الأحد، 25 ديسمبر 2011

دعوة إبراهيم عليه السلام


قال تعالي : ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ) سورة البقرة 129

أخرج الإمام أحمد في المسند (22315) ، ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 102 ) و ابن عدي 1/ 165عن لقمان بن عامر قال سمعت أبا أمامة قال قلت : يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك قال : دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي انه يخرج منها نور أضاءت منها قصور الشام .
حسنه العلامة الألباني في الصحيحة (1546) ، وحسنه الهيثمي ، وكذلك صححه لغيره العلامة شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند
وأخرج البزار (البحر الزخار 10/135) ، والبيهقي في دلائل النبوة (1/80)وعن العرباض بن سارية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إني عند الله مكتوب : خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم بأول أمري دعوة إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني وقد خرج لها نور أضاء لها منه قصور الشام "
صححه العلامة الألباني في المشكاة (5759) ، بل وصححه في الضعيفة برقم (2085) ،وصححه العلامة أحمد شاكر في (عمدة التفسير 185)
قال ابن كثير في التفسير (1/577) : يقول تعالى إخبارًا عن تمام دعوة إبراهيم لأهل الحرمأن يبعث الله فيهم رسولا منهم ، أي من ذرية إبراهيم. وقد وافقت هذه الدعوة المستجابة قَدَرَ الله السابق في تعيين محمد - صلوات الله وسلامه عليه . اهـ
ثم قال ابن كثير : والمراد أن أول من نَوّه بذكره وشهره في الناس ، إبراهيم  عليه السلامولم يزل ذكره في الناس مذكورًا مشهورًا سائرًا حتى أفصح باسمه خاتمُ أنبياء بني إسرائيل نسبًا ، وهو عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، حيث قام في بني إسرائيل خطيبًا ، وقال {إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } [ الصف : 6] ؛ ولهذا قال في هذا الحديث : "دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى بن
مريم".اهـ
لطيفة من ابن كثير في فضل الشاموقوله : "ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام" قيل : كان منامًا رأته حين حملت به ، وقَصته على قومها فشاع فيهم واشتهر بينهم ، وكان ذلك توطئة. وتخصيص
الشام بظهور نوره إشارة إلى استقرار دينه وثبوته ببلاد الشام ، ولهذا تكون الشام في آخر الزمان معقلا للإسلام وأهله ، وبها ينزل عيسى ابن مريم إذا نزل بدمشق بالمنارة الشرقية البيضاء منها. ولهذا جاء في الصحيحين : "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" . وفي صحيح البخاري :
"
وهم بالشام". اهـ
المراجع : مسند الإمام أحمد تحقيق العلامة شعيب الأرنؤوط _ مشكاة المصابيح _ دلائل النبوة للبيهقي _ تفسير ابن كثير _ عمدة التفسير للعلامة أحمد شاكر _ السلسلة الصحيحة والضعيفة للعلامة الألباني _ البحر الزخار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق