عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن
سعد بن سهم القرشي السهمي أبو حذافة أو أبو حذيفة وأمه تميمة بنت حرثان من بني الحارث
بن عبد مناة من السابقين الأولين يقال شهد بدرا ولم يذكره موسى بن عقبة ولا بن إسحاق
ولا غيرهما من أصحاب المغازي (الإصابة)
وقال ابن يونس شهد فتح مصر
يقال مات في خلافة عثمان حكاه البغوي وقال أبو نعيم توفي بمصر في خلافة عثمان وكذلك قال بن يونس إنه توفي بمصر ودفن بمقبرته
اخرج البخاري [93] عن أنس بن مالك: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج، فقام عبد الله بن حذافة فقال: من أبي؟ فقال: (أبوك
حذافة). ثم أكثر أن يقول: (سلوني). فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام
دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، فسكت.
وروى الإمام في المسند [10538] عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم
واختلافهم على أنبيائهم لا تسألوني عن شيء الا أخبرتكم به فقال عبد الله بن حذافة من
أبى يا رسول الله قال أبوك حذافة بن قيس فرجع إلى أمة فقالت ويحك ما حملك على الذي
صنعت فقد كنا أهل جاهلية وأهل أعمال قبيحة فقال لها ان كنت لأحب ان أعلم من أبي من
كان من الناس
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن
.
كان في بعث علقمة بن محرز وله قصة :
فقد أخرج الإمام أحمد [11657] وابن ماجه [2330] : عن عمرو بن الحكم بن ثوبان ان أبا سعيد
الخدري قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن محرز على بعث أنا فيهم حتى
انتهينا إلى رأس غزاتنا أو كنا ببعض الطريق أذن لطائفة من الجيش وأمر عليهم عبد الله
بن حذافة بن قيس السهمي وكان من أصحاب بدر وكانت فيه دعابة يعني مزاحا وكنت ممن رجع
معه فنزلنا ببعض الطريق قال وأوقد القوم نارا ليصنعوا عليها صنيعا لهم أو يصطلون قال
فقال لهم أليس لي عليكم السمع والطاعة قالوا بلى قال فما أنا بآمركم بشيء ان صنعتموه
قالوا بلى قال أعزم عليكم بحقي وطاعتي لما تواثبتم في هذه النار فقام ناس فتحجزوا حتى
إذا ظن انهم واثبون قال احبسوا أنفسكم فإنما كنت أضحك معكم فذكروا ذلك للنبي صلى الله
عليه وسلم بعد ان قدموا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه
حسنه العلامة شعيب الأرنؤوط في تعليقه
على المسند _ وحسنه العلامة الألباني في الصحيحة 2324 وحسنه ايضاًفي سنن ابن ماجه
.
بعثه النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب
الى كسرى :
اخرج البخاري [4162] عن ابن عباس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى، مع عبد الله ابن حذافة السهمي،
فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، فحسبت
أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن يمزقوا كل ممزق.
نداه في الحج :
وفي المسند [10930] عن أبي هريرة : ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى أن لا تصوموا هذه
الأيام فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل
تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف
صالح بن أبي الأخضر وراجع الحديث 22000 في المسند
وفي الصحيحة 1282 حديث يشبه هذا وقال
عنه متواتر
آية نزلت فيه :
أخرج البخاري [4308] عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس رضي الله عنهما:
{أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.
قال: نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي، إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في
سرية.
ثباته رضي الله عنه :
روى الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق
في ترجمته : أنه أسرته الروم ، فجاءوا به إلى ملكهم ، فقال له : تنصر وأنا أشركك في
ملكي وأزوجك ابنتي. فقال له : لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما تملكه العرب ، على
أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ، ما فعلت! فقال : إذا أقتلك. قال : أنت وذاك! فأمر به
فصلب ، وأمر الرماة فرموه قريبا من يديه ورجليه ، وهو يعرض عليه دينالنصرانية ، فيأبى ثم أمر به فأنزل ، ثم أمر بِقِدْر. وفي رواية :
ببقرة من نحاس ، فأحميت ، وجاء بأسير من المسلمين فألقاه وهو ينظر ، فإذا هو عظام تلوح.
وعرض عليه فأبى ، فأمر به أن يلقى فيها ، فرفع في البَكَرَة ليلقى فيها ، فبكى فطمع
فيه ودعاه فقال له : إني إنما بكيت لأن نفسي إنما هي نفس واحدة ، تُلْقى في هذه القدر
الساعة في الله ، فأحببت أن يكون لي بعدد كل شعرة في جسدي نفس تعذب هذا العذاب في الله.
وفي بعض الروايات : أنه سجنه ومنع عنه الطعام والشراب أياما ، ثم أرسل إليه بخمر ولحم
خنزير ، فلم يقربه ، ثم استدعاه فقال : ما منعك أن تأكل ؟ فقال : أما إنه قد حَلَّ
لي ، ولكن لم أكن لأشمتك فيّ. فقال له الملك : فَقَبِّلْ رأسي وأنا أطلقك. فقال : وتطلق
معي جميع أسارى المسلمين ؟ قال : نعم. فقبل رأسه ، فأطلقه وأطلق معه جميع أسارى المسلمين
عنده ، فلما رجع قال عمر بن الخطاب : حَقّ على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة
، وأنا أبدأ. فقام فقبل رأسه .
ورواه البيهقي وهو عند الذهبي بسند في السير ج 2
وقال الحافظ في الاصابة : وأخرج بن
عساكر لهذه القصة شاهدا من حديث بن عباس موصولا وآخر من فوائد هشام بن عثمان من مرسل
الزهري . اهـ
وروى الذهبي في السير ج2 / ص 247
: الوليد بن مسلم حدثنا أبو عمرو ومالك بن أنس أن أهل قيسارية أسروا ابن حذافة فأمر
به ملكهم فجرب بأشياء صبر عليها ثم جعلوا له في بيت معه الخمر ولحم الخنزير ثلاثا لا
يأكل فاطلعوا عليه فقالوا للملك قد انثنى عنقه فإن أخرجته وإلا مات فأخرجه وقال ما
منعك أن تأكل وتشرب قال أما إن الضرورة كانت
قد أحلتها لي ولكن كرهت أن أشمتك بالإسلام قال فقبل رأسي وأخلي لك مئة أسير قال أما
هذا فنعم فقبل رأسه فخلى له مئة وخلى سبيله
.
ثم قال الذهبي : وقد روى ابن عائذ
قصة ابن حذافة فقال حدثنا الوليد بن محمد أن ابن حذافة أسر فذكر القصة مطولة وفيها
أطلق له ثلاث مئة أسير وأجازه بثلاثين ألف دينار وثلاثين وصيفة وثلاثين وصيفا
أخرج البيهقي (2/162) ، وأحمد (2/326) ، وابن نصر
(53) عن النعمان بن راشد عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عن أبي هريرة أن عبد الله بن حُذافة صلى ، فجهر
بالقراءة ؛ فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" يا ابن حذافة ! لا تُسْمِعني
، وأسمع اللهَ عز وجل " .
قال العلامة الألباني في صفة الصلاة
: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، غير أن النعمان بن راشد فيه ضعف ؛كما قال النسائي ، وفي " التقريب
" :" صدوق سيئ الحفظ " . فهو إسناد حسن .
وقد ضعفه العلامة شعيب الأرنؤوط في
تعليقه على المسند 8309 _ صححه العلامة أحمد شاكر في المسند
أخوه
خنيس بالتصغير بن حذافة بن قيس بن
عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي أخو عبد الله كان من السابقين وهاجر إلى الحبشة ثم
رجع فهاجر إلى المدينة وشهد بدرا وأصابته جراحة يوم أحد فمات منها وكان زوج حفصة بنت
عمر فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعده
وروى البخاري [3783 ] عن سالم ابن عبد الله: أنه سمع عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما يحدث: أن عمر بن الخطاب، حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي،
وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا، توفي بالمدينة، قال عمر:
فلقيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، قال: سأنظر
في أمري، فلبث ليالي، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر،
فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، فكنت عليه أوجد
مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه،
فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك؟ قلت: نعم، قال:
فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت، إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لقبلتها.
المراجع : صحيح البخاري _ المسند _ تاريخ دمشق _ سير اعلام النبلاء _ الإصابة _ الطبقات _ سنن ابن ماجه _ أصل صفة الصلاة _ السلسلة الصحيحة _ الفتح _ تفسير ابن كثير