أخرج الإمام أحمد (2380) ، والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة وغيرهم من عدة طرق عن طريق ابن عباس وأنس بن مالك ، والرواية هنا لـ ابن عباس من مسند الإمام أحمد : عن عبد الله بن عباس قال : بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم عليه وأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله ثم دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه وكان ضمام رجلا جلدا أشعر ذا غريرتين فأقبل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه فقال أيكم بن عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا بن عبد المطلب قال محمد قال نعم فقال بن عبد المطلب انى سائلك ومغلظ في المسألة فلا تجدن في نفسك قال لا أجد في نفسي فسل عما بدا لك قال أنشدك الله الهك واله من كان قبلك واله من هو كائن بعدك آلله بعثك إلينا رسولا فقال اللهم نعم قال فأنشدك الله الهك واله من كان قبلك واله من هو كائن بعدك آلله أمرك ان تأمرنا ان نعبده وحده لا نشرك به شيئا وان نخلع هذه الأنداد التي كانت آباؤنا يعبدون معه قال اللهم نعم قال فأنشدك الله الهك واله من كان قبلك واله من هو كائن بعدك آلله أمرك ان نصلى هذه الصلوات الخمس قال اللهم نعم قال ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة الزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام كلها يناشده عند كل فريضة كما يناشده في التي قبلها حتى إذا فرغ قال فإني أشهد أن لا إله الا الله واشهد أن سيدنا محمدا رسول الله وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه ثم لا أزيد ولا أنقص قال ثم انصرف راجعا إلى بعيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى ان يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة قال فأتى إلى بعيره فأطلق عقاله ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به ان قال بئست اللات والعزى قالوا مه يا ضمام اتق البرص والجذام اتق الجنون قال ويلكم انهما والله لا يضران ولا ينفعان ان الله عز وجل قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه وإني أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله انى قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه قال فوالله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة الا مسلما قال يقول بن عباس فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة .
صححه العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند ، وحسن الإسناد الشيخ شعيب .
ووقت إسلام سيدنا ضمام وقومه كان في السنة التاسعة للهجرة الميمونة المباركة
قال الحافظ في الإصابة : وزعم الواقدي أن قدومه كان في سنة خمس وفيه نظر وذكر بن هشام عن أبي عبيدة أن قدومه كان سنة تسع وهذا عندي أرجح اهـ
وقال أيضا في الفتح تحت شرح لفظ حديث البخاري (63) : فقول بن عباس فقدم علينا يدل على تأخير وفادته أيضا لأن بن عباس إنما قدم المدينة بعد الفتح . اهـ
قال الحافظ : وظهر عقل ضمام في تقديمه الاعتذار بين يدي مسألته لظنه أنه لا يصل إلى مقصوده إلا بتلك المخاطبة . اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق