(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ
اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي
إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ
طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ
آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ )) سورة الصف:14
قال ابن
كثير في " التفسير _ 8/118 ": وقوله : { فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ } أي : لما بلغ عيسى ابن مريم عليه السلام رسالة ربه إلى
قومه ، ووازره من وازره من الحواريين ، اهتدت طائفة من بني إسرائيل بما جاءهم به ،
وضلت طائفة فخرجت عما جاءهم به ، وجحدوا بنبوته ، ورموه وأمه بالعظائم ، وهم
اليهود - عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة - وغلت فيه طائفة ممن اتبعه
، حتى رفعوه فوق ما أعطاه الله من النبوة ، وافترقوا فِرَقا وشِيَعا ، فمن قائل
منهم : إنه ابن الله. وقائل : إنه ثالث ثلاثة : الأب ، والابن ، وروح القدس. ومن
قائل : إنه الله. وكل هذه الأقوال مفصلة في سورة النساء.
وقوله : { فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ } أي : نصرناهم على من عاداهم من فِرَق النصارى ، { فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ } أي : عليهم ، وذلك ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم . اهـ
وقوله : { فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ } أي : نصرناهم على من عاداهم من فِرَق النصارى ، { فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ } أي : عليهم ، وذلك ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم . اهـ
روى ابن
جرير الطبري في " التفسير _ 23/366 "، وهو عند ابن كثير في
" التفسير
_ 8/118 " ، والنسائي في " الكبرى _11591 " وابن أبي شيبة في " المصنف_32474 "
: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما أراد الله أن يرفع
عيسى عليه السلام إلى السماء خرج إلى أصحابه وهم اثنا عشر رجلا من غير البيت ورأسه
يقطر ماء ، فقال لهم : أما إن منكم من سيكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي ، ثم
قال : أيكم سيلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي ، فقام شاب من أحدثهم سنا
فقال : أنا ، فقال عيسى : اجلس ، ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال : أنا ، فقال : نعم
أنت ذاك ، قال : فألقي عليه شبه عيسى ، قال : ورفع عيسى عليه السلام من روزنة كانت
في البيت إلى السماء ، قال : وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبيه فقتلوه ثم صلبوه ،
وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به ، فتفرقوا ثلاث فرق ، قال : فقال فرقة
: كان فينا الله ما شاء ، ثم صعد إلى السماء ، وهؤلاء اليعقوبية وقالت فرقة : كان فينا
ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه ، وهؤلاء النسطورية ، وقالت فرقة : كان فينا عبد
الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه وهؤلاء المسلمون ، فتظاهرت الكافرتان على
المسلمة فقاتلوها فقتلوها ، فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه
وسلم فأنزل الله عليه فآمنت طائفة من بني إسرائيل يعني الطائفة التي آمنت في زمن عيسى
، وكفرت طائفة يعني الطائفة التي كفرت في زمن عيسى فأيدنا الذين آمنوا في زمان عيسى
على عدوهم بإظهار محمد صلى الله عليه وسلم دينهم على دين الكفار فأصبحوا ظاهرين .
قال العلامة
ابن كثير في " البداية ج2 ": هذا إسناد صحيح إلى
ابن عباس على شرط مسلم
وقال في التفسير ج 4 ص 337 تفسير سورة النساء:وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس
وقال في التفسير ج 4 ص 337 تفسير سورة النساء:وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس
قال محقق
المصنف أسامة بن محمد: إسناده لا باس به
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق