الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل
لقد كان قدر الله لهذه الأمة خير عندما قيد لها من جهابذة وأساطين العلم لكي يحفظوا لنا كل شاردة وواردة عن رسول الله صلي اله عليه وسلم ،وكذلك حُفظ لنا سير أصحابه الكرام ومن العلماء من التزم أن لا يوجد بكتابه إلا ما صح عن النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه ،كصحيح البخاري وكذلك صحيح مسلم .....إلي أخره ، وبعض العلماء مثل الطبري ومن في طبقته من العلماء الثقات المتثبّتين - في إيرادهم الأخبار الضعيفة - كمثل رجال النيابة الآن إذا أرادوا أن يبحثوا في قضية فإنهم يجمعون كل ما تصل إليه أيديهم من الأدلة والشواهد المتصلة بها، مع علمهم بتفاهة بعضها أو ضعفه، اعتماداً منهم على أن كل شيء سيقدَّر بقدره. وهكذا الطبري وكبار حملة الأخبار من سلفنا كانوا لا يفرّطون في خبر مهما علموا من ضعفِ ناقله خشية أن يفوتهم بإهماله شيء من العلم ولو من بعض النواحي، إلا أنهم يردُّون كل خبر معْزواً إلى راويه ليعرف القارئ قوة الخبر من كون رواته ثقات أو ضعفَه من كون رواته لا يوثَق بهم، وبذلك يرَوْنَ أنهم أدُّوا الأمانة، ووضعوا بين أيدي القرّاء كل ما وصلت إليه أيديهم.
يقول الإمام مسلم بن الحجاج في مقدمة صححيه:واعلم وفقك الله تعالى، أن الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح الروايات وسقيمها. و ثقات الناقلين لها، من المتهمين. أن لا يروي منها إلا ما عرف صحة مخارجه. والستارة في ناقليه ) انتهي
يقول الاما ابن كثير فى مقدمة البداية والنهاية :وإنما الإعتماد والاستناد على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صح نقله أو حسن وما كان فيه ضعف نبينه وبالله المستعان وعليه التكلان
واخرج مسلم 5 :عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع".
وفي رواية:كفى بالمرء أثم ....
عن ابن سيرين؛ قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد. فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم. فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم.
عن ابن أبي الزناد، عن أبيه؛ قال: أدركت بالمدينة مائة كلهم مأمون. ما يؤخذ عنهم الحديث. يقال: ليس من أهله.
كلهم مأمون : اى أصحاب دين وورع ولكن ليسوا من أهل هذا العلم
وعن عبدالله بن المبارك يقول: الإسناد من الدين. ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
قال الحافظ ابن حجر في ترجمة الطبراني من لسان الميزان: "إن الحفّاظ الأقدمين يعتمدون في روايتهم الأحاديث الموضوعة مع سكوتهم عنها على ذكرهم الأسانيد، لاعتقادهم أنهم متى أوردوا الحديث بإسناده فقد بَرِئوا من عهدته، وأسندوا أمره إلى النظر في إسناده".
قالالإمام الذهبي رحمه الله في "الميزان" (97/4) في ترجمة مسروح أبي شهاب نقلا عن ابن أبي حاتم قال: "سألت أبي عن مسروح، وعرضت عليه بعض حديثه فقال: "يحتاج إلى توبة من حديث باطل رواه عن الثوري" قال الذهبي: "إي والله، هذا هو الحق، إن كل من روى حديثا يعلم أنه غير صحيح، فعليه التوبة
قصة نيل مصر مع عمر بن الخطاب.... لا تصح واهية ومكذوبة
أخرج ابن عبد الحكم في كتابه«فتوح مصر وأخبارها» ابن قدامة في كتابه «الرقة والبكاء» بأسانيدهم :
«لما فتح عمرو بن العاص مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم، فقالوا له أيها الأمير، إن لنيلنا هذا سُنَّة لا يجري إلا بها، فقال لهم وما ذاك؟ قالوا إنه إذا كان لثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحُليّ والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل، فيجري
فقال لهم عمرو إن هذا لا يكون في الإسلام، وإن الإسلام يهدم ما قبله، فأقاموا بؤونة وَأَبِيْبَ ومِسْرَى لا يجري قليلاً ولا كثيرًا حتى هموا بالجلاء، فلما رأى ذلك عمرو، كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه عمر قد أصبتَ، إن الإسلام يهدم ما قبله، وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل النيل إذا أتاك كتابي
فلما قدم الكتاب على عمرو، وفتح البطاقة، فإذا فيها «من عبد الله عمر أمير المؤمنين، إلى نيل أهل مصر، أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر، وإن كان الله الواحد القهار الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك»
فعرّفهم عمرو بكتاب أمير المؤمنين والبطاقة، ثم ألقاها فألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم، وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها لأنه لا يقوم بمصلحتهم فيها إلا النيل، فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعًا في ليلة، وقطع الله تلك السُّنَّةَ السوء عن أهل مصر»
ضعفها العلامة علي حشيش في سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية
قصة ابن الأكرمين ....واهية وسندها مظلم
وقد رواها ابن عبد الحكم في فتوح مصر قال حدثنا عن أبي عبدة عن ثابت البناني وحميد عن أنس ابن مالك أن رجلا من أهل مصر قدم شاكيا إلى عمر وذكر فيها قصة سباقه مع ابن عمر و بن العاص وان ابن عمرو ابن العاص ضربه وجعل يقول (أنــــــــــا ابن الأكرمين)!!
ثم أمر ابن الخطاب عمرو وولده أن يأتيا إلى المدينة من مصر
ثم أمر المصري أن يضرب ابن عمرو ويديرها على صلعة عمرو ابن العاص!!
وضعفها الشيخ علي حشيش والعلامة أبي إسحاق الحويني
عنكبوتِ الغارِ والحمامتينِ
" تشاورت قريش ليلة بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح ، فأثبتوه بالوثاق . يريدون النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال بعضهم : بل اقتلوه . وقال بعضهم : بل أخرجوه . فأطلع الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك ، فبات علي على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عليا ، يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فلما رأوا عليا ، رد الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ؟ قال : لا أدري . فاقتصوا أثره ، فلما بلغوا الجبل ، خلط عليهم ، فصعدوا في الجبل ، فمروا بالغار ، فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاث ليال .
أخرجها عبد الرزاق في " المصنف " (9743) بأطول من هذا ، وأحمد (1/348) ، والطبري في " جامع البيان " عند تفسير الآية ، والطبراني في " الكبير " (12155) ، والخطيب في " تاريخ بغداد " (13/191) ، أخرج أبو بكر المروزي في " مسند أبي بكر " (72)
ضعفها محدث وادي النيل الشيخ احمد شاكر في المسند رقم 3251 بعض ان كان صحهها وتراجع عن ذلك
وأيضا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في " الضعيفة " (3/339) : واعلم أنه لا يصح حديث في العنكبوت والحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فكن من ذلك على علم .ا.هـ.
الشيخ بكر أبو زيد .قال في " التحديث بما قيل : لا يصح فيه حديث " ( ص 133) عن غار حراء : نسج العنكبوت عليه وقصة الحمامتين . ونقل كلام الشيخ الألباني الآنف في الضعيفة .
وضعفها العلامة أبي إسحاق الحويني في بعض دروسه
قلت :بل قصة العنكبوت يوجد في صحيح البخاري حديث يدل على كذبها
فقد اخرج البخاري :3453 - حدثنا محمد بن سنان: حدثنا همام، عن ثابت، عن أنس، عن أبي بكر رضي الله عنه قال:
قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال: (ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما).
(نظر تحت قدميه) : حيث ان أهل الشرك كانوا فوق الغار وليس امامه ، ولكن المهم عدم ثبوت سند قصة العنكبوت
وبأذن الله نًتبع ذلك بكثير من القصص المنتشرة بين العامة والخاصة وهي لا تصح ولا يجوز نشرها بل الواجب تنبيه القاصي والداني
لضعف تلك القصص وعدم ثبوتها بل وعدم حدوثها أصلاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق