الحمد لله له الحمد الحسن والثناء الجميل
قامت حملة شعوا من خيري رمضان ولميس الحديدي وعادل حمودة تم بعدها إقفال7 قنوات من قنوات الفتنة ! فما هي الفتنة التي يقصدها الإعلاميين المنحرفين؟ ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، الإجابة الفتنة هي نشر السنة بين المسلمين ، فتلك القنوات تقول قال الله وقال رسول الله ، فهذه هي الفتنة !
وهذا من تقليب الحقائق وجعل الحق باطل والباطل حق ولا نستغرب ذلك من أقوام يتشرفون بأنهم أحفاد الفراعنة ، فلننظر إلي جدهم الأكبر فرعون موسي تتخيل كيف يدعي علي موسي عليه السلام فأنظر ماذا قال .
قال تعالي :{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }غافر26
سبحان الله موسي هو الذي ينشر الفساد ويظهره في الأرض ،صار فرعون مذكرا يعني واعظا يشفق على الناس من موسى !
بقول صاحب الظلال :فهل هناك أطرف من أن يقول فرعون الضال الوثني ، عن موسى رسول اللّه - عليه السلام - «إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ»؟!! أليست هي بعينها كلمة كل طاغية مفسد عن كل داعية مصلح؟ أليست هي بعينها كلمة الباطل الكالح في وجه الحق الجميل؟ أليست هي بعينها كلمة الخداع الخبيث لإثارة الخواطر في وجه الإيمان الهادئ؟ إنه منطق واحد ، يتكرر كلما التقى الحق والباطل ، والإيمان والكفر. والصلاح والطغيان على توالي الزمان واختلاف المكان. والقصة قديمة مكررة تعرض بين الحين والحين.أهـ
وبعد تلك الآيات تأتي المناظرة بين مؤمن آل فرعون وبين فرعون وقومه ،وكيف كان رد فرعون
قال تعالي : (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ{28} يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ )
سبحان الله فرعون يهديهم سبيل الرشاد
يقول صاحب الظلال رحمه الله :هنا يأخذ فرعون ما يأخذ كل طاغية توجه إليه النصيحة. تأخذه العزة بالإثم. ويرى في النصح الخالص افتياتا على سلطانه ، ونقصا من نفوذه ، ومشاركة له في النفوذ والسلطان :
«قالَ فِرْعَوْنُ : ما أُرِيكُمْ إِلَّا ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ» ..
إنني لا أقول لكم إلا ما أراه صوابا ، وأعتقده نافعا. وإنه لهو الصواب والرشد بلا شك ولا جدال! وهل يرى الطغاة إلا الرشد والخير والصواب؟! وهل يسمحون بأن يظن أحد أنهم قد يخطئون؟! وهل يجوز لأحد أن يرى إلى جوار رأيهم رأيا؟! وإلا فلم كانوا طغاة؟!
قلت :هذا ما فعله فرعون وهو عدو واضح لموسي عليه السلام ، ولكن الخوف كل الخوف من العدو الخفي الذي هو من جلدتنا ويتكلمون بنفس اللسان فهذا قارون ابن عم موسي دبر لموسي عليه السلام مكيدة لأنه عليه السلام نصحهم بالصدقات والزكاة .
أخرج بن أبي حاتم بإسناد صحيح عن بن عباس قال كان موسى يقول لبني إسرائيل إن الله يأمركم بكذا حتى دخل عليهم في أموالهم فشق ذلك على قارون فقال لبني إسرائيل إن موسى يقول من زنى رجم فتعالوا نجعل لبغى شيئا حتى تقول إن موسى فعل بها فيرجم فنستريح منه ففعلوا ذلك فلما خطبهم موسى قالوا له وإن كنت أنت قال وأن كنت أنا فقالوا فقد زنيت فجزع فأرسلوا إلى المرأة فلما جاءت عظم عليها موسى وسألها بالذي فلق البحر لبني إسرائيل إلا صدقت فأقرت بالحق فخر موسى ساجدا يبكي فأوحى الله إليه إني أمرت الأرض أن تطيعك فأمرها بما شئت فأمرها فخسفت بقارون ومن معه .
صححه الحافظ ابن حجر في فتح الباري
ودعاوي أهل الباطل علي أهل الحق لا تنتهي فهذا رجل آخر خارجي يدعي علي النبي صلي الله عليه وسلم أنه ظالم ! حاشه الله من الظلم فهو أعدل الخلق قاطبة بأبي هو وأمي فقد أخرج البخاري حديث4094 عن عبد الرحمن بن أبي نعم قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهبية في أديم مقروظ، لم تحصل من ترابها، قال: فقسمها بين أربعة نفر: بين عيينة بن بدر، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرابع: إما علقمة، وإما عامر بن الطفيل، فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء، قال: فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء). قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمر الإزار، فقال: يا رسول الله اتق الله، قال: (ويلك، أو لست أحق أهل الأرض أن يتقي الله). قلا: ثم ولى الرجل. قال خالد بن الوليد: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: (لا، لعله أن يكون يصلي). فقال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لم أومر أن أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم). قال: ثم نظر إليه وهو مقف، فقال: (إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية - وأظنه قال - لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود).
ملاحظة : لم نجد من هؤلاء الإعلاميين الذين يفهمون الإسلام الصحيح ! من يقف ضد البهائيين الكفار ولا الشيعة المنحرفين ولكن يتصدون لأهل السنة والحديث
وأخرج مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس
وفي رواية ابن ماجة وصححها الشيخ الألباني لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها
قال الإمام النووي. وأما هذه الطائفة فقال البخاري: هم أهل العلم.
وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم.
وقال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث .
وقال أيضًا: (ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض ...) ينظر: شرح النووي على مسلم (13/67).
المراجع :صحيح البخاري - وصحيح مسلم بشرح النووي - وسنن ابن ماجة - والظلال لسيد قطب -
وفتح الباري - وتفسير ابن كثير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق