الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

الشاعر محمود غنيم (1902) يلخص حال العالم الإسلامي الآن


مــالــي ولـلـنـجـم يـرعـانـي وأرعـــاه ** امـسـى كـلانـا يـخاف الـغمض جـفناه

لــــي فــيــك يــالـيـل آهـــات أرددهـــا ** أواه لـــــــو أجــــــدت الــمــحــزون أواه

لا تـحـسـبني مـحـبـاً يـشـتكي وصـبـاً ** أهــون بـمـا فــي سـبيل الـحب ألـقاه

أنـــــي تـــذكــرت والــذكــرى مــؤرقــة ** مـــجـــداً تــلــيــدا بــأيـديـنـا أضــعــنـاه

ويــح الـعـروبة كــان الـكـون مـسرحها ** فــأصـبـحـت تـــتــوارى فــــي زوايــــاه

أنـــى اتـجـهـت لــلإسـلام فـــي بـلـد ** تــجــده كـالـطـيـر مـقـصـوصاً جـنـاحـاه

كـــــم صـرفـتـنـا يــــد كــنــا نـصـرفـهـا ** وبـــــات يـحـكـمـنـا شــعــبـاً مــلـكـنـاه

هـــل تـطـلبون مــن الـمـختار مـعـجزة ** يـكـفيه شـعـب مــن الأجــداث أحـيـاه

مــن وحــد الـعرب حـتى صـار واتـرهم ** إذا رأى ولــــــــد الـــمـــوتــور أخـــــــاه

وكـيـف ســاس رعــاة الـشـاة مـملكة ** مـاسـاسها قـيـصر مــن قـبـل أو شـاه

ورحـــب الـنـاس بـالإسـلام حـيـن رأوا ** أن الأخـــــــاء وأن الــــعـــدل مـــغـــزاه

يـــا مـــن رأى عــمـر تـكـسـوه بـردتـه ** والـــزيــت أدم لـــــه والــكــوخ مــــأواه

يـهـتـز كــسـرى عـلـى كـرسـيه فـرقـاً ** مـــن بــأسـه ومـلـوك الــروم تـخـشاه

هــــي الـحـنـيـفة عــيــن الله تـكـلـؤها ** فـكـلـمـا حــاولـوا تـشـويـهها شــاهـوا

ســــل الـمـعـالـي عــنــا إنــنــا عـــرب ** شــعــارنـا الــمــجـد يــهـوانـا ونــهــواه

هـــي الـعـروبـة لــفـظ إن نـطـقت بــه ** فـالـشـرق والــضـاد والإســلام مـعـناه

اســتــرشــد الــمــاضــي فـــأرشـــده ** ونــحــن كــــان لــنـا مــضـي نـسـيـناه

إنــا مـشـينا وراء الـغـرب نـقـتبس مـن ** ضـــيـــائـــه فــأصــابــتـنـا شـــظـــايــاه

بالله سـل خـلف بـحر الـروم عـن عرب ** بــالأمـس كـانـوا هـنـا مـابـالهم تـاهـوا

فــأن تــراءت لــك الـحـمراء عــن كـثب ** فـسـائل الـصـرح أيــن الـمـجد والـجـاه

وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها ** عــمــن بــنــاه لــعــل الــصـخـر يـنـعـاه

وطــف بـبـغداد وابـحـث فــي مـقابرها ** عــل امــرءاً مــن بـنـي الـعباس تـلقاه

أيــن الـرشـيد وقــد طــاف الـغـمام بـه ** فــحــيــن جــــــاوز بـــغـــداد تـــحـــداه

هـــذي مـعـالـم خـــرس كـــل واحــدة ** مـنـهـن قــامـت خـطـيـباً فــاغـراً فـــاه

الله يــشــهــد مــاقــلـبـت ســيـرتـهـم ** يــومـاً وأخــطـأ دمـــع الـعـيـن مــجـراه

مـــاضٍ نـعـيـش عـلـى أنـقـاضه أمـمـاً ** ونـسـتمد الـقـوى مــن وحــي ذكــراه

لا دُردر أمـــــــرئ يــــطـــري أوائـــلـــه ** فـخـراً ، ويـطـرق إن سـاءلـته مـاهـو؟

أنـــــي لأعــتــبـر الإســــلام جــامـعـة ** لـلـشـرق لا مــحـض ديـــن سـنـه الله

أرواحـــنــا تــتــلاقـى فـــيــه خــافــقـة ** كـالـنـحـل إذ يــتـلاقـى فـــي خــلايـاه

دســتـوره الــوحـي والـمـختار عـاهـله ** والـمـسـلـمـون وأن شـــتــوا رعـــايــاه

لا هـــم قــد أصـبـحت أهـواؤنـا شـيـعاً ** فــامـنـن عـلـيـنـا بـــراع أنـــت تــرضـاه

راع يــعـيـد إلــــى الإســـلام سـيـرتـه ** يـــرعــى بــنــيـه وعــيــن الله تــرعــاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق