا بالموت. ... هل شعر مصري بعظمة أسطوله أو بقوة جيشه، وهل خطر ببال أحد منهم أن يضيف ذلك إليه بأن يقول هذا جيشي وأسطولي أو جيش بلدي أو أسطوله؟ كلا لم
يكن شيء من ذلك، فقد كان المصري يعد ذلك الجيش وتلك القوة عونًا لظالمه فهي
قوة خصمه. كذلك كان يعدها كل عثماني في مصر أو في غير مصر. ليقل لنا
أنصار الاستبداد كم كان في الجيش من المصريين الذين بلغوا في رتب الجندية إلى
رتبة البكباشي على الأقل؟ فما أثر ذلك في حياة مصر والمصريين إلا أسوأ الأثر، كله شر في شر؛ لذلك لم تلبث تلك القوة أن تهدمت واندثرت.
ظهر الأثر العظيم عندما جاء الإنكليز لإخماد ثورة عرابي. دخل الإنكليز مصر
بأسهل ما يدخل به دامر على قوم، ثم استقروا ولم توجد في البلاد نخوة في رأس
تثبت لهم أن في البلاد من يحامي عن استقلالها، وهو ضد ما رأيناه عند دخول
الفرنساويين إلى مصر، وبهذا رأينا الفرق بين الحياة الأولى والموت الأخير
وجهله الأحداث، فهم يسألون أنفسهم عنه ولا يهتدون إليه.
لا يستحيي بعض الأحداث من أن يقول: إن محمد علي جعل من جدران
سلطانه بنية من الدين، أي دين كان دعامة لسلطان محمد علي؟ دين التحصيل،
دين الكرباج. دين من لا دين له إلا ما يهواه ويريده. وإلا فليقل لنا أحد من الناس
أي عمل من أعماله ظهرت فيه رائحة للدين الإسلامي الجليل؟ لا يذكرون إلا
مسألة الوهابية وأهل الدين يعلمون أن الإغارة فيها كانت على الدين لا للدين، نعم
إن الوهابية غلوا في بعض المسائل غلوًّا أنكره عليهم سائر المسلمين، وما كان
محمد علي يفهم هذا ولا سفك دماءهم لإرجاعهم إلى الاعتدال وإنما كانت مسألة
سياسية محضة تبعها جراءة محمد علي على سلطانه العثماني فكان معه ما كان مما
هو معروف.
نعم: أخذ ما كان للمساجد من الرزق وأبدلها بشيء من النقد يسمى فائض
رزنامه لا يساوي جزءًا من الألف من إيراده. وأخذ من أوقاف الجامع الأزهر ما
لو بقي له اليوم لكانت غلته لا تقل عن نصف مليون جنيه في السنة، وقرر له بدل
ذلك ما يساوي نحو أربعة آلاف جنيه في السنة.
وقصارى أمره في الدين أنه كان يستميل بعض العلماء بالخِلَع أو إجلاسهم
على الموائد لينفي من يريد منهم إذا اقتضت الحال ذلك، وأفاضل العلماء كانوا
عليه في سخط ماتوا عليه.
ولا أظن أن أحدًا يرتاب بعد عرض تاريخ محمد علي على بصيرته أن هذا
الرجل كان تاجرًا زارعًا وجنديًا باسلاً. ومستبدًّا ماهرًا لكنه لمصر قاهرًا، ولحياتها
الحقيقية معدمًا، وكل ما نراه الآن فيها مما يسمى حياة فهو من أثر غيره متعنا الله
بخيره وحمانا من شره والسلام.
مؤرخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق