الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

صالح مجدي المتوفي سنة 1881

خَليليّ ما للفضل وَالعلم قيمةٌ
مَع الجَهل في دار العَنا وَالمَغارمِ
وَما صاحب العرفان فيها كجاهل
أَتاها ذَليلاً مِن بِلاد الأَعاجم
فَلَو كانَ فينا نَخوةٌ عَربيةٌ
لَمِلْنا عَلى أَعدائنا بِالصَوارم
فإن نحنُ متنا قبل أن نبلغ المنى
عُذِرنا ورحنا بالثنا والمكارم
وَإِن نَحنُ أَنقذنا مِن الجور أَهلَنا
ظفرنا وَفزنا بِالعلا وَالمَغانم
أَما فيكُم يا أَهل مصر كَغيركم
نَصير يُرجَّى للقا وَالعَزائم
أَما أَنتُمُ كفء لابناء
وَلا سيما الأَشرار أَهل التَفاقم
أَما هُم أَضلّ العالمين وَإنهم
أَذل البَرايا يَوم قَطع الغلاصم
مَضىالناس للنار وَاللظى
فَقُلنا استرحنا مِن
فَجاءَ شقيٌّ بَعدهُ لعذابنا
وَما هُوَ إِلا
فَغلَّق أَبوابَعنوة
وَشيَّد أَركانَ الخَنا وَالمآثم
وَأَضحى عَلى حُب المَفاسد عاكِفاً
فَتبّاً لِهَذا مِن
لَقَد عامل بِالجور وِالجَفا
وَرشبِالشَقا وَالجَرائم
وَلَم يَتّبع فيسنة
عَلى جَهله أَحيا رُسوم المَعالم
وَأَنسى بِما أَبدى شَجاعةَ عَنترٍ
وَإِقدام عمرو معْ سَماحة حاتم
وَأَحيا كَما المَأمون بِالحَزم وَالوَفا
رسوم الهَنا وَالعلم بَين الأَكارم
وَلكنه أَخطا لَدَينا خطيئةً
بِها صارَ جاراً في اللَظى للأراقم
فَلو أَنَّ لي جَيشاً بِهِ أَلتقيهمُ
لَأَفنيتُ أَقصاهم برمحٍ وَصارم
وَطهرت أَرض اللَه مِنهُم بقتلهم
وَأَيدت دين المُصطفى خَير هاشم
وَأَمسيتُ كَاللَيث اِبن أَيوب مغرماً
بضرب رقاب مِنهم وَمَعاصم
فَيا آل مصر لا تَناموا وَدافِعوا
عَن الدين وَالأَوطان أَهل المحارم
فَأَموالكم أَضحت لَديهم غَنيمةً
وَأَبناؤُكُم ما بَين عَبدٍ وَخادم
وَمِن بعد ما كُنتُم شُموسَ مَعارفٍ
كَسفتم وَأَصبَحتُم شَبيه البَهائم
وَعشتم بذلّ بَعد جاهٍ وَعزةٍ
وَدارَت عَلَيكُم دائِرات المَظالم
فَلا تَغفَلوا عَن قَطع دابر نسلهم
فَقَد ملأوا بِالفسق كُل المَلاحم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق