الأحد، 2 فبراير 2020

بَركةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبركة الإهداء اليه


عن جابر؛
 أن أم مالك كانت تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم في عكة لها سمنا. فيأتيها بنوها فيسألون الأدم. وليس عندهم شيء. فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي صلى الله عليه وسلم. فتجد فيه سمنا. فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته. فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال "عصرتيها؟" قالت: نعم. قال "لو تركتيها ما زال قائما".
مسلم 2280
يَحكي جابرُ بنُ عَبدِ اللهِ رضِي اللهُ عنهما أنَّ أُمَّ مالكٍ البَهزيَّةَ، وهيَ مِن بني سُلَيمٍ، كانت تُهدي للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في "عُكَّةٍ" لَها سَمنًا، "والعُكَّةُ" قِربةٌ صَغيرةٌ منَ الجِلدِ، فيَأتيها بَنوها فَيسألونَ "الأُدْمَ"، أيِ: الإِدامَ وهوَ الطَّعامُ، وليس عِندَهم شَيءٌ مِنه أو ممَّا يُشترَى بِه، فكانت تَعمِدُ، أي: تَقصِدُ إلى الَّذي كانت تُهدي فيهِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: إِلى العُكَّةِ فتَجدُ فيه سَمنًا فَما زالَ يُقيمُ لَها أُدْمَ بَيتِها حتَّى عَصرَتْه، أي: استخرَجَت ما فيهِ مِن دُهنٍ أو ماءٍ، ونَحوِه، فانقطَعَ الإِدامُ، فأتتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأَخبرَتْه بالخبرِ جميعًا شاكيةً انقِطاعَ إِدامِ بَيتِها منَ العُكَّةِ، فَقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: عَصرْتيها؟ أي: العُكَّةَ، فأَجابتْ: نَعمْ. قال: لَو تَركتيها، أي: لو تَركتِ ما فيها منَ السَّمنِ وَما عَصرْتِها، ما زال، أيِ: الإِدامُ في بَيتِك "قائمًا"، أي: ثابتًا دائمًا؛ فإنَّ البَركةَ إِذا نَزلَتْ في شيءٍ وَلو كانَ قليلًا كَثُرَ ذلك القَليلُ.
في الحديثِ: بَركةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق