الأحد، 13 يناير 2019

بهاء الدين زهير

دعوا الوشاة َ وما قالوا وما نقلوابيني وبينكمُ ما ليسَ ينفصلُ
لكمْ سرائرُ في قلبي مخبأة ٌلا الكتبُ تنفعني فيها ولا الرسلُ
رسائلُ الشوقِ عندي لوْ بعثتُ بهاإليكمُ لم تسعها الطرقُ والسبلُ
أُمسِي وَأُصبحُ وَالأشواقُ تَلعبُ بيكأنما أنا منها شاربٌ ثملُ
وَأستَلذّ نَسيماً من دِيارِكُمُكأنّ أنفاسَهُ من نَشرِكُمْ قُبَلُ
وكم أحملُ قلبي في محبتكمْما لَيسَ يَحمِلُهُ قلبٌ فَيحتَملُ
وكمْ أصبرهُ عنكمْ وأعذلهُوليسَ ينفعُ عندَ العاشقِ العذلُ
وا رحمتاهُ لصبًّ قلّ ناصرهُفيكمْ وضاقَ عليهِ السّهلُ وَالجبلُ
قضيتي في الهوى واللهِ مشكلة ٌما القولُ ما الرأيُ ما التدبيرُ ما العملُ
يَزْدادُ شعريَ حُسناً حينَ أذكرُكُمإنّ المليحة َ فيها يحسنُ الغزلُ
يا غائبينَ وفي قلبي أشاهدهموكلّما انفَصَلوا عن ناظري اتّصَلوا
قد جدّدَ البُعدُ قرْباً في الفؤاد لهمْحتى كأنهمُ يومَ النوى وصلوا
أنا الوفيُّ لأحبابي وإنْ غدرواأنا المقيمُ على عهدي وإن رحلوا
أنا المُحبّ الذي ما الغدرُ من شيَميهيهاتَ خُلقيَ عنهُ لَستُ أنتَقلُ
فَيا رَسُولي إلى مَنْ لا أبُوحُ بهِإنّ المُهِمّاتِ فيها يُعرَفُ الرّجلُ
بلغْ سلامي وبالغْ في الخطابِ لهُوقَبّلِ الأرْضَ عني عندَما تَصِلُ
بالله عَرّفْهُ حالي إنْ خَلَوْتَ بهِولا تُطِلْ فحَبيبي عندَهُ مَلَلُ
وتلكَ أعظمُ حاجاتي إليكَ فإنْتنجحْ فما خابَ فيك القصْدُ والأملُ
ولم أزلْ في أموري كلما عرضتْعلى اهتمامكَ بعدَ اللهِ أتكلُ
وليسَ عندكَ في أمرٍ تُحاوِلُهُوالحمد للهِ لا عجزٌ ولا كسلُ
فالنّاسُ بالنّاسِ وَالدّنيا مكافأة ٌوالخيرُ يذكرُ والأخبارُ تنتقلُ
وَالمَرْءُ يَحتالُ إن عزّتْ مَطالبُهُوربما نفعتْ أربابها الحيلُ
يا منْ كلامي له إن كانَ يسمعهيَجدْ كَلاماً على ما شاءَ يَشتَملُ
تَغَزّلاً تَخلُبُ الألْبابَ رِقّتُهُمضمونه حكمة ٌ غراءُ أوْ مثلُ
إنّ المليحة َ تغنيها ملاحتهالا سِيّما وَعَليها الحَلْيُ وَالحُلَلُ
دَعِ التّوَانيَ في أمْرٍ تَهُمّ بِهِفإنّ صرفَ الليالي سابقٌ عجلُ
ضَيّعتَ عمركَ فاحزَنْ إن فطِنتَ لهفالعُمرُ لا عِوَضٌ عنه وَلا بَدَلُ
سابقْ زمانكَ خوفاً منْ تقلبهِفكَمْ تَقَلّبَتِ الأيّامُ وَالدّوَلُ
وَاعزمْ متى شئتَ فالأوْقاتُ واحدة ٌلا الريثُ يدفعُ مقدوراً ولا العجلُ
لا تَرْقُبِ النّجمَ في أمرٍ تُحاوِلُهُ،فالله يَفعَلُ، لا جَديٌ وَلا حَمَلُ
مع السعادة ِ ما للنجمِ من أثرٍفلا يغركَ مريخٌ ولا زحلُ
الأمرُ أعظمُ والأفكارُ حائرة ٌوالشرعُ يصدقُ والإنسانُ يمتثلُ

الوشاة

 عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ إِلَى الْأَمِيرِ، فَكُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: الْقَوْمُ هَذَا مِمَّنْ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ إِلَى الْأَمِيرِ، قَالَ: فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْنَا فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ»
صحيح مسلم : 159

وإنك لعلى خلق عظيم

قال تعالى : وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ 


سألت عائشة عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : كان خلقه القرآن 

قال ابن كثير في التفسير : ومعنى هذا أنه ، عليه السلام ، صار امتثال القرآن أمرا ونهيا سجية له ، وخلقا تطبعه ، وترك طبعه الجبلي ، فمهما أمره القرآن فعله ، ومهما نهاه عنه تركه . هذا مع ما جبله الله عليه من الخلق العظيم ، من الحياء ، والكرم والشجاعة ، والصفح ، والحلم ، وكل خلق جميل . كما ثبت في الصحيحين عن أنس قال : خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين فما قال لي : " أف " قط ، ولا قال لشيء فعلته : لم فعلته ؟ ولا لشيء لم أفعله : ألا فعلته ؟ وكان - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس خلقا ، ولا مسست خزا ، ولا حريرا ، ولا شيئا كان ألين من كف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا شممت مسكا ولا عطرا كان أطيب من عرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -