أخرج الحاكم "المستدرك " (3580 _ مقبل) حدثنا أبو الحسن علي
بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري حدثنا أبو نعيم
حدثنا يونس بن أبي إسحاق أنه تلا قول الله عز وجل { وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي
إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ } الآية
(الشعراء : 51 فقال أبو بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال نزل رسول
الله صلى الله عليه وسلم بأعرابي فأكرمه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
تعهدنا ائتنا فأتاه الأعرابي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حاجتك
فقال ناقة برحلها وبحر لبنها أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عجز هذا أن
يكون كعجوز بني إسرائيل فقال له أصحابه ما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله فقال إن
موسى حين أراد أن يسير ببني إسرائيل ضل عنه الطريق فقال لبني إسرائيل ما هذا قال
فقال له علماء بني إسرائيل إن يوسف عليه السلام حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من
الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا فقال موسى أيكم يدري أين قبر يوسف
فقال علماء بني إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل فأرسل إليها
موسى فقال دلينا على قبر يوسف قالت لا والله حتى تعطيني حكمي فقال لها ما حكمك
قالت حكمي أن أكون معك في الجنة فكأنه كره ذلك قال فقيل له أعطها حكمها فأعطاها
حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت لهم انضبوا هذا الماء فلما أنضبوا
قالت لهم احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الأرض إذ الطريق مثل
ضوء النهار
قال الحاكم : هذا حديث صحيح
على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
قال العلامة مقبل بن هادي : وقول
الحاكم على
شرط الشيخين ليس بصحيح ، بل لو سلم متنه من النكارة لكان على شرط مسلم ، لان
البخاري لم يخرج ليونس بن أبي اسحاق السبيعي .اهـ
قال ابن كثير " التفسير
" (6/142)
: هذا حديث غريب جدًا ، والأقرب أنه
موقوف ، والله أعلم.اهـ
قلت النكارة سيتكلم عنها العلامة
الألباني ويفندها .
وأخرجه ايضاً أبو يعلى في
" مسنده " ( 344 / 1 ) وقال الهيثمي في المجمع (10/170) :
"رجال أبي يعلى رجال الصحيح".
وفي رواية لابي يعلى :" أعجزتم
أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ? فقال أصحابه : يا رسول الله و ما عجوز
بني إسرائيل ? قال : إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر , ضلوا الطريق فقال
: ما هذا ? فقال علماؤهم : نحن نحدثك , إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا
من الله أن لا يخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا , قال : فمن يعلم موضع قبره ?
قالوا : ما ندري أين قبر يوسف إلا عجوز من بني إسرائيل , فبعث إليها فأتته
فقال : دلوني على قبر يوسف , قالت : لا والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي , قال : و
ما حكمك ? قالت : أكون معك في الجنة , فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله
إليه أن أعطها حكمها , فانطلقت
بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء , فقالت : انضبوا هذا الماء فأنضبوا , قالت :
احفروا و استخرجوا عظام يوسف فلما أقلوها إلى الأرض إذا الطريق مثل ضوء
النهار .
صحح تلك الاحاديث العلامة
الألباني في "السلسلة الصحيحة " (313) على شرط مسلم
ثم قال ): فائدة
) كنت استشكلت قديما قوله في هذا الحديث " عظام يوسف " لأنه يتعارض بظاهره
مع الحديث الصحيح :
" إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " حتى
وقفت على حديث ابن عمر رضي الله عنهما ." أن النبي صلى الله عليه وسلم
لما بدن , قال له تميم الداري : ألا أتخذ لك منبرا يا رسول الله يجمع أو يحمل
عظامك ? قال : بلى فاتخذ له منبرا مرقاتين " .
أخرجه أبو داود ( 1081 )
بإسناد جيد على شرط مسلم .
فعلمت منه أنهم كانوا يطلقون
" العظام " , و يريدون البدن كله , من باب إطلاق الجزء و إرادة
الكل , كقوله تعالى *( و قرآن الفجر )* أي : صلاة الفجر . فزال الإشكال و الحمد
لله , فكتبت هذا لبيانه .اهـ "الصحيحة "
فائدة الحديث : ان الأعرابي رضي
الله عنه عندما سئله النبي صلى الله عليه وسلم عن حاجته كان الافضل ان يطلب منه ان يدعو الله
له بالجنة او يرافقه بالجنة ، لذلك نبه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة لذلك ،
وفيها ان متاع الدنيا زائل لا يدوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق