فَأَدْبَرْنَ كَالجِزْعِ المُفَصَّـلِ بَيْنَـهُ :: بِجِيْدٍ مُعَمٍّ فِي العَشِيْرَةِ مُخْـوَلِ
الجزع: الخرز اليماني.
الجيد: العنق، والجمع الأجياد، ورجل أجيد طويل العنق، وجمعه جود،
الْمُعِمّ: الكريم الأعمام.
الْمُخْوِل: الكريم الأخوال، وقد أعمَّ وأخوَل إذا كرم أعمامه وأخواله، وهذان من الشواذ؛ لأن القياس من أفعل فهو مُفعِل، وهما أفعل فهو مُفعَل.
يقول: فأدبرت النّعاج كالخرز اليماني الذي فصل بينه بغيره من الجواهر في عنق صبي كرم أعمامه وأخواله، وشبه بقر الوحش بالخرز اليماني؛ لأنه يسوَّدُ طرفه وسائره
أبيض، وكذلك بقر الوحش تسوَّدُ أكارعها وخدودها وسائرها أبيض، وشرط كونه في جيدٍ مُعِمّ مُخوِل؛ لأن جواهر قلادة مثل هذا الصبي أعظم من جواهر قلادة غيره، وشرط كونه مفصلًا لتفرقهن عند رؤيته.
فَأَلْحَقَنَـا بِالهَـادِيَاتِ ودُوْنَـهُ :: جَوَاحِـرُهَا فِي صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّـلِ
الهاديات: الأوائل المتقدمات.
الجواحر: المتخلفات، وقد جحر أي: تخلّف
الصرّة: الجماعة، والصرَّة الصيحة، ومنه صرير القلم وغيره.
الزيل والتزييل: التفريق، والتزيل والانزيال: التفرق.
يقول: فألحقنا هذا الفرس بأوائل الوحش ومتقدماته وجاوز بنا متخلفاته فهي دونه أي أقرب منه في جماعة لم تتفرق أو في صيحة؛
وتلخيص المعنى: أنه يلحقنا بأوائل الوحش ويدع متخلفاته ثقة بشدة جريه وقوة عدوه فيدرك أوائلها وأواخرها مجتمعة لم تتفرق بعد، يريد أنه يدرك أوائلها قبل تفرُّقِ جماعتها، يصفه بشدة عدوه.
فَعَـادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَـةٍ :: دِرَاكاً وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَـلِ
المعاداة والعداء: الموالاة.
الثور يجمع على الثيران والثِيَرة والثِوَرة والثِيَارة والأثوار والثيار.
الدراك: المتابعة.
يقول: فوالى بين ثور ونعجة من بقر الوحش في طلق1 واحد ولم يعرق عرقًا مفرطًا يغسل جسده، يريد أنه أدركهما وقتلهما في طلق واحد قبل أن يعرق عرقًا مفرطًا، أي: أدركهما دون معاناة مشقة ومقاساة شدة، نسب فعل الفارس إلى الفرس؛ لأنه حامله وموصله إلى مرامه، يقول: صاد هذا الفرس ثورًا ونعجة في طلق واحد. ودراكًا أي مداركة.
فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِن بَيْنِ مُنْضِجٍ :: صَفِيـفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيْرٍ مُعَجَّـلِ
الطهو والطهي: الإنضاج، والفعل طها يطهو ويطهي، والطهاة جمع طاهٍ كالقضاة جمع قاضٍ والكفاة جمع كافٍ.
الإنضاج: يشتمل على طبخ اللحم وشيِّه.
لصفيف: المصفوف على الحجارة لينضج.
القدير: اللحم المطبوخ في القدر.
يقول: ظل المنضجون اللحم وهم صنفان صنف ينضجون شواء مصفوفًا على الحجارة في النار، وصنف يطبخون اللحم في القدر؛ يقول كثر الصيد فأخصب القوم فطبخوا واشتووا؛ ومن في قوله: من بين منضج للتفصيل والتفسير، كقولهم: هم من بين عالم وزاهد، يريد أنهم لا يعدون الصنفين، كذلك أراد لم يَعْدُ طهاة اللحم الشاوين والطابخين.
ورُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُوْنَـهُ :: مَتَى تَـرَقَّ العَيْـنُ فِيْهِ تَسَفَّـلِ
الطرف: اسم لما يتحرك من أشفار العين، وأصله التحرك، والفعل منه طرف يطرف.
القصور: العجز، والفعل قصر يقصر.
الترقي والارتقاء والرقي واحد، والفعل من الرقي رَقِيَ يَرْقَى، وأما رقى يرقي فهو من الرقية، وقد رقيته أنا أي حملته على الرُّقِيّ.
يقول: ثم أمسينا وتكاد عيوننا تعجز عن ضبط حسنه واستقصاء محاسن خلقه، ومتى ما ترقت العين في أعالي وشخصه نظرت إلى قوائمه، وتلخيص المعنى أنه كامل الحسن رائع الصورة تكاد العيون تقصر عن كُنه حسنه ومهما نظرت العيون إلى أعالي خلقه اشتهت النظر إلى أسافله.
فَبَـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُهُ ولِجَامُـهُ :: وَبَاتَ بِعَيْنِـي قَائِماً غَيْرَ مُرْسَـلِ
يقول: بات مسرجًا ملجمًا قائمًا بين يدي غير مرسل إلى المرعى
أصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيْكَ وَمِيْضَـهُ :: كَلَمْـعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّـلِ
أصاح: أراد أصاحب أي: يا صاحب، فرخم كما تقول في ترخيم حارث يا حار، وفي ترخيم مالك يا مال، أراد يا حارث، والألف نداء للقريب دون البعيد، تقول: أزيد إذا كان زيد حاضرًا قريبًا منك، ويا نداء للبعيد والقريب، وأي وأيا وهيا لنداء البعيد دون القريب.
الوميض والإيماض: اللمعان، تقول: ومض البرق يمض وأومض إذا لمع وتلألأ.
اللمع: التحريك والتحرك جميعًا.
الحبيّ: السحاب المتراكم، سمي بذلك لأنه حَبَا بعضه إلى بعض فتراكم، وجعله مكللًا لأنه صار أعلاه كالإكليل لأسفله، ومنه قولهم: كلّلت الرجل إذا توّجته وكللت الجفنة ببضعات اللحم إذا جعلتها كالإكليل لها، ويروى مكلِل، بكسر اللام، وقد كلل تكليلًا، وانكلّ انكلالًا إذا تبسم.
يقول: يا صاحبي هل ترى برقًا أريك لمعانه وتلألؤه وتألقه في سحاب متراكم صار أعلاه كالإكليل لأسفله أو في سحاب متبسم بالبرق يشبه برقه تحريك اليدين؟ أراد أنه يتحرك تحركهما؛ وتقدير البيت: أريك وميضه في حبي مكلل كلمع اليدين؛ شبه لمعان البرق وتحركه بتحرك اليدين. فرغ من وصف الفرس والآن قد أخذ في وصف المطر فقال:
يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِـبٍ :: أَمَالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّـلِ
السنا: الضوء، والسناء: الرفعة.
السليط: الزيت، ودهن السمسم سليط أيضًا، وإنما سمي سليطًا لإضاءتهما السراج، ومنه السلطان لوضوح أمره.
الذُّبال: جمع ذبالة وهي الفتيلة. وقد يثقل فيقال ذبَّال.
يقول: هذا البرق يتلألأ ضوؤه فهو يشبه في تحركه لمع اليدين أو مصابيح الرهبان أمليت فتائلها بصبّ الزيت عليها في الإضاءة، يريد أن تحرك البرق يحكي تحرك اليدين وضوءه يحكي ضوء مصباح الراهب إذا أفعم1 صبُّ الزيت عليه فيضيء. وزعم أكثر الناس أن قوله أمال السليط بالذبال المفتل من المقلوب، وتقديره: أمال الذبال بالسليط إذا صبَّه عليه، وقال بعضهم: إن تقديره أمال السليط مع الذبال المفتل، يريد أن يميل المصباح إلى جانب فيكون أشد إضاءة لتلك الناحية من غيرها.
قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَـارِجٍ :: وبَيْنَ العـُذَيْبِ بُعْدَمَا مُتَأَمَّـلِ
ضارج والعُذَيب: موضعان. بعد ما: أصله بَعُدَ ما فخففه فقال بَعْدَ، وما زائدة وتقديره: بعُد متأملي.
يقول: قعدت وأصحابي للنظر إلى السحاب بين هذين الموضعين، وكنت معهم فبعد متأملي وهو المنظور إليه، أي بعد السحاب الذي كنت أنظر إليه وأرقب مطره وأشيم1 برقه، يريد أنه نظر إلى هذا السحاب من مكان بعيد فتعجب من بعد نظره، وقال بعضهم: إن ما في البيت بمعنى الذي، وتقديره، بعد ما هو متأملي، فحذف المبتدا الذي هو هو، وتقديره على هذا القول: بعد السحاب الذي هو متأملي.
عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِـهِ :: وَأَيْسَـرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُـلِ
ويروى: علا قطنًا، من علو يعلو علوًّا، أي علا هذا السحاب.
القَطَن: جبل، وكذلك الستار ويذبل جبلان، وبينهما وبين قَطَن مسافة بعيدة.
الصوب: المطر، وأصله مصدر صاب يصوب صوبًا أي نزل من علو إلى سفل. الشيم: النظر إلى البرق مع ترقب المطر.
يقول: أيمن هذا السحاب على قطن وأيسره على الستار ويذبل، يصف عظم السحاب، وغزارته وعموم جوده، وقوله: بالشيم، أراد: إني ما أحكم به حدسًا وتقديرًا لأنه لا يرى ستارًا ويذبل وقطن معًا.
فَأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ : يَكُبُّ عَلَى الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ
الكب: إلقاء الشيء على وجهه، والفعل كبّ يكبّ. وأما الإكباب فهو خرور الشيء على وجهه، وهذا من النوادر؛ لأن أصله متعد إلى المفعول به ثم لَمَّا نقل بالهمزة إلى باب الأفعال قصر عن الوصول إلى المفعول به، وهذا عكس القياس المطرد؛ لأن ما لم يتعد إلى المفعول في الأصل يتعدى إليه عند النقل بالهمزة من باب الأفعال نحو: قعد وأقعدته وقام وأقمته وجلس وأجلسته، ونظير كبّ وأكب عرضَ وأعرضَ؛ لأن عرضَ متعدٍ إلى المفعول به؛ لأن معناه أظهر، وأعرض لازم، لأن معناه ظهر ولاح؛
فأعرضت اليمامة واشمخرت … كأسياف بأيدي مصلتينا
الذقن: مجتمع اللحيين، والجمع الأذقان، والأذقان مستعار في البيت للشجر،
الدوحة: الشجرة العظيمة، والجمع دوح.
الكنهبل، بضم الباء وفتحها: ضرب من شجر البادية.
يقول: فأضحى هذا الغيث أو السحاب يصب الماء فوق هذا الموضع المسمى بكتيفة ويلقي الأشجار العظام من هذا الضرب الذي يسمى كنهبلًا على رءوسها، وتلخيص المعنى: أن سيل هذا الغيث ينصبّ من الجبال والآكام1، فيقلع الشجر العظام. ويروى: يسح الماء من كل فيقة، أي: بعد كل فيقة، والفيقة من الفواق: وهو مقدار ما بين الحلبتين، ثم استعاره لما بين الدفعتين من المطر.
ومَـرَّ عَلَى القَنَـانِ مِنْ نَفَيَانِـهِ :: فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْـزِلِ
القنان: اسم جبل لبني أسد.
النفيان: ما يتطاير من قطر المطر وقطر الدلو ومن الرمل عند الوطء ومن الصوف عند النفش وغير ذلك.
العُصم: جمع أعصم، وهو الذي في إحدى يديه بياض من الأوعال2 وغيرها.
المنزل: موضع الإنزال.
يقول: ومرّ على هذا الجبل مما تطاير وانتشر وتناثر من رشاش هذا الغيث فأنزل الأوعال العصم من كل موضع من هذا الجبل، لهولها من وقع قطره على الجبل وفرط انصبابه.
وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَـةٍ :: وَلاَ أُطُمـاً إِلاَّ مَشِيْداً بِجِنْـدَلِ
تيماء: قرية عادية في بلاد العرب.
الجذع يجمع على الأجذاع والجذوع، والنخلة على النخلات والنخل والنخيل.
الأطم: القصر، والأطم الأزج3، والجمع الآطام.
الشيد: الجص، والشيد الرفع وعلو البنيان، والفعل منه شاد يشيد.
الجندل: الصخر، والجمع الجنادل.
يقول: لم يترك هذا الغيث شيئًا من جذوع النخل بقرية تيماء، ولا شيئًا من القصور والأبنية إلا ما كان منها مرفوعًا بالصخور أو مجصصًا، يعني أنه قلع الأشجار وهدم الأبنية إلا ما كان منها مرفوعًا بالحجارة والجص
كَأَنَّ ثَبِيْـراً فِي عَرَانِيْـنِ وَبْلِـهِ :: كَبِيْـرُ أُنَاسٍ فِي بِجَـادٍ مُزَمَّـلِ
ثبير: جبل بعينه.
العرنين: الأنف، وقال جمهور الأئمة: هو معظم الأنف، والجمع العرانين، ثم استعار العرانين لأوائل المطر؛ لأن الأنوف تتقدم الوجوه.
البجاد: كساء مخطط، والجمع البُجُد.
التزميل: التلفيف بالثياب، وقد زملته بثياب فتزمَّل بها أي: لففته فتلفف بها. وجرّ مزملًا على جوار بجاد وإلا فالقياس يقتضي رفعه؛ لأنه وصف كبير أناس، ومثله ما حكي عن العرب من قولهم: جحر ضبٍّ خربٍ، جر خرب بمجاورة ضب،
جر المتضاجَم على جوار الثورة والقياس نصبه؛ لأنه صفة ثفر، ونظائرها كثيرة. الوبل: جمع وابل وهو المطر الغزير العظيم القطر، ومثله شارب وشَرْب وراكب ورَكْب وغيرهما، والوبل أيضًا مصدر، وبلت السماء تبل وبلًا إذا أتت بالوابل.
يقول: كأن ثبيرًا في أوائل مطر هذا السحاب سيد أناس قد تلفف بكساء مخطط شبه تغطيته بالغثاء بتغطي هذا الرجل بالكساء.
كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُـدْوَةً :: مِنَ السَّيْلِ وَالأَغثَاءِ فَلْكَةُ مِغْـزَلِ
الذروة: أعلى الشيء، والجمع الذُّرى.
المجيمر: أكمة بعينها،
الغُثاء ما جاء به السيل من الحشيش والشجر والكلأ والتراب وغير ذلك، والجمع الأغثاء.
المغزل بضم الميم وفتحها وكسرها معروف، والجمع المغازل. فلكة المغزل مفتوحة الفاء.
يقول: كأن هذه الأكمة غدوة مما أحاط بها من أغثاء السيل فلكة مغزل شبه استدارة هذه الأكمة بما حاط بها من الأغثاء باستدارة فلكة المغزل وإحاطتها بها بإحاطة المغزل.
وأَلْقَى بِصَحْـرَاءِ الغَبيْطِ بَعَاعَـهُ :: نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المُحَمَّلِ
الصحراء تجمع على الصحارى والصحاري معًا،
الغبيط هنا: أكمة قد انخفض وسطها وارتفع طرفاها، سميت غبيطًا تشبيهًا بغبيط البعير.
البعاع: الثقل.
قوله: نزول اليماني، أي: نزول التاجر اليماني.
العياب: جمع عيبة1 الثياب.
يقول: ألقى هذا الحيا2 ثقله بصحراء الغبيط فأنبت الكلأ وضروب الأزهار, وألوان النبات، فصار نزول المطر به كنزول التاجر اليماني صاحب العياب المحمل من الثياب حين نشر ثيابه يعرضها على المشترين؛ شبه نزول هذا المطر بنزول التاجر وشبه ضروب النبات الناشئة من هذا المطر بصنوف الثياب التي نشرها التاجر عند عرضها للبيع؛ وتقدير البيت: وألقى ثقله بصحراء الغبيط فنزل به نزولًا مثل نزول التاجر اليماني صاحب العياب من الثياب.
كَأَنَّ مَكَـاكِيَّ الجِـوَاءِ غُدَّبَـةً :: صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَـلِ
المكاء: ضرب من الطير، والجمع المكاكي.
الجواء: الوادي، والجمع أجوية.
غديّة: تصغير غدوة أو غداة.
الصبح: سقي الصبوح، والاصطباح والتصبح: شرب الصبوح. السلاف: أجود الخمر وهو ما انعصر من العنب من غير عصر. المفلفل: الذي ألقي فيه الفلفل، يقال: فلفلت الشراب أفلفله فلفلة فأنا مفلفِل والشراب مفلفَل.
يقول: كأن هذا الضرب من الطير سقي هذا الضرب من الخمر صباحًا في هذه الأودية، وإنما جعلها كذلك لحدة ألسنتها وتتابع أصواتها ونشاطها في تغريدها؛ لأنّ الشراب المفلفل يحذي اللسان ويسكر، فجعل نشاط الطير كالسكر وتغريدها بحدة ألسنتها من حذي الشراب المفلفل إياها.
كَأَنَّ السِّبَـاعَ فِيْهِ غَرْقَى عَشِيَّـةً :: بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُـلِ
الغرقى: جمع غريق مثل مرضى ومريض وجرحى وجريح.
العشي والعشية: ما بعد الزوال إلى طلوع الفجر وكذلك العشاء.
الأرجاء: النواحي، الواحد رجا،
مقصور، والتثنية رجوان.
القصوى والقصيا تأنيث الأقصى: وهو الأبعد: والياء لغة نجد والواو لغة سائر العرب.
الأنابيش: أصول النبت، سميت بذلك لأنها ينبش عنها، واحدتها أنبوشة. العنصل: البصل البري.
يقول: كأن السباع حين غرقت في سيول هذا المطر عشيًّا أصول البصل البري؛ شبه تلطخها بالطين والماء الكدر بأصول البصل البري؛ لأنها متلطخة بالطين والتراب.