الخميس، 16 يونيو 2011

مش كفاية جبنا له أخوه


تنويه هام جدا
(هذه المقالة قد لايكون مقصود بها شخص بعينه ومن وجد اي تطابق 
للاحداث معه اوبه صفة من صفات المن فالكاتب غير مسؤل عن ذلك)
قال لي احد الاصدقاء وهو يعمل في احد الدول ..... ! الغنية وهي التي تعتمد علي المتخلفين من اصحاب العقول المريضة... انه كلما يطلب اي طلب شخصي(زيادة أو أي شيء) من مديره في العمل يتذكر ذلك المدير دائما انه كان السبب انه أتي بأخيه للعمل بتلك الشركة ويردد جملة عربية شهيرة  (مش كفاية جبناله أخوه) ،هذه الجملة يقولها بعد الموتورين والفاقدين للاهليه والمعوقين ذهنياً دائما .
كأن أخوه هذا نائما بالبيت ويأخذ راتب بلا عمل ، والعجيب في الامر ان تلك الكلمات الفاشلة لايقولها صاحب تلك الشركة وإنما يردده من هم دونهم بلا حياء ولا أدب ، كأنه هو من يرزق اخوه ! ولكن علي حد علمي الصحيح أن الله تعالي هو من يرزق.وهذا الشخص المعوق ذهنياً ، يمن علي الناس طوال الوقت ولاينتظر الاجر من الله تبارك وتعالي
قال تعالي :
( الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 262 ) قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم ( 263 ) يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ( 264 ) )سورة البقرة
قد وردت الأحاديث بالنهي عن المن في الصدقة ، ففي صحيح مسلم ، من حديث شعبة ، عن الأعمش عن سليمان بن مسهر ، عن خرشة بن الحر ،عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : المنان بما أعطى ، والمسبل إزاره ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب " .
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى )  قال ابن كثير :فأخبر أن الصدقة تبطل بما يتبعها من المن والأذى
ثم يقول ابن كثير :ثم ضرب تعالى مثل ذلك المرائي بإنفاقه قال الضحاك : والذي يتبع نفقته منا أو أذى فقال : ( فمثله كمثل صفوان ) وهو جمع صفوانة ، ومنهم من يقول : الصفوان يستعمل مفردا أيضا ، وهو الصفا ، وهو الصخر الأملس ( عليه تراب فأصابه وابل ) وهو المطر الشديد ( فتركه صلدا ) أي : فترك الوابل ذلك الصفوان صلدا ، أي : أملس يابسا ، أي : لا شيء عليه من ذلك التراب ، بل قد ذهب كله ، أي : وكذلك أعمال المرائين تذهب وتضمحل عند الله وإن ظهر لهم أعمال فيما يرى الناس كالتراب ; ولهذا قال : ( لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين )
ولقد اخرج الدارمي والنسائي عن عبد الله بن عمرو  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لا يدخل الجنة عاق و لا منان و لا مدمن خمر ..... " .
وفي حديث اخر    :" ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه و المرأة

المترجلة و الديوث , و ثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه و المدمن الخمروالمنان...

 قسَّم ابن القيم رحمه الله المنَّ في الناس إلى قسمين :
القسم الأول : منُّ بقلبه من غير أن يُصرح به لسانه ،فهو و إن لم يبطل الصدقة ،فهو نقصان شهود منة الله عليه في إعطائه المال و حرمانه من غيره ،و توفيقه للبذل ومنع غيره منه ،فلله المنة عليه من كل وجه ،فكيف يشهد قلبه منة لغيره ؟
القسم الثاني : أن يمنَّ عليه بلسانه ،فيعتدي على من أحسن إليه بإحسانه ، و يريه أنه اصطنعه و أنه أوجب عليه حقاً ،و طوَّقه مِنَّةً في عنقه فيقول : أما أعطيتك كذا و كذا ؟ و يعدد أياديه عنده .(وصاحبنا من هذا الصنف الاخير)
قال سفيان : يقول أعطيتك فما شكرت .
و سمع ابن سيرين رجلاً يقول لآخر : " أحسنت إليك و فعلت و فعلت ،فقال له ابن سيرين :" اسكُت فلا خير في المعروف إذا أحُصى "  .
و قال عبد الرحمن بن زياد : "كان أبي يقول :إذا أعطيت رجلاً شيئاً ورأيت أن سلامك يَثقل عليه فكف سلامك عنه .
و كانوا يقولون : إذا اصطنعتم صنيعةً فانسوها ،وإذا أُسْديت إليكم صنيعة فلا تنسوها  .
و أنشد الشافعي :
لا تحملنَّ من الآثام == بأن يمنوا عليك منه
و اختر لنفسك حظَها == و اصبر فإن الصبرَ جُنة
مننُ الرجالِ على القلوبِ == أشدُ من وقعِ الأسنة
و قال آخر :
أفسدت بالمنِّ ما قدمت من حسن == ليس الكريمُ إذا أعطى بمنانِو المنان بما أعطى " .
ممن يقع المن؟
قال القرطبي رحمه الله : " المن يقع غالباً من البخيل و المعُجب :فالبخيل : تعظم في نفسه العطية و إن كانت حقيرة في نفسها .
والمُعجب : يحمله العُجب على النظر لنفسه بعين العظمة ،و أنه مُنعِم بماله على المُعْطَي .و موجب ذلك كله الجهل ،و نسيان نعمة الله فيما أنعم به عليه " .
المنُّ يضرُ بصاحبه حتى و لو كان بعد الإنفاق بمدة :
قال تعالى : { ُثمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى } (9) . أتى ب " ُثمَّ " للدلالة على أن المنَّ و الأذى ولو تراخى عن الصدقة و طال زمنه ضرَّ بصاحبه .
ملاحظة:أنه لا منانّ على الإطلاق إلا الله وحده الذي يبدأ بالنَّوال قبل السؤال ،و هذا ما ورد في موقف رسول الله مع الأنصار : عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئاً، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: ( يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وكنتم عالة فأغناكم الله بي ) . كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أَمَنّ، قال: ( ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . قال: كلما قال شيئاً قالوا الله ورسوله أَمَنّ .. " (10) . فأقّروا لله ثم لرسوله بالنعمة.

وقال تعالي في سورة المدثر :{ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } (11) . أي لا تُعط العطيَّة؛ كي تلتمس أكثر منها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق