الأحد، 19 يونيو 2011

لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ


قال تعالي : ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ ِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) سورة الأنبياء 

أخرج الإمام أحمد في المسند (1462) ، والترمذي بدون القصة (3503) والنسائي والحاكم واللفظ لاحمد عن سعد قال : مررت بعثمان بن عفان رضي الله عنه في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه منى ثم لم يرد على السلام فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقلت يا أمير المؤمنين هل حدث في الإسلام شيء مرتين قال لا وماذاك قال قلت لا إلا أنى مررت بعثمان رضي الله عنه آنفا في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه منى ثم لم يرد علي السلام قال فأرسل عمر إلى عثمان رضي الله عنه فدعاه فقال ما منعك ان لا تكون رددت على أخيك السلام قال عثمان رضي الله عنه ما فعلت قال سعد قلت بلى قال حتى حلف وحلفت قال ثم ان عثمان رضي الله عنه ذكر فقال بلى وأستغفر الله وأتوب إليه انك مررت بي آنفا وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا والله ما ذكرتها قط الا تغشى بصرى وقلبي غشاوة قال قال سعد فأنا أنبئك بها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوة ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته فلما أشفقت ان يسبقني إلى منزله ضربت بقدمي الأرض فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من هذا أبو أسحق قال قلت نعم يا رسول الله قال فمه قال قلت لا والله الا انك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك قال نعم دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط الا استجاب له .

صححه العلامة أحمد شاكر في المسند ، وحسنه الشيخ شعيب الأرنؤوط ، وصححه العلامة 

الألباني في تعليقه علي الترمذي وصحيح الجامع (3383) ، وصححه ابن حجر في تحفة 

النبلاء من قصص الأنبياء 

وفي رواية عند أبي الدنيا وهي في صحيح الجامع (2605):ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل 

منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا به ففرج عنه ؟ دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .

وقوله : { وَذَا النُّونِ } يعني : الحوت ، صحت الإضافة إليه بهذه النسبة.

وقوله : { إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا } : لقومه .. قاله الضحاك

{
فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ } [أي : نضيق عليه في بطن الحوت ... وهذا ماأختاره ابن جرير ، 

واستشهد عليه بقوله تعالى : { وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا 

إِلا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا }  الطلاق : 7
. 

}
الظُّلُمَاتِ }: ظلمة بطن الحوت ، وظلمة البحر ، وظلمة الليل

وقوله : { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ } أي : أخرجناه من بطن الحوت ، وتلك الظلمات ، 

}
وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } أي : إذا كانوا في الشدائد ودَعَونا منيبين إلينا ، ولا سيما إذا دعوا بهذا الدعاء في حال البلاء .

وعند البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً : من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب .
.
.
المراجع : مسند الإمام أحمد _ تفسير ابن جرير _ تفسير ابن كثير _ سنن الترمذي _ 

صحيح الجامع _ صحيح البخاري _ تحفة النبلاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق