الأربعاء، 15 يونيو 2011

أقذع هجاء قالته العرب


تلك الأبيات يعتبرها كثيرا من النقاد من أقذع أبيات الشعر التي قالته العرب وهي قول الطرماح بن الحكيم بن الحكم شاعر فحطاني من قبيلة طيء ولد سنة 125 ونزل في بلاد الشام التي ولد فيها ومن ثم انتقل إلى الكوفة وصاحب فيها الشاعر الكميت وكان يعتنق مذهب الشراة وهي نحلة من نحل الخوارج، اشتهر هذا الشاعر بهجائه المقذع الذي سلطه على الجميع عامة وعلى بني تميم خاصة وكان قد قال فيهم أفحش ما قالته العرب، وبشعره هذا  وزن شعري عجيب ، بل من شدة هيامي بتلك الأبيات كنت أحفظها منذ زمن بعيد ، بل تلك الأبيات أعطتني للأسف خلفية سلبية عن بني تميم ، ثم بفضل الله على تعلمت فضائل بين تميم من السنة النبوية فأحببت بني تميم بمجامع قلبي ، ولله الحمد والمنة .
يقول الطرماح :
 تميم بطُرْق اللؤمٍ أهدَى من القَطَا     ولو سَلكتْ سُبْلَ المَكارم ضَلَّت

 ولو أنّ بُرْغوثا على ظهر قَملة        رأتْه تميمٌ يوم زحْفٍ لولّت

 ولو أن عُصفوراً يمُد جناحَه           لقامت تميمٌ تحتَه واستظلّتِ

وهو الذي يقول في بدايتها :

أرى الليل يجلوه النهار ولا أرى ***** خلال المخازي عن تميم تجلت

أقرت تميم لابن دحمـة حكمه ***** وكانت إذا سيمت هوانا أقرت

وكل هذا الكلام الموزون المعسول يسقط بكلمة واحدة من  الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم حيث أخرج البخاري حديث2405 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث، سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم، سمعته يقول: (هم أشد أمتي على الدجال). قال: وجاءت صدقاتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذه صدقات قومنا). وكانت سبية منهم عند عائشة فقال: (أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل).
وفي رواية عند الإمام أحمد في المسند من وجه آخر عن أبي هريرة وما كان قوم من الأحياء أبغض إلي منهم فأحببتهم ، وكان ذلك لما كان يقع بينهم وبين قومه في الجاهلية من العداوة
وعند مسلم عن أبي هريرة: هم أشد الناس قتالا في الملاحم
قوله هذه صدقات قومنا إنما نسبهم إليه لاجتماع نسبهم بنسبه صلى الله عليه وسلم في إلياس بن مضر
وعند الطبراني في الأوسط من طريق الشعبي عن أبي هريرة في هذا الحديث وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بنعم من صدقة بني سعد فلما راعه حسنها قال هذه صدقة قومي .
 وبنو سعد بطن كبير شهير من تميم ينسبون إلى سعد بن زيد مناة بن تميم من أشهرهم في الصحابة قيس بن عاصم بن سنان بن خالد السعدي
قوله وكانت سبية منهم عند عائشة أي من بني تميم والمراد بطن منهم أيضا
وقد وقع عند الإسماعيلي من طريق أبي معمر عن جرير وكانت على عائشة نسمة من بني إسماعيل فقدم سبي خولان فقالت عائشة يا رسول الله أبتاع منهم قال لا فلما قدم سبي بني العنبر قال ابتاعي فإنهم ولد إسماعيل ووقع عند أبي عوانة من طريق الشعبي عن أبي هريرة أيضا وجيء بسبي بني العنبر وبنو العنبر بطن شهير أيضا من بني تميم ينسبون إلى العنبر وهو بلفظ الطيب المعروف بن عمرو بن تميم 
قال الحافظ :وفي قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة ابتاعيها فأعتقيها دليل للجمهور في صحة تملك العربي وإن كان الأفضل عتق من يسترق منهم ...وفي الحديث أيضا فضيلة ظاهرة لبني تميم وكان فيهم في الجاهلية وصدر الإسلام جماعة من الأشراف والرؤساء.اهـ
فأولئك لا يضرهم بعد كلام النبي صلي الله عليه وسلم قول قائل كائناً من كان خصوصا قول الأخطل في بني كليب بن يربوع بن تميم إبان حرب الهجاء التي نشبت بينه وجرير حيث قال :

ما زال فينا رباطُ الخيلِ معلمة = وفي كليبٍ رباطُ اللؤمِ والعارِ

قومٌ إذا استنبحَ الأضيافَ كلبهم = قالوا لأمهم: بولي على النارِ
قالت بنو تميم: ما هجينا بشيء هو أشد علينا من هذا البيت.
وهو يتضمن وجوها شتى جعلهم بخلاء بالقرى، وجعل أمهم خادمتهم، يأمرونها بكشف.....، وجعلهم يبخلون بالماء، أن يطفئوا به النار، فيأمرونها بأن تطفئها ببولها "
ومن القبائل التي فضحها الهجاء قبيلة الحبطات إحدى قبائل تميم, ولم يشفع لها شرف حسكة بن عتاب وعباد بن حصين وولده حيث قال فيهم قائل:

رأيتُ الحُمْرَ مِن شَرِّ المطايا = كما الحَبَطاتُ شَرُّ بني تَميم

فسارت الركبان بهذا البيت وأصبحت القبيلة تعير به. 
 والصحابة من بني تميم كثير منهم :الأسود بن سريع ،الأقرع بن حابس ، حنظلة بن الربيع  ، يعلى بن امية  ،لزبرقان بن بدر ، حاجب بن زرارة

ومن التابعين : الأحنف بن قيس ، ومن الشعراء :جرير والفرزدق

ومنهم الإمام محمد بن عبد الوهاب

يقول العلامة محمود شاكر: إن لتميم دور كبير في الفتوحات الإسلامية وذكر كذلك ان قبيلة تميم عرفوا بشدة البأس وكان يقال لو تأخر الإسلام لأكلت بنو تميم الناس
يقول ابن حزم  : أنهم قاعدة من أكبر واهم قواعد العرب، ونسبهم في عدنان تحديداً من جذم مضر، وعدّوها من أقرب القبائل نسباً إلى قريش قبيلة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد كنانة وأسد

المراجع : صحيح البخاري - وفتح الباري للحافظ - وصحيح مسلم - وسنن ابي داود -العقد الفريد لابن عبد ربه - البيان والتبيين للجاحظ - نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري - وأحلي ما قيل في الهجاء


 ثلاثُ خصالٍ سمعتُهنَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بني تَميمٍ . لا أزالُ أُحبُّهم بعد . وساق الحديثَ بهذا المعنى . غير أنه قال " هم أشدُّ الناسِ قتالًافي الملاحمِ " ولم يذكر الدجَّالَ . وفي رواية : لا أزالُ أحبُّ بني تميمٍ بعد ثلاثٍ سمعتُهنَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، يقولُها فيهم
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 2525 | خلاصة حكم المحدث : صحيح


الخلاصة : 
يَأْبَى اللهُ لبني تميمٍ إلا خيرًا ، ثُبَّتُ الأقدامِ ، عظامُ الهامِ ، رُجَّحُ الأحلامِ ، هضبةٌ حمراءُ ، لا يضرُّها من ناوَأَهَا ، أشدُّ الناسِ على الدجالِ في آخرِ الزمانِ

قال البخاري في صحيحه (فتح الباري: 8 / 83 - 84): باب وفد بني تميم:
حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن أبي صخرة، عن صفوان بن محرز المازني، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: أتى نفر من بني تميم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((اقبَلوا البشرى يا بني تميم))، قالوا: يا رسول الله، قد بشرتنا، فأعطنا، فرئي ذلك في وجهه، فجاء نفر من اليمن، فقال: ((اقبَلوا البشرى إذ لم يقبَلْها بنو تميم))، قالوا: قد قبلنا يا رسول الله[1].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق