الأحد، 2 فبراير 2020

موت منافق


(2782) حدثني أبو كريب، محمد بن العلاء. حدثنا حفص (يعني ابن غياث) عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر؛
 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم من سفر. فلما كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الراكب. فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "بعثت هذه الريح لموت منافق" فلما قدم المدينة، فإذا منافق عظيم، من المنافقين، قد مات.


مسلم وأحمد

لِمَوْتِ مُنافقٍ، أي: عَلامةً على مَوتِه وعُقوبةً له، ولِمَا في مَوتِه مِن راحةِ البِلادِ والعِبادِ، فَلمَّا قَدِمَ المدينةَ، فإذا مُنافقٌ عَظيمٌ، أي: عَظيمُ النِّفاقِ، وهُوَ رِفاعةُ بنُ زَيدِ بنِ التَّابوتِ، مِنَ المنافِقينَ، قد مات.


فاللهم يا من أرسلت تلك الريح على هذا المنافق، أرسل ريحًا عقيمًا على منافقي زماننا، تقطع دابرهم، أو تلقي بهم في وادٍ سحيق، فيكونوا نهبًا للطير والسباع، فلا أرض تبكيهم، ولا سماء تندبهم،... فأنت ولى ذلك والقادر عليه

- مسلم (2779) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أسود بن عامر. حدثنا شعبة بن الحجاج عن قتادة، عن أبي نضرة، عن قيس قال:
 قلت لعمار: أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي، أرأيا رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافة. ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "في أصحابي اثنا عشر منافقا. فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة وأربعة"
تَكفيكَهمُ الدُّبَيلَةُ، ورُوي (تَكْفِتْهُمُ) منَ الكَفْتِ، وَهُو الجَمعُ والسَّترُ، أي: تَجمَعُهم في قُبورِهم وتَستُرُهم، والدُّبَيْلَةُ فَسَّرها في الحديثِ بسِراجٍ مِن نارٍ، وهي خُرَّاجٌ عَظيمٌ يَكونُ في أَكتافِهم حتَّى يَنجُمَ مِن صُدورِهم، أي: تَظهَرَ مِن صُدورِهم أَثَرُ تِلك الحَرارةِ وشِدَّةِ لَهبِها في صُدورِهم، فتَكونَ كالمِصباحِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق