الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

الحصين بن الحمام المري

1: جَزَى اللهُ أَفْنَاءَ العَشيرَةِ كُلِّها = بِدَارَةِ مَوْضوعٍ عُقُوقاً ومَأْثَمَا
2: بَني عَمِّنَا الأَدْنَيْنَ منهم ورَهْطَنَا = فَزَارةَ إِذْ رامتْ بِنَا الحربُ مُعْظَمَا
3: مَوَالِي مَوَالِينا الوِلادةُ منهمُ = ومَوْلَى اليمينِ حابِساً مُتَقَسَّمَا
4: ولمَّا رَأَيتُ الوُدَّ ليسَ بنافِعي = وأَنْ كان يوماً ذَا كَواكِبَ مُظْلِمَا
5: صَبَرْنا وكان الصَّبْرُ فينا سَجِيَّةً = بأَسيافِنا يَقْطَعْنَ كَفاًّ ومِعْصَمَا
6: يُفَلِّقْنَ هَاماً مِن رِجالٍ أَعِزَّةٍ = علينا وهم كانُوا أَعَقَّ وأَظْلَمَا
7: وجوهُ عَدُوٍّ والصُّدُورُ حَدِيثةٌ = بِوُدٍّ، فأَوْدَى كلُّ وُدٍّ فأَنْعَمَا
8: فليتَ أَبا شِبْلٍ رَأَى كَرَّ خَيْلِنَا = وخيلهِمُ بَيْنَ السِّتَارِ فأَظْلَمَا
9: نُطارِدُهم نَسْتَنْقِذُ الجُرْدَ كالقَنَا = ويَسْتَنْقِذُون السَّمْهَرِيَّ المُقَوَّمَا
10: عَشِيَّةَ لا تُغْنِي الرِّماحُ مكانَها = ولا النَّبْلُ إِلاَّ المَشْرَفيَّ المُصَمِّمَا
11: لَدُنْ غَدْوَةً حتى أَتَى الليلُ، ما تَرَى = مِن الخيلِ إِلاَّ خارِجِيًّا مُسَوِّمَا
12: وأَجْرَدَ كالسِّرْحانِ يَضرِبُهُ النَّدَى = ومحبوكةً كالسِّيدِ شَقَّاءَ صِلْدِمَا
13: يَطأْنَ مِن القَتْلَى ومِن قِصَدِ القَنَا = خَبَاراً فما يَجْرِينَ إِلاَّ تَجَشَّمَا
14: عليهنَّ فِتْيانٌ كسَاهُمْ مُحَرِّقٌ = وكان إِذا يَكْسُو أَجادَ وأَكْرَمَا
15: صَفَائِحَ بُصْرَى أَخْلَصَتْهَا قُيونُها = ومُطَّرِداً مِن نَسْجِ داوودَ مُبْهَمَا
16: يَهُزُّونَ سُمْراً مِن رماحِ رُدَيْنَةٍ = إِذا حُرِّكَتْ بَضَّتْ عَوَامِلُها دَمَا
17: أَثَعْلَبَ لو كنتمْ مَوَالِيَ مِثْلِها = إِذاً لَمَنَعْنَا حَوْضَكمْ أَنْ يُهَدَّمَا
18: ولولا رجالٌ مِن رِزَامِ بنِ مَازِنٍ = وآلِ سُبَيْعٍ أَو أَسْوءَكَ عَلْقَمَا
19: لأَقْسَمْتُ لا تَنْفَكُّ مِنِّي مُحَارِبٌ = على آلةٍ حَدْباءَ حتى تَنَدَّمَا
20: وحتى يَرَوْا قوماً تضِبُّ لِثَاتُهُمْ = يَهُزُّونَ أَرماحاً وجيشاً عَرَمْرَمَا
21: ولا غَرْوَ إِلاَّ الخُضْرُ خُضْرُ مُحَارب = يُمَشُّونَ حَوْلِي حَاسِراً ومُلأَّ مَا
22: وجاءَتْ جِحَاشٌ قَضَّها بقَضِيضِها = وجَمْعُ عُوَالٍ ما أَدَقَّ وأَلأَمَا
23: وهارِبةُ البَقْعَاءُ أَصبحَ جَمْعُها = أَمامَ جُموعِ النَّاسِ جَمْعاً مُقَدَّمَا
24: بِمُعْتَرَكٍ ضَنْكٍ به قِصَدُ القَنَا = صَبَرنْا لهُ قد بَلَّ أَفراسَنا دَمَا
25: وقلتُ لهم: يا آلَ ذُبْيانَ ما لكُمْ = تَفَاقدْتُمُ، لا تُقْدِمونَ مُقَدَّمَا
26: أَمَا تَعلمونَ اليومَ حِلْفَ عُرَيْنَةٍ = وحِلفاً بصحراءِ الشَّطُونِ ومُقْسَمَا
27: وأَبْلِغْ أُنَيْساً سَيدَ الحَيِّ أَنَّهُ = يَسُوس أُموراً غيرُها كان أَحزمَا
28: فإِنك لو فارقْتَنَا قبلَ هذهِ = إِذاً لَبَعَثْنَا فوقَ قَبْرِكَ مَأْتَما
29: وأَبلغْ تَلِيداً إِن عَرَضْتَ ابنَ مالِكٍ = وهلْ يَنْفَعَنَّ العِلمُ إِلاَّ المُعَلَّمَا
30: فإِنْ كنتَ عن أَخلاقِ قومِكَ راغباً = فَعُذْ بِضُبَيْعٍ أَو بعَوْفِ بن أَصْرَمَا
31: أَقِيمِي إِليكِ عَبْدَ عَمْروٍ وشَايِعِي = علي كلِّ ماءٍ وسط ذُبْيَانَ خُيِّمَا
32: وعُوذِي بأَفناءِ العَشيرةِ إِنما = يَعُوذُ الذَّليلُ بالعَزِيزِ لِيُعْصَمَا
33: جَزَى الله عنَّا عبدَ عَمروٍ مَلامةً = وعُدْوَانَ سَهْمٍ ما أَدَقَّ وَألأَمَا
34: وحَيِّ مَنَاف قد رَأَيْنَا مكانَهم = وقُرَّانَ إِذْ أَجْرَى إِلينا وأَلْجمَا
35: وآلَ لَقِيطٍ إِنني لن أَسُوءَهُمْ = إِذاً لَكَسَوْتُ العَمَّ بُرْداً مُسَهَّمَا
36: وقالوا: تَبَيَّنْ هل تَرَى بينَ ضَارجٍ = ونَهْي أَكُفٍّ صارِخاً غيرَ أَعْجَمَا
37: فأَلحقْنَ أَقواماً لِئَاماً بأَصْلهِمْ = وشَيَّدْنَ أَحساباً وفاجأَن مَغْنَمَا
38: وأَنْجَيْنَ مَن أَبْقَيْنَ مِنَّا بخُطَّةٍ = من العُذْرِ لم يَدْنَسْ وإِن كان مُؤْلَمَا
39: أََبَى لاِبْنِ سَلْمَى أَنهُ غيرُ خالِدٍ = مُلاَقِي المَنايَا أَيَّ صَرْفٍ تَيَمَّمَا
40: فلستُ بمُبْتاعِ الحياةِ بِسُبَّةٍ = ولا مُبْتَغٍ من رَهْبَةِ الموتِ سُلَّمَا
41: ولكنْ خُذُوني أَيَّ يومٍ قَدَرْتُمْ = عليَّ فَحُزُّوا الرأسَ أَنْ أَتَكلَّمَا
42: بِآيَةِ أَنِّي قد فَجَعْتُ بفارسٍ = إِذا عَرَّدَ الأَقوامُ أَقْدَمَ مُعْلِمَا 

ـ
ترجمته: هو الحصين بن الحمام بن ربيعة بن مساب بن حرام بن وائلة بن سهم بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان. كان سيدا شاعرا وفيا، يعد من أوفياء العرب، وفي لجيرانه الحرقة، كما مضت الإشارة إليه في القصيدة 10. وكان سيد قومه. وذا رأيهم وقائدهم ورائدهم، وكان يقال له (مانع الضيم). ذكره ابن عبد البر وابن الأثير وابن حجر في الصحابة. وعده أبو عبيدة في الثلاثة الذين اتفقوا على أنهم أشعر المقلين في الجاهلية. انظر الشعر والشعراء 630. وقد نقلنا ذلك في ترجمة المسيب بن علس رقم 11. 
جو القصيدة: قيلت في يوم (دارة موضوع) حين أجلبت بنو سعد بن ذبيان، وفيهم بنو صرمة بن مرة، على بني سهم بن مرة، وقد كرهوا حصينا لما كان من منعه جيرانه الحرقة، وهم أعداؤهم. فخرج الحصين في قبيله، بني وائلة بن سهم، وفي حلفائهم الحرقة، ونكص عنه من بني سهم بنو عدوان وبنو عمرو، فلما لقيهم ومن معه بدارة موضوع ظفر فيهم وهزمهم وقتل منهم فأكثر. فقال في ذلك يندد بخصمه ويفخر بظفره بهم، وبشجاعته واستهانته بالموت. وقال في ذلك أيضا قصيدة أخرى، ستأتي برقم 90، و(الحصين) بالمهملتين والتصغير. و(الحمام) بضم الحاء وتخفيف الميم، وأصله من عرق الخيل إذا حمت. 
تخريجها: منتهى الطلب 1: 121-123 عدا الأبيات 7، 19، 30. والأبيات 1، 2، 4-6، 9-11، 18، 19 في الخزانة 2: 7، 8. والأبيات 6، 9، 32 في الشعراء 410 وفيه بيت زائد. والأبيات 13-15 في الأغاني 11: 87-88 ومعها بيت زائد. والأبيات 1، 2، 4-6، 9، 11-15، 33، 40 فيه 12: 120، والبيت 6 في حماسة أبي تمام 1: 54 مع بيتين زائدين. والأبيات 25، 23، 36، 11، 14، 15، 4، 6، 40 فيها 1: 126-128 مع اختلاف كثير وبيت زائد. والأبيات 4-6 في المؤتلف 91. والبيت 12 في الخيل لأبي عبيدة 101. والبيت 6 في الإصابة 2: 19. البيتان 14، 15 في نظام الغريب غير منسوبين. وانظر الشرح 100-121. 
(1) أفناء الناس: القوم النزاع من ههنا وههنا لا يدري من أي قبل هم. لا واحد له من لفظه، وقيل واحده (فنا) ولامه واو ، وقيل (فنو) بكسر فسكون. دارة موضوع: مكان كانت فيه الوقعة. وعقوقا ومأثما: جزاء عقوقهم وإثمهم. 
(2) الأدنين: الأقربين. 
(3) قسم مواليه قسمين: موالي القرابة وهم بنو عمه، وموالي اليمين وهم حلفاؤه. حابسا متقسما: حالان من اليمين، لأنهم يقسم لهم على النصرة ويحبس كل من الحليفين به. 
(4) كان يوما: اسم كان محذوف. مظلما: أظلم اليوم من غبار الحرب حتى استبانت الكواكب. وهذا البيت يشبه بيته 
(5) في القصيدة 90. 
(6) الهام: جمع هامة، وهي الرأس. وأظلما: يقول: بدؤونا بالظلم على إعزازنا إياهم. 
(7) أودى: ذهب. فأنعم: بالغ، أي: بالغ الود في الذهاب. وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة، كما قال الأنباري. 
(8) أبو شبل: هو مليط -بالتصغير- بن كعب المري. الستار وأظلم: موضعان. 
(9) الجرد: الخيل القصيرة الشعر. السمهري: الرمح. يقول: نغنم منهم خيلهم ونترك في أجسادهم رمحنا إذا طعناهم، فهم يحاولون إخراجها. 
(10) مكانها أي في مكان استعمالها. المشرفي: سيف منسوب إلى المشارف، وهي قرى للعرب تدنو إلى الريف، أو إلى (مشرف) رجل من ثقيف. المصمم: الذي يمضي في صميم العظم ويبريه. وإنما بلجؤون إلى السيوف حين تشتد الحرب ويلتحمون. 
(11) الخارجي من الخيل: الجواد في غير نسب تقدم له، كأنه نبغ بالجودة. ومن الناس: من يخرج ويشرف بنفسه من غير أن يكون له قديم. المسوم: المعلم بعلامة في الحرب، ولا يفعل ذلك إلا الفارس الشجاع. يقول: إن الناس انكشفوا في هذه الحرب، فلم يبقى إلا أهل هذه الخيل الأشداء، الذين سوموا أنفسهم وخيلهم شجاعة وجرأة. وانظر المفضليات 108: 7. والأصمعيات 42: 20 و67: 22.
(12) وأجرد: عطف على (خارجيا)، وهو الفرس القصير الشعر. السرحان: الذئب. يضربه الندى: يصيبه المطر فهو يسرع إلى مأواه. المحبوكة: الفرس التي تحبك خلقها، أي: فتل فتلا شديدا. السيد، بالكسر: الذئب. الشقاء: الطويلة، مذكرها (أشق) الصلدم: الصلبة. 
(13) المعنى: أن الخيل تعثر بالقتلى وبقصد القنا، أي: القطع المكسرة من الرماح. فكأنما تطأ في خبار، وهي الأرض اللينة فيها جحور. التجشم: حمل النفس على المشقة وما تكره. 
(14) محرق: لقب سمي به جماعة من ملوك العرب. 
(15) صفائح: سيوف عريضة. بصرى: بلد تنسب إليه جياد السيوف. القين: الحداد والصقيل أخلصتها: جاءت بها خالصة من العيوب ولم تجر العادة بأن يقال (كسوته سيفا) وإنما جاز ذلك هنا لعطف الدروع عليها. المطرد: المتتابع الذي ليس فيه اختلاف، يريد أنها لا فتق فيها. ويريد بها الدرع. وهو مما يذكر ويؤنث المبهم: الذي لا ثلم فيه ولا خرق، أو: الذي لا يخالط لونه لون آخر. 
(16) السمر من الرماح أصلب من غيرها، لأنها تنضج في منبتها. ردينة: امرأة كانت بالبحرين تقوم الرماح. بضت: سالت. عامل الرمح: سنانة. وقيل: ما يلي السنان. 
(17) أثعلب: أراد: أثعلبة: فرخم، وهم بنو ثعلبة بن سعد بن ذبيان. الموالي: الأولياء. الحوض: أراد به هنا العز. يقول: لو كنتم موالينا في مثل هذه الحرب لمنعناكم الأعداء. 
(18) في رواية أبي عكرمة (رزام بن مالك) وعليها النسخ المطبوعة، وقد نص الأنباري على أن هذا خطأ، وأن الصواب (رزام بن مازن) وأن مالكا هو ابن رزام لا أبوه، وهو رزام بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان. وسيأتي على الصواب في 15: 35. سبيع هو ابن عمرو بن فتية. علقم: ترخيم علقمة بن عبيد بن عبد بن فتية.
(19) لأقسمت: جواب (لولا) محارب: هم بنو محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان. الآلة: الحالة. الحدباء: الصعبة. أي: تحمل على أمر عظيم صعب، لا تطمئن عليه إذا ركبته. 
(20) تضب لثائهم: تسهل من حب الغنيمة وشهوة الحرب. واللثة، بكسر اللام، والعامة تفتحها لحنا. يقال (جاء فلان تضب لثته) إذا جاء وهو حريص على الأمر. عرمرم: كثير. 
(21) لا غرو: لا عجب. الخضر خضر محارب، هم بنو محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان. وانظر الأصمعية 29: 13. يمشون التمشية: المشي. الحاسر: الذي لا مغفر عليه ولا درع. الملائم: ذو اللأمة بفتح اللام وسكون الهمزة وهي الدرع والمغفر أو أحدهما 
(22) جحاش، بكسر الجيم. وهم بنو جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان قضها بقضيضها، بالنصب على الحال أي: صغيرها بكبيرها. وأصل القض الحصى الصغار والتراب، والقضيض جمعه، مثل (كلب وكليب) وقيل (القض) الحصى الكبار، و(القضيض) الحصى الصغار. وقيل في تأويله غير ذلك، وانظر اللسان 9: 87-88 والخزانة 1: 525. والمراد أنهم جاءوا أجمعون. عوال، بضم العين وتخفيف الواو. هو ابن الحرث بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان. 
(23) هاربة بن ذبيان، رحلوا من بني ذبيان فنزلوا في بني ثعلبة بن سعد. فعدادهم معهم، وهم قليل، وسميت هاربة البقعاء لكثرة البلق في عساكرها. ولا يركب الأبلق إلا مدل بشجاعته. وانظر المفضلية 98: 40. 
(24) المعترك: موقع المعاركة في القتال، الضنك: الضيق. قصد القنا: ما تكسر من الرماح. 
(25) تفاقدتم: دعاء عليهم بالموت، وأن يفقدوا بعضهم بعضا، وهي جملة معترضة والبيت يشبه بيته في المفضلية 90: 11. 
(26) عرينة، هم بنو عرينة بن نذير بن فسر، بفتح فسكون، بن بجيلة بن أنمار بن نزار بن معد بن عدنان. وأشار بحلفهم إلى ما كان من تنازعهم واضطرارهم إلى محالفة قبائل شيء من العرب. الشطون: موضع. المقسم: مكان القسم، أو مصدر ميمي منه. أراد الشاعر بذلك تحذير قومه عاقبة الفرقة. 
(27) أنيس: يريد به أنس بن يزيد بن عامر المري، فصغر اسمه. 
(28) المأتم: كل جماعة تجتمع، وغلب عليه عند الناس الاجتماع على الميت. يقول: لو مت قبل هذه الفعلة لبكينا عليك ووجدنا فقدك، فإن مت الآن لم نبك عليك ولم نجد فقدك. 
(29) (إن عرضت) جملة اعتراضية. إلا المعلما: أي: لا ينفع العلم إلا من تعلم وتمكن. 
(30) هذا البيت زيادة في بعض النسخ. ولم نعرف نسب ضبيع ولا عوف. 
(31) عبد عمرو، وعدوان: ابنا سهم بن مرة، وهم الذين نكصوا عنه، كما سبق في جو القصيدة خيما، بالبناء لما لم يسم فاعله، أي: خيم حوله، من قولهم (خيم بالمكان): أقام، كأنه نصب الخيام. يقول لهؤلاء: إليكم عنا وشايعوا من ترون من ذبيان. 
(32) عوذي: من قولهم (عاذ بالشيء) لجأ إليه واعصم. الأفناء، فسرت في البيت الأول. ليعصما: من العصمة، وهي المنعة. 
(33) عدوان سهم: يعني عدوان بن سهم بن مرة أضاف الابن إلى الأب، وهو جائز، وإن أوهم فيه كثيرون. ما أدق وألأما: ما أدقهم وألامهم الدقة هنا: الخسة، 
(34) قران: قبيلة أو رجل لم نعرف نسبة. أجرى إلينا وألجما: أجرى الخيل وألجمها. 
(35) لن أسوءهم، في رواية في منتهى الطلب (لو أسوؤهم) العم: الجماعات. البرد المسهم: المخطط الذي يشبه وشيه بنقش السهام. والمعنى. لهجوتهم جميعا هجاء يبقى أثره ويشتهرون به شهرة البرد المسهم، ويتسامع الناس به. 
(36) ضارج: ماء لبني عبس، وقيل لغيرهم. نهي أكف النهي بفتح النون وكسرها: موضع مطمئن من الأرض فيه ماء. الصارخ هنا: المغيث. الأعجم: ما لا ينطق. يريد انظر فلست ترى بين هذين الموضعين من يغيث. 
(37) ألحقن: يعني الخيل، هزمت قوما وصفهم بالخور، للؤم أصولهم. وشيدن: رفعن أحساب من صبر في الحرب. فاجأن مغنما: لقينه.
(38) من العذر، يريد: من أنجته الخيل وأبقته هذه الحرب فقد أتى بعذر لأنه قد أبلى. لم يدنس، يريد: لم يفر فيركبه العار، وإن كان قد أصابه الألم من جراحه. 
(39) سلمى: أمه أو جدته، وأراد بابن سلمى نفسه. أي: صرف تيمما: أي: جهة قصد. يريد أنه أبى أن يحتمل الذل والعار، وأنه غير باق وأنه ملاقي المنايا. 
(40) يقول: لا أشتري الحياة بما أسب عليه، ولا أطلب النجاة من الموت، فلا مهرب منه فمن علم أنه ميت لا محالة لم يحتمل المذلة. 
(41) قال ثعلب: يقول: متى وجدتموني فخذوني وحذوا رأسي حتى لا أتكلم. والمعنى. أني أقول فيكم وأهجوكم وأذمكم ما حييت. 
(42) الآية: العلامة. فجعت، فجعتكم بقتل فارس منكم. عرد: هرب. المعلم: الذي يجعل لنفسه علامة في الحرب يعرف بها يحرضهم على نفسه، ويذكرهم بفارسهم الذي قتل.

راجع شرح المفضليات لاحمد شاكر وعبد السلام هارون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق