الأحد، 25 ديسمبر 2011

كذب اليهود وتزيفهم للتاريخ وكشف الخطيب البغدادي لذلك وأهمية علم التأريخ


في سنة 458 هـ ادعى اليهود الخيابرة أن معهم كتابا نبويا فيه إسقاط الجزية عنهم ، فأوقف الوزير أبي القاسم بن مسلمة الخطيب البغدادي على هذا الكتاب فقال هذا كذب فقال له وما الدليل على كذبه فقال لأن فيه شهادة معاوية بن أبي سفيان ولم يكن أسلم يوم خيبر وقد كانت خيبر في سنة سبع من الهجرة وإنما أسلم معاوية يوم الفتح وفيه شهادة سعد بن معاذ وقد مات قبل خيبر عام الخندق سنة خمس فأعجب الناس ذلك .

ترجمة مؤجزة للخطيب البغدادي :

ما زلت تدأب في التاريخ مجتهدا * حتى رأيتك في التاريخ مكتوبا
أحمد بن علي ابن ثابت بن أحمد بن مهدي أبو بكر الخطيب البغدادي (المتوفى 462 هـ) أحد مشاهير الحفاظ وصاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنفات العديدة المفيدة نحو من ستين مصنفا ويقال بل مائة مصنف فالله أعلم فمنها مصنفات كثيرة مفيدة منها كتاب التاريخ وكتاب الكفاية والجامع وشرف أصحاب الحديث والمتفق والمفترق والسابق واللاحق وتلخيص المتشابه في الرسم وفضل الوصل ورواية الآباء عن الأبناء ورواية الصحابة عن التابعين واقتضاء العلم للعمل والفقيه والمتفقه ... وسمع الحديث الكثير ورحل إلى البصرة ونيسابور وأصبهان وهمذان والشام والحجاز وسمي الخطيب لأنه كان يخطب بدرب ريحان وسمع بمكة على القاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي وقرأ صحيح البخاري على كريمة بنت أحمد في خمسة أيام .
قال ابن مأكولا : كان أبو بكر آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظا وإتقانا وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفننا في علله وأسانيده وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه ولم يكن للبغداديين بعد أبي الحسن الدارقطني مثله .
قال الحافظ ابن عساكر : سمعت الحسين بن محمد يحكي عن ابن خيرون أو غيره أن الخطيب ذكر أنه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات وسأل الله ثلاث حاجات أن يحدث ب تاريخ بغداد بها وأن يملي الحديث بجامع المنصور وأن يدفن عند بشر الحافي فقضيت له الثلاث 

قال فيه السلفي :
تصانيف ابن ثابت الخطيب * ألذ من الصبا الغض الرطيب
يراها إذ رواها من حواها * رياضا للفتى اليقظ اللبيب
ويأخذ حسن ما قد صاغ منها * بقلب الحافظ الفطن الأريب
فأية راحة ونعيم عيش * يوازي كتبها بل أي طيب

قال فيه أبو الخطاب بن الجراح المقرئ يرثيه :
فاق الخطيب الورى صدقا ومعرفة * وأعجز الناس في تصنيفه الكتبا
حمى الشريعة من غاو يدنسها * بوضعه ونفى التدليس والكذبا
جلى محاسن بغداد فأودعها * تاريخه مخلصا لله محتسبا
وقال في الناس بالقسطاس منحرفا * عن الهوى وأزال الشك والريبا
سقى ثراك أبا بكر على ظمأ * جون ركام تسح الواكف السربا
ونلت فوزا ورضوانا ومغفرة * إذا تحقق وعد الله واقتربا
يا أحمد بن علي طبت مضطجعا * وباء شانيك بالأوزار محتقبا

المراجع : البداية والنهاية للإمام ابن كثير ج 12 ص 72 نسختي _ سير أعلام النبلاء للذهبيتاريخ السمعاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق