الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

الحمد لله على نعمة الإسلام



روى ابن جرير في التفسير (15919  - 13/478) وعنه ابن كثير في التفسير (7/55) قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض) ، قال : كان هذا الحي من العرب أذلَّ الناس ذلا وأشقاهُ عيشًا ، وأجوعَه بطونًا ، (1) وأعراه جلودًا ، وأبينَه ضلالا [مكعومين ، على رأس حجر ، بين الأسدين فارس والروم ، ولا والله ما في بلادهم يومئذ من شيء يحسدون عليه]. (2) من عاش منهم عاش شقيًّا ، ومن مات منهم رُدِّي في النار ، يوكلون ولا يأكلون ، والله ما نعلم قبيلا من حاضر أهل الأرض يومئذ كانوا أشرَّ منهم منزلا (3) حتى جاء الله بالإسلام ، فمكن به في البلاد ، ووسَّع به في الرزق ، وجعلكم به ملوكًا على رقاب الناس. فبالإسلام أعطى الله ما رأيتم ، فاشكروا الله على نعمه ، فإن ربكم منعمٌ يحب الشكر ، وأهل الشكر في مزيد من الله تبارك وتعالى.

وفي رواية عند ابن جرير 7591 : حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته " ، كان هذا الحيّ من العرب أذلَّ الناس ذُلا وأشقاهُ عيشًا ، (4) وأبْيَنَه ضلالة ، وأعراهُ جلودًا ، وأجوعَه بطونًا ، مَكْعُومين (1) على رأس حجر بين الأسدين فارس والروم ، لا والله ما في بلادهم يومئذ من شيء يحسدون عليه. مَنْ عاش منهم عاش شقيًّا ، ومن مات رُدِّي في النار ، (2) يؤكلون ولا يأكلون ، والله ما نعلم قبيلا يومئذ من حاضر الأرض ، كانوا فيها أصغر حظًّا ، وأدق فيها شأنًّا منهم ، حتى جاء الله عز وجل بالإسلام ، فورَّثكم به الكتاب ، وأحل لكم به دار الجهاد ، ووضع لكم به من الرزق ، (3) وجعلكم به ملوكًا على رقاب الناس. وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم ، فاشكروا نِعمَه ، فإن ربكم منعِمٌ يحب الشاكرين ، وإن أهل الشكر في مزيد الله ، فتعالى ربنا وتبارك


*" معكومين : كعم فم البعير وغيره شد فاه في هياجه لئلا يعض. ومنه قيل : " كعمه الخوف فهو مكعوم " ، أمسك فاه ، ومنعه من النطق ، وفي حديث على : " فهم بين خائف مقموع ، وساكت مكعوم " ، وفي شعر ذى الرمة يصف صحراء بعيدة الأرجاء ، يخافها سالكها : بَيْنَ الرَّجَا والرَّجَا من جَنْبِ واصِيَةٍ ... يَهْمَاءَ ، خَابِطُهَا بالخوف مَكْعُومُ

*ردى في النار : ألقى فيها.

*(3) هكذا جاءت الجملتان في المخطوطة ، ولست على ثقة من صوابهما ، ولا أدري ما يعني بقوله : " دار الجهاد " ، والذي نعرف أن الإسلام جاء فأحله للمجاهدين هو " الغنائم " غنائم الحرب والجهاد. فأخشى أن يكون في الكلام تحريف. وقوله : " ووضع لكم به من الرزق " كأنه يعني بقوله : " وضع " بسط ، كما فسروه في حديث التوبة : " إن الله واضع يده لمسيء الليل ليتوب بالنهار ، ولمسيء النهار ليتوب بالليل " ، أي بسط ، كما جاء في الرواية الأخرى : " إن الله باسط يده. . . " .

راجع تحقيق شاكر  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق