أخرج الإمام أحمد في المسند [25140]: عنعائشة
قالت : خرجت يوم الخندق أقفوا آثار الناس قالت فسمعت وئيد الأرض ورائي يعني حس
الأرض قالت فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه بن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنة
قالت فجلست إلى الأرض فمر سعد وعليه درع من حديد قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف
على أطراف سعد قالت وكان سعد من أعظم الناس وأطولهم قالت فمر وهو يرتجز ويقول
( ليت قليلا يدرك الهيجا جمل ... ما أحسن
الموت إذا حان الأجل ) قالت فقمت فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين وإذا
فيهم عمر بن الخطاب وفيهم رجل عليه سبغة له يعنى مغفرا فقال عمر ما جاء بك لعمري
والله إنك لجريئة وما يؤمنك أن يكون بلاء أو يكون تحوز قالت فما زال يلومني حتى
تمنيت أن الأرض انشقت لي ساعتئذ فدخلت فيها قالت فرفع الرجل السبغة عن وجهه فإذا
طلحة بن عبيد الله فقال يا عمر ويحك انك قد أكثرت منذ اليوم وأين التحوز أو الفرار
إلا إلى الله عز وجل قالت ويرمى سعدا رجل من المشركين من قريش يقال له بن العرقة
بسهم له فقال له خذها وأنا بن العرقة فأصاب أكحله فقطعه فدعا الله عز وجل سعد فقال
اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة قالت وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية
قالت فرقي كلمه وبعث الله عز وجل الريح على المشركين فكفى الله عز وجل المؤمنين
القتال وكان الله قويا عزيزا فلحق أبو سفيان ومن معه بتهامة ولحق عيينة بن بدر ومن
معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى المدينة فوضع السلاح وأمر بقبة من آدم فضربت على سعد في المسجد قالت فجاءه
جبريل عليه السلام وإن على ثناياه لنقع الغبار فقال أقد وضعت السلاح والله ما وضعت
الملائكة بعد السلاح اخرج إلى بني قريظة فقاتلهم قالت فلبس رسول الله صلى الله
عليه وسلم لأمته وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا فخرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم فمر على بني غنم وهم جيران المسجد حوله فقال من مر بكم فقالوا مر بنا دحية
الكلبي وكان دحية الكلبي تشبه لحيته وسنه ووجهه جبريل عليه السلام فقالت فأتاهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد حصرهم واشتد
البلاء قيل لهم انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشاروا أبا لبابة
بن عبد المنذر فأشار إليهم أنه الذبح قالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم انزلوا على حكم سعد بن معاذ فنزلوا وبعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ فأتي به على حمار عليه إكاف من ليف قد حمل عليه
وحف به قومه فقالوا يا أبا عمر وحلفائك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت قالت
وإني لا يرجع إليهم شيئا ولا يلتفت إليهم حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه
فقال قد آن لي أن لا أبالي في الله لومه لائم قال قال أبو سعيد فلما طلع على رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال قوموا إلى سيدكم فأنزلوه فقال عمر سيدنا الله عز وجل
قال انزلوه فأنزلوه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احكم فيهم قال سعد فإني احكم
فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم وقال يزيد ببغداد ويقسم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل وحكم رسوله قالت ثم
دعا سعد قال اللهم إن كنت أبقيت على نبيك صلى الله عليه وسلم من حرب قريش شيئا
فأبقني لها وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك قالت فانفجر كلمه وكان قد
برئ حتى ما يرى منه إلا مثل الخرص ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم قالت عائشة فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر قالت
فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا في حجرتي وكانوا
كما قال الله عز وجل { رحماء بينهم } قال علقمة قلت أي أمه فكيف كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصنع قالت كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو
آخذ بلحيته .
قال العلامة شعيب الأرنؤوط :
بعضه صحيح وجزء منه حسن وهذا إسناد فيه ضعف عمرو بن علقمة لم يرو عنه غير ابنه
محمد .
حسنه العلامة الألباني في الصحيحة
بقوله : قلت : و هذا إسناد حسن . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد
" ( 6 / 128 ) :" رواه أحمد و فيه محمد بن
عمرو بن علقمة و هو حسن الحديث , و بقية رجالهثقات " .و قال الحافظ في
" الفتح " ( 11 / 43 ) : " و سنده حسن " .
قلت : و أخرجه البخاري ( 4
/ 175 ) , و أبو داود ( 5215 ) , و أحمد ( 2 / 22 ,
71 ) , و أبو يعلى في "
مسنده " ( ق 77 / 2 ) , من حديث أبي سعيد الخدري :
" أن أهل قريظة نزلوا على
حكم سعد , فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليه ,
فجاء , فقال : قوموا إلى سيدكم ,
أو قال : خيركم , فقعد عند النبي صلى الله
عليه وسلم , فقال : هؤلاء نزلوا
على حكمك , قال : فإني أحكم أن تقتل مقاتلهم ,
و تسبى ذراريهم , فقال : لقد حكمت
بما حكم به الملك " . اهـ
قال الإمام ابن كثير في البداية [4/84] : وهذا الحديث إسناده جيد وله شواهد من وجوه كثيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق