الخميس، 16 يونيو 2011

الكفيل رضي الله عنه


إحصائية 30% من المسلمين الجدد يدخلون الإسلام بسبب الكفيل

هذا العنوان وجدته على لافتة داخل احد المساجد وجال فكري أثناء أداء الصلاة المفروضة كيف وافق إمام المسجد بوضع تلك اللافتة في بيت من بيوت الله وهي مليئة بالتزوير و....و.....
حيث قال الله تعالي :ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ }الحج30
وجاء سؤال طرح نفسه على الموقف وهو كم مسلم خرج من الإسلام ولو شكليا بسبب الكفيل ؟ وكم عدد المسلمين الذين خالفوا الإسلام من أجل عيون ورضا الكفيل ؟  وكم وكم
قد نجد في يوم من الأيام لافتة بها اسم الكفيل وفي نهاية الاسم رضي الله عنه ! .... وأنا اعلم جيدا أن هناك كفلا جيدين ولكن أقل من القليل (إلا من رحم ربي) ، ولكن الغالب في الكفالة الإساءة
بين الكفالة والعبودية :
دأب البشر على تسمية الأشياء بغير مسمياتها فالخمر يشمئز البعض من اسمها فيسميها المشروبات الروحية ، والمجون يسمى حرية ، والعبودية كفالة ، فالكفالة نوع من أنواع العبودية الشيك ، وكذلك مكاتب النخاسة تسمى مكاتب توظيف ... والعبد يسمى أجنبي  .
فكم أُبعد عن هذا البلد مظلوم، وكم حبس في هذه الأرض مسكين تاجر به كفيله الذي لا يخاف الله و لا احد يبالي بالمعاناة النفسية والمادية للمكفولين وما يتعرضون له من ابتزاز وظلم بما يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف,إننا نلقى احتراما وتعاملا إنسانيا في اشد الدول الغربية عنصرية أفضل مما هو علية في كثير من الدول العربية .إن نظامنا الإسلامي هوا أفضل وأسمى التشريع التي حرصت على حرية الإنسان وكرامته ولكن من المؤسف أن نجد أنظمتنا العربية بعيدة كل البعد عن تعاليمه النبيلة.نظام الكفالة ليس شبيه بالعبودية بل هو العبودية بعينها ولكن بشكل ومسمى عصري جديد.
فنظام الكفيل نظام تعيس غير مأسوف على رحيله، نظام به الشيء الكثير من العبودية والإذلال، خصوصا من قبل البعض الذي لا يخاف الله فلا يحرم شيئا على نفسه  ألا لعنة الله على الظالمين .
يقول الشاعر :
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا  فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ       

وهؤلاء الكفلاء الأسياد انتصر لهم المتنبي قديما وأعطاهم كتالوج معاملة المكفولين وهم ينفذون كلامه بالحرف حيث قال :
الـعَـبـد لـيــسَ لِـحُــرٍّ صــالــحٍ بــــأخٍ *** لَــو أنــهُ فــي ثـيــابِ الـحــرِّ مـولــود

لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه *** إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد

مـا كُنـتُ أَحسَبُنـي أَحيـا إلـى زَمَـن *** ٍيُسـيء بـي فيـهِ عَبـد وَهْـوَ مَحمـودُ

والبعض تعاطى مع الكفالة وكأنها نظام أو شكل من أشكال التسلط والعبودية والاستبداد، حتى إذا غاب عنه موظف لمدة يوم لا يتوانى في تسجيل قضية تغيب مع ما يرافقها من ضبط وإحضار.
والبعض الآخر يفتح مؤسسة تتحايل على نظم الشؤون والداخلية ليسحب من كل عامل تحت كفالته مبلغا وقدره في الاستقدام وآخر حين التجديد أو النقل.
وكل هذه الأعمال في رأيي «حرام» ولا احتاج لفتوى أو استشارة لأنها الظلم بعينه والجور بشحمه ولحمه.
في بيت الكفيل تجده يخرج كل جبروته في قهر بعض الخدم فيعالجونهم أحيانا بالمثل....وفي العمل يتعاطى الكفيل مع المستشار القانوني أو الخبير الهندسي أو المدقق المحاسبي وكأنه احد الصبية أو الخدم أو الحاشية فيلقي الأوامر ويهدد ويتوعد .
الكفالة في القرآن
ونحن أمام البرجماتية العربية نجد أن كثيرا من المسلمين يتخذون مصطلح إسلامي جليل ويحولون مساره من مصطلح راق جميل إلي ما يحقق أهدافهم الساقطة فالكفالة في كتاب الله تعالي تعني التربية والمراعاة والعطاء

قال تعالي :"فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاكُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }آل عمران37
يقول الإمام السيوطي : (وكفَلَها زكرياءُ) ضمها إليه

وقال تعالي : "ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ }آل عمران44
 يقول الإمام السيوطي : (أيهم يكفل) يربّي

ويقول تعالي :" إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى }طه40
قال تعالي : َ"حَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍيَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ }القصص12

وقال تعالي : {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ }ص23

فكل تلك الآيات التي جاءت في الكفالة جاءت بمعني العطاء والتربية وليست بمعني الذل والعبودية والتحكم وعدم العمل بعد الدوام وعدم التملك ولا المتاجرة  ولا بمعني التحكم بمصير الخلق من ترحيلهم وتسفيرهم نهائي
وقد يقول البعض إن قانون الكفالة قانون وضعي ينظم العلاقة بين صاحب العمل والعامل، بما لا يخالف الشريعة! قلت المشاهدات تقول انه قانون يتجنى علي حقوق المسلمين فهو قانون مرجوح ويتنافي مع القانون الكلي للشريعة الإسلامية { المسلمون تتكافأ دماؤهم }  وقانون لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى
وأيضا هذا القانون به أذي للمؤمنين  مما يجعل بينهم البغضاء والكراهية وفي الحديث
(( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا , وكونوا عباد الله إخوانا , ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث )) متفق عليه
رسالة إلي مكاتب النخاسة التي تبيع الأحرار :
قال صلي الله عليه وسلم :" ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ، ومن كنت خصمه خصمته : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حُرا فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجير فاستوفى منه ولم يُوفه " حديث حسن رواه ابن ماجه وأصله في البخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق