الأربعاء، 15 يونيو 2011

هروب الرجل الكبير2


هروب الرئيس بن علي بتلك السرعة لايدل سوى علي مدى تمكن الهلع من قلب الرجل فهو مخوخ من الداخل ولكن كان راعب بلد ، وهذا يؤكد نظريتي في كون كل ظالم جبان ، فهذا الحجاج بن يوسف المبير يهرب من أمراة من الخوارج تسمي غزالة ، ولماذا نذهب بعيد ففي القريب خرجت مذكرات للاتحاد السوفيتي السابق تُطلعنا علي حالة ستالين النفسية عندما سمع بقرار هتلر اعلان الحرب علي السوفيت ، حيث دخل ستالين حالة هلع وخوف ادي به الي البكاء المرير ولعدة ايام بعد الاعلان دخل مخباء له وكان لايفوق من الخمر ، حتي كاد قادة الجيش يفتكو به لولا الخوف من حصول الهرج في صفوف الشعب والجيش ، فستالين هذا قتل 20مليون مواطن من شعبه بلارحمة !
وهذا الهارب زين العابدين تهكم منه المتنبي ومن امثاله من قبل الف عام ،ففي حرب بين سيف الدولة والدمستق تسمي(بطن هنريط) هرب الدمستق وترك اولاده وكل مالديه قبل ان تنتهي الحرب وهروبه ادي الي نهاية الحرب واخذ اولاده ، فتهكم منه المتنبي ومن امثاله الجبناء بقوله :

لعلك   يوما   يا   دمستق    عائد   ***   فكم   هارب   مما    إليه   يؤول
     
نجوت   بإحدى   مهجتيك   جريحة   ***   وخلفت   إحدى  مهجتيك    تسيل
       
أتسلم    للخطية    ابنك     هاربا   ***   ويسكن   في   الدنيا   إليك  خليل
      
بوجهك  ما  أنساكه   من   مرشة   ***   نصيرك    منها     رنة    وعويل
       
أغركم  طول   الجيوش   وعرضها   ***   علي   شروب    للجيوش   أكول
       
إذا  لم   تكن   لليث   إلا   فريسة   ***   غذاه   ولم    ينفعك    أنك   فيل
       
إذا الطعن لم  تدخلك  فيه  شجاعة   ***   هي الطعن  لم  يدخلك  فيه عذول
       
فإن  تكن  الأيام   أبصرن   صولة   ***   فقد   علم   الأيام   كيف   تصول

علاقة الشاب بوعزيزي مفجر الثورة ببيرم التونسي :

فبداية الثورة التونسية كانت بسبب شاب صودرت عربته التي يبيع عليها الخضار من البلدية فقام بأشعال النار في نفسه وهذا نص ماجاء في الصحف :يوم 17 كانون الأول الماضي صادرت السلطات البلدية عربته اليدوية التي يبيع عليها الخضراوات والفواكه فذهب لإدارة البلدية ليشكو ويحاول استردادها لأنها كل رأس ماله التي يقتات منه هو وأسرته ، فصفعته إحدى الموظفات على وجهه فخرج بوعزيزي من مبنى البلدية وأضرم النار في جسده وتوفي بعد أسبوعين ، بوعزيزي 26 - عاما ) انتهي
وهذا حدث مع تونسي آخر من حوالي 90 عام  ولكن في مكان عتيق ومحترف في الظلم (م ص ر) وبالتحديد في الاسكندرية مع  بيرم التونسي عندما تعدى عليه المجلس البلدي ايضاً عندما كان يبيع السمن والزيت، ولكن عم بيرم بذكاءه علم ان أشعال النار في نفسه (مش حياكل) لان يجدى نفعا مع الحكومة المصرية ولن تقوم ثورة ولايحزنون فقام بتخليد تلك الذكرى النتنة بكتابة قصيدة المجلس البلدي ،المشهورة باسم بائعة الفجل : 

قد أوقعَ القلبَ في الأشجانِ والكَمَدِ
هوى حبيبٍ يُسَمّى المجلس البلدي
أمشي وأكتمُ أنفاسي مخافة َأنْ
يعدّهـا عاملٌ للمجلسِ البلـدي
ما شَرَّدَ النومَ عن جفني القريحِ سوى
طيف الخيالِ خيال المجلسِ البلدي
إذا الرغيفُ أتى، فالنصف ُآكُلُهُ
والنصفُ أتركُه للمجلس البلدي
وإنْ جلستُ فجَيْبِـي لستُ أتركُهُ
خوفَ اللصوصِ وخوفَ المجلسِ البلدي
وما كسوتُ عيالي في الشتاءِ ولا
في الصيفِ إلاَّ كسوتُ المجلسَ البلدي
كَــأنَّ أٌمّي بَلَّ اللهُ تُربتها
أوصَتْ فقالت : أخوك المجلس البلدي
أخشى الزواجَ إذا يوم الزفافِ أتى
أن يَنْبَرِي لعروسي المجلسُ البلدي
ورُبَّمَا وَهَبَ الرحمنُ لي ولداً
في بَطْنِهـا يَدَّعيه المجلس البلدي
وإنْ أقمتُ صلاتي قلتُ مُفتتحاً
اللهُ أكبرُ باسم المجلـس البلــدي
أستغفرُ الله حتى في الصلاةِ غَدَتْ
عِبادتي نصفُها للمجلـس البلـدي
يا بائعَ الفجلِ بالمِلِّيـمِ واحدةً
كم للعيالِ؟ وكم للمجلسِ البلدي؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق