أخرج البخاري [896] عن سهل بن سعد الساعدي قال:
كانت فينا امرأة، تجعل على أربعاء في
مزرعة لها سلقا، فكانت إذا كان يوم جمعة، تنزع أصول السلق فتجعله في قدر، ثم تجعل
عليه قبضة من شعير تطحنها، فتكون أصول السلق عرقه، وكنا ننصرف من صلاة الجمعة
فنسلم عليها، فتقرب ذلك الطعام إلينا فنلعقه، وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك.
وفي رواية [5088]عن سهل بن سعد
قال:
إن كنا لنفرح بيوم الجمعة،
كانت لنا عجوز تأخذ أصول السلق، فتجعله في قدر لها، فتجعل فيه حبات من شعير، إذا
صلينا زرناها فقربته إلينا، وكنا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك، وما كنا نتغدى، ولا
نقيل إلا بعد الجمعة، والله ما فيه شحم ولا وَدَكٌ.
فوائد :
في هذا الحديث جواز السلام على
النسوة الأجانب ، واستحباب التقرب بالخير ولو بالشيء الحقير وبيان ما كان الصحابة
عليه من القناعة وشدة العيش والمبادرة إلى الطاعة رضي الله عنهم .
وفي الحديث ما كان السلف عليه من
الاقتصاد والصبر على قلة الشيء إلى ان فتح الله تعالى لهم الفتوح العظيمة فمنهم من
تبسط في المباحات منها ومنهم من اقتصر على الدون مع القدرة زهدا وورعاً .
الأربعاء : جمع ربيع كأنصباء
ونصيب والربيع الجدول وقيل الصغير وقيل الساقية الصغيرة وقيل حافات الأحواض
والمزرعة بفتح الراء .
المراجع : صحيح البخاري _ فتح
الباري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق