أخرج الإمام أحمد ( 92 )مسلم في صحيحه 2069 والبخاري في صحيحه وغيرهم واللفظ لمسلم عن أبي عثمان. قال:كتب إلينا عمر ونحن بأذربيجان: يا عتبة بن فرقد! إنه ليس من كدك ولا من كد أبيك ولا من كد أمك. فأشبع المسلمين في رحالهم، مما تشبع منه في رحلك، وإياكم والتنعم، وزي أهل الشرك، ولبوس الحرير! فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبوس الحرير. قال إلا هكذا. ورفع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعيه الوسطى والسبابة وضمهما. قال زهير: قال عاصم: هذا في الكتاب قال ورفع زهير إصبعيه .
سبب مقولة : عمر ليس من كدك ولا كد أبيك
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : وبين أبو عوانة في صحيحه من وجه آخر سبب قول عمر ذلك فعنده في أوله " أن عتبة بن فرقد بعث إلى عمر مع غلام له بسلال فيها خبيص عليها اللبود فلما رآه عمر قال : أيشبع المسلمون في رحالهم من هذا ؟ قال : لا . فقال عمر : لا أريده . وكتب إلى عتبة : إنه ليس من كدك " الحديث اهــ
يقول الإمام النووي :أما قوله: كتب إلينا فمعناه كتب إلى أمير الجيش وهو عتبة بن فرقد ليقرأه على الجيش فقرأه علينا .
ثم قال النووي : الكد التعب والمشقة، والمراد هنا أن هذا المال الذي عندك ليس هو من كسبك ومما تعبت فيه ولحقتك الشدة والمشقة في كده وتحصيله، ولا هو من كد أبيك وأمك فورثته منهما، بل هو مال المسلمين فشاركهم فيه ولا تختص عنهم بشيء بل أشبعهم منه وهم في رحالهم أي منازلهم كما تشبع منه في الجنس والقدر والصفة، ولا تؤخر أرزاقهم
عنهم ولا تحوجهم يطلبونها منك، بل أوصلها إليهم وهم في منازلهم بلا طلب .اهـ بتصرف
ترجمة بسيطة لـ عتبة بن فرقد : صحابي مشهور سمي أبوه باسم النجم ، واسم جده يربوع ، بن حبيب بن مالك السلمي ،ويقال إن يربوع هو فرقد وأنه لقب له ، وكان عتبة أميرا لعمر .. وقيل انه أسلم أيام خيبر وقيل في حنين على الصحيح وهذا ما اختاره الحافظ بن حجر في الفتح ... ولقد كان عتبة موضع ثقة أبي بكر وعمر ، كما كان موضع ثقة سعد بن أبي وقاص حين كان قائداًَ عاماً على العراق ووالياً على الكوفة ، فقد بقي عتبة والياً على أذربيجان في زمن عمر وبقي عليها في عهد عثمان ما بقي سعد والياً على الكوفة ، وعندما كان في (أذربيجان) أكل (الخبيص) فوجده طيباً حلواً ، فأرسل منه سفطين هديه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فلما ذاقه عمر قال : (( إن هذا لطيب ! أكل المهاجريم اكل منه شبعه ؟! )) فلما علم أنه هديه خاصة به أعاده إلى عتبة وكتب إليه : (( إنه ليس بكدك ولا كد أمك ولا كد أبيك ! لا تأكل إلا ما يشبع منه المسلمون في رحالهم ((
وهو مجاهد من عظماء الإسلام فتح شرقي دجلة من شمال الموصل حتى الحدود العراقية _ التركية – الإيرانية وهي أقضية زاخو والعمادية ودهوك وعقرة من لواء الموصل بالإضافة إلى لوائي أربيل والسليمانية ، كما فتح معظم أذربيجان الواقعة في إيران والمتاخمة للحدود العراقية – التركية – الروسية ، ونشر الإسلام في كل تلك الربوع .
وأخرج الطبراني في الكبير ج 17 ح 331 ، أبو نعيم في المعرفة عن أم عاصم امرأة عتبة بن فرقد السلمي رضي الله تعالى عنه قالت : كنا عند عتبة بن فرقد أربع نسوة فكانت كل امرأة منا تجتهد في الطيب لتكون أطيب ريحا من صاحبتها وكان عتبة لا يمس طيبا إلا أن يمس دهنا يمس به لحيته وهو مع ذلك أطيب ريحا منا وكان إذا خرج إلى الناس قال الناس : ما رأينا أطيب ريحا ما شممنا ريحا أطيب من ريح عتبة فسألته عن ذلك ؟ فقلت له يوما : إنا لنجتهد في الطيب ولأنت أطيب منا ريحا فمم ذاك ؟ فقال : أخذني الشرى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فشكوت إليه ذلك فأمرني أن أتجرد فتجردت وقعدت بين يديه وجعلت وألقيت ثوبي على فرجي فنفث في يده ومسح ظهري وبطني بيده فعبق بي هذا الطيب من يومئذ.
حسنه الحافظ ابن حجر في الأمالي المطلقة (4) بقوله :(هَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ رِجَالُهُ مَوَثَّقُونَ،
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ : لَمْ يَرْوِهِ عَنْ رَوْقَاءَ إِلَّا آدَمُ انْتَهَى، وَقَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمَعْرِفَةِ مِنْ طَرِيقِهِ ) ، قلت ونقل العلامة حمدي عبد المجيد السلفي كلام الهيثمي في تعليقه على الطبراني (فى حديث مقارب لهذا ) توثيق الهيثمي لرجال الحديث بقوله في
المجمع (..... ورجال الأوسط رجال الصحيح غير أم عاصم فأني لم اعرفها ) اهـ
وحسنه السيوطي في الخصائص الكبرى ، والله أعلم بصحة ذلك الحديث
ملاحظة : الشِّرى: خُراجٌ صِغارٌ لها لَذْعٌ شديد. .... عَبِقَ به الطِّيبُ: أي لَزِقَ به
المراجع : صحيح مسلم بشرح النووي _ فتح الباري للحافظ ابن حجر _ ومسند الإمام أحمد _ومعجم الطبراني الكبير بتحقيق علامة العراق حمدي عبد المجيد السلفي _ الأمالي المطلقة للحافظ _ والخصائص للسيوطي .
سبب مقولة : عمر ليس من كدك ولا كد أبيك
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : وبين أبو عوانة في صحيحه من وجه آخر سبب قول عمر ذلك فعنده في أوله " أن عتبة بن فرقد بعث إلى عمر مع غلام له بسلال فيها خبيص عليها اللبود فلما رآه عمر قال : أيشبع المسلمون في رحالهم من هذا ؟ قال : لا . فقال عمر : لا أريده . وكتب إلى عتبة : إنه ليس من كدك " الحديث اهــ
يقول الإمام النووي :أما قوله: كتب إلينا فمعناه كتب إلى أمير الجيش وهو عتبة بن فرقد ليقرأه على الجيش فقرأه علينا .
ثم قال النووي : الكد التعب والمشقة، والمراد هنا أن هذا المال الذي عندك ليس هو من كسبك ومما تعبت فيه ولحقتك الشدة والمشقة في كده وتحصيله، ولا هو من كد أبيك وأمك فورثته منهما، بل هو مال المسلمين فشاركهم فيه ولا تختص عنهم بشيء بل أشبعهم منه وهم في رحالهم أي منازلهم كما تشبع منه في الجنس والقدر والصفة، ولا تؤخر أرزاقهم
عنهم ولا تحوجهم يطلبونها منك، بل أوصلها إليهم وهم في منازلهم بلا طلب .اهـ بتصرف
ترجمة بسيطة لـ عتبة بن فرقد : صحابي مشهور سمي أبوه باسم النجم ، واسم جده يربوع ، بن حبيب بن مالك السلمي ،ويقال إن يربوع هو فرقد وأنه لقب له ، وكان عتبة أميرا لعمر .. وقيل انه أسلم أيام خيبر وقيل في حنين على الصحيح وهذا ما اختاره الحافظ بن حجر في الفتح ... ولقد كان عتبة موضع ثقة أبي بكر وعمر ، كما كان موضع ثقة سعد بن أبي وقاص حين كان قائداًَ عاماً على العراق ووالياً على الكوفة ، فقد بقي عتبة والياً على أذربيجان في زمن عمر وبقي عليها في عهد عثمان ما بقي سعد والياً على الكوفة ، وعندما كان في (أذربيجان) أكل (الخبيص) فوجده طيباً حلواً ، فأرسل منه سفطين هديه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فلما ذاقه عمر قال : (( إن هذا لطيب ! أكل المهاجريم اكل منه شبعه ؟! )) فلما علم أنه هديه خاصة به أعاده إلى عتبة وكتب إليه : (( إنه ليس بكدك ولا كد أمك ولا كد أبيك ! لا تأكل إلا ما يشبع منه المسلمون في رحالهم ((
وهو مجاهد من عظماء الإسلام فتح شرقي دجلة من شمال الموصل حتى الحدود العراقية _ التركية – الإيرانية وهي أقضية زاخو والعمادية ودهوك وعقرة من لواء الموصل بالإضافة إلى لوائي أربيل والسليمانية ، كما فتح معظم أذربيجان الواقعة في إيران والمتاخمة للحدود العراقية – التركية – الروسية ، ونشر الإسلام في كل تلك الربوع .
وأخرج الطبراني في الكبير ج 17 ح 331 ، أبو نعيم في المعرفة عن أم عاصم امرأة عتبة بن فرقد السلمي رضي الله تعالى عنه قالت : كنا عند عتبة بن فرقد أربع نسوة فكانت كل امرأة منا تجتهد في الطيب لتكون أطيب ريحا من صاحبتها وكان عتبة لا يمس طيبا إلا أن يمس دهنا يمس به لحيته وهو مع ذلك أطيب ريحا منا وكان إذا خرج إلى الناس قال الناس : ما رأينا أطيب ريحا ما شممنا ريحا أطيب من ريح عتبة فسألته عن ذلك ؟ فقلت له يوما : إنا لنجتهد في الطيب ولأنت أطيب منا ريحا فمم ذاك ؟ فقال : أخذني الشرى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فشكوت إليه ذلك فأمرني أن أتجرد فتجردت وقعدت بين يديه وجعلت وألقيت ثوبي على فرجي فنفث في يده ومسح ظهري وبطني بيده فعبق بي هذا الطيب من يومئذ.
حسنه الحافظ ابن حجر في الأمالي المطلقة (4) بقوله :(هَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ رِجَالُهُ مَوَثَّقُونَ،
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ : لَمْ يَرْوِهِ عَنْ رَوْقَاءَ إِلَّا آدَمُ انْتَهَى، وَقَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمَعْرِفَةِ مِنْ طَرِيقِهِ ) ، قلت ونقل العلامة حمدي عبد المجيد السلفي كلام الهيثمي في تعليقه على الطبراني (فى حديث مقارب لهذا ) توثيق الهيثمي لرجال الحديث بقوله في
المجمع (..... ورجال الأوسط رجال الصحيح غير أم عاصم فأني لم اعرفها ) اهـ
وحسنه السيوطي في الخصائص الكبرى ، والله أعلم بصحة ذلك الحديث
ملاحظة : الشِّرى: خُراجٌ صِغارٌ لها لَذْعٌ شديد. .... عَبِقَ به الطِّيبُ: أي لَزِقَ به
المراجع : صحيح مسلم بشرح النووي _ فتح الباري للحافظ ابن حجر _ ومسند الإمام أحمد _ومعجم الطبراني الكبير بتحقيق علامة العراق حمدي عبد المجيد السلفي _ الأمالي المطلقة للحافظ _ والخصائص للسيوطي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق