يقول الحافظ ابن كثير في مقدمة التفسير [ ج1 ص67 ] : أنه عليه الصلاة والسلام قال : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "
وهذه من صفات المؤمنين المتبعين للرسل ، وهم الكُمل في أنفسهم ، المكملون لغيرهم ، وذلك جمع بين النفع القاصر والمتعدي ، وهذا بخلاف صفة الكفار الجبارين الذين لا ينفعون ، ولا يتركون أحدا ممن أمكنهم أن ينتفع
كما قال تعالى : { الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ } [النحل : 88]
وكما قال تعالى : { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ } [الأنعام :26]
في أصح قولي المفسرين في هذا وهو أنهم ينهون الناس عن إتباع القرآن مع نأيهم وبعدهم عنه ، فجمعوا بين التكذيب والصد
كما قال تعالى:{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا } [الأنعام :157]
فهذا شأن الكفار ، كما أن شأن خيار الأبرار أن يكمل في نفسه وأن يسعى في تكميل غيره
كما قال عليه السلام : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ،
وكما قال الله تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [ فصلت :33]
فجمع بين الدعوة إلى الله سواء كان بالأذان أو بغيره من أنواع الدعوة من تعليم القرآن والحديث والفقه وغير ذلك ، مما يُبتغى به وجه الله ، وعمل هو في نفسه صالحا ، وقال قولا صالحا ، فلا أحد أحسن حالا من هذا.
وقد كان أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي - أحد أئمة الإسلام ومشايخهم - من رغب في هذا المقام ، فقعد يعلم الناس في إمارة عثمان إلى أيام الحجاج قالوا : وكان مقدار ذلك الذي مكث فيه يعلم القرآن سبعين سنة ، رحمه الله ، وآتاه الله ما طلبه ودامه. آمين. ا ه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق