الخميس، 16 يونيو 2011

القدس لا يريد دموع ولا خنوع


لاسبيل غير الدم
منذ أكثر من ثمانمائة سنة سقط القدس في يدي الصليبين وبالتحديد سنة492 للهجرة وقتلوا أزيد من ستين ألف قتيل من المسلمين وجاسوا خلال الديار وتبروا ماعلوا تتبيرا ... فلما سمع الناس ببغداد هذا الأمر الفظيع هالهم ذلك وتباكوا وقد نظم أبو سعد الهروى كلاما قرىء في الديوان وعلى المنابر فارتفع بكاء الناس وندب الخليفة الفقهاء إلى الخروج إلى البلاد ليحرضوا الملوك على الجهاد فخرج ابن عقيل وغير واحد من أعيان الفقهاء فساروا في الناس فلم يفد ذلك شيئا فإنا لله وإنا إليه راجعون .... ولا حول ولا قوة إلا بالله  
بكى الناس أشد البكاء ولكن لم يتحرك أحد لإنقاذ القدس الشريف ، وهنا لا ينفع البكاء والعويل ،فمنهم من كان يصرخ ومنهم ومنهم ! ولكن لاشى يحدث وفقدنا القدس مع بكانا المرير ....فكتب أبو المظفر الأبيوردي شعرا ، ينبه ان البكاء لا يجدي فقال: 
  مزجنا دمانا بالدموع السواجم * فلم يبق منا عرضة للمراجم
وشر سلاح المرء دمع يريقه   إذا الحرب شبت نارها بالصوارم
فأيها بنى الاسلام إن وراءكم * وقائع يلحقن الذرى بالمناسم
وكيف تنام العين ملء جفونها * على هفوات ايقظت كل نائم
وإخوانكم بالشام يضحي مقيلهم * ظهور المذاكي أو بطون القشاعم
تسومهم الروم الهوان وانتم * تجرون ذيل الخفض فعل المسالم

وبين اختلاس الطعن والضرب وقفة    تظل لها الولدان شيب القوادم
وتلك حروب من يغب عن غمارها * ليسلم يقرع بعدها سن نادم
سللن بأيدي المشركين قواضبا * ستغمد منهم في الطلي والجماجم
يكاد لهن المستجن بطيبة * ينادي بأعلا الصوت ياآل هاشم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدا * رماحهم والدين واهي الدعائم
ويجتنبون الثار خوفا من الردى * ولا يحسبون العار ضربة لازم
أيرضي صناديد الأعاريب بالأذى * ويغضى على ذل كماة الأعاجم
فليتهمو إذ لم يذودوا حمية * عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم
وإن زهدوا في الأجر إذ حمس الوغى * فهلا أتوه رغبة في المغانم



ملاحظة : القشاعم - المهالك والمنايا ،ويقال أم قشعم علي الحرب


                                                

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق