نعوا يوم الخميس إليَّ خالي
|
فقلت مضت مصافاة الليالي
|
أبعدك يا عليُّ تطيب نفسي
|
بعالي منصبٍ وكثير مال
|
وهل يشفي تباريحي شراب
|
وقد أصبحت أشرق بالزلال
|
نهى الحدثان عن طربٍ فؤادي
|
ولهوٍ بالنديم وبالغزال
|
وردت ناظري صور المنايا
|
برهبتهن عن صور الجمال
|
وحالت بين قلبي والتمني
|
عظات فيه واسعة المجال
|
فلست براغب في عود دهري
|
ولا وعد الحبيبة بالوصال
|
رويداً خاليَ الماضي رويداً
|
فقد أزعجتني وشغلت بالي
|
مضيت وما رأيتك منذ دهر
|
تغير فيه حال بعد حال
|
وفاجأك المنون فلم تودع
|
ولم تنذر بهذا الانتقال
|
تركت مظاهر الدنيا قنوعاً
|
بحظك في الثمانين الطوال
|
وغادرت المآرب بعد زهد
|
وفارقت المنى بعد ابتذال
|
وكنت من الغمام أعمَّ خيراً
|
وأثبت في الخطوب من الجبال
|
وتمتلك الأحبة والأعادي
|
بأخلاق أرق من الشمال
|
وكنت إذا قضيت حكمت عدلاً
|
وأخرجت الحرام من الحلال
|
وأحسن من حيائك في شباب
|
وقارُك في مشيب واكتهال
|
وكنت أحب بعد أبي وأمي
|
إليَّ من الرفاق وكلِّ آلي
|
وكم لك من مقاصد ظاهرات
|
سعيت لها على الأسل النهال
|
وقد كنت المعين على صلاحي
|
ومرشديَ العظيم إلى الكمال
|
تعلمني الرماية والقوافي
|
وآداب الخطابة والجدال
|
وتلهمني المعاني باهرات
|
أسيل بهن كالسحر الحلال
|
وتوضح لي المسالك والمساعي
|
فأبلغ كل ممتنع المنال
|
وتشربني بعلمك حب ديني
|
وقومي والخليفة والهلال
|
فماذا لي تركت من الوصايا
|
ومحض النصح والحِكَم الغوالي
|
وهل أبقيت لي عزماً لأسعى
|
وقد أضحت مقيَّدةً رحالي
|
وهل أرجو لقاءك في حياتي
|
وقد صار اللقاء من المحال
|
وهل يسليك عني ما تلاقي
|
من الرضوان إني غير سال
|
سألتُ ولو سمعتَ رحمتَ حزني
|
ولكن أين سمعك من سؤالي
|
أطاع الدمعُ خطبَك وهو عاصٍ
|
وأرخصه رثاؤك وهو غال
|
يفيض كزاخرٍ ويثور صدري
|
وليس بمطفئٍ حرَّ اشتعالي
|
لئن أبكى عيوني فيك خطبي
|
فقد أبكى المكارمَ والمعالي
|
لك الفردوس تسكنها رضيّاً
|
بأجرك والتذكُّرُ والجوى لي
|
الأحد، 20 أكتوبر 2019
. احمد الكاشف: نعوا يوم الخميس إليَّ خالي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق