الخميس، 16 يونيو 2011

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع لا تصح


أوردها الشيخ المباركفورى فى كتابه " الرحيق المختوم" (ص 177)وأوردها أبو حامد الغزالي في " الإحياء "( 2/275 )، والحمد لله نحن لا نغتر بإيراد بعض العلماء لها ولنرى التحقيق.

اخرج أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " ( 59 / 2 ) و كذا البيهقي في " دلائل النبوة " ( 2 / 233 - ط ) : 
" لما قدم المدينة جعل النساء و الصبيان و الولائد يقلن :  طلع البدر علينا   من ثنيات الوداع      وجب الشكر علينا   ما دعا لله داع " .
قال الحافظ العراقي في " تخريج الأحياء "( 2/275 ) حيث قال " حديث إنشاد النساء عند قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخرجه البيهقى في " دلائل النبوة" معضلا ..)

 قال شيخ الإسلام ابن تيميه في " مجموع الفتاوى" (18/124 ) : " وما يرونه عن النبى صلى الله عليه وسلم لما قدم إلى المدينة خرجت بنات النجار بالدفوف وهن يقلن :طلــع البـدر علينـا *** من ثنيات الوداع
إلى أخر الشعر فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هزوا غرابيلكم بارك الله فيكم " هذا لا يعرف عنه.

وحكم عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري بالإعضال وهو درجة ادني من درجة الضعيف

  قال الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 63 ) ح598:و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات , لكنه معضل سقط من  إسناده ثلاثة رواة أو أكثر , فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد و قد أرسله . و  بذلك أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 244 )....)

ويقول الشيخ الألباني في الصحيحة" 5 / 330 :بل ليس لها أصل في شيء من الأحاديث الأخرى , على شهرتها عند كثير من العامة و أشباههم من الخاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل بذلك من النساء و الصبيان حين دخل المدينة في هجرته من مكة , و لا يصح ذلك كما كنت بينته في " الضعيفة " ( 2 / 63 / 598 ) , و نبهت عليه في الرد على المنتصر الكتاني ( ص 48 ) و استندت في ذلك على الحافظ العراقي , و العلامة ابن قيم الجوزية . و قد يظن بعضهم أن كل ما يروى في كتب التاريخ و السيرة , أن ذلك صار جزءا لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي , لا يجوز إنكار شيء منه ! و هذا جهل فاضح , و تنكر بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع , الذي يتميز عن تواريخ الأمم الأخرى بأنه هو وحده الذي يملك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح و هي نفس الوسيلة التي يميز بها الحديث الصحيح من الضعيف , ألا و هو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف : لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء . و لذلك لما فقدت الأمم الأخرى هذه الوسيلة العظمى امتلأ تاريخها بالسخافات و الخرافات , و لا نذهب بالقراء بعيدا , فهذه كتبهم التي يسمونها بالكتب المقدسة , اختلط فيها الحامل بالنابل , فلا يستطيعون تمييز الصحيح من الضعيف مما فيها من الشرائع المنزلة على أنبيائهم , و لا معرفة شيء من تاريخ حياتهم , أبد الدهر , فهم لا يزالون في ضلالهم يعمهون , و في دياجير الظلام يتيهون ! فهل يريد منا أولئك الناس أن نستسلم لكل ما يقال : إنه من التاريخ الإسلامي . و لو أنكره العلماء , و لو لم يرد له ذكر إلا في كتب العجائز من الرجال و النساء ? ! و أن نكفر بهذه المزية التي هي من أعلى و أغلى ما تميز به تاريخ الإسلام ? ! و أنا أعتقد أن بعضهم لا تخفى عليه المزية و لا يمكنه أن يكون طالب علم بله عالما دونها , و لكنه يتجاهلها و يغض النظر عنها سترا لجهله بما لم يصح منه , فيتظاهر بالغيرة على التاريخ الإسلامي , و يبالغ في الإنكار على من يعرف المسلمين ببعض ما لم يصح منه , بطرا للحق , و غمضا للناس . و الله المستعان .انتهي كلام الشيخ الألباني .


البدائل الصحيحة لدخوله صلي الله عليه وسلم للمدينة

1-اخرج البخاري حديث3709 :عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، وكانا يقرئان الناس، فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر، ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى جعل الإماء يقلن: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما قدم حتى قرأت: {سبح اسم ربك الأعلى}. في سور من المفصل.

2-واخرج البخاري حديث 3699 :عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يعرف، ونبي الله شاب لا يعرف، قال: فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر، من هذا الرجل الذي بين يديك، فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل. قال: فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق، وإنما يعني سبيل الخير. فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم، فقال: يا رسول الله، هذا فارس قد لحق بنا. فالتفت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: (اللهم اصرعه). فصرعه الفرس، ثم قامت تحمحم، فقال: يا نبي الله، مرني بما شئت، قال: (فقف مكانك، لا تتركن أحدا يلحق بنا). قال: فكان أول النهار جاهدا على نبي الله صلى الله عليه وسلم، وكان آخر النهار مسلحة له، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم جانب الحرة، ثم بعث إلى الأنصار فجاؤوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فسلموا عليهما، وقالوا: اركبا آمنين مطاعين. فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وحفوا دونهما بالسلاح، فقيل في المدينة: جاء نبي الله، جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم، فأشرفوا ينظرون ويقولون: جاء نبي الله، جاء نبي الله، فأقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب، فإنه ليحدث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام، وهو في نخل لأهله يخترف لهم، فعجل أن يضع الذي يخترف لهم فيها، فجاء وهي معه، فسمع من نبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى أهله. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: (أي بيوت أهلنا أقرب). فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله، هذه داري وهذا بابي، قال: (فانطلق فهيئ لنا مقيلا). قال: قوما على بركة الله، فلما جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم جاء عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنك رسول الله، وأنك جئت بحق، وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في. فأرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا فدخلوا عليه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر اليهود، ويلكم، اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو، إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا، وأني جئتكم بحق، فأسلموا). قالوا: ما نعلمه، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم، قالها ثلاث مرار، قال: (فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام). قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا. قال: (أفرأيتم إن أسلم). قالوا: حاشى لله ما كان ليسلم، قال: (أفرأيتم إن أسلم). قالوا: حاشى لله ما كان ليسلم، قال: (أفرأيتم إن أسلم). قالوا: حاشى لله ما كان ليسلم، قال: (يا ابن سلام اخرج عليهم). فخرج فقال: يا معشر اليهود اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو، إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق. فقالوا: كذبت، فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3-واخرج البخاري حديث3694:عن عروة بن الزبير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي الزبير في ركب من المسلمين، كانوا تجارا قافلين من الشأم، فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض، وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة، فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة، فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم، أوفى رجل من يهود على أطم من آطامهم، لأمر ينظر إليه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معاشر العرب، هذا جدكم الذي تنتظرون، فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين، حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، فقام أبو بكر للناس، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا، فطفق من جاء من الأنصار - ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم - يحيي أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك، فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى، وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ركب راحلته، فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربدا للتمر، لسهيل وسهل غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بركت به راحلته: (هذا إن شاء الله المنزل). ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا، فقالا: لا، بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدا، وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن في بنيانه ويقول، وهو ينقل اللبن: (هذا الحمال لا حمال خيبر، هذا أبر ربنا وأطهر. ويقول: اللهم إن الأجر أجر الآخره، فارحم الأنصار والمهاجرة). فتمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي.
قال ابن شهاب: ولم يبلغنا في الأحاديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثل ببيت شعر تام غير هذا البيت.

قلت الاحاديث الصحيحة ايضاً تؤكد على ظهوره صلي الله عليه وسلم ناحية الحرة وليست ثنية الوداع !
.
.
المراجع : صحيح البخاري - فتح الباري للحافظ - تخريج الاحياء للحافظ العراقي - تلبيس ابليس لابن الجوزي - دلائل النبوة للبيهقي - فتاوي ابن تيمية- السلسلة الضعيفة والصحيحة للعلامة الالباني- والبداية والنهاية للحافظ ابن كثير- الرحيق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق