في يوم 28 يناير 2011 قتل في مصر حوالي 800 شخص وتم إصابة حوالي 6467 شخص ، وهذا نتاج أي ثورة تقوم فقد يكون تلك الأرقام غير مستغربة على قارئي تاريخ الثورات ولكن الشيء الذي لاحظته بعد دراسة لأكثر من 3 شهور لسير هؤلاء الشهداء والمصابين , وأقوال المقربين منهم .... وجدت أن 731 من المقتولين من الطبقة الفقيرة وان أكثر 5500 مصاب أيضا من نفس الطبقة وباقي المصابين من الطبقة الوسطى الشبه موجودة الآن ولم أجد أسم أي شخص من مشاهير الثوار في المقتولين ولا المصابين ولو حتى بخدش صغير ولكن الثوار الفقراء المجاهيل هم من ضحوا لكي يجلس المشاهير في التلفاز وعلى الفضائيات ويُكثروا الكلام ويشتهروا وتقدم أسماءهم للترشح لنوبل وغيرها !! والآن أيضاً من يموت في بورسعيد وبجانب وزارة الداخلية بالتأكيد فقراء ... ولو كانوا بلطجية كما يدعى البعض فنحن والفقر من صنع هؤلاء ... فلو هؤلاء وجدوا تعليماً جيداً ومعيشة كريمة ما وصلوا لما يوصفون به الآن .... والجميع يجب ان يكون على قناعة تامة ان الفقراء يموتون من أجل معيشة أفضل للأغنياء ... ونعلم جميعاً ان غالبية الطبقة العليا من السياسيين تعتقد ان الفقير خُلق من أجل اعطى صوته في الانتخابات لهم ....
ونلاحظ ان عندما تغلق منافذ الحياة أمام الفقير مع وجود واعظ إيماني لديه فإنه لا ينتحر بسب إيمانه الراسخ بل قد يلجاء الى المصادمة مع من يعلم يقيناً انه قاتله للتخلص من تلك الحياة ..... وهذا قد يكون أمر مستغرب ولكن ليس هذا موضوعنا .
ولكن أريد أن أشير الى فكرة أكثر عمقاً وأوضح رؤية للمرحوم الشهيد مالكوم أكس (مسلم من مشاهير أمريكا السود من أهل السنة... قتل بـ 16 رصاصة من حركة أمة الإسلام الأمريكية المبتدعة في ستينات القرن الماضي) فقد فرّق مالكوم بين نوعين من العبيد في سياق النضال من أجل الحقوق الحياتية .
النوع الأول : يمثلهم عبيد الحقول الذين كانوا يقاسون مفهوم العبودية بكل أبعاده، من الفقر والمرض والإجهاد والاستعباد بالإضافة إلى الحرمان من التعليم والحقوق المدنية كالتصويت أو المشاركة والتمثيل السياسي، وهي الحقوق التي كانت وإلى قريب من الحرب العالمية الثانية حكرا على البيض الذكور من البروتستانت
النوع الآخر : عبيد المنازل، الذين كانوا يعملون داخل المنازل كخدم وبستانيين وطباخين ومربيات أطفال، فبحكم قربهم من السيد المستعبد كان بإمكانهم الحصول على قليل من الامتيازات كالتعلم والأكل الجيد والفرش الوطيئة ما داموا يحسنون التصرف ضمن المعايير التي يضعها لهم السادة
ذكر مالكوم اكس أن السادة البيض اعتادوا حينما يثور عبيد الحقول على أوضاعهم المزرية أن يندبوا إليهم عبيد القصر-أو عبيد المنزل، فهم في النهاية رجال من بني جنسهم ولونهم وأقدر على التفاوض معهم وأكثر قدرة على فهم وأقدر على معرفة نقاط ضعفهم وخوفهم من أجل أن يفاوضوهم .
ومادام هؤلاء العبيد يعيشون ظروفا أفضل نسبيا ، ويكونون قد حصلوا على امتيازات بسبب اقترابهم من السيد الأبيض، من ضمن هذه الامتيازات احترام نسبي –ليس مساواة- بحكم العشرة وبحكم القدرة على الوصول إلى أدوات الوعي الأبيض، فإنهم أكثر خوفا على فقدان هذه الامتيازات القليلة من عبيد الحقل الذين ليس لديهم شيء ليخسروه.
وعندما نشبت حروب حقيقية بين المناصرين لحقوق السود وبين العنصريين كانت هناك حرب حقيقية بين أبناء الجنس الواحد ناتجة عن متلازمة (عبد المنزل وعبد الحقل) .
وكلاهما عبد في النهاية، وكلاهما ليس له حق المساواة بالسيد الأبيض، وكلاهما انتزعت حريته ويمكن بيعه في أي لحظة مع ممتلكات المنزل، كما إن كلاهما لا يتمتع بأي من امتيازات الرجل الأبيض ، ولكن نزعة البقاء والإخلاد إلى الأرض والأمن النسبي داخل قصر السيد كانت أقوى من نزعة الكرامة البشرية والرغبة في تحسين الأوضاع الصحية والاجتماعية داخل الحقول.
وأهم النقاط التي كان يتفاوض فيه عبد المنزل مع عبد الحقل من أجل السيد كالتالي :
1- السود لا يحتاجون أصلا لحركات المساواة، وأن حياتهم التعيسة في الحقول هي أفضل بكثير من الحيوات التي لم يعيشوها كأحرار في القارة السوداء .
2- الجبرية وضرورة الخضوع للقدر الذي خلق الأسود أسودا وجعله عبدا للرجل الأبيض ، وكان هذا المفهوم يروّج ويبشر به في الكنائس
3- البيض أقرب دينيا إلى الخالق، بينما السود (أبناء حام) جنس مغضوب عليه بنص التوراة.
4- البيض يستحقون ما يتميزون به ، إذ هم الجنس الأكثر جهدا والأكثر حظوة بخلاف الجنس الأسود الأكثر كسلا وهمجية وإغراقا في الفوضى بحكم ظروفهم التاريخية.
5- البيض هم من كتبوا التاريخ وهم من صنع المعجزات والمخترعات ، بينما لم يقم السود بأي من ذلك .
6- البيض أكثر تعليما، وأكثر قدرة على الكلام والمنطق، بخلاف السود الذين جاؤوا من قبائل همجية لا تعرف للتواصل البشري أي سبيل.
وذكر المرحوم مالكوم أكس مشاهد كثيرة ووقائع يذهب اليها من أرادها في كتاب إليكس هايلى ( مالكوم أكس سيرة ذاتية )
وأنا أدعوا الإخوة ان يطبقوا بعض ملاحظات مالكوم أكس على الواقع المصري المعاصر لنكتشف المزيد من العجائب فيما يحدث لنا الآن وكيف يقوم بلطجي فقير بقتل فقراء من بنى جنسه أرادوا الحياة الأفضل ، من أجل سيد القصر !!
يعيش الغلابة
في طي النجوع
نهارهم سحابه
وليلهم دموع
سواعد هزيلة
لكن فيها حيله
تبدر تخضر جفاف الربوع
مكن شغل كايرو
ما يتعبش دايره
لا ياكل
ولا حتى يقدر يجوع
يا غلبان بلدنا
يا فلاح يا صانع
يا شحم السواقي
يا فحم المصانع
يا منتج
يا مبهج
يا آخر حلاوة
يا هادي
يا راضي
يا عاقل
يا قانع
ما تتعبش عقلك
فى شغل السياسة
وشوف انت شغلك
بهمه وحماسه
.
.
احنا مين وهما مين
احنا الفعلا البنايين
احنا السنه واحنا الفرض
احنا الناس
بالطول والعرض
من عافيتنا تقوم الارض
وعرقنا يخضر بساتين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا
بيخدم مين
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما الفيلا والعربيه
والنساوين المتنقيه.. طبعاً
حيوانات استهلاكية
شغلتهم حشو المصارين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بياكل مين
احنا مين وهما مين
احنا قرنفل على ياسمين
احنا الحرب حطبها ونارها
احنا الجيش اللى يحررها
واحنا الشهدا ف كل مدارها
منتصرين او منكسرين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيقتل مين
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما مناظر بالمزيكه
والزفه وشغل البولوتيكا
ودماغهم طبعا استيكه
بس البركه فى النياشين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيخدع مين
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما بيلبسوا اخر موضه
واحنا بنسكن سبعه ف اوضه
هم بياكلوا حمام وفراخ
واحنا الفول دوّخنا وداخ
هم بيمشوا بطيارات
واحنا نموت في الأوتوبيسات
هم حياتهم تمضي جميلة
هم فصيلة واحنا فصيلة
حادي يا بادي يا عبد الهادي
راح تفهم قصد الغنوة دي
لمّا الشعب يقوم وينادي
يا احنا يا هم في الدنيا دي
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا حيغلب مين!!!