الاثنين، 18 يونيو 2012

السلطان عبد الحميد يُخلع من الخلافة بإدعاء انه خالف الشريعة وذلك من قبل أعداء الشريعة !!!

الإطاحة بحكم السلطان عبد الحميد الثاني

كان السلطان عبدالحميد الثاني شديد الحذر من جمعية الاتحاد والترقي المدعومة باليهود والمحافل الماسونية، والدول الغربية واستطاع جهاز مخابرات السلطان عبدالحميد أن يتعرف على هذه الحركة ويجمع المعلومات عنها؛ إلا أن هذه 

الحركة كانت قوية، وقد جاءت مراقبة عبدالحميد لأعضاء هذه الحركة في وقت متأخر ، حيث دفعوا الأهالي الى مظاهرات صاخبة في سلانيك ومناستر واسكوب وسوسن مطالبين بإعادة الدستور، بالإضافة الى أن المتظاهرين هددوا 

بالزحف على القسطنطينية. الأمر الذي أدى بالسلطان الى الرضوخ على مطالب المتظاهرين حيث قام بإعلان الدستور وإحياء البرلمان وذلك في 24 تموز 1908م، وكانت هناك عدة أسباب جعلت من جميعة الاتحاد والترقي أن تبقي السلطان عبدالحميد الثاني في تلك الفترة على العرش منها:
1- لم تكن في حوزة الاتحاد والترقي القوة الكافية بعزله في عام 1908م.
2- اتباع عبدالحميد الثاني سياسة المرونة معهم، وذلك بتنفيذ رغباتهم بإعادة الدستور.
3- ولاء العثمانيين لشخص السلطان عبدالحميد. وهذه النقطة واضحة، حيث أن لجنة الاتحاد والترقي لم تكن لها الجرأة الكافية على نشر دعايتها ضد السلطان عبدالحميد الثاني بين الجنود ، لأن هؤلاء كانوا يبجلون السلطان.

إن الصهيونية العالمية لم تقتصر على الانقلاب الدستوري لعام 1908م، بل تعاونت مع جمعية الاتحاد والترقي لتحقيق مكاسب أخرى في فلسطين ، وعليه كان لابد من التخلص من السلطان عبدالحميد الثاني نهائياً ولذلك دبرت

أحداث في 31 أبريل 1909م في استانبول وترتب على أثرها، اضطراب كبير قتل فيه بعض عسكر جمعية الاتحاد والترقي؛ عرف الحادث في التاريخ باسم حادث 31 مارت.

وقد حدث هذا الاضطراب الكبير في العاصمة بتخطيط أوروبي يهودي، مع رجال الاتحاد الترقي وتحرك على أثره عسكر الاتحاد والترقي من سلانيك ودخل استانبول، وبهذا تم عزل خليفة المسلمين السلطان عبدالحميد الثاني من كل سلطاته المدنية والدينية. ثم وجهت إليه جمعية الاتحاد والترقي التهم التالية:
1- تدبير حادث 31 مارت.
2- إحراق المصاحف.
3- الإسراف.
4- الظلم وسفك الدماء.
مع أن جميعة الاتحاد والترقي العثمانية، تبنت الأفكار الغربية المضادة للاسلام وللفكر الاسلامي؛ لكنها استغلت الدين عند مخاطبتها للناس للتأثير فيهم، وكسب أنصار لهم في معركتهم ضد السلطان عبدالحميد الثاني. وقد نجحوا في ذلك.
تقول الجمعية في بياناتها الى العثمانيين: (أيها العثمانيون: إن مقصدنا هو سلامة الدولة والخلافة، ولم يعد أحد يجهل هذا). (وبعون الباري وهمة الاخوان) و(أيها المسلمون: كفانا أن نقوم بدور المتفرج على سلطان جبار، عديم الايمان، يسحق

القرآن تحت أقدامه، وكذلك يسحق الضمير والايمان) و(استيقظوا ياأمة محمد) و(الشجاعة الشجاعة يامسلمون الشجاعة منا والعون من الله. نصر من الله وفتح قريب) و(أيها المسلم الموحد! اقرأ باسم ربك) و(انهض أيها المسلم

الموحد! وانقذ دينك، وإيمانك من يد الظالمين. وأنقذ بذلك نفسك! فهنا شيطان جبار يحمل فوق رأسه تاجاً. وفي يده دينك وإيمانك. فأنقذ دينك منه وإيمانك أيها الموحد) و(ياأيها المسلمون: إن السلطان عبدالحميد


-شرعاً- ليس بسلطان، ولا خليفة! ومن لايصدق قولنا هذا : فلينظر في الكتاب والسنة. لقد أبرزت جمعيتنا بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وأوامر الله وأوامر الرسول الموجهة الى الحكومة والأهالي.

لكن السلطان عبدالحميد، أشاح بوجهه بعيداً عن أوامر الله ، وأوامر الرسول . وبالتالي : أثبت ظلمه ولم يخجل من الاعتراض على الله؛ لذلك ينبغي على شعبنا ، أن يلجأ الى السلاح ضده وإذا لم يفعل الشعب هذا، فليتحمل إذاً وزر ماعليه السلطان عبدالحميد من ظلم.

لقد كان الفكر الحاكم في اتجاهات جمعية (الاتحاد والترقي) ، هو : الماسونية وهي لاتعترف بالأديان، والفلسفة الوضعية (العقلانية وهي تنفي الدين) والعلمانية (وهي تبعد الدين عن الحياة)، ومع ذلك استخدم الثوار الاتحاديون الدين لمحاربة السلطان عبدالحميد الثاني وافتروا عليه باسم الدين.

إن التهم التي وجهت للسلطان عبدالحميد الثاني لاتثبت أمام البحث العلمي، والحجج، والبراهين الدالة على برائته الكلية مما ينسب إليه، فقد أثبتت الأدلة على عدم علم السلطان عبدالحميد بحادث 31 مارت، كما أنه (من المحال 

إحراق السلطان عبدالحميد للمصاحف، فهو سلطان معروف بتقواه، ولم يعرف عنه تركه للصلاة وأهماله للتعبد، كما أنه معروف بعدم اسرافه ولأنه لايعرف الاسراف فقد كان المال يتوفر معه دائماً ولذلك فقد أزاح من على كاهل الدولة أعباء كثيرة من ماله الخاص).
وعن ظلمه وسفكه للدماء فلم يعرف عن السلطان عبدالحميد هذا، وسفك الدماء لم يكن أبداً ضمن سياسته.
ولم لا يغيب عن بال الانقلابيين الضغط على مفتي الاسلام محمد ضياء الدين بإصدار فتوى الخلع ففي يوم الثلاثاء السابع والعشرين من شهر نيسان عام 1909م اجتمع 240 عضواً من مجلس الأعيان في جلسة مشتركة وقرروا 

بالاتفاق خلع السلطان عبدالحميد الثاني وكتب مسودة الفتوى ا لشيخ نائب حمدي افندي المالي لكن أمين الفتوى نوري أفندي الذي دعى للاجتماع رفض هذه المسودة وهدد بالاستقالة من منصبه ان لم يجر تعديل عليها وأيده في 

التعديل عدد من انصاره من النواب فعدل القسم الأخير على أن يقرر مجلس المبعوثان عرض التنازل عن العرش أو خلعه.
وإليكم نص الفتوى:

(الموقع عليها من شيخ الاسلام محمد ضياء الدين أفندي ووافق عليها مجلس المبعوثان بالإجماع "إذا قام أمام المسلمين زيد فجعل ديدنه طي واخراج المسائل الشرعية المهمة من الكتب الشرعية وجمع الكتب المذكورة والتبذير والإسراف 

من بيت المال واتفاقية خلاف المسوغات الشرعية وقتل وحبس وتغريب الرعية بلا سبب شرعي وسائر المظالم الاخرى ثم اقسم على الرجوع عن غيه ثم عاد فحنث وأصر على أحداث فتنة ليخل بها وضع المسلمين كافة فورد من 

المسلمين من كافة الاقطار الاسلامية بالتكرار مايشعر باعتبار زيد هذا مخلوعاً فلوحظ ان في بقائه ضرراً محققاً وفي زواله صلاحاً فهل يجب على أهل الحل والعقد وأولياء الأمور أن يعرضوا على زيد المذكور التنازل عن الخلافة والسلطنة أو خلعه من قبلهم. الجواب: نعم يجب).

قرأت هذه الفتوى في الاجتماع المشترك للمجلس الملي فصرخ النواب الاتحاديون نريد خلعه وبعد مداولات تم الموافقة على خلع السلطان عبدالحميد الثاني.
وبتكليف من جمعية الاتحاد والترقي تم تكوين لجنة لإبلاغ خليفة المسلمين وسلطان الدولة العثمانية عبدالحميد الثاني بقرار خلعه. وكانت هذه اللجنة تتألف من:
1- إيمانويل قراصو: وهو يهودي أسباني. كان من أوائل المشتركين في حركة تركيا الفتاة وكان مسؤلاً أمام جميعة الاتحاد والترقي عن إثارة الشغب وتحريضه ضد السلطان عبدالحميد الثاني وتأمين التخابر بين سلانيك واستانبول فيما يتعلق بالاتصالات الحركة.
2- آرام : وهو أرمني عضو في مجلس الأعيان العثماني.
3- أسعد طوبطاني: وهو ألباني ، نائب في مجلس المبعوثان عن منطقة دراج.
4- عارف حكمت: وهو فريق بحري وعضو مجلس الأعيان، وهو كرجبي العراق.
ويروي السلطان عبدالحميد في مذكراته تفاصيل هذه الحادثة فيقول: (إن مايحزنني ليس الابعاد عن السلطة، ولكنها المعاملة غير المحترمة التي ألقاها بعد كلمات أسعد باشا هذه والتي خرجت عن كل حدود الأدب ، حيث قلت

لهم: إنني أنحني للشريعة ولقرار مجلس المبعوثان ذلك تقدير العزيز العليم، سوى إني أؤكد بأنه لم يكن لي أدنى علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالاحداث التي تفجرت في 31 مارت ثم أردف قائلاً: (إن المسؤولية التي تحملتموها ثقيلة جداً).

ثم أشارالسلطان عبدالحميد الى قرصو قائلاً: (ماهو عمل هذا اليهودي في مقام الخلافة؟ وبأي قصد جئتم بهذا الرجل أمامي؟).
لقد اعتبر اليهود والماسونيون هذا اليوم عيداً لهم، وابتهجوا به وساروا بمظاهرة كبيرة في مدينة سلانيك، ولم يكتف الماسونيون بذلك بل طبعوا صورة هذه المظاهرات في بطاقات بريدية لتباع في أسواق تركيا العثمانية ولمدة طويلة. لقد 

كان الاتحاديون يفتخرون دائماً بأنهم ماسونيون. وقد أدلى رفيق مانياسي زادة بتصريحات الى صحيفة تمبس والفرنسية في باريس عقب نجاح انقلاب حركة الاتحاد والترقي، حيث جاء فيها:(لقد كانت للمساعدات المالية والمعنوية التي 

تلقيناها من الجمعية الماسونية الايطالية التي أمدتنا بالعون العظيم نظراً لارتباطنا الوثيق بها).
وفي مقال نشرت في جريدة (بويوك ضوغو) التركية في 2 مايو عام 1947م العدد 61 يقول (محرم فوزي طوغاي) تحت عنوان (فلسطين والمسألة اليهودية) الآتي:
(منع السلطان عبدالحميد تحقيق هدف إنشاء دولة يهودية في فلسطين، وكلف هذا لمنع السلطان عبدالحميد غالياً وأودى بعرشه، وأدى هذا فيما بعد الى انهيار الدولة العثمانية كلها). رغم أنه كان يدرك -كما قال نظام الدين لبه دنلي 

أوغلو- في دراسته عن دور اليهود في هدم الدولة العثماينة أن: (اليهود يمتلكون قوى كثيرة تستطيع النجاح في العمل المنظم ، فالمال كان عندهم والعلاقات التجارية الدولية كانت في أيديهم. كما كانوا يمتلكون الصحافة الأوروبية والمحافل الماسونية).

إن بعض أقطاب حركة الاتحاد والترقي اكتشفوا فيما بعد أنهم قد وقعوا تحت تأثير الماسونية والصهيونية، فهذا أنور باشا الذي لعب دوراً مهماً في إنقلاب عام 1908م، يقول في حديث له مع جمال باشا أحد أركان جميعة الاتحاد والترقي: 
(أتعرف ياجمال ماهو ذنبنا؟ وبعد تحسر عميق قال : (نحن لم نعرف السلطان عبدالحميد ، فأصبحنا آلة بيد الصهيونية، واستثمرتنا الماسونية العالمية، نحن بذلنا جهودنا للصهيونية فهذا ذنبنا الحقيقي).

وفي هذا المعنى، يقول أيوب صبري قائد الاتحاديين العسكريين: (لقد وقعنا في شرك اليهود ، عندما نفذنا رغبات اليهود عن طريق الماسونيين لقاء صفيحتين من الليرات الذهبية في الوقت الذي عرض فيه اليهود ثلاثين مليون ليرة ذهبية على السلطان عبدالحميد لتنفيذ مطالبهم، إلا إنه لم يقبل بذلك).

ويقول في هذا الصدد برنارد لويس: (لقد تعاون الاخوة الماسونيون واليهود بصورة سرية على إزالة السلطان عبدالحميد، لأنه كان معارضاً قوياً لليهود، إذ رفض بشدة إعطاء أي شبر أرض لليهود في فلسطين).
وقد علق نجم الدين أربكان المجاهد الكبير زعيم حزب الرفاه في تركيا على هذا الموضوع قائلاً: (إن الحركة الماسونية سعت سعياً شديداً لعزل السلطان عبدالحميد، ونجحت في سعيها وأن أول محفل فتح في تركيا العثمانية كان على يد أميل قره صو وهو صهيوني وقد انصم إليه ضباط منطقة سالونيكا...).

وبعد إبعادالسلطان عبدالحميد الثاني من السلطة، عبرت الصحف اليهودية في سلانيك عن غبطتها في الخلاص من (مضطهد اسرائيل) كما وصفته هذه الصحف. وفي هذا الصدد يقول لوثر : (وبعد إبعاد عبدالحميد من السلطة ، عبرت الصحف اليهودية في سلانيك عن غبتطها، وأخذت تزف البشائر بالخلاص من (مضطهد اسرائيل) الذي رفض استجابة طلب هرتزل لمرتين، والذي وضع جواز السفر الأحمر الذي يقابل عندنا قانون الأجانب).

واستمرت الحملات الاعلامية المنظمة تشهر تشهيراً عنيفاً بالسلطان عبدالحميد الثاني استهدف أعداء الاسلام من تلك الحملات:
1- الدفاع عن أعضاء الاتحاد والترقي، مبررين تصرفهم في إنهاء حكم السلطان عبدالحميد كي تسترد الدولة مكانتها.
2- تغطية فشل الاتحاد والترقي في حكم الدولة، فقد لجأ رجال الاتحاد والترقي الى القوة والاستبداد ، وأثاروا الفرقة بين سكان البلاد.
3- إبراز صورة مشرقة لعهد الطاغية الملحد مصطفى كمال آتاتورك وأعوانه، وتبرير تصرفات عملاء اليهود والانكليز والدول الغربية في إلغاء الخلافة والسلطنة وإعلان الجمهورية التركية.
4- رغبة الصهاينة في تدمير سيرة السلطان عبدالحميد الثاني إنتقاماً منه لسياسته المعادية لأهدافهم في فلسطين.



هذا البحث منقول بتصرف من موقع ملتقى أهل الحديث وهذا هو الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=247745

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق