الاثنين، 5 ديسمبر 2011

سيرة ابن مسعود رضي الله عنه (الجزء الخامس)


ابن مسعود والأصحاب
المؤاخاة بين ابن مسعود والزبير بن العوام رضي الله عن الجميع
216- روى الحاكم في المستدرك [5441 مقبل] حدثني يحيى بن منصور القاضي ثنا علي بن عبد العزيز ثنا سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن جابر بن زيد عن بن عباس قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الزبير بن العوام وعبد الله بن مسعود .
قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وسكت الشيخ مقبل
وذهب الحافظ في الإصابة أن تلك المؤاخاة كانت قبل الهجرة فقال : وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الزبير وبعد الهجرة بينه وبين سعد بن معاذ .
قال الحافظ في الإصابة [4/234] وبسند صحيح عن بن عباس قال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أنس وابن مسعود
قلت لعل الأول كن في مكة كما كان بين المهاجرين بعضهم بعض والثانية في المدينة بين المهاجرين والأنصار

حبه للصديق ورأيه فيه إنه من أفرس الناس
217- روى الطبراني في الكبير []  والحاكم [3378]عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : أفرس الناس ثلاثة صاحبة موسى التي قالت : يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين قال : وما رأيت من أمانته ؟ قالت : كنت أمشي أمامه فجعلني خلفه . وصاحب يوسف حين قال : أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا . وأبو بكر حين استخلف عمر
قال الهيثمي في المجمع [17941-17942] رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح إن كان محمد بن كثير هو العبدي وإن كان هو الثقفي فقد وثق على ضعف كثير فيه
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
حبه لعمر بن الخطاب خاصة
218- روى الحاكم في المستدرك [5186 مقبل] أخبرني أبو الحسين الحافظ أنا محمد بن إسحاق الحافظ أنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا داود بن رشيد ثنا محمد بن ربيعة ثنا أبو العميس عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبيه قال : لما مات أبي عتبة بن مسعود بكى عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما فقيل له أتبكي فقال أخي وصاحبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والثالث وأحب الناس إلي إلا ما كان من عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه .
سكت عليه الذهبي وكذلك الشيخ مقبل بن هادي

219- وروى الطبراني في الكبير [8892] والأوسط : عن عبد الله بن عتبة قال : لما مات عتبة بن مسعود بكى عبد الله بن مسعود فقالوا له : تبكي ؟ فقال : نعم أخي في النسب وصاحبي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وأحب الناس إلي إلا ما كان من عمر بن الخطاب وما أحب مع ذلك أني كنت مت قبله لأن يموت فأحتسبه أحب إلي من أن أموت فيحتسبني .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد [4059 – 3/112]: رجاله ثقات
وقال الشيخ السلفي تعليقاً على قول الهيثمي رجاله ثقات: قلت يقصد سند الأوسط وإلا فقد علمت أن هذا الإسناد منقطع والمسعودي قد اختلط .
220- أخرج البخاري [3481]والحاكم في المستدرك ، وابن حبان [6841] قال عبد الله: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.
221- وروى الطبراني في المعجم والفسوي في تاريخه وابن سعد في الطبقات والإمام أحمد في فضائل الصحابة [307] والرواية له : حدثنا عبد الله قال حدثني عبد الله بن عمر القرشي نا عبد الرحمن المحاربي عن رقبة بن مصقلة العبدي عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال لقد أحببت عمر حبا حتى لقد خفت الله لو أني أعلم أن كلبا يحبه عمر لأحببته ولوددت أني كنت خادما لعمر حتى أموت ولقد وجد فقده كل شيء حتى العضاه إن إسلامه كان فتحا وإن هجرته كانت نصرا وإن سلطانه كان رحمة .
حسنه الشيخ وصي الله عباس في الفضائل
222- وروى الحاكم في المستدرك [4559 مقبل] مسعر بن عبد الملك بن عمير عن زيد بن وهب عن بن مسعود رضي الله تعالى عنه كان عمر أتقانا للرب وأقرأنا لكتاب الله .
قال الشيخ مقبل بن هادي: محذوف من أسانيدها
223- وروى الطبراني []عن وعن زيد بن وهب قال : أتى عبد الله - يعني ابن مسعود - رجلان وأنا عنده فقالا : يا أبا عبد الرحمن كيف تقرأ هذه الآية ؟ فقرأها عليه عبد الله فقال الرجل : إن أبا حكيم أقرأنيها كذا وكذا وقرأ الآخر فقال : من أقرأكها ؟ فقال : عمر فقال عبد الله : اقرأ كما أقرأك عمر ثم بكى عبد الله حتى رأيت دموعه تحدر في الحصى ثم قال : إن عمر كان حصنا حصينا على الإسلام يدخل الناس فيه ولا يخرجون منه وإن الحصن أصبح قد انثلم فالناس يخرجون منه ولا يدخلون
وفي رواية : قال عبد الله : ما أظن أهل بيت من المسلمين لم يدخل عليه حزن يوم أصيب عمر إلا أهل بيت سوء إن عمر كان أعلمنا بالله وأقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله اقرأها فوالله [ كما أقرأكها فوالله لهي ] أبين من طريق السيلحين
وفي رواية : وكان - يعني عمر - إذا سلك طريقا وجدناه سهلا فإذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر كان فضل ما بين الزيادة والنقصان والله لوددت أني أخدم مثله حتى أموت
قال الهيثمي [14468]
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح
كان يستفتي عمر في أموره
224- روى مالك في الموطأ [1335]ابن مسعود - رضي الله عنه - : اشترى جاريةً من امرأتِهِ زينبَ الثَّقَفيَّةِ ، واشترطت عليه : أَنَّكَ إِنْ بِعْتَها فَهِيَ لي بالثَّمنِ الذي تَبِيعُها بِهِ ، فاستفتَى في ذلك ابنُ مسعود عمرَ بن الخطاب ، فقال له عمر : لا تَقْرَبْها وفيها شرطٌ لأحَدٍ
صححه محقق جامع الأصول
كان يرى أن قاتل عمر من أشر الناس
225- وروى الطبراني في المعجم الأوسط عن قيس بن أبي حازم قال : خطب عمر بن الخطاب الناس ذات يوم على منبر المدينة فقال في خطبته : إن في جنات عدن قصرا له خمسمائة باب على كل باب خمسة آلاف من الحور العين لا يدخله إلا نبي . ثم التفت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : هنيئا لك يا صاحب هذا القبر ثم قال : أو صديق . ثم التفت إلى قبر أبي بكر فقال : هنيئا لك يا أبا بكر . ثم قال : أو شهيد . ثم أقبل على نفسه فقال : وأنى لك الشهادة يا عمر ؟
ثم قال : إن الذي أخرجني من مكة إلى هجرة المدينة قادر أن يسوق إلي الشهادة . قال ابن مسعود : فساقها الله إليه على يد شر خلقه عبد مملوك للمغيرة
قال الهيثمي في المجمع [14371]
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شريك النخعي وهو ثقة وفيه خلاف
وصححه الشوكاني في در السحابة في مناقب القرابة والصحابة [109]
وكان عمر رضي الله عنه يبادله الحب في الله وكان عمر يراه عالم عامل فقيه
كان عمر يحب ابن مسعود حب شديد ويثني عليه أمام أكابر الصحابة  ويثق بدين ابن مسعود لدرجة انه ولاه بيت المال في الكوفة .
226- روى الطبراني في الكبير [8477]وفضائل الصحابة للإمام أحمد  [ 1550 ]والحاكم في المستدرك وصححه ، ابن سعد والفسوي في تاريخه واللفظ للطبراني
عن زيد بن وهب قال : إنا لجلوس عند عمر إذ جاء عبد الله يكاد الجلوس يوازنه في قصره فضحك عمر حين رآه قال : فجعل يكلم عمر ويضاحكه وهو قائم عليه ثم ولى فأتبعه عمر بصره حتى توارى فقال : كنيف مليء فقها .
وفي رواية أحمد :.... فلما انصرف قال عمر كنيف ملىء علما
صححه العلامة حمدي عبد المجيد السلفي في تعليقه على المسند ، وصححه الهيثمي في المجمع [15571]، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وكذلك صححه الشيخ وصي الله عباس في تعليقه على فضائل الصحابة
وعمر كان يباهي به أهل الكوفة وقد قال لهم وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي
227- روى الطبراني [8478] و فضائل الصحابة لأحمد [ 1546 ]  والرواية للطبراني قال :حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال : كتب عمر إلى أهل الكوفة : إني قد بعثت عمارا أميرا و عبد الله بن مسعود معلما ووزيرا وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم من أهل بدر و أحد فاقتدوا بهما واسمعوا من قولهما وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي
قال الهيثمي في مجمع الزوائد [15572]: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حارثة وهو ثقة
 قال الشيخ وصي الله عباس : إسناده صحيح لغيره وهو صحيح
228- وهو في المصنف لابن أبي شيبة [32836]قال حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ ، قَالَ : قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ : أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَعَثْت إلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ مُؤَدِّبًا وَوَزِيرًا وَهُمَا مِنْ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ r وَآثَرْتُكُمْ بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ عَلَى نَفْسِي.
وقال محقق المصنف أبي أسامة : إسناده لا بأس به
حب سيدنا عثمان له ومضاحكته رضي الله عن الجميع
229- أخرج البخاري [4778]ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأحمد [4271]الدارمي والسياق للبخاري : عن علقمة قال:
 كنت مع عبد الله، فلقيه عثمان بمنى، فقال: يا أبا عبد الرحمن، إن لي إليك حاجة، فخلوا، فقال عثمان: هل لك يا أبا عبد الرحمن في أن نزوجك بكرا تذكرك ما كنت تعهد ؟ فلما رأى عبد الله أن ليس له حاجة إلى هذا أشار إلي، فقال: يا علقمة، فانتهيت إليه، وهو يقول: أما لئن قلت ذلك لقد قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
الباءة، مهموزا ممدودا : الجماع، وأصله : الموضع الذي يأوي إليه الإنسان، وهو المباءة أيضا.
حادثة لم تصح بين عثمان وابن مسعود
230- روى عبد الله بن أحمد في المسند [479] حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا أرطاة يعني بن المنذر أخبرني أبو عون الأنصاري أن عثمان بن عفان قال لابن مسعود هل أنت منته عما بلغني عنك فاعتذر بعض العذر فقال عثمان ويحك إني قد سمعت وحفظت وليس كما سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سيقتل أمير وينتزي منتز وإني أنا المقتول وليس عمر إنما قتل عمر واحد وإنه يجتمع علي
ضعفه العلامة أحمد شاكر في المسند وكذلك ضعفه العلامة شعيب الأرنؤوط
ووثق رجاله الهيثمي في المجمع
حبه لــــ معاذ بن جبل رضي الله عن الجميع
231- روى الحاكم في المستدرك [5188] حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد ثنا مسدد ثنا إسماعيل بن علية عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال قال بن مسعود : إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا فقلت في نفسي غلط أبو عبد الرحمن إنما قال الله عز وجل إن إبراهيم كان أمة قانتا لله الآية قال أتدري ما الأمة وما القانت فقلت الله أعلم قال الأمة الذي يعلم الخير والقانت المطيع لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك كان معاذ بن جبل كان معلم الخير وكان مطيعا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم
قال الحاكم :هكذا رواه شعبة عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله وأسنده في آخره
قلت هو عنده أيضا [3425 مقبل]عن طريق الشعبي عن مسروق قال .... وقال عنه حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وعلقه البخاري باب: تفسير سورة النحل
حب معاذ لـ ابن مسعود وإرشاد التابعين عليه لتعلم العلم منه
232- روى الترمذي [3804]والطبراني في المعجم الكبير [8514]والسياق للترمذي حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة قال لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له يا أبا عبد الرحمن أوصنا قال أجلسوني فقال إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما يقول ذلك ثلاث مرات والتمسوا العلم عند أربعة رهط عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه عاشر عشرة في الجنة .
وهو عند الطبراني بدون (عاشر عشرة....)
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب
صححه العلامة الألباني في سنن الترمذي والمشكاة [6192]
وصححه الشيخ مقبل بن هادي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين [1125].
233- روى البزار في مسنده [2671]قال حدثنا يعقوب بن نصر قال أخبرنا عبد الحميد بن بهرام قال أخبرنا شهر بن حوشب قال حدثني عبد الرحمن بن غنم عن حديث الحارث بن عميرة أنه قدم مع معاذ من اليمن فمكث معه في داره وفي منزله فأصابهم الطاعون فطعن معاذ وأبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وأبو مالك جميعا في يوم واحد وكان عَمْرو بن العاصي حين حس بالطاعون فر وفرق فرقا شديدا وقال يأيها الناس تفرقوا في هذه الشعاب فقد نزل بكم أمر من أمر الله لاَ أراه إلا رجز وطاعون فقال له شرحبيل بن حسنة كذبن قد صحبنا رسول الله وأنت أضل من حمار أهلك فقال عَمْرو صدقت فقال معاذ بن جبل لعَمْرو بن العاصي كذبت ليس بالطاعون ولا الرجز ولكنها رحمة ربكم ودعوة نبيكم وقبض الصالحين اللهم فأت آل معاذ النصيب الأوفر من هذه الرحمة قال فما أمسى حتى طعن عبد الرحمن ابنه وأحب الخلق إليه الذي كان يكنى به فرجع معاذ من المسجد فوجده مكروبا فقال يا عبد الرحمن كيف أنت فاستجاب له فقال يا أبة ألحق من ربك فلا تكن من الممترين فقال معاذ وإنا إن شاء الله ستجدني من الصابرين فمات من ليلته ودفنه من الغد فجعل معاذ بن جبل يرسل الحارث بن عميرة إلى أبي عبيدة بن الجراح يسأله كيف هو فأراه أبو عبيدة طعنه بكفه فبكى الحارث بن عميرة وفرق منها حين رآها فأقسم أبو عبيدة بالله ما يحب أن له مكانها حمر النعم قال فرجع الحارث إلى معاذ فوجده مغشيا عليه فبكى الحارث واستبكى ثم أن معاذا أفاق فقال يا ابن الحميرية لم تبك علي أعوذ بالله منك فقال الحارث والله ما عليك أبكي فقال معاذ فعلى
ما تبكي قال أبكي على ما فاتني منك العصرين الغدو والرواح قال معاذ أجلسني فأجلسه في حجره فقال اسمع مني فإني أوصيك بوصية إن الذي تبكي علي من غدوك ورواحك فإن العلم مكانه بين لوحي المصحف فإن أعيا عليك تفسيره فاطلبه بعدي عن ثلاث عويمر أبو الدرداء أو عند سلمان الفارسي أو عند ابن أم عبد وأحذرك زلة العالم وجدال المنافق ثم إن معاذا اشتد به النزع نزع الموت فنزع نزعا لم ينزعه أحد فكان كلما أفاق من غمرة فتح طرفه فقال اخنقني خنقك فوعزتك إنك لتعلم أني أحبك قال فلما قضى نحبه انطلق الحارث حتى أتى أبا الدرداء بحمص فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث ثم قال الحارث إن أخي معاذا أوصاني بك وبسلمان الفارسي وبابن أم عبد ولا أراني إلا منطلقا إلى العراق فقدم الكوفة فجعل يحضر مجلس ابن أم عبد بكرة وعشية فبينما هو كذلك في المجلس ذات يوم قال ابن أم عبد أنت قلت امرؤ من أهل الشام قال ابن أم عبد نعم الحي أهل الشام لولا واحدة قال الحارث وما تلك الواحدة قال لولا أنهم يشهدون على أنفسهم أنهم من أهل الجنة قال فاسترجع الحارث مرتين أو ثلاثا وقال صدق معاذ عندما قال لي فقال ابن أم عبد وما قال يا ابن أخي قال حذرني زلة العالم والله ما أنت يا ابن مسعود إلا أحد رجلين إما رجل أصبح على يقين ويشهد أن لاَ إله إلا الله فأنت من أهل الجنة أو رجل مرتاب لاَ تدري أين منزلتك قال ابن مسعود صدق أخي أنها زلة فلا تؤاخذني بها فأخذ ابن مسعود بيد الحارث فانطلق به إلى رحله فمكث عنده ما شاء الله ثم قال الحارث لاَ بد لي أن أطالع أبا عبد الله سلمان الفارسي بالمدائن فانطلق الحارث حتى قدم سلمان بالمدائن فلما سلم 48 / 2 عليه قال مكانك حتى اخرج إليك قال الحارث والله ما أراك تعرفني يا أبا عبد الله قال بلى عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك إن الأرواح عند الله جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها في غير الله اختلف فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث ثم رجع إلى الشام فأولئك الذين كانوا يتعارفون في الله ويتزاورون في الله.
قلت : الله أعلم بصحة تلك الرواية
بعض التابعين كان يرى أن معاذ هو المقدم في العلم والبعض يرى ابن مسعود هو المقدم في العلم
قلت في كلهم خير وبركة رضي الله عنهم وأرضاهم .. والآثار متساوية في ذلك .
234- روى الطبراني في المعجم الكبير عن سعيد بن عبد العزيز قال : كان العلماء بعد معاذ بن جبل : عبد الله ابن مسعود وأبو الدرداء وسلمان وعبد الله بن سلام . وكان العلماء بعد هؤلاء : زيد بن ثابت . وكان بعد زيد بن ثابت : [ ابن ] عمر وابن عباس
قال الهيثمي في مجمع الزوائد [14944]
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
وقد جاء في الحديث : معاذ بن جبل ، امام العلماء يوم القيامة برتوة
وهو في صحيح الجامع [5880]

235- وروى أبو داود [432] ومسلم وابن حبان [1479]والرواية هنا لـ أبي داود قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم الدمشقي، ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي، حدثني حسان يعني ابن عطية عن عبد الرحمن بن سابط، عن عمرو بن ميمون الأودي، قال:
قدم علينا معاذ بن جبل اليمن رسولُ رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم إلينا قال: فسمعت تكبيره مع الفجر رجل أجشُّ  الصوت، قال: فألقيت عليه محبتي فما فارقته حتى دفنته بالشام ميتاً، ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده، فأتيت ابن مسعود فلزمته حتى مات، فقال: قال لي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "كيف بكم إذا أتت عليكم أمراء يصلون الصلاة لغير ميقاتها"؟ قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك يا رسول اللّه؟ قال: "صلِّ الصلاة لميقاتها، واجعل صلاتك معهم سبحةً".
قال الشيخ الألباني في تعليقه : صحيح ... وقال في ابي داود الكتاب الأم : إسناده على شرط مسلم
236- وروى الحاكم في المستدرك [5463 مقبل] أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الله العمري ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو عمار ثنا الفضل بن موسى عن الأعمش قال : كان شقيق يذكر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذكر بن مسعود فقلت له أراك لا تذكر بن مسعود قال ذاك رجل لا أفضل عليه أحدا .
قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
ووافقه الذهبي وسكت الشيخ مقبل
237- وجاء عند الحاكم في المستدرك [5449]قال حدثني أبو بكر أحمد بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن حبة العرني أن ناسا أتوا عليا فأثنوا على عبد الله بن مسعود فقال أقول فيه مثل ما قالوا وأفضل من قرأ القرآن وأحل حلاله وحرم حرامه فقيه في الدين عالم بالسنة
سكت عليه الذهبي أو قد يكون وافق عليه
قال الشيخ مقبل بن هادي : حبه بن جوين قال ابن معين ليس بثقة كما في تهذيب التهذيب .
238- وأخرج الطبراني في المعجم الكبير [8513] حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا القاسم بن معن عن منصور عن مسلم عن مسروق قال : شاممت أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فوجدت علمهم انتهى إلى ستة إلى عمر و علي و عبد الله بن مسعود و أبي الدرداء و زيد بن ثابت ثم شاممت الستة فوجدت علمهم انتهى إلى علي و عبد الله .
قال الهيثمي في المجمع : رجاله رجال الصحيح غير القاسم بن معين وهو ثقة

239- وجاء في الحديث الصحيح: عن مسروق. قال:
 كنا نأتي عبد الله بن عمرو فنتحدث إليه - وقال ابن نمير: عنده - فذكرنا يوما عبد الله بن مسعود. فقال: لقد ذكرتم رجلا لا أزال أحبه بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد - فبدأ به - ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم، مولى أبي حذيفة      " .
رواه البخاري ومسلم والترمذي واحمد وغيرهم
قلت : فقد قدمه النبي صلى الله عليه وسلم على معاذا رضي الله عنهم وكلهم خير وبركة وهم العلماء الأطهار الأبرار رضي الله عنهم ... اللهم أحشرنا مع نبيك ومعهم يا رحيم

غبطته للمقداد ابن الأسود وسلامة صدره رضي الله عنهم
كان عنوانهم وعلامتهم وصفاتهم الحب والصدق رضي الله عنهم
240- أخرج البخاري [3736] عن طارق بن شهاب قال: سمعت ابن مسعود يقول: شهدت من المقداد الأسود مشهدا، لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين، فقال: لا نقول كما قال قوم موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك. فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه وسره. يعني: قوله.
حبه لـ ابن عباس رضي الله عن الجميع
241- روى أبو خيثمة في العلم [49] حدثنا محمد بن عبيد عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال : قال عبد الله بن مسعودلو أن ابن عباس  أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد ، قال : وكان يقول : نعم ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه .
صححه العلامة الألباني على شرط الشيخين في تحقيق العلم لأبي خيثمة وعزاه للحاكم في المستدرك وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .
قلت : ورواه يعقوب بن سفيان الفسوي في تاريخه وصححه الحافظ في الفتح تحت الحديث [3546] وعزا زيادة نعم ترجمان القران لابن سعد من وجه أخر لابن مسعود فراجعه .

ثناءه رضي الله عنه على الصحابة الأطهار ونصحه  للتابعين بالتمسك بآثارهم
242- أخرج الإمام أحمد في المسند [3600]والطبراني في الكبير [8582] حدثنا أبو بكر ثنا عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال : إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ .
صححه العلامة أحمد شاكر موقوفا عليه ، وحسنه الشيخ شعيب الأرنؤوط
وصححه ابن حجر في  الأمالي المطلقة [65] وحسنه العلامة الألباني في تخريج الطحاوية ص 469 وكذلك ابن القيم في الفروسية
حسنه العلامة حمدي عبد المجيد السلفي في تعليقه على المعجم ، ووثق رجاله في المجمع .

243- وروى عبد الرزاق في المصنف  والطبراني في المعجم الكبير [8589] والأوسط :حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن عبد الله : لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم ومن أكابرهم فإذا جاء العلم من قبل أصاغرهم فذاك حين هلكوا .
ووثق رجاله في المجمع [569] ونقل التوثيق الشيخ السلفي .
244- وروى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله [(2/97) ( 1 / 159 ) ]ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : «مَن كانَ مُسْتَنًّا ، فَلْيَسْتَنَّ بمن قد ماتَ ، فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَنُ عليه الفِتْنَةُ ، أولئك أصحابُ محمد - صلى الله عليه وسلم - ، كانوا أفضلَ هذه الأمة : أبرَّها قلوبًا ، وأعمقَها علمًا ، وأقلَّها تكلُّفًا ، اختارهم الله لصحبة نبيِّه ، ولإقامة دِينه ، فاعرِفوا لهم فضلَهم ، واتبعُوهم على أثرهم ، وتمسَّكوا بما استَطَعْتُم من أخلاقِهم وسيَرِهم ، فإنهم كانوا على الهُدَى المستقيم».
قلت : وهو في جامع الأصول [80]وراجع مقدمة تنبيه الهاجد ص فقد أشار الى صحته العلامة الحويني حفظه الله .
و ضعفه العلامة الألباني في المشكاة [193] وعزاه الى رزين .. قلت ممكن انه لم يقف على سند ابن عبد البر .

245- وروى ابن أبي شيبة في المصنف [35555] حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عُمَارَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : أَنْتُمْ أَكْثَرُ صِيَامًا وَأَكْبَرُ صَلاَةً وَأَكْثَرُ اجْتِهَادًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ r وَهُمْ كَانُوا خَيْرًا مِنْكُمْ ، قَالَوا : لِمَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَانِ، قَالَ : كَانُوا أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا وَأَرْغَبَ فِي الآخِرَةِ .
قال محقق المصنف : إسناده صحيح
246- أخرج مالك في الموطأ [ 458-88 : 481 ] - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ لإِنْسَانٍ : إِنَّكَ فِي زَمَانٍ كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ، قَلِيلٌ قُرَّاؤُهُ، تُحْفَظُ فِيهِ حُدُودُ الْقُرْآنِ، وَتُضَيَّعُ حُرُوفُهُ، قَلِيلٌ مَنْ يَسْأَل، كَثِيرٌ مَنْ يُعْطِى، يُطِيلُونَ فِيهِ الصَّلاَةَ، وَيَقْصُرُونَ الْخُطْبَةَ، يُبَدُّونَ أَعْمَالَهُمْ قَبْلَ أَهْوَائِهِمْ، وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَان، قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ، كَثِيرٌ قُرَّاؤُهُ، يُحْفَظُ فِيهِ حُرُوفُ الْقُرْآنِ، وَتُضَيَّعُ حُدُودُهُ، كَثِيرٌ مَنْ يَسْأَلُ، قَلِيلٌ مَنْ يُعْطِي، يُطِيلُونَ فِيهِ الْخُطْبَة، وَيَقْصُرُونَ الصَّلاَةَ، يُبَدُّونَ فِيهِ أَهْوَاءَهُمْ قَبْلَ أَعْمَالِهِمْ(294).  
قال الشيخ سليم الهلالي ج 2 ص 76 : موقوف صحيح .... وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن (202-203/108) وأبو عمر الداني في السنن الواردة في الفتن (3/674-675 /317 ) والبيهقي في شعب الإيمان (4/258/5000) وسنده ضعيف لانقطاعه ... وأخرجه موصولاً البخاري في الأدب المفرد (2/422-423 /789 )  وعبد الرزاق في المصنف (2/382-383 /3787) وأبو خيثمة في العلم 109 والطبراني في الكبير (9/108 / 8566/8567 ، 298 /9496) من طرق عن ابن مسعود به وهو صحيح
وقال الحافظ في الفتح 10/510 : وسنده صحيح ومثله لا يقال من قبل الرأي
وحسنه شيخنا رحمه الله في تعليقه على الأدب المفرد . اهـ بتصرف
247- ورواه البخاري في الأدب المفرد [ 609/789 ] عن ابن مسعود قال: " إنكم في زمان: كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، قليل سؤاله، كثير معطوه، العمل فيه قائد للهوى. وسيأتي من بعدكم زمان: قليل فقهاؤه، كثير خطباؤه، كثير سؤاله، قليل معطوه، الهوى فيه قائد للعمل، اعلموا أن حسن الهدي – في آخر الزمان- خيرٌ من بعض العمل"
حسنه العلامة الألباني في تعليقه على الأدب

روايته عن سعد بن معاذ
248- أخرج البخاري [3950]عن عمرو بن ميمون أنه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : حدث عن سعد بن معاذ أنه قال : كان صديقا لأمية بن خلف ، وكان أمية إذا مر بالمدينة انطلق سعد معتمرا ، فنزل على أمية بمكة ، فقال لأمية : انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت ، فخرج به قريبا من نصف النهار ، فلقيهما أبو جهل فقال : يا أبا صفوان ، من هذا معك ؟ فقال : هذا سعد ، فقال له أبو جهل : ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد آويتم الصباة ، وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم ، أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالما . فقال له سعد ، ورفع صوته عليه : أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه ، طريقك على المدينة ، فقال له أمية : لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم ، سيد أهل الوادي ، فقال سعد : دعنا عنك يا أمية ، فوالله لقد سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنهم قاتلوك ) . قال : بمكة ؟ قال : لا أدري ، ففزع لذلك أمية فزعا شديدا ، فلما رجع أمية إلى أهله قال يا أم صفوان ، ألم تري ما قال لي سعد ؟ قالت : وما قال لك ؟ قال : زعم أن محمدا أخبرهم أنهم قاتلي ، فقلت له : بمكة ، قال لا أدري ، فقال أمية : والله لا أخرج من مكة ، فلما كان يوم بدر استنفر أبو جهل الناس قال : أدركوا عيركم ؟ فكره أمية أن يخرج ، فأتاه أبو جهل فقال : يا أبا صفوان ، إنك متى ما يراك الناس قد تخلفت ، وأنت سيد أهل الوادي ، تخلفوا معك ، فلم يزل أبو جهل حتى قال : أما إذ غلبتني ، فوالله لأشترين أجود بعير بمكة ، ثم قال أمية : يا أم صفوان جهزيني ، فقالت له : يا أبا صفوان ، وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي ؟قال : لا ، ما أريد أن أجوز معهم إلا قريبا ، فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلا إلا عقل بعيره ، فلم يزل بذلك ، حتى قتله الله عز وجل ببدر .

ثناء الصحابة على ابن مسعود رضي الله عن الجميع
قد مر بنا ثناء عمر بن الخطاب عليه وحبه له .
249- أخرج البخاري [4713]ومسلم [2464]وأحمد [6523]والترمذي والسياق لمسلم عن مسروق. قال:
 كنا نأتي عبد الله بن عمرو فنتحدث إليه - وقال ابن نمير: عنده - فذكرنا يوما عبد الله بن مسعود. فقال: لقد ذكرتم رجلا لا أزال أحبه بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد - فبدأ به - ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم، مولى أبي حذيفة      " .

250- وأخرج مسلم [2461]عن أبا الأحوص قال:
 شهدت أبا موسى وأبا مسعود، حين مات ابن مسعود. فقال أحدهما لصاحبه: أتراه ترك بعده مثله؟ فقال: إن قلت ذاك. إن كان ليؤذن له إذا حجبنا. ويشهد إذا غبنا.
وفي رواية قال : «كنَّا في دار أبي موسى مع نَفَر من أصحاب عبد الله وهم ينظرون في مُصحف ، فقام عبد الله ، فقال أبو مسعود : ما أعلمُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم ، فقال أبو موسى : [أما] لئن قلتَ ذلك لقد كان يؤذَنُ له إذا حُجبنا ، ويشهدُ إذا غِبنا».

251- وجاء عند الطبراني في المعجم [8492] ومن طريقه أبو نعيم في الحلية : وحدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو و ثنا زائدة عن الأعمش عن زيد بن وهب قال : كنت جالسا مع حذيفة و أبي موسى الأشعري فقال : أحدهما لصاحبه : هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول حديث كذا وكذا ؟ فقال : لا فقال له الآخر : فأنت سمعته ؟ فقال : لا فقال : فان صاحب هذا الدار يزعم أنه سمعه فقال أبو موسى : لئن فعل إن كان ليدخل إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا قال سليمان الأعمش : عبد الله بن مسعود يعني .

252- وأخرج البخاري [6355] والترمذي وابن ماجة وغيرهم والسياق والسند للبخاري : عن هزيل بن شرحبيل قال:
 سئل أبو موسى عن ابنة وابنة ابن وأخت، فقال: للابنة النصف، وللأخت النصف، وأت ابن مسعود فسيتابعني، فسئل ابن مسعود، وأخبر بقول أبي موسى فقال: لقد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين، أقضي فيها بما قضى النبي صلى الله عليه وسلم: للابنة النصف، ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت، فأتينا أبا موسى فأخبرناه بقول ابن مسعود، فقال: لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم.

253- وجاء عند أبي داود [2059]وصححه الشيخ الألباني : حدثنا عبد السلام بن مطهَّر أن سليمان بن المغيرة حدثهم، عن أبي موسى، عن أبيه، عن ابن لعبد اللّه بن مسعود، عن ابن مسعود قال:
لا رضاع إلا ما شدَّ العظم، وأنبت اللحم، فقال أبو موسى: لا تسألونا وهذا الحبر فيكم .
254- وهو عند مالك في الموطأ 1404[ -14 ج 3ص 342 : ]1783 - عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ فَقَالَ : إنِّي مَصِصْتُ مِنْ امْرَأَتِي مِنْ ثَدْيِهَا لَبَناً، فَذَهَبَ فِي بَطْنِي، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : لاَ أُرَاهَا إِلاَّ قَدْ حَرُمَتْ عَلَيْكَ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : انْظُرْ مَاذَا تُفْتِي بِهِ الرَّجُلَ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : لاَ رَضَاعَةَ إِلاَّ مَا كَانَ فِي الْحَوْلَيْنِ. فَقَالَ أَبُو مُوسَى : لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ، مَا كَانَ هَذَا الْحَبْرُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ 
قال الشيخ سليم الهلالي: موقوف صحيح .... أخرجه الشافعي في الأم والبيهقي في السنن الكبرى (7/462) ومعرفة السنن و الآثار .... وقلت وهذا سند ضعيف أعله به ابن عبد البر في الاستذكار والبيهقي .
لكن للحديث طرق يصح بها عند سعيد بن منصور (3/1/278 /974، 279 / 975) ومصنف عبد الرزاق 7/463 /13895 ، والسنن الكبرى 7/461-462. اهــ

الحبر : بفتح الحاء وكسرها :العالم.

255- وروى أحمد [17840]والطبراني في المعجم والسند لأحمد- حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر قال ثنا جرير يعني بن حازم قال سمعت الحسن قال قال رجل لعمرو بن العاص: أرأيت رجلا مات رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يحبه أليس رجلا صالحا ؟ قال : بلى قال : قد مات رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يحبك وقد استعملك قال : قد استعملني فوالله ما أدري حبا كان لي منه أو استعانة بي ؟ ولكن سأحدثك برجلين مات رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنهما راض : عبد الله ابن مسعود وعمار بن ياسر
قال الهيثمي في المجمع [15570]
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : مات رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنهما راض
ورجال أحمد رجال الصحيح . قلت(الهيثمي) : وله طرق في ترجمة عمرو بن العاص .اهـ
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع فالحسن وهو البصري لم يسمع من عمرو بن العاص
وقال الشوكاني في در السحابة : رجاله رجال الصحيح وله طرق

256- روى ابن أبي شيبة في المصنف [32841] حَدَّثَنَا يَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُوسَى يَقُولُ : لَمَجْلِسٌ كُنْت أُجَالِسُهُ عَبْدَ اللهِ أَوْثَقُ مِنْ عَمَلِ سَنَةٍ.
قال المحقق : إسناده صحيح
بين ابن مسعود وسعد بن أبي وقاص رضي الله عن الجميع
257- روى الطبراني في المعجم [ ] وعن قيس بن أبي حازم  قال : كان لابن مسعود على سعد مال فقال له ابن مسعود : أد المال الذي قبلك فقال له سعد : ويحك مالي ومالك ؟ قال : أد المال الذي قبلك فقال سعد : والله لأراك لاق مني شرا هل أنت إلا ابن مسعود وعبد من [ بني ] هذيل ؟ فقال : أجل والله إني لابن مسعود وإنك لابن حمنة فقال لهما هاشم بن عتبة : إنكما صاحبا رسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر الناس إليكما فطرح سعد عودا كان في يده ثم رفع يده فقال : اللهم رب السماوات فقال له ابن مسعود : قل قولا ولا تلعن فسكت . ثم قال سعد : لولا اتقاء الله لدعوت عليك دعوة ما تخطئك
قال الهيثمي في مجمع الزوائد [14854]:
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة مأمون

قلت وهذه الرواية تدل على موقف انفعالي لا أكثر ولا أقل فابن مسعود كان يثني على سعد بعد ذلك ويذكر التابعين بجهاد سعد ... فهؤلاء الشرفاء الأطهار تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث كانت علامتهم الصدق والحب والوفاء والعدل
258- فقد روى الطبراني [ ] عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : كان سعد يوم بدر يقاتل قتال الفارس والراجل
قال الهيثمي في المجمع [14862]
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن يوسف الصيرفي وهو ثقة
وانظر رحمك الله محبة سعد وتصديقه لابن مسعود
259- فقد روى الإمام أحمد وأبو داود في السنن [747] والنسائي [1030] وسنن الدارقطني [692] عن علقمة قال : قال عبد الله
: علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة فكبر ورفع يديه فلما ركع طبق يديه بين ركبتيه قال فبلغ ذلك سعدا فقال صدق أخي قد كنا نفعل هذا ثم أمرنا بهذا يعني الإمساك على الركبتين .
صححه العلامة الألباني في أصل صفة الصلاة ، وكذلك في تعليقه على سنن أبي داود والنسائي ... وصححه العلامة أحمد شاكر في المسند ، وقبله صححه الدارقطني بقوله ثابت
حب السلف لـ ابن مسعود رضي الله عنه وإتباعه
260- روى ابن أبي شيبة في المصنف [32828] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ بَدْرٍ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمَ ، قَالَ : قَدْ جَالَسْت أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ r وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَمَا رَأَيْت أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا ، وَلاَ أَرْغَبَ فِي الآخِرَةِ ، وَلاَ أَحَبَّ إلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاَخِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْك يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ.
261- روى الدارمي [108] أخبرنا إسماعيل بن أبان أخبرني حاتم هو بن إسماعيل عن عيسى عن الشعبي قال جاءه رجل فسأله عن شيء فقال كان بن مسعود يقول فيه كذا وكذا قال أخبرني أنت برأيك فقال ألا تعجبون من هذا أخبرته عن بن مسعود ويسألني عن رأيي وديني عندي آثر من ذلك والله لأن أتغنى أغنية أحب إلي من أن أخبرك برأيي .

أدب السلف مع ابن مسعود
262- روى الطبراني في المعجم [8506] حدثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن جامع بن شداد عن تميم بن سلمة عن أبي معمر قال : كنا إذا سمعنا من عبد الله بن مسعود شيئا نكرهه سكتنا حتى يفسره لنا فقال لنا عبد الله ذات يوم : إن السقم لا يكتب لصاحبه أجر فساءنا ذلك وكبر علينا فقال : ولكن الله عز و جل يكفر به الخطايا
وقال الشيخ السلفي قال في المجمع إسناده حسن

المبير الحجاج بن يوسف كان يتمنى رؤية ابن مسعود لقتله !
263- روى الحاكم [6431 مقبل] فيما حدثناه أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ببغداد ثنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو بكر بن عياش قال سمعت الأعمش يقول والله لقد سمعت الحجاج بن يوسف يقول يا عجبا من عبد هذيل يزعم أنه يقرأ قرآنا من عند الله والله ما هو إلا رجز من رجز الأعراب والله لو أدركت عبد هذيل لضربت عنقه هذا بعد قتله عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير يتأسف على ما فاته من قتل عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه من العبادلة ولعن من أبغضهم وخذلهم
قلت: وقد يكون الحجاج دس شخص برمح على ابن عمر فقتله والله أعلم
264- فقد روى الطبراني [13040]حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ثنا إبراهيم بن أبي سويد الذارع ثنا عمارة بن زاذان عن مكحول قال : بينا أنا مع ابن عمر وهو يمشي إذ مر به رجل أسود معه رمح فوضع زج الرمح بين السبابة والإبهام من قدم ابن عمر فحمل الشيخ فأدخل فورمت ساقه فأتاه الحجاج يعوده فقال : يا أبا عبد الرحمن من أصابك بهذا حتى آخذ لك منه ؟ قال : الله ليأخذن منه الله ليأخذن منه . قال : ما بال حرم الله وأمنه يحمل فيه السلاح ؟
قال الهيثمي [15870]: في الصحيح بعضه رواه الطبراني بإسنادين ورجال هذا ثقات
265- وروى أبو داود [4643] حدثنا محمد بن العلاء ثنا أبو بكر عن عاصم قال سمعت الحجاج وهو على المنبر يقول
: اتقوا الله ما استطعتم ليس فيها مثنوية واسمعوا وأطيعوا ليس فيها مثنوية لأمير المؤمنين عبد الملك والله لو أمرت الناس أن يخرجوا من باب من أبواب المسجد فخرجوا من باب آخر لحلت لي دماؤهم وأموالهم والله لو أخذت ربيعة بمضر لكان ذلك لي من الله حلالا ويا عذيري ( من يعذرني منه ) من عبد هذيل يزعم أن قراءته من عند الله والله ما هي إلا رجز من رجز الأعراب ما أنزلها الله على نبيه عليه السلام وعذيري من هذه الحمراء يزعم أحدهم أنه يرمي بالحجر فيقول إلى أن يقع الحجر قد حدث أمر فوالله لأدعنهم كالأمس الدابر
قال فذكرته للأعمش فقال أنا والله سمعته منه
قال العلامة الألباني في تعليقه على سنن أبي داود : صحيح الإسناد إلي الحجاج وهو الظالم المبير .ا ه
قلت : وراجع التمهيد لابن عبد البر ج 8 ص 298 وكتاب نكت الانتصار للباقلاني .. حيث تعلم انه كان يرفض قراءة الإمام العلم الشامخ ابن مسعود وكان يعاقب من وجده يقرءا بها .

إنكاره للمنكر وأمره بالمعروف ونصحه لأهل البدع
266- روى الطبراني في المعجم الكبير [8587] قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن سعد بن وهب عن عبد الله قال : إن من أكبر الذنب أن يقول الرجل لأخيه : اتق الله فيقول : عليك نفسك أنت تأمرني
قال الهيثمي في المجمع [12162]: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
قال العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة تحت الحديث رقم [2939] و رجاله ثقات إن كان سعيد (  الأصل : سعد ) بن وهب هو الهمداني الخيواني الذي أخرج له مسلم , فقد فرقوا بين هذا و بين الهمداني الثوري , و لم يذكروا في هذا الثاني توثيقا , خلافا لابن حبان , فإنه لم يذكر في " ثقاته " ( 4 / 291 ) سوى الأول . و كلاهما روى عنه أبو إسحاق السبيعي . و الله أعلم . على أن السبيعي مدلس , و قد عنعنه . و سفيان 
هو الثوري , و قد خالفه في إسناده شعبة , فقال : عن أبي إسحاق عن زيد ابن وهب عن عبد الله قال : " كفى بالمرء إثما إذا قيل له : ( اتق الله ) غضب " ! أخرجه الطبراني ( 8588 ) . و قال الهيثمي في كل من الروايتين ( 7 / 271 ) : " و رجاله رجال الصحيح " . فأنت ترى أن شعبة قال : " زيد بن وهب " , مكان " سعيد بن وهب, فلا أدري الراجح منهما . ا ه
وقد ثبت نحوه مرفوعاً راجع الصحيحة [2939] .
267- وروى الطبراني في المعجم [8588] : حدثنا أبو خليفة ثنا محمد بن كثير عن شعبة عن أبي إسحاق عن زيد بن وهب عن عبد الله أيضا قال : كفى بالمرء إثما إذا قيل له : اتق الله غضب
قال الهيثمي في المجمع [12163]: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
268- روى أبو نعيم في الحلية و الطبراني في المعجم [8552] قال : حدثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : يذهب الصالحون أسلاخا [أسلافا]ويبقى أهل الريب من لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا .
قال الهيثمي في المجمع [12208] رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
269- وروى الطبراني في المعجم [8564] حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : جاء عتريس بن عرقوب الشيباني إلى عبد الله فقال : هلك من لم يأمر بالمعروف وينه عن المنكر فقال : بل هلك من لم يعرف قلبه المعروف وينكر قلبه المنكر
قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح
270- روى الحاكم [3283 مقبل] أخبرنا أبو زكريا العنبري حدثنا محمد بن عبد السلام حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق قال أتي عبد الله رضي الله تعالى عنه بضرع فقال للقوم أدنو فأخذوا يطعمونه وكان رجل منهم في ناحية فقال عبد الله ادن فقال أني لا أريده فقال لم قال لأني حرمت الضرع فقال عبد الله هذا من خطوات الشيطان فقال عبد الله { يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } ادن فكل وكفر عن يمينك فإن هذا من خطوات الشيطان
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

نصيحته لمن ينكر المنكر أن يتخوف على نفسه من الفتنة
271- روى الحاكم في المستدرك [8396 مقبل] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا محمد بن إبراهيم بن أرومة حدثنا الحسين بن حفص عن سفيان عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب قال قال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه إنكم في زمان القائل فيه بالحق خير من الصامت والقائم فيه خير من القاعد وإن بعدكم زمانا الصامت فيه خير من الناطق والقاعد فيه خير من القائم قال فقال رجل يا أبا عبد الرحمن كيف يكون أمر من أخذ به اليوم كان هدى ومن أخذ به بعد اليوم كان ضلالة قال قد فعلتموه اعتبروا ذلك برجلين مرا بقوم يعملون بالمعاصي فأنكرا كلاهما وصمت أحدكما فسلم وتكلم الآخر فقال إنكم تفعلون وتفعلون فأخذوه وذهبوا به إلى ذي سلطانهم فلم يزل أو لم يزالوا به حتى أخذ بأخذه وعمل بعمله هذا
قال الحاكم : حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
ووافقه الذهبي
قال الشيخ مقبل بن هادي: البخاري لم يخرج للحسين بن حفص فهو على شرط مسلم فقط ثم هو موقوف على حذيفة !
قلت : الحديث لابن مسعود أم لـ حذيفة !
 272- روى الطبراني في المعجم الكبير [10488] : حدثنا محمد بن العباس المؤدب ثنا محمد بن بشير الكندي ثنا القاسم بن مالك عن العلاء بن المسيب عن أبيه أو عن خيثمة عن ابن مسعود قال : اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة
قال الهيثمي في مجمع الزوائد [804] رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن بشير الكندي قال يحيى : ليس بثقة
قلت صح ذلك الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه
273- فقد رواه الحاكم سند صحيح وصححه على شرطهما : الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة .
وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب [41]وقال : صحيح موقوفا .
274- روى البخاري [7277] والطبراني في الكبير [8521] والبزار عن مرة الهمداني يقول : قال عبد الله : إن أحسن الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، و { إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين}
275- أخرج الدارمي ( 1 / 68 - 69 ) , و بحشل في " تاريخ واسط " ( ص 198 – تحقيق عواد ) من طريقين عن عمر بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني قال : حدثني أبي قال : حدثني أبي قال : " كنا نجلس على باب  عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة , فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد , فجاءنا أبو موسى الأشعري , فقال : أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ? قلنا : لا , فجلس معنا حتى خرج , فلما خرج قمنا إليه جميعا , فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ! إنى رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته , و لم أر و الحمد لله إلا خيرا , قال : فما هو ? فقال : إن عشت فستراه , قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا , ينتظرون الصلاة , في كل  حلقة رجل , و في أيديهم حصى , فيقول : كبروا مائة , فيكبرون مائة , فيقول هللوا  مائة , فيهللون مائة , و يقول سبحوا مائة , فيسبحون مائة , قال : فماذا قلت لهم  ? قال : ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك , قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم , و ضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ? ثم مضى و مضينا معه , حتى أتى حلقة من  تلك الحلق , فوقف عليهم , فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ? قالوا : يا أبا  عبد الرحمن ! حصى نعد به التكبير و التهليل و التسبيح , قال : فعدوا سيئاتكم  فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء , و يحكم يا أمة محمد ! ما أسرع هلكتكم ! 
هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون , و هذه ثيابه لم تبل , و آنيته لم تكسر , والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد , أو مفتتحوا باب ضلالة ? ! قالوا والله : يا أبا عبد الرحمن ! ما أردنا إلا الخير , قال : و كم من مريد للخير لن يصيبه , إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا : " إن قوما يقرءون القرآن , لا يجاوز تراقيهم , " . وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ! ثم تولى عنهم , فقال عمرو بن سلمة : فرأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج "
صححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة [2005]
وقال :و منها : أن البدعة الصغيرة بريد إلى البدعة الكبيرة , ألا ترى أن أصحاب تلك الحلقات صاروا بعد من الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ? فهل من معتبر ? ! . ا ه

276- روى الطبراني في الكبير وعن عمرو بن زرارة قال : وقف علي عبد الله - يعني ابن مسعود - وأنا أقص فقال : يا عمرو لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو إنك لأهدى من محمد صلى الله عليه و سلم وأصحابه ولقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد
قال الهيثمي في المجمع [903]: رواه الطبراني في الكبير وله إسنادان أحدهما رجاله رجال الصحيح رواه عن الأسود عن عبد الله
قال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب (60) : صحيح لغيره

توجيه لبعض المُغالين في مسائل ليس عليها دليل شرعي
277- أخرج البخاري [852]وغيره عن عُمارة بن عمير قال عبد الله بن مسعود : لا يجعل أحدكم للشيطان شيئا من صلاته ، يرى أن حقا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه ، لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ينصرف عن يساره .

معاملته لأهل المعاصي معاملة شرعية
278- أخرج البخاري [4715]  ومسلم [801]عن علقمة قال:
 كنا بحمص، فقرأ ابن مسعود سورة يوسف، فقال رجل: ما هكذا أنزلت، قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أحسنت). ووجد منه ريح الخمر، فقال: أتجمع أن تكذب بكتاب الله وتشرب الخمر؟ فضربه الحد.
279- وفي سنن أبي داود [4890] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب قال : أتى ابن مسعود فقيل [ له ] هذا فلان تقطر لحيته خمرا فقال عبد الله إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به .
صححه العلامة الألباني في صحيح أبي داود ، وكذلك صححه الشيخ مقبل بن هادي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين [845] ، وصححه العجلوني في كشف الخفاء [2/430]
280- وأخرج البخاري [5599] عن علقمة، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله، ما لي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله ؟

281- روى الطبراني في المعجم الكبير [8580] حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا إبراهيم بن أبي معاوية ثنا أبي عن الأعمش عن علي بن الأقمر عن أبي عطية قال قال عبد الله : إذا لقيت الفاجر فالقه بوجه مكفهر
قال في المجمع :رواه الطبراني بإسنادين احدهما فيه شريك وهو حسن الحديث وبقية رجاله رجال الصحيح

282- روى الطبراني في المعجم [8540] حدثنا محمد بن علي الصائغ ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال قال عبد الله : من هاجر يبتغي شيئا فهو له قال : هاجر رجل ليتزوج امرأة يقال لها أم قيس وكان يسمى مهاجر أم قيس
قال العلامة السلفي : قال في المجمع : رجاله رجال الصحيح

قتله لابن النواحة
283- روى الإمام أحمد في المسند [3642]  والسند للمسند قال عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال : قال عبد الله لابن النواحة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لولا أنك رسول لقتلتك فأما اليوم فلست برسول يا خرشة قم فاضرب عنقه قال فقام إليه فضرب عنقه .
صححه العلامة أحمد شاكر وكذلك الشيخ شعيب وقال : صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب ،
284- روى في المسند[3642] - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال قال عبد الله لابن النواحة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لولا أنك رسول لقتلتك فأما اليوم فلست برسول يا خرشة قم فاضرب عنقه قال فقام إليه فضرب عنقه
تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب برقم 861 -والحديث أخرجه أبو داود 2762وأخرجه مطولا عبد الرزاق 18708 ومن طريقه الطبراني في الكبير 8956 وسنده صحيح على شرط الشيخين وقال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
285- وعند الطبراني أيضا 8960 أن ابن النواحة كان في جملة من استتيب فأبى أن يتوب .
286- قلت جاء عند النسائي في الكبرى [8622] : أخبرنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال خرج رجل يطرق فرسا له يعني يحمل عليها فمر بمسجد بني حنيفة وإمامهم يقرأ قراءة مسيلمة فرفع ذلك إلى عبد الله يعني ابن مسعود فأرسل إليهم عبد الله فجيء بهم فاستتابهم فتابوا إلا عبد الله بن النواحة وهو كان إمامهم فقتل بن النواحة و، قال : سمعت رسول الله r يقول ولولا أنك رسول لضربت عنقك فأنت اليوم لست برسول قم فاضرب عنقه فقام إليه فضرب عنقه .
[التحفة : 9196].
287- وجاء في تغليق التعليق لابن حجر [290/3 ]وصححه : صليت الغداة مع عبد الله بن مسعود فلما سلم قام رجل فأخبره أنه انتهى إلى مسجد بني حنيفة مسجد عبد الله بن النواحة فسمع مؤذنهم يشهد أن لا إله إلا الله وأن مسيلمة الكذاب رسول الله وأنه سمع أهل المسجد على ذلك فقال عبد الله من هاهنا فوثب نفر, فقال علي بابن النواحة وأصحابه فجيء بهم, وأنا جالس, فقال عبد الله بن مسعود لعبد الله بن النواحة : أين كنت تقرأ من القرآن ؟ قال : كنت أتقيكم به قال : فتب, فأبى, قال : فأمر قرظة بن كعب الأنصاري فأخرجه إلى السوق, فضرب رأسه, قال : فسمعت عبد الله يقول : من سره أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلا في السوق, فليخرج, فلينظر إليه قال حارثة : فكنت فيمن خرج, فإذا هو قد جرد, ثم إن ابن مسعود استشار الناس في أولئك النفر فأشار عليه عدي بن حاتم بقتلهم, فقام جرير والأشعث, فقالا : بل استتبهم, وكفلهم عشائرهم, فتابوا, وكفلهم عشائرهم .
قال الشيخ شعيب : وابن النواحة هذا كان رسول مسيلمة الكذاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلذلك لم يقتله النبي صلى الله عليه وسلم فلما تمكن منه ابن مسعود قتله وواضح أنه غير ابن النواحة الذي أمره علي بإقامة الصلاة - وقد سلف . ا ه
العاصي تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له
288- روى الطبراني في المعجم [9575]عن ابن مسعود قال : من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة لقي الله به وإن صام الدهر كله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه
قال في المجمع [4979]
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات

289- روى البيهقي عن عبد الله بن مسعود قال : إن راهبا عبد الله في صومعته ستين سنة فجاءت امرأة فنزلت إلى جنبه فنزل إليها فواقعها ست ليال ثم سقط في يده فهرب فأتى مسجدا فأوى فيه ثلاثا لا يطعم شيئا فأتي برغيف فكسره فأعطى رجلا عن يمينه نصفه وأعطى آخر عن يساره نصفه فبعث الله إليه ملك الموت فقبض روحه فوضعت الستون في كفة ووضعت الستة في كفة فرجحت يعني الستة ثم وضع الرغيف فرجح يعني رجح الرغيف الستة
قال العلامة الألباني في صحيح الترغيب [885] صحيح موقوف

الذنوب من أسباب البلاء في الأرض
290- روى الحاكم في المستدرك [3659   مقبل] أخبرني محمد بن إسحاق الصفار حدثنا أحمد بن نصر حدثنا عمرو بن طلحة حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص قال قرأ بن مسعود رضي الله تعالى عنه ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم الآية (سورة فاطر) قال : كاد الجعل يعذب في جحره بذنب بن آدم
قال الحاكم : إسناده صحيح ووافقه الذهبي
وقال العلامة الألباني في صحيح الترغيب [2477] صحيح لغيره موقوف
الجعل بضم الجيم وفتح العين دويبة تكاد تشبه الخنفساء تدحرج الروث


من زهده وتواضعه رضي الله عنه
أربعين سنة شرابه الماء والسويق
291- روى النسائي السنن[5755] وفي الكبرى [6817] أخبرني أبو بكر بن علي ، قال : حدثنا القواريري ، قال : حدثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن مُحَمد عن عبيدة عنِ ابن مسعود قال أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي ومالي شراب منذ عشرين سنة أو قال أربعين سنة إلا الماء والسويق غير أنه لم يذكر النبيذ .
قال الشيخ الألباني في تعليقه على السنن : صحيح الإسناد موقوف

الرضا بقضاء الله تعالى
292- روى الطبراني في المعجم الكبير [8505] حدثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن علي بن بذيمة عن قيس بن حبتر قال قال عبد الله : يا حبذا المكروهان الموت والفقر وأيم الله ألا إن الغنى والفقر وما أبالي بأيهما ابتليت إن كان الغنى إن فيه للعطف وإن كان الفقر إن فيه للصبر
قال العلامة حمدي عبد المجيد السلفي : ومن طريقه رواه أبو نعيم في الحلية
قال الهيثمي في مجمع الزوائد :فيه المسعودي وقد أختلط

293- روى ابن أبي شيبة في المصنف [35572] حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : مَا أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ يَتَمَنَّى ، أَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ فِي الدُّنْيَا قُوتًا , وَمَا يَضُرُّ أَحَدُكُمْ عَلَى أَيِّ حَالٍ أَمْسَى وَأَصْبَحَ مِنْ الدُّنْيَا أَنْ لاَ تَكُونَ فِي النَّفْسِ مَزَازَةٌ , وَلاَنْ يَعَضَّ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ حَتَّى تُطْفَأَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَقُولَ لأَمْرٍ قَضَاهُ اللَّهُ : لَيْتَ هَذَا لَمْ يَكُنْ .
 قال محقق المصنف : إسناده لا بأس به

294- روى ابن أبي شيبة في المصنف [35528] حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : سَمِعَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ صَيْحَةً فَاضْطَجَعَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ .
 قال المحقق : إسناده صحيح
قلت : لعله يقصد هنا انه تصور انه يوم القيامة فسلم أمره الى الله تعالي


من كلامه في الزهد رضي الله عنه
295- روى الطبراني وروى ابن أبي شيبة في المصنف [35523] حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ ، عَنْ هُذَيْلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : مَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ أَضَرَّ بِالدُّنْيَا وَمَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا أَضَرَّ بِالآخِرَةِ , يَا قَوْمِ فَأَضِرُّوا بِالْفَانِي لِلْبَاقِي .
قال محقق المصنف : إسناده صحيح
وصحح نحوه الهيثمي في المجمع [17828]بقوله : رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير قيس
رواه الطبراني برقم [8566]
296- روى الطبراني []  عن أبي جحيفة قال : خرج إلينا عبد الله - يعني ابن مسعود - وهو خاثر ( غير نشيط ) فقلنا : ما لك ؟ قال : ذهب صفو الدنيا ولم يبق إلا الكدر والموت اليوم تحفة لكل مسلم
قال في المجمع [18210]
رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما جيد
297- روى الطبراني [8759]في المعجم عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : والذي لا إله إلا هو ما من نفس حية إلا الموت خير لها إن كان برا إن الله عز
وجل يقول : { وما عند الله خير للأبرار } . وإن كان فاجرا فإن الله عز و جل يقول : { ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما }
قال الهيثمي في المجمع [18211]
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث
 298- ورواه ابن أبي شيبة في المصنف [35577] من طريق أخر حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَة ، عَنِ الأَسْوَدِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : مَا مِنْ نَفْسٍ بَرَّةٍ ، وَلاَ فَاجِرَةٍ إِلاَّ ، وَإِنَّ الْمَوْتَ خَيْرٌ لَهَا مِنْ الْحَيَاةِ , لَئِنْ كَانَ بَرًّا لَقَدْ قَالَ اللَّهُ : ﴿وَمَا عَنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ﴾ ، وَلَئِنْ كَانَ فَاجِرًا لَقَدْ قَالَ اللَّهُ : ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَمَّا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ .
قال المحقق : إسناده صحيح

التقوى
299- روى أبو نعيم في الحلية والطبراني في المعجم الكبير [8553] حدثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبد الرحمن المقري عن سعيد بن أبي أيوب ثنا عبد الله بن الوليد قال سمعت عبد الرحمن بن حجيرة يحدث عن أبيه عبد الله بن مسعود أنه كان يقول إذا قعد : إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة فمن يزرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة ومن يزرع شرا يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع لا يسبق بطيء بحظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له فمن أعطي خيرا فالله أعطاه ومن وقي شرا فالله وقاه المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالسهم زيادة
قال العلامة السلفي : رواه أبو نعيم في الحلية وقال في المجمع رجاله موثقون

من تواضعه رضي الله عنه
300- روى الحاكم في المستدرك [5451 مقبل] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال قال عبد الله بن مسعود لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي رجلان ولحثيتم على رأسي التراب ولوددت أن الله غفر لي ذنبا من ذنوبي وإني دعيت عبد الله بن روثة .
سكت عليه الشيخ مقبل
 301- قلت ورواه الدارمي  [ 532 ]مرسلاً قال : أخبرنا يزيد بن هارون ثنا بن عون عن الحسن أن بن مسعود كان يمشي والناس يطئون عقبه فقال لا تطؤوا عقبي فوالله لو تعلمون ما أغلق عليه بابي ما تبعني رجل منكم .

302- وجاء في المصنف [35526] حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْد ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : لَوَدِدْت ، أَنَّ رَوْثَةً انْفَلَتَتْ عَنِّي فَنُسِبْت إلَيْهَا فَسُمِّيت عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوْثَةَ ، وَأَنَّ اللَّهَ غَفَرَ لِي ذَنْبًا وَاحِدًا , إِلاَّ ، أَنَّ أَبَا مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : لَوَدِدْت أَنِّي عَلِمْت ، أَنَّ اللَّهَ غَفَرَ لِي ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ
قال المحقق : إسناده صحيح
إتباعه لـ أفعال الصالحين من قبله
303- روى الطبراني عن مسروق عن ابن مسعود أن رجلا بينا هو يسقي زرعا إذ رأى غيابة برها فسمع فيها صوتا : أن اسق أرض فلان . فاتبع الصوت حتى انتهى إلى الأرض التي سميت فسأل صاحبها : ما علمك فيها ؟ قال : إني أعيد فيها ثلثا وأتصدق بثلث وأحبس لأهلي ثلثا
قال مسروق : أن ابن مسعود كان يبعث إلى أرضه أن يفعل فيها ذلك .
قال الهيثمي في المجمع [4366-4367] رواهما الطبراني في الكبير ورجالهما رجال الصحيح

كان يرى أن عدم متابعته للنبي صلى الله عليه وسلم حتى في النوافل يعتبر أمر سوء
304- أخرج البخاري [1135] ومسلم [773]وغيرهم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة ، فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء . قلنا : وما هممت ؟ قالهممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه وسلم .
عبادته
305- روى الحاكم [5446] أخبرني الحسن بن حليمة المروزي أنا أبو الموجه أنا عبدان أنا عبد الله أنا مسعر قال حدثني معن بن عبد الرحمن عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال كان عبد الله إذا هدأت العيون سمعت له دويا كدوي النحل حتى يصبح

من درر كلامه رضي الله عنه
306- روى الطبراني في المعجم [8544] حدثنا محمد بن علي الصائغ ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي ظبيان عن علقمة قال عبد الله : الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان .
قال الهيثمي في المجمع [] رجاله رجال الصحيح
وجاء في البخاري معلقاً في كتاب الإيمان : وقال ابن مسعود: اليقين الإيمان كله.
وصحح رواية الطبراني الموقوفة الحافظ ابن حجر الفتح [1/ 51 نسختي]
307- وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف [ ]عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: التوبة من الذنب أن يتوب منه ثم لا يعود فيه .
صححه الشيخ شعيب موقوف في تعليقه على المسند [4264]وقال : أخرجه ابن أبي شيبة موقوفا بسند صحيح على شرط الشيخين
308- وروى الطبراني [ ] وسعيد بن منصور [239] عن ابن مسعود قال : إياك الحرمان في الحياة والتبذير عند الموت .
قال الهيثمي في المجمع [7089] : رواه الطبراني وفيه عبد الله بن سنان الأسدي كذا هو في النسخة والظاهر أنه ابن زياد الأسدي فإن كان ابن زياد فرجاله رجال الصحيح .
308- أخرج البخاري في الأدب المفرد [293-314]  والطبراني في المعجم [8560]: عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : ألأم أخلاق المؤمن الفحش "
صححه العلامة الألباني في صحيح الأدب وكذلك الهيثمي في المجمع [12956].
309- وجاء بسند ضعيف من بعض أقواله ننبه عليه عند الطبراني عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : إن ذا اللسانين في الدنيا له لسانان من نار يوم القيامة
قال الهيثمي [13154] رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله ثقات
وضعفه البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة في المسانيد العشرة ج 8

310- روى الطبراني في المعجم [8990] والبخاري في الأدب المفرد[275]  وابن أبي شيبة في المصنف [35550] عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يؤتي المال من يحب ومن لا يحب ولا يؤتي الإيمان إلا من أحب فإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان فمن ضن بالمال أن ينفقه وهاب العدو أن يجاهده والليل أن يكابده فليكثر من قول : لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله "
قال الهيثمي في المجمع [16854] رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح .
وصححه العلامة الألباني في صحيح الأدب المفرد وصححه وأعطاه حكم المرفوع في الصحيحة [2714] وهو في صحيح الترغيب [1571]
ضن بالضاد المعجمة أي بخل
311- روى الطبراني في المعجم [ ]عن ابن مسعود قال : نعم المجلس الذي تذكر فيه الحكمة
قال الهيثمي في المجمع [766] رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن
312- روى الطبراني في المعجم الكبير[8909] حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن منصور عن مالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : كل الخلال يطوى عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب
قال الهيثمي في المجمع [331]
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
313- روى ابن أبي شيبة في المصنف [2421] أَخْبَرَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْد ، قَالَ : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ إنَّ مِنْ أَحَبِّ الْكَلاَمِ إلَى اللهِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك وَتَبَارَكَ اسْمُك وَتَعَالَى جَدُّك ، وَلاَ إلَهَ غَيْرُك رَبِّ إنِّي ظَلَمْت نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ، أَنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ.
قال المحقق : إسناده صحيح
314- روى ابن أبي شيبة في المصنف [35576] حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عُمَارَةَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : تَعَوَّدُوا الْخَيْرَ فَإِنَّمَا الْخَيْرُ فِي الْعَادَةِ
قال المحقق : إسناده صحيح
315- روى الطبراني في الكبير [8773 ] حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن خيثمة قال : قال عبد الله - يعني ابن مسعود - لامرأته : اليوم خير أم أمس ؟ فقالت : لا أدري فقال : لكني أدري أمس خير من اليوم واليوم خير من غد وكذلك حتى تقوم الساعة
وقال في المجمع [12236]
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
316- روى الطبراني [8765] حدثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن سلمة بن كهيل عن عبد الرحمن بن يزيد : قال ابن مسعود : لا يكونن أحدكم إمعة قالوا : وما الإمعة يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : تقول : إنما أنا مع الناس إن اهتدوا اهتديت وإن ضلوا ضللت ألا ليوطنن أحدكم نفسه على أن كفر الناس أن لا يكفر
قال الهيثمي  [851]رواه الطبراني في الكبير وفيه المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله ثقات
317- روى الطبراني [8913] حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : إن الله تعالى ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر
قال في المجمع [9569]
رواه الطبراني وفيه عاصم بن أبي النجود وهو ثقة وفيه كلام
318- روى الطبراني [8553]عن عبد الله ابن مسعود أنه كان يقول : المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة
قال في المجمع [520] : ذكر هذا في حديث طويل رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون
من حكمته وفقهه في وعظ الناس والخوف عليهم من السآمة
319- أخرج البخاري [68] عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال:
 كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا.
320- وفي رواية مسلم [2821] والحميدي [107]وابن حبان [4524] عن أبي وائل شقيق بن سلمة يقول : كنا جلوسا ننتظر عبد الله بن مسعود فأتانا يزيد بن معاوية النخعي فقال ما لكم قلنا ننتظر عبد الله بن مسعود فقال أين ترونه قلنا في الدار قال أفلا أذهب فأخرجه إليكم فذهب فلم يلبث أن خرج عبد الله حتى قام علينا ومعه يزيد بن معاوية فقال عبد الله إني لأخبر بمجلسكم فما يمنعني أن أخرج إليكم إلا كراهية أن أملكم وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا
أتخولكم : التخول: التعهد للشيء وحفظه، قال الهروي : وقال أبو عمرو: الصواب «يتخولنا» بالحاء غير المعجمة ، أي : يطلب أحوالنا التي ننشط للموعظة فيها ، فيعظنا ، قال الجوهري : وكان الأصمعي يقول «يتخولنا» بالنون ، أي : يتعهدنا.  السآمة :الضجر والملل. (استفدت هذا  من أيمن صالح شعبان )
321- وروى الطبراني في المعجم : عن ابن مسعود قال : لا تملوا الناس فيملوا الذكر
قال الهيثمي في مجمع الزوائد [918] : رواه الطبراني في الكبير وإسناده صحيح
وهذا لا ينفى كونه له تلاميذ يختصهم بالعلم يومياً
322- فقد روى الطبراني [9005] والحاكم في المستدرك [3433  ]والسياق للطبراني كان عبد الله بن مسعود يحدث الناس كل يوم فإذا كان يوم الخميس انتابه الناس من الرساتيق والقرى فجاءه رجل أعمى ...
وفي رواية : عن أبي العبيدين العامري - وكان ضرير البصر وكان عبد الله بن مسعود يدينه - فقال لعبد الله بن مسعود : من نسأل إذا لم نسألك ؟ فرق له ، فقال : ما الأواه ؟ قال : الرحيم . قال : فما الأمة ؟ قال : الذي يعلم الناس الخير . قال : فما القانت . قال : المطيع . قال : فما الماعون ؟ قال : ما يتعاون الناس بينهم . قال : فما التبذير ؟ قال : إنفاق المال في غير حقه . وفي رواية : في غير حله
قال الهيثمي في المجمع [11060-11061] رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال الروايتين الأوليين ثقات .
قال الحاكم : حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي
323 وجاء في مقدمة صحيح مسلم : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : «ما أنتَ بمُحَدِّث قوما حديثا لا تَبلُغُه عقُولهم إِلا كان لبعضهم فِتْنة»
وصححه عمر بن على بن الملقن في شرحه للبخاري (التوضيح لشرح الجامع الصحيح)[3/655] .
وهو قد يكون مرسل لان رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن مسعود مرسلة.
توجيهه لمن يتعلم العلم عليه أن يعمل به
324- روى الطبراني [8762]عبد الله - يعني ابن مسعود - يوما وأكثروا عليه فقال : يا حار بن قيس - للحارث بن قيس - ما تراهم يريدون إلى ما يسألون ؟ قال : ليتعلموه ثم يتركوه قال : صدقت والذي لا إله غيره .
قال الهيثمي [717] رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون
كان يفصل الكلام ويشرح للتابعين حول كون كلامه من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم أم من أقواله الشخصية
325- روى البخاري [5949] عن الحارث بن سويد: حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين: أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر عن نفسه، قال:
 إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه، فقال به هكذا. قال أبو شهاب بيده فوق أنفه، ثم قال: (لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه، فإذا راحلته عنده).
وروى جزء منه ابن أبي شيبة في المصنف [35543]
وكان أحياناً في الأمور المهمة يبدأ بالقسم
326- روى الطبراني في الكبير والأوسط وروى النسائي في الكبرى [11843] عن عبد الله بن عكيم ، سمعت ابن مسعود  في هذا المسجد يبدأ باليمين قبل الكلام فقال ما منكم من أحد إلا أن ربه عز وجل سيخلو به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر فيقول ابن آدم ما غرك بي ابن آدم ما غرك بي ابن آدم ماذا أجبت المرسلين .
قال الهيثمي : رجال الكبير رجال الصحيح غير شريك بن عبد الله وهو ثقة وفيه ضعف ورجال الأوسط فيهم شريك أيضا وإسحاق بن عبد الله التميمي ووثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح‏‏
وأشار الى تصحيحه ابن تيمية في تبين تلبيس الجهمية
7016  - ( ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال له رجل : «ما الصِّراطُ المستقيم ؟ قال : تركَنا محمد في أدناه ، وطرفه في الجنة».
زاد في رواية «وعن يمينه جَوَادُّ ، وعن يساره جوادُّ ، ثم رجال يَدعون مَن مَرَّ بهم ، فمن أخذ في تلك الجوادِّ ، انتهت به إلى النار ، ومن أخذ على الصراط [المستقيم] ، انتهى به إلى الجنة ، ثم قرأ ابنُ مسعود {وأنَّ هذا صراطي مستقيما فاتَّبِعوه ، ولا تَتَّبِعوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بكُم عن سبيله ، ذلكم وَصَّاكم به لعلكم-[372]- تتقون} [الأنعام : الآية 153]» أخرجه...

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
الجواد : جمع جادة ، وهي الطريق.

[قال أيمن صالح شعبان محقق جامع الأصول]
في المطبوع : أخرجه رزين.
قلت : وذكره السيوطي في الدر المنثور (3/61) وقال : وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن مردويه عن ابن مسعود ، فذكره.

هناك تعليق واحد:

  1. بعد قراءتي لكتبكم خرجت من الاسلام وادركت ان هذا ليس دين من عند الله انما ايديولوجيا ارهابية سياسية

    ردحذف