الخميس، 16 يونيو 2011

مــات زى مـا كتـف الجـبل ينهد مـات باقـتدار وفـخار مـاقالش لحد (أبو فهد)


كثيرا مما  أرسل إليه من كلمات لا يعرف الشخصية التي أكتب عنها اليوم وهو شخص عزيز علي قلبي مات من حوالي سنة ، ولم اكتب عنه قبل ذلك لأني قد يكون تخيلت انه لم يمت  ،لأنه مات بعيدا في الهند حيث كان يستشفى بعلاج طبيعي لشلل أصابه  بقدر الله ، وجعل الله بعض الشخصيات الحاقدة سبب في ذلك الشلل ...... وحتى ألان لنا لم أشطب رقمه الشخصي من جوالي ، ولكن قد أكون أقنعت نفسي ألان بأنه مات وبذلك لأنني فوجئت بكتاب  لبعض المثقفين اليمانيين ومحافظ عدن يقومون فيه بتائبين الأستاذ العزاني ، والعجيب انني فوجئت أنه كان له دور في الثقافة اليمانية منذ وقت بعيد ... وهو مؤسس مركز العزاني للتراث بعدن ... وبداية معرفتي به علي انه مشرف علي كثير من المزارع بمنطقة الخرج ومنهم مزرعة خاصة بمؤسستنا ، فتعرفنا علي بعضنا
واحترمته جدا وأحببته وهو كذلك كان يعلن لي دائما عن حبه لي وفي احد المرات قال لي انه يحبني بدون ان يعلم سبب لذلك !
وكان شخص فريد في شخصيته من قوة وعنف وحنان وذكاء ورؤية ثاقبة بالإضافة ألي الحق فكان يقول الحق ولو علي نفسه ويكره الظلم ولو علي تيس خصي ، فكان زعيم بمعني الكلمة وبه كثيرا من صفات البطل الشعبي الذي يحلم به كثيرا من المظلومين ،وكنا نتناقش كثيرا عن عبد الناصر والاشتراكية فهو كان يحب عبد الناصر بمجامع قلبه ، وكثيرا ما يردد ان الحزب الاشتراكي راجع اليمن تأني ! ومع اختلفي معه في كثيرا من المسائل ولكن كنت استفيد منه تاريخيا وأدبيا ، فكان موسوعة أدبية بمعني الكلمة رحمه الله تعالي .
وكان يردد دائما أبيات لابن مأكولا :
قوض خيامك عن أرض تهان بها * وجانب الذل إن الذل يجتنب
وارحل إذا كان في الأوطان منقصة * فالمندل الرطب في أوطانه حطب
وتلك الأبيات تدل دلالة بينة علي شخصية ابوفهد رحمه الله ،فكان ذو نفس شريفة لا ترضي الاهانة ولا الذل فكان عزة نفسه هي وطنه
يدور حيث تدور العزة والشرف ... ولكن هكذا الشرفاء يذهبون ولا يأبه بهم أحد ، أما الحاقدين الموترين عقليا لو ذهب احد منهم
نبكي عليهم بالشهور ،ومن ثم نجعلهم رحماء شفقاء طيبين عادلين من باب (اذكروا محاسن موتاكم) ونجعل منه أسطورة لا تتكرر قد يكون أسطورة في الظلم ليس إلا ، أما الشرفاء من أمثال ابوفهد فينسى مع الزمن
يقول المتنبي :
 نصيبك في حياتك من حبيب
نصيبك في منامك من خيال
******
رماني الدهر بالأرزاء حتى
فؤادي في غشاء من نبال
******
فصرت إذا أصابتني سهام
تكسرت النصال على النصال
******
وهـان فما أبالـي بالـرزايا
لأني ماانتفعت بأن أبالي
******
كأن الموت لم يفجع بنفس
ولم يخطر لمخلوق ببال
******
وأفجع من فقدنا من وجدنا
قبيل الفقد مفقود المثال
******
يدفن بعضنا بعضا وتمشي
أواخرنا على هام الأوال
******
وحالات الزمان عليك شتى
وحالك واحد في كل حال
وللعلم هذا الرجل هجم عليه الشلل ثلاث مرات بسبب بعض الشخصيات المعلومة لدينا ، وعطل بئر مياه (خارج عن يده) ولأنه ذو دم حار
جاءه الشلل ثم الموت ! والسبب انه كان شريف النفس لا يقبل حتي العتاب وكثيرا منا يعلم شخصيات عامة وخاصة تقوم بمصائب
علي المستوي العملي ولا يهجم عليه حتى الصداع بل تجدهم يدافعون عن المصيبة وكأنها هي الحق والصواب ، فهولا ليس لديهم دماء وانما بوية حمراء داكنة (والبوية درجات).
فأبوفهد مات مثل ما يقع الجبل  بدون مقدمات ،مات بمبادئه وأخلاقه وبعزة نفسه حيث مات واقفاً
وأخيرا
ذهب الأحبة بعد طول تزاور * ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا
تركوك أوحش ما تكون بقفرة * لم يؤنسوك وكربة لم يدفعوا
قضى القضاء وصرت صاحب حفرة * عنك الأحبة أعرضوا وتصدعوا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق