الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

كرم النبي صلى الله عليه وسلم .... وعيشه على الكفاف

كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ما كان له شيء . كنت أنا الذي ألي ذلك منه منذ بعثه الله تعالى حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وكان إذا أتاه الإنسان مسلما فرآه عاريا يأمرنا فأنطلق فأستقرض فأشتري له البردة فأكسوه وأطعمه ، حتى اعترضني رجل من المشركين فقال : يا بلال إن عندي سعة فلا تستقرض من أحد إلا مني ففعلت ، فلما أن كان ذات يوم توضأت ثم قمت لأؤذن بالصلاة فإذا المشرك قد أقبل في عصابة من التجار فلما أن رآني قال : يا حبشي ، قلت : يالباه . فتجهمني وقال لي قولا غليظا وقال لي أتدري كم بينك وبين الشهر ؟ قال : قلت : قريب . قال : إنما بينك وبينه أربع فآخذك بالذي عليك فأردك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك ، فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس حتى إذا صليت العتمة رجع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أهله فاستأذنت عليه فأذن لي ، قلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي إن المشرك الذي كنت أتدين منه قال لي كذا وكذا , وليس عندك ما تقضي عني ولا عندي , وهو فاضحي فأذن لي أن أبق إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا حتى يرزق الله تعالى رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما يقضي عني , فخرجت حتى إذا أتيت منزلي فجعلت سيفي وجرابي ونعلي ومجني عند رأسي حتى إذا انشق عمود الصبح الأول أردت أن أنطلق فإذا إنسان يسعى يدعوا يا بلال أجب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم , فانطلقت حتى أتيته فإذا أربع ركائب مناخات عليهن أحمالهن فاستأذنت . فقال لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أبشر فقد جاءك الله تعالى بقضائك ثم قال : ألم تر الركائب المناخات الأربع فقلت : بلى فقال : إن لك رقابهم وما عليهن فإن عليهن كسوة وطعاما , أهداهن إلي عظيم فدك , فاقبضهن واقض دينك ففعلت , فذكر الحديث ثم انطلقت إلى المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاعد في المسجد فسلمت عليه فقال : ما فعل ما قبلك ؟ قلت : قد قضى الله تعالى كل شيء كان على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلم يبق شيء . قال : أفضل شيء ؟ قلت : نعم , قال : انظر أن تريحني منه , فإني لست بداخل على أحد من أهلي حتى تريحني منه , فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم العتمة دعاني فقال : ما فعل الذي قبلك ؟ قال : قلت : هو معي لم يأتنا أحد , فبات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المسجد وقص الحديث حتى إذا صلى العتمة – يعني من الغد – دعاني قال : ما فعل الذي قبلك ؟ قال : قلت : قد أراحك الله منه يا رسول الله , فكبر وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت وعنده ذلك , ثم اتبعته حتى إذا جاء أزواجه فسلم على امرأة امرأة حتى أتى مبيته فهذا الذي سألتني عنه
الراوي : بلال بن رباح | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم: 357 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ورواته ثقات

راجع الصيحيح المسند 192 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق