الأحد، 30 ديسمبر 2012

سعد بن معاذ وحكمه في بني قريظة .... (السيرة)


أخرج الإمام أحمد في المسند [25140]:  عنعائشة قالت : خرجت يوم الخندق أقفوا آثار الناس قالت فسمعت وئيد الأرض ورائي يعني حس الأرض قالت فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه بن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنة قالت فجلست إلى الأرض فمر سعد وعليه درع من حديد قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد قالت وكان سعد من أعظم الناس وأطولهم قالت فمر وهو يرتجز ويقول
( ليت قليلا يدرك الهيجا جمل ... ما أحسن الموت إذا حان الأجل ) قالت فقمت فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين وإذا فيهم عمر بن الخطاب وفيهم رجل عليه سبغة له يعنى مغفرا فقال عمر ما جاء بك لعمري والله إنك لجريئة وما يؤمنك أن يكون بلاء أو يكون تحوز قالت فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت لي ساعتئذ فدخلت فيها قالت فرفع الرجل السبغة عن وجهه فإذا طلحة بن عبيد الله فقال يا عمر ويحك انك قد أكثرت منذ اليوم وأين التحوز أو الفرار إلا إلى الله عز وجل قالت ويرمى سعدا رجل من المشركين من قريش يقال له بن العرقة بسهم له فقال له خذها وأنا بن العرقة فأصاب أكحله فقطعه فدعا الله عز وجل سعد فقال اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة قالت وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية قالت فرقي كلمه وبعث الله عز وجل الريح على المشركين فكفى الله عز وجل المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا فلحق أبو سفيان ومن معه بتهامة ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فوضع السلاح وأمر بقبة من آدم فضربت على سعد في المسجد قالت فجاءه جبريل عليه السلام وإن على ثناياه لنقع الغبار فقال أقد وضعت السلاح والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح اخرج إلى بني قريظة فقاتلهم قالت فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر على بني غنم وهم جيران المسجد حوله فقال من مر بكم فقالوا مر بنا دحية الكلبي وكان دحية الكلبي تشبه لحيته وسنه ووجهه جبريل عليه السلام فقالت فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء قيل لهم انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر فأشار إليهم أنه الذبح قالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انزلوا على حكم سعد بن معاذ فنزلوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ فأتي به على حمار عليه إكاف من ليف قد حمل عليه وحف به قومه فقالوا يا أبا عمر وحلفائك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت قالت وإني لا يرجع إليهم شيئا ولا يلتفت إليهم حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال قد آن لي أن لا أبالي في الله لومه لائم قال قال أبو سعيد فلما طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قوموا إلى سيدكم فأنزلوه فقال عمر سيدنا الله عز وجل قال انزلوه فأنزلوه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احكم فيهم قال سعد فإني احكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم وقال يزيد ببغداد ويقسم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل وحكم رسوله قالت ثم دعا سعد قال اللهم إن كنت أبقيت على نبيك صلى الله عليه وسلم من حرب قريش شيئا فأبقني لها وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك قالت فانفجر كلمه وكان قد برئ حتى ما يرى منه إلا مثل الخرص ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر قالت فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا في حجرتي وكانوا كما قال الله عز وجل { رحماء بينهم } قال علقمة قلت أي أمه فكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قالت كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته .

قال العلامة شعيب الأرنؤوط : بعضه صحيح وجزء منه حسن وهذا إسناد فيه ضعف عمرو بن علقمة لم يرو عنه غير ابنه محمد .
حسنه العلامة الألباني في الصحيحة بقوله : قلت : و هذا إسناد حسن . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 6 / 128 ) :" رواه أحمد و فيه محمد بن عمرو بن علقمة و هو حسن الحديث , و بقية رجالهثقات " .و قال الحافظ في " الفتح " ( 11 / 43 ) : " و سنده حسن " .
 قلت : و أخرجه البخاري ( 4 / 175 ) , و أبو داود ( 5215 ) , و أحمد ( 2 / 22 , 
71 ) , و أبو يعلى في " مسنده " ( ق 77 / 2 ) , من حديث أبي سعيد الخدري :
" أن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد , فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليه , 
فجاء , فقال : قوموا إلى سيدكم , أو قال : خيركم , فقعد عند النبي صلى الله 
عليه وسلم , فقال : هؤلاء نزلوا على حكمك , قال : فإني أحكم أن تقتل مقاتلهم , 
و تسبى ذراريهم , فقال : لقد حكمت بما حكم به الملك " . اهـ
قال الإمام ابن كثير في البداية [4/84] : وهذا الحديث إسناده جيد وله شواهد من وجوه كثيرة 

الخميس، 27 ديسمبر 2012

بين حصار غزة وحصار شعب أبي طالب ، والمروءة لبعض المشركين _ كُتبت في 2008


اخرج البخاري حديث رقم [1513] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم، من الغد يوم النحر، وهو بمنى : (نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر). يعني ذلك المحصب، وذلك أن قريشا وكنانة، تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب، أو بني المطلب: أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم، حتى يسلموا إليهم النبي صلى الله عليه وسلم .

معني التقاسم علي الكفر :
أي عندما تم حصار بني هاشم في شعب أبا طالب بمكة ، حيث أن أبو طالب علم أن قريش سوف تقوم بقتل النبي صلي الله عليه وسلم ،فلما رأى أبو طالب عمل القوم جمع بني عبد المطلب وأمرهم أن يدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبهم وأمرهم أن يمنعوه ممن أرادوا قتله فاجتمع على ذلك مسلمهم وكافرهم فمنهم من فعله حمية ومنهم من فعله إيمانا ويقينا فلما عرفت قريش أن القوم قد منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجمعوا على ذلك اجتمع المشركون من قريش فاجمعوا أمرهم أن لا يجالسوهم ولا يبايعوهم ولا يدخلوا بيوتهم حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل وكتبوا في مكرهم صحيفة وعهودا ومواثيق لا يقبلوا من بني هاشم صلحا أبدا ولا يأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه للقتل فلبث بنو هاشم في شعبهم ثلاث سنين واشتد عليهم البلاء والجهد وقطعوا عنهم الأسواق فلا يتركوا لهم طعاما يقدم مكة ولا بيعا إلا بادروهم إليه فاشتروه يريدون بذلك أن يدركوا سفك دم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكأن الزمان يستدير ويعيد نفسه في غزة فقام الحصار علي الحبيبة غزة كما فعلت قريش برسول الله صلي الله عليه وسلم ، ولكن هذه المرة ليس من أهل الشرك فقط بل ومن المسلمين فأيام شعب أبي طالب لم يتورط أحد من المسلمين في ذلك الحصار (أعاذهم الله من ذلك) ولكن اليوم تحالف المشركين (اليهود والصليبين) مع شرذمة منحلة من المسلمين لحصار غزة ، حيث تقاسموا علي الضلال والغي بتجويع أهلنا وأمهاتنا وآبائنا وإخواننا ونسائنا وأطفالنا بغزة .

سبب الحصار :

بعد أن فشلت جميع وسائل الإرهاب والحرب النفسية والدعائية ضدّ النبي(صلى الله عليه وآله) ومن آمن معه ،امتنع زعماء قريش، وقرّروا أن يقاطعوا أبا طالب وبني هاشم، ومحمّداً وأصحابه، مقاطعة اقتصادية واجتماعية، وكتبوا عهداً بذلك وعلّقوه في جوف الكعبة.

 مضمون الصحيفة

ممّا جاء في تلك الصحيفة الظالمة: ألاّ يبايعوا أحداً من بني هاشم، ولا يناكحوهم، ولا يعاملوهم، حتّى يدفعوا إليهم محمّداً فيقتلوه.
وتعاهدوا على ذلك، وختموا الصحيفة بثمّانين ختماً، ثمّ حصرت قريش رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته من بني هاشم وبني عبد المطلّب في شعب أبي طالب.

 شدّة الحصار

استمرّ الحصار وطال حتّى أنفق أبو طالب والنبي(صلى الله عليه وسلم) مالهما، كما أنفقت خديجة أموالها الطائلة في هذه المحاصرة الظالمة.
وأشتدّ خلالها الخَطْبُ على المسلمين، وراحوا يعانون من الجوع والأذى، ويأكلون نباتات الأرض، ولم يكن يصلهم من الطعام شيء، إلاّ ما كان يتسرّب سرّاً من بعض المتعاطفين معهم.

رفع الحصار والمروءة:

وهنا قصة لا أعلم مدى صحتها(والراجح ضعفها) من أكل الأرضة الصحيفة ولم يتبقي سوي اسم الله تعالي ،ولكن الذي أعلمه هنا مروءة بعض المشركين منهم المطعم بن عدي وعدة أنفار من قريش تبرؤ من هذه الصحيفة الظالمة ،بل وفعل بعضهم أفعال توكد أن هناك فارق بين كفار الأمس واليوم فكفار الأمس كان لديهم مروءة ولا يوجد اي وجه للمقارنة بينهم وبين الوحوش الضارية من اليهود حيث قام  هشام بن عمر بن الحارث رضي الله عنه لأنه أسلم كان في هذا الوقت على الشرك وكان ابن أخي نضلة ابن هاشم ابن عبد مناف ابن أمه فكان هشام لبني هاشم واصلا متوددا وكان ذا شرف في قومه فكان يأتي ليلا بالبعير قد أوقره طعاما بالليل ملأ الرحلة على ظهر البعير بالطعام وبنو هاشم وبنو المطلب بالشعب حتى إذا أقبل فم الشعب يخلع فطام البعير حتى لا يبقى له قيد ثم ضرب على جنب البعير حتى يدخل البعير الشعب وهو محمل بالطعام والشراب فيأتي البعير وقد أوقره برا وليلة أخرى يملأه بالقمح ويفعل به مثلما فعل به في الليلة الأولى قال ابن سعد: وكان أوصل قريش لبني هاشم رضي الله عنه حين حوصروا في الشعب أدخل عليهم في ليلة واحدة ثلاثة أحمال طعام _فالبعير يذبح ويأكلون اللحم وعليه الطعام من كل الخيرات صحيح تعرضوا في أيام كثيرة للجوع والشدة_ فعلمت بذلك قريش فمشوا إليه حين أصبح فكلموه بذلك فقال إني عير عائد لشيء خالفه فانصرفوا عنه وفي الليلة التي بعدها أدخل ليلا على النبي وأصحابه في الشعب جملا أو جملين فعلموا بذلك فغالطته قريش وهمت به أي أن تبطش به قال أبو سفيان بن حرب دعوه رجل وصل أهله رحمه أما إني أحلف بالله لو فعلنا مثلما فعل هشام لكان أحسن بنا ثم إن هشام مشى إلى زهير بن أمية رضي الله عنه وأم زهير عاتكة بنت عبد المطلب- يعني أخت أبي طالب_ وقال له يا زهير أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت لا يبايعون ولا يبتاع منهم ولا ينكحون ولا ينكح إليهم أما إني أحلف بالله أن لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم ما أجابك إليه فقال له ويحك يا هشام فماذا أصنع إنما أنا رجل واحد والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقض الصحيفة فقال له قد وجدت رجلا آخر قال من قال أنا فقال له زهير أبغنا رجلا ثالثا فذهب هشام بن عمر إلى المدعم بن عدي وكان شريفا في قومه فقال له يا مطعم أرضيت أن يهلك بنو عبد مناف وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش فيهمأما والله لئن مكنتموهم من هذه لتجدنهم إليها منكم صراعا فقال له المطعم ويحك فماذا أصنع أنا إنما أنا رجل واحد قال: له قد وجدت ثانيا قال: من هو؟ قال: أنا قال: أبغنا ثالثا قال: وجدت قال: من؟ زهير بن أبي أمية فقال: أبغنا رابعا فذهب هشام بن أبي عمر رضي الله عنه إلى أبي البَختري بن هشام فقال له نحوا مما قال للمطعم بن عدي فقال له وهل أحد يعين على هذا الأمر؟ قال: نعم قال: من هو؟ قال: زهير بن أمية والمطعم بن عدي وأنا معك قال: أبغنا خامسا فذهب هشام بن عمر إلى زمعة بن الأسود وذكر له قرابتهم وحقهم عليه فقال: وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد؟ قال: نعم وسمى له القوم فقال زمعة بن الأسود قوموا بنا وذهبوا واجتمعوا واتفقوا على ذلك واجتمعوا في مكان سري في مكة يقال له الحاجون معروف إلى اليوم وتعاهدوا على القيام في نقض الصحيفة قال زهير أنا أبدؤكم فلما أصبحوا غدوا جميعا إلى أنديتهم وغدا زهير وعليه حلة فطاف بالبيت ثم أقبل على الناس وقال يا أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يباعون ولا يبتاع منهم والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة فقال أبو جهل كذبت والله لا تشق الصحيفة فرد زمعة بن الأسود وقال: أنت والله لأكذب يا أبا جهل والله ما رضينا كتابتها حين كتبت فقال أبو البَختري صدق والله زمعة لا نرضى ما كتب فيها ولا نقر به فقال المطعم بن عدي صدقتما وكذب من قال غير ذلك إنا نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها فقال هشام بن عمر صدقتم والله ما رضينا بها ونبرأ إلى الله مما كتب فيها .
فان نسينا صلة الإسلام بيننا وبين أهل غزة فلنكن بمروءة المطعم بن عدي، وهشام بن نضلة بن الحارث

مسألة مهمة جدا الفرق بين بني عبد المطلب وبني المطلب :

ملاحظة:الذين دخلوا الشعب مع بني هاشم هم بني المطلب وليس بني عبد المطلب لان عبد المطلب جزء من بني هاشم وهو جد النبي ،فبني عبد المطلب دخلو في الشعب مع بني هاشم ،أما بني المطلب ..فالمطلب هذا أخو هاشم فهو عم عبد المطلب ،ودخلوا معهم الحصار لانهم كانوا يعتبروا شيء واحد وهذا ثابت فى بعض الاحاديث الصحيحة ولذلك قسم لهم النبي صلي الله عليه وسلم من الخمس.
اخرج البخاري [2971 ]:- حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث، عن عقيل عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن جبير بن مطعم قال:
 مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، أعطيت بني المطلب وتركتنا، ونحن وهم منك بمنزلة واحدة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد).
قال الليث: حدثني يونس، وزاد: قال جبير: ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل. وقال ابن إسحاق: عبد شمس وهاشم والمطلب إخوة لأم، وأمهم عاتكة بنت مرة، وكان نوفل أخاهم لأبيهم.


الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

الخالة أم

أخرج الإمام أحمد في المسند [770 ]: عن على رضي الله عنه قال : لما خرجنا من مكة اتبعتنا ابنة حمزة تنادى يا عم ويا عم قال فتناولتها بيدها فدفعتها إلى فاطمة رضي الله عنها فقلت دونك ابنة عمك قال فلما قدمنا المدينة اختصمنا فيها أنا وجعفر وزيد بن حارثة فقال جعفر ابنة عمى وخالتها عندي يعنى أسماء بنت عميس وقال زيد ابنة أخي وقلت أنا أخذتها وهى ابنة عمى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي وخلقي وأما أنت يا علي فمنى وأنا منك وأما أنت يا زيد فأخونا ومولانا والجارية عند خالتها فإن الخالة والدة قلت يا رسول الله ألا تزوجها قال إنها ابنة أخي من الرضاعة .
صححه العلامة أحمد شاكر في تحقيق المسند _ وحسنه العلامة شعيب الأرنؤوط _ وصححه لشواهده العلامة الألباني في إرواء الغليل [7/246]
 وفي رواية عند أبي داود [2278] : الخالة أم
حسن الإسناد الشيخ شعيب في تعليقه على سنن أبي داود _ صححه العلامة الألباني عند أبي داود  

ملاحظة : خالتها أسماء بنت عميس , و أمها سلمى بنت عميس ، وهي عُمارة وقيل هي أمامة وتُكنى أم الفضل 

الحب في الله


أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة مرفوعاً [2567] : أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى . فأرصد الله له ، على مدرجته ، ملكا . فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لي في هذه القرية . قال : هل لك عليه من نعمة تربها ؟ قال : لا . غير أني أحببته في الله عز وجل . قال : فإني رسول الله إليك ، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه

الجمعة، 21 ديسمبر 2012



كُلُّ حَيٍّ سَيَمُوتُ------------لَيْسَ فِي الدُّنيا ثُبُوتُ
حَرَكَاتٌ سَوْفَ تَفْنَى---------ثُمَّ يَتْلُوها خُفُوتُ
وَكلامٌ لَيْسَ يَحْلُو------------ بَعْدَهُ إِلَّا السُّكُوتُ
أَيُّها السَّادِرُ قُلْ لِي--------- أَيْنَ ذَاكَ الْجَبَرُوتُ
كُنْتُ مَطْبُوعاً عَلَى النُّطْ------ قِ فَمَا هَذَا الصُّمُوتُ
لَيْتَ شِعْرِي أَهُمُودٌ ----------  مَا أَرَاهُ أَمْ قُنُوتُ
أَيْنَ أَمْلاكٌ لَهُمْ فِي----------- كُلِّ أُفْقٍ مَلَكُوتُ
زَالَتِ التِّيجَانُ عَنْهُمْ --------- وَخَلَتْ تِلْكَ التُّخُوتُ
أَصْبَحَتْ أَوْطَانُهُمْ مِنْ-------- بَعْدِهِمْ وَهْيَ خُبُوتُ
لا سَمِيعٌ يَفْقَهُ الْقَوْ--------- لَ وَلا حَيٌّ يَصُوتُ
عَمَرَتْ مِنْهُمْ قُبْورٌ----------- وَخَلَتْ مِنْهُمْ بُيُوتُ
لَم تَذُدْ عَنْهُمْ نُحُوسَ الدْ---- دَهْرِ إِذْ حَانَتْ بُخُوتُ
خَمَدَتْ تِلْكَ الْمَسَاعِي----- وانْقَضَتْ تِلكَ النُّعُوتُ
إِنَّما الدُّنْيا خَيَالٌ------------ بَاطِلٌ سَوْفَ يَفُوتُ
لَيْسَ لِلإِنْسانِ فِيهَا-------- غَيْرَ تَقْوَى اللهِ قُوتُ

محمود سامي البارودي

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

قوم فرعون وفن اقلاب الحقائق ... واستفادة الاعلام المصري من هذا "الا من رحم ربي"


قال تعالى { وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{104} حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} سورة الأعراف
فهنا موسى عليه السلام طلب من فرعون أن يرسل معه بني إسرائيل .

ثم عرض سيدنا موسى على فرعون وقومه الآيات :
فقال تعالى عن رد فعل فرعون وفعل سيدنا موسى عليه السلام : {قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ{106} فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ{107} وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ{108}} سورة الشعراء

ثم بعد تلك الآيات ، عجز فرعون وقومه عن الاستيعاب فقاموا برد الفعل الطبيعي لأهل الباطل ، فنقل الله سبحانه عن رد فعل فرعون وقومه  : {قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ{109} يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ }

أولا : اتهام سيدنا موسى بأنه ساحر بل ساحر عليم

ثانياً : اتهام سيدنا موسى بالسحر من أجل القا العصا ونزع اليد ، قد ينطلي على العامة الجهلاء ، ولكن العجيب  اتهامه بأنه يريد أن يُخرج قوم فرعون من أرضهم !
مع أن سيدنا موسى أراد أن يخرج ببني إسرائيل وليس ان يستولي على أرض مصر ويخرج قوم فرعون منها !
.
المستفاد من فعل فرعون وقومه :

هو أن أهل الباطل عندما يتهمون أهل الحق يبدأون عادةً باتهام قد يتوهم فيه العامة ولا يدركون أمرهم فيه ، ثم عندما يتقبل العامة ذلك يستخفون بهم أكثر ويتهمون أهل الحق بكذب صراح لا لبس فيه ! فيقتنع العامة في حالة من الغوغائية العمياء .

ثم يسلم الأمر للغوغاء لأنهم سيكونون في تلك اللحظة في حالة غي {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ }

فهنا فرعون الذي لا يسمع لأحد ويعتبر نفسه إله هنا يقوم بالشورى !

ومتى كان فرعون يطلب أمر أتباعه وهم له يسجدون! وتلك شنشنة الطغاة حينما يحسون أن الأرض تتزلزل تحت أقدامهم. عندئذ يلينون في القول بعد التجبر.





الأحد، 2 ديسمبر 2012

حزن النبي صلى الله عليه وسلم على مقتل زيد بن حارثة

أخرج عبدالرزاق في المصنف  [6698]عن ابن عيينة عن إسماعيل عن قيس عن ابن مسعود قال : لما قتل زيد بن حارثة أبطأ أسامة عن النبي صلى الله عليه و سلم فلم يأته ثم جاءه بعد ذلك فقام بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم فدمعت عيناه فبكى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما نزفت عبرته قال النبي صلى الله عليه و سلم لم أبطأت عنا ثم جئت تحزننا قال فلما كان الغد جاءه فلما رآه النبي صلى الله عليه و سلم مقبلا قال إني للاق منك اليوم ما لقيت منك أمس فلما دنا دمعت عينه فبكى رسول الله صلى الله عليه و سلم

قال العلامة مقبل بن هادي في "الصحيح المسند"[832] : هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.

راعي من أهل الجنة "المبشرين بالجنة"1


روى في المسند (3861) عن قتادة عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره سمعنا مناديا ينادي الله أكبر الله أكبر فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم على الفطرة فقال أشهد ان لا إله الا الله فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم خرج من النار قال فابتدرناه فإذا هو صاحب ماشية أدركته الصلاة فنادى بها
صححه العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند 
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم

الخميس، 29 نوفمبر 2012

دكتور برادعي اشهد الله العلي العظيم إنى إبغضك في الله


مع اعترافي ان لهذا الرجل عقل في بعض المسائل ولكن بعد كلام هذا الرجل عن بوذا ،ومهاتراته السابقة هنا وهناك ، فيجب ان نفرق بين ان يكون للشخص عقل وبه ذكاء وبين ان يكون عنده دين فقد يجتمع في الرجل العقل وقلة الدين .
.
قال تعالى :{يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} سورة الروم : 7

يقول ابن كثير في التفسير :
أي : أكثر الناس ليس لهم علم إلا بالدنيا وأكسابها وشئونها وما فيها ، فهم حذاق أذكياء في تحصيلها ووجوه مكاسبها ، وهم غافلون عما ينفعهم في الدار الآخرة ، كأن أحدهم مغفل لا ذهن له ولا فكرة . اهـ
.
قال تعالى :{وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين }سورة العنكبوت

يقول القرطبي في التفسير :  
وزين لهم الشيطان أعمالهم : أي أعمالهم الخسيسة فحسبوها رفيعة فصدهم عن السبيل : أي عن طريق الحق
 وكانوا مستبصرين : فيه قولان : أحدهما : وكانوا مستبصرين في الضلالة قاله مجاهد . والثاني : كانوا مستبصرين قد عرفوا الحق من الباطل بظهور البراهين . وهذا القول أشبه ; لأنه إنما يقال : فلان مستبصر : إذا عرف الشيء على الحقيقة .
قال الفراء : كانوا عقلاء ذوي بصائر فلم تنفعهم بصائرهم . وقيل : أتوا ما أتوا وقد تبين لهم أن عاقبتهم العذاب . اهـ
قال قتادة : ( وكانوا مستبصرين ) في ضلالتهم معجبين بها .
.
قال تعالى { فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ( 29 ) ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ( 30 )  } سورة النجم
.
واختم بكلام سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حول رفع الامانة فقال "......  حتى يقال للرجل : ما أجلده ! ما أظرفه ! ما أعقله ! وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان .  " رواه مسلم والبخاري

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

حسن العهد من الإيمان ... وحبه وتقديره ومراعاته صلى الله عليه وسلم لخديجة حتى بعد موتها


أخرج البخاري (5658) عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة، ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين، لما كنت أسمعه يذكرها، ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب، وإن كان ليذبح الشاة ثم يهدي في خلتها منها.
وبوب عليه البخاري : باب حسن العهد من الإيمان
أخرج ابن الأعرابي في " معجمه " ( ق 75 / 2 ) و عنه القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 82 / 1 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 15 - 16 ) من طريق صالح بن رستم عن ابن أبي مليكة عن  عائشة  قالت : 
" جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و هو عندي , فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أنت ? قالت : أنا جثامة المزنية , فقال : بل أنت حسانة المزنية , كيف أنتم ? كيف حالكم , كيف كنتم بعدنا ? قالت : بخير بأبي أنت و أمي يا رسول الله . فلما خرجت , قلت : يا رسول الله , تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ? فقال : " إنها كانت تأتينا زمن خديجة , و إن حسن العهد من الإيمان .
قال الحاكم : حديث صحيح على شرط الشيخين فقد اتفقا على الاحتجاج برواته في أحاديث كثيرة وليس له علة. ووافقه الذهبي "راجع الصحيحة_ 216ففيه كلام مهم"

ضعفه الحافظ في الفتح بقوله : أخرجه الحاكم والبيهقي في الشعب من طريق صالح بن رستم عن بن أبي مليكة..... وأخرجه البيهقي أيضا من طريق مسلم بن جنادة عن حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مثله بمعنى القصة وقال غريب ومن طريق أبي سلمة عن عائشة نحوه وإسناده ضعيف .اهـ

وصححه العلامة الألباني في الصحيحة بعد ان ذكر كل ما فات واورد له طريقا اخر عند القاسم السرقسطي في " غريب الحديث "( 2 / 20 / 1 ) عن الحميدي قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا عبد الواحد ابن أيمن و غيره عن ابن أبي نجيح عن عائشة :" أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم , فقرب إليه لحم , فجعل يناولها , قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله لا تغمر يدك ! فقال صلى الله عليه وسلم :( يا عائشة إن هذه كانت تأتينا أيام خديجة , و إن حسن العهد من الإيمان ) , فلما ذكر خديجة قلت : قد أبدلك الله من كبيرة السن حديثة السن , فشدقني ,و قال : ما علي - أو نحو هذا - إن كان الله رزقها مني الولد , و لم يرزقكيه , فقلت : و الذى بعثك بالحق لا أذكرها إلا بخير أبدا . 

قال في " الفتح " (ج10) : قال أبو عبيد العهد هنا رعاية الحرمة وقال عياض هو الاحتفاظ بالشيء والملازمة له وقال الراغب حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال وعهد الله تارة يكون بما ركزه في العقل وتارة بما جاءت به الرسل وتارة بما يلتزمه المكلف ابتداء كالنذر ومنه قوله تعالى ومنهم من عاهد الله وأما لفظ العهد فيطلق بالاشتراك بإزاء معان أخرى منها الزمان والمكان واليمين والذمة والصحة والميثاق والإيمان والنصيحة والوصية والمطر ويقال له العهاد أيضا . اهـ 
ملاحظة :  
الجَثَّامة : البليد الذي لا ينهض بالمكارم . 
و الجَثَّامة الكسلان الذي لا يميل إِلى الحركة .
و الجَثَّامة الكابوس .
المراجع : صحيح البخاري _ شعب الإيمان للبيهقي _ السلسلة الصحيحة _ فتح الباري _ مستدرك الحاكم _   



عجوز بني إسرائيل واغلى طلب ولو سألك النبي ماذا تريد فبماذا ترد ؟!


أخرج الحاكم "المستدرك "  (3580 _ مقبل) حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس بن أبي إسحاق أنه تلا قول الله عز وجل { وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ  } الآية (الشعراء : 51  فقال أبو بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعرابي فأكرمه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعهدنا ائتنا فأتاه الأعرابي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حاجتك فقال ناقة برحلها وبحر لبنها أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عجز هذا أن يكون كعجوز بني إسرائيل فقال له أصحابه ما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله فقال إن موسى حين أراد أن يسير ببني إسرائيل ضل عنه الطريق فقال لبني إسرائيل ما هذا قال فقال له علماء بني إسرائيل إن يوسف عليه السلام حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا فقال موسى أيكم يدري أين قبر يوسف فقال علماء بني إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل فأرسل إليها موسى فقال دلينا على قبر يوسف قالت لا والله حتى تعطيني حكمي فقال لها ما حكمك قالت حكمي أن أكون معك في الجنة فكأنه كره ذلك قال فقيل له أعطها حكمها فأعطاها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت لهم انضبوا هذا الماء فلما أنضبوا قالت لهم احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
قال العلامة مقبل بن هادي : وقول الحاكم على شرط الشيخين ليس بصحيح ، بل لو سلم متنه من النكارة لكان على شرط مسلم ، لان البخاري لم يخرج ليونس بن أبي اسحاق السبيعي .اهـ
قال ابن كثير " التفسير " (6/142) : هذا حديث غريب جدًا ، والأقرب أنه موقوف ، والله أعلم.اهـ
قلت النكارة سيتكلم عنها العلامة الألباني ويفندها .
وأخرجه ايضاً أبو يعلى في " مسنده " ( 344 / 1 ) وقال الهيثمي في المجمع (10/170) : "رجال أبي يعلى رجال الصحيح".
وفي رواية لابي يعلى :" أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ? فقال أصحابه : يا رسول الله و ما عجوز بني إسرائيل ? قال : إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر , ضلوا الطريق فقال : ما هذا ? فقال علماؤهم : نحن نحدثك , إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا يخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا , قال : فمن يعلم موضع قبره ? قالوا : ما ندري أين قبر يوسف إلا عجوز من بني إسرائيل , فبعث إليها فأتته فقال : دلوني على قبر يوسف , قالت : لا والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي , قال : و ما حكمك ? قالت : أكون معك في الجنة , فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله 
إليه أن أعطها حكمها , فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء , فقالت : انضبوا هذا الماء فأنضبوا , قالت : احفروا و استخرجوا عظام يوسف فلما أقلوها إلى الأرض إذا الطريق مثل ضوء النهار . 
صحح تلك الاحاديث العلامة الألباني في "السلسلة الصحيحة " (313) على شرط مسلم 
ثم قال ): فائدة ) كنت استشكلت قديما قوله في هذا الحديث " عظام يوسف " لأنه يتعارض بظاهره مع الحديث الصحيح :
" إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " حتى وقفت على حديث ابن عمر رضي الله عنهما ." أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن , قال له تميم الداري : ألا أتخذ لك منبرا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك ? قال : بلى فاتخذ له منبرا مرقاتين " . 
 أخرجه أبو داود ( 1081 ) بإسناد جيد على شرط مسلم .
فعلمت منه أنهم كانوا يطلقون " العظام " , و يريدون البدن كله , من باب إطلاق الجزء و إرادة الكل , كقوله تعالى *( و قرآن الفجر )* أي : صلاة الفجر . فزال الإشكال و الحمد لله , فكتبت هذا لبيانه .اهـ "الصحيحة "
فائدة الحديث : ان الأعرابي رضي الله عنه عندما سئله النبي صلى الله عليه وسلم عن حاجته كان الافضل ان يطلب منه ان يدعو الله له بالجنة او يرافقه بالجنة ، لذلك نبه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة لذلك ، وفيها ان متاع الدنيا زائل لا يدوم .

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

لئن كنت محتاجاً إلى الحلم إنني ... إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج
ولي فرس للخير بالخير ملجم ... ولي فرس للشر بالشر مسرج
فمن شاء تقويمي فإني مقوم ... ومن شاء تعويجي فإن معوّج
وما كنت أرضى الجهل جدّاً ولا أباً ... ولكنني أرضى به حين أحرج
فإن قال بعض الناس فيه سماجة ... لقد صدقوا والذل بالحرّ أسمج

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

الاعلام الساقط


الاعلام الساقط نجح نجاح باهر في التقليب على غزة ونسج الحكايات عن استوطانهم في سيناء ... مع ان اهالي غزة الباسلة لم يتركوها منذ 48 !
ثم ان دخول اهالي غزة سيناء ليس بعيب انما هو شرف يُعلق في تاريخنا ... وهل منهم أحد يتذكر فعل الأنصار مع المهاجرين ؟!

ونُذكر أهل مصر بمدح الله تعالى للأنصار بقوله تعالى"والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ( 9 ) " الحشر

وفي الحديث الصحيح : عن أنسٍ قال قال المهاجرون يا رسولَ اللهِ ما رأينا مثلَ قومٍ قدِمنا عليهم أحسنَ مواساةٍ في قليلٍ ولا أحسنَ بذلًا من كثيرٍ لقد كفونا المَؤونةَ وأَشرَكونا في المهنأِ حتى لقد خشينا أن يذهبوا بالأجرِ كلِّه قال لا ما أثنيتُم عليهم ودعوتُم اللهَ لهم .

الخميس، 15 نوفمبر 2012

كرم صحابية وقناعة الصحابة بالقليل


أخرج البخاري [896عن سهل بن سعد الساعدي قال:
 كانت فينا امرأة، تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقا، فكانت إذا كان يوم جمعة، تنزع أصول السلق فتجعله في قدر، ثم تجعل عليه قبضة من شعير تطحنها، فتكون أصول السلق عرقه، وكنا ننصرف من صلاة الجمعة فنسلم عليها، فتقرب ذلك الطعام إلينا فنلعقه، وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك.
وفي رواية [5088]عن سهل بن سعد قال:
 إن كنا لنفرح بيوم الجمعة، كانت لنا عجوز تأخذ أصول السلق، فتجعله في قدر لها، فتجعل فيه حبات من شعير، إذا صلينا زرناها فقربته إلينا، وكنا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك، وما كنا نتغدى، ولا نقيل إلا بعد الجمعة، والله ما فيه شحم ولا وَدَكٌ.

فوائد :
في هذا الحديث جواز السلام على النسوة الأجانب ، واستحباب التقرب بالخير ولو بالشيء الحقير وبيان ما كان الصحابة عليه من القناعة وشدة العيش والمبادرة إلى الطاعة رضي الله عنهم .
وفي الحديث ما كان السلف عليه من الاقتصاد والصبر على قلة الشيء إلى ان فتح الله تعالى لهم الفتوح العظيمة فمنهم من تبسط في المباحات منها ومنهم من اقتصر على الدون مع القدرة زهدا وورعاً . 
الأربعاء : جمع ربيع كأنصباء ونصيب والربيع الجدول وقيل الصغير وقيل الساقية الصغيرة وقيل حافات الأحواض والمزرعة بفتح الراء .

المراجع : صحيح البخاري _ فتح الباري 

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

عبد الله بن حذافة رضي الله عنه


عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي أبو حذافة أو أبو حذيفة وأمه تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة من السابقين الأولين يقال شهد بدرا ولم يذكره موسى بن عقبة ولا بن إسحاق ولا غيرهما من أصحاب المغازي (الإصابة)
وقال ابن يونس شهد فتح مصر
يقال مات في خلافة عثمان حكاه البغوي وقال أبو نعيم توفي بمصر في خلافة عثمان وكذلك قال بن يونس إنه توفي بمصر ودفن بمقبرته
اخرج البخاري [93] عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج، فقام عبد الله بن حذافة فقال: من أبي؟ فقال: (أبوك حذافة). ثم أكثر أن يقول: (سلوني). فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، فسكت.
وروى الإمام في المسند [10538] عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم لا تسألوني عن شيء الا أخبرتكم به فقال عبد الله بن حذافة من أبى يا رسول الله قال أبوك حذافة بن قيس فرجع إلى أمة فقالت ويحك ما حملك على الذي صنعت فقد كنا أهل جاهلية وأهل أعمال قبيحة فقال لها ان كنت لأحب ان أعلم من أبي من كان من الناس

 قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن .

كان في بعث علقمة بن محرز وله قصة :
فقد أخرج الإمام أحمد [11657] وابن ماجه [2330] : عن عمرو بن الحكم بن ثوبان ان أبا سعيد الخدري قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن محرز على بعث أنا فيهم حتى انتهينا إلى رأس غزاتنا أو كنا ببعض الطريق أذن لطائفة من الجيش وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي وكان من أصحاب بدر وكانت فيه دعابة يعني مزاحا وكنت ممن رجع معه فنزلنا ببعض الطريق قال وأوقد القوم نارا ليصنعوا عليها صنيعا لهم أو يصطلون قال فقال لهم أليس لي عليكم السمع والطاعة قالوا بلى قال فما أنا بآمركم بشيء ان صنعتموه قالوا بلى قال أعزم عليكم بحقي وطاعتي لما تواثبتم في هذه النار فقام ناس فتحجزوا حتى إذا ظن انهم واثبون قال احبسوا أنفسكم فإنما كنت أضحك معكم فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ان قدموا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه
حسنه العلامة شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند _ وحسنه العلامة الألباني في الصحيحة 2324 وحسنه ايضاًفي سنن ابن ماجه .

بعثه النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الى كسرى :

اخرج البخاري [4162] عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى، مع عبد الله ابن حذافة السهمي، فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، فحسبت أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن يمزقوا كل ممزق.

نداه في الحج :

وفي المسند [10930] عن أبي هريرة : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى أن لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل

 تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن أبي الأخضر وراجع الحديث 22000 في المسند
وفي الصحيحة 1282 حديث يشبه هذا وقال عنه متواتر

آية نزلت فيه :

أخرج البخاري [4308] عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
 {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}. قال: نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي، إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية.


ثباته رضي الله عنه :

روى الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمته : أنه أسرته الروم ، فجاءوا به إلى ملكهم ، فقال له : تنصر وأنا أشركك في ملكي وأزوجك ابنتي. فقال له : لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما تملكه العرب ، على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ، ما فعلت! فقال : إذا أقتلك. قال : أنت وذاك! فأمر به فصلب ، وأمر الرماة فرموه قريبا من يديه ورجليه ، وهو يعرض عليه دينالنصرانية ، فيأبى  ثم أمر به فأنزل ، ثم أمر بِقِدْر. وفي رواية : ببقرة من نحاس ، فأحميت ، وجاء بأسير من المسلمين فألقاه وهو ينظر ، فإذا هو عظام تلوح. وعرض عليه فأبى ، فأمر به أن يلقى فيها ، فرفع في البَكَرَة ليلقى فيها ، فبكى فطمع فيه ودعاه فقال له : إني إنما بكيت لأن نفسي إنما هي نفس واحدة ، تُلْقى في هذه القدر الساعة في الله ، فأحببت أن يكون لي بعدد كل شعرة في جسدي نفس تعذب هذا العذاب في الله. وفي بعض الروايات : أنه سجنه ومنع عنه الطعام والشراب أياما ، ثم أرسل إليه بخمر ولحم خنزير ، فلم يقربه ، ثم استدعاه فقال : ما منعك أن تأكل ؟ فقال : أما إنه قد حَلَّ لي ، ولكن لم أكن لأشمتك فيّ. فقال له الملك : فَقَبِّلْ رأسي وأنا أطلقك. فقال : وتطلق معي جميع أسارى المسلمين ؟ قال : نعم. فقبل رأسه ، فأطلقه وأطلق معه جميع أسارى المسلمين عنده ، فلما رجع قال عمر بن الخطاب : حَقّ على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة ، وأنا أبدأ. فقام فقبل رأسه .
ورواه البيهقي وهو عند الذهبي بسند في السير ج 2
وقال الحافظ في الاصابة : وأخرج بن عساكر لهذه القصة شاهدا من حديث بن عباس موصولا وآخر من فوائد هشام بن عثمان من مرسل الزهري . اهـ

وروى الذهبي في السير ج2 / ص 247 : الوليد بن مسلم حدثنا أبو عمرو ومالك بن أنس أن أهل قيسارية أسروا ابن حذافة فأمر به ملكهم فجرب بأشياء صبر عليها ثم جعلوا له في بيت معه الخمر ولحم الخنزير ثلاثا لا يأكل فاطلعوا عليه فقالوا للملك قد انثنى عنقه فإن أخرجته وإلا مات فأخرجه وقال ما منعك أن تأكل وتشرب  قال أما إن الضرورة كانت قد أحلتها لي ولكن كرهت أن أشمتك بالإسلام قال فقبل رأسي وأخلي لك مئة أسير قال أما هذا فنعم  فقبل رأسه فخلى له مئة وخلى سبيله .
ثم قال الذهبي : وقد روى ابن عائذ قصة ابن حذافة فقال حدثنا الوليد بن محمد أن ابن حذافة أسر فذكر القصة مطولة وفيها أطلق له ثلاث مئة أسير وأجازه بثلاثين ألف دينار وثلاثين وصيفة وثلاثين وصيفا
 أخرج البيهقي (2/162) ، وأحمد (2/326) ، وابن نصر (53) عن النعمان بن راشد عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن  عن عن أبي هريرة أن عبد الله بن حُذافة صلى ، فجهر بالقراءة ؛ فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" يا ابن حذافة ! لا تُسْمِعني ، وأسمع اللهَ عز وجل " .
قال العلامة الألباني في صفة الصلاة : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، غير أن النعمان بن راشد فيه ضعف ؛كما قال النسائي ، وفي " التقريب " :" صدوق سيئ الحفظ " . فهو إسناد حسن .
 وقد ضعفه العلامة شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند 8309 _ صححه العلامة أحمد شاكر في المسند
  
أخوه
خنيس بالتصغير بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي أخو عبد الله كان من السابقين وهاجر إلى الحبشة ثم رجع فهاجر إلى المدينة وشهد بدرا وأصابته جراحة يوم أحد فمات منها وكان زوج حفصة بنت عمر فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعده
 وروى البخاري [3783 ] عن سالم ابن عبد الله: أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدث: أن عمر بن الخطاب، حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا، توفي بالمدينة، قال عمر: فلقيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، قال: سأنظر في أمري، فلبث ليالي، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك؟ قلت: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت، إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لقبلتها.


المراجع : صحيح البخاري _ المسند _ تاريخ دمشق _ سير اعلام النبلاء _ الإصابة _ الطبقات _ سنن ابن ماجه _ أصل صفة الصلاة _ السلسلة الصحيحة _ الفتح _ تفسير ابن كثير